فندق «فيرمونت الدوحة»... وجهة رائدة بموقع استثنائي

إطلالته خلابة على الشاطئ

هندسة معمارية مميزة على شكل قوسين (موقع الفندق)
هندسة معمارية مميزة على شكل قوسين (موقع الفندق)
TT

فندق «فيرمونت الدوحة»... وجهة رائدة بموقع استثنائي

هندسة معمارية مميزة على شكل قوسين (موقع الفندق)
هندسة معمارية مميزة على شكل قوسين (موقع الفندق)

من داخل «أبراج كتارا»، أحد أبرز المعالم الأيقونية وأحدثها في العاصمة القطرية، يبرز فندق «فيرمونت الدوحة» بإطلالته الخلابة على الشاطئ، ليقدّم لزواره تجارب ضيافة حالمة، تبدأ فصولها لحظة دخول الزائر إلى الردهة الكبرى التي تحتضن أكبر ثريّا في العالم. ويكشف الموقع عن تحفة معمارية تُثري مشهد المدينة الساحلي، بفضل الأبراج المصممة على شكل سيفين متقاطعين يحاكيان شعار الدولة الذي يرمز إلى القوة والشجاعة. وتم تصميم الغرف والأجنحة المطلة على البحر في الفندق بما يحاكي أجواء اليخوت الفاخرة، حيث يمكن مشاهدة أجمل المناظر الشاطئية وأفق المدينة من الشرفات الخارجية، بينما تحفل المساحات الداخلية بلمسات نهائية تجمع الجلد الأبيض والخشب الداكن. وبدورها، تتيح تجربة الإقامة في طابق «فيرمونت الذهبي»، والمصمم كأنه فندق مستقل داخل الفندق، كثيراً من المزايا والامتيازات المرموقة للضيوف، بما في ذلك المسبح المخصص، والردهة، والخدمة الشخصية عالية الجودة. كما يحتضن الفندق 5 مطاعم متميزة، وصالات عصرية للياقة البدنية، مع منتجع صحي لاستعادة النشاط.

خيار واسع للطعام في مطاعم عالمية عصرية (موقع الفندق)

توفّر العاصمة القطرية لزوارها تجارب مذهلة تجمع مفردات التراث والحداثة. وتتألّق المدينة بطراز معماري خلاب يحتضن كثيراً من المراكز الثقافية والمرافق الرياضية عالمية المستوى، وتشكّل بسواحلها الممتدة لأميال عدة إحدى أبرز الوجهات في قلب الخليج العربي. أما أفق الدوحة، فتم تصميمه بإلهام من عناصر الثقافة المحلية على يد نخبة من مهندسي العمارة الحائزين جوائز مرموقة، والذين ينتمون إلى دول مختلفة من حول العالم. وتُعدّ العاصمة القطرية أيقونة الفن والثقافة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، بفضل ما تتضمنه من متاحف ومعارض غنية بالأعمال التراثية ومشاهد الفن المعاصر، وهذا ما يكشفه متحف قطر الوطني من مقرّه المبنيّ على هيئة «زهرة الصحراء»، إذ يستعرض المسار التاريخي للدولة، من الحضارات البدوية العريقة إلى العصر الجديد، الذي رسم ملامح الحداثة القطرية بسرعة قياسية.

غرف واسعة ومريحة ومجهزة بأحدث الأدوات العصرية (موقع الفندق)

ويقع فندق «فيرمونت الدوحة» في منطقة لوسيل، وهي أول مدينة خضراء في قطر، وتم تطويرها بهدف الترويج لمفهوم الاستدامة، حيث تتميز بشبكة واسعة من الحدائق، ووسائل النقل العام الصديقة للبيئة، فضلاً عن مشروعات تصميم المناظر الطبيعية المتمحورة حول ترشيد استهلاك المياه. كما يتم العمل على تحويل تلك المنطقة، التي اكتسبت شهرةً كبيرةً من خلال ملعب كأس العالم، إلى مجمّع تراثي يضمّ كثيراً من المراسي مع وجهة ترفيهية وجزر صناعية، بالإضافة إلى «أبراج كتارا» الجديدة، موطن فندقي «رافلز الدوحة» و«فيرمونت الدوحة». ويسعى هذا المشروع إلى منح الزوار فرصة الاستمتاع بمجموعة متنوعة من تجارب التسوق الفاخرة والمرافق الترفيهية وملاعب الغولف الراقية.

ويتميز فندق «فيرمونت الدوحة» بموقع مثالي بالقرب من كثير من وجهات الجذب السياحي، ومناطق الترفيه، والسفارات، ومناطق الأعمال الرئيسية.

يضمّ فندق «فيرمونت الدوحة» 361 غرفةً وجناحاً تشتمل بعضها على شرفات خارجية، مع إطلالات خلابة على الخليج وأفق الدوحة. تم تصميم الغرف جميعها بأسلوب يحاكي اليخوت الكلاسيكية الفاخرة، حيث تتميز بتفاصيل من الجلد الأبيض والخشب، وتحتوي على مرافق مترفة، وتجهيزات عصرية، وآلات لتحضير القهوة. وبدورها، توفّر الأجنحة المكوّنة من غرفة أو غرفتي نوم خدمات ومرافق مطوّرة، بينما يشغل الجناح الرئاسي، الذي يحتضن 3 غرف نوم، مساحةً تمتدّ على الطابقين 31 و32 من الفندق، ويشتمل على صالون خاص، وصالة لياقة بدنية، وغرفة سينما. وتبرز في الجناح تجهيزات ووسائل راحة تعمل بأحدث التقنيات المتطورة، ومراتب سرير من نوع «بوستيربيدك»، إلى جانب ركن مشروبات وطاولة زينة، مع مرآة وغرفة ملابس، وصندوق لتخزين المقتنيات. أمّا غرف الاستحمام التي تحتوي على دشّ منفصل وحوض استحمام واسع وتلفاز، فتتألق ببلاط مصنوع من الذهب عيار 24 قيراطاً.

تجارب الطعام

> يكشف ماسالا لايبراري باي جيغز كالرا عن أصالة التقاليد الهندية الممتدة إلى قرون من الزمن، وفخامة الضيافة التي تتقن فن الطهو الجزيئي. وتستحضر الرحلة في هذه الوجهة ثقافة الطهو في شبه القارة الهندية وما وراءها، من بنغلاديش وبوتان إلى جزر المالديف وسريلانكا، لتذهب بالضيوف إلى مغامرة مفعمة بالعاطفة والنكهات. وتعكس فلسفة المطعم مهارة جيغز كالرا، رائد الأعمال والمؤلّف ومقدّم البرامج المتلفزة، ومنهجيته القائمة على 4 عقود من البحث عن توليفة إبداعية تحتفل بالنكهات والتقاليد والأصالة.

> عندما يدخل الزائر إلى مطعم «بروفوك» يجد نفسه بين عالمين متناقضين تماماً، حيث ينقسّم المكان إلى طابقين مفتوحين يستوحي أحدهما من حرارة النار، بينما يستحضر الآخر برودة الجليد. وتتناغم قوة هذين العنصرين من خلال التصميم الداخلي الجريء، وتجربة الطعام الغامرة التي يتيحها المكان. وتشتمل قائمة الطعام الانتقائية على عدد كبير من المكونات الآسيوية وتقنيات الطهو المبتكرة؛ للارتقاء بالتجربة إلى آفاق جديدة. تبدأ الرحلة في مساحة غنية بالضوء ضمن الطابق الـ33 من الفندق، وهناك تبرز تفاصيل منحوتة بطابع فريد للغاية وكأنها من الجليد، سواء المقاعد أو ركن المشروبات، كما تقدم الوجهة وصفات مبتكرة من السوشي والساشيمي واللفائف الشهيرة. ومع صعود الزوار إلى الطابق العلوي، يتحول المشهد إلى فضاء دافئ يحاكي لهيب النار، حيث تلتقي فنون الطهو وفق تقنيتي «روباتاياكي» و«تيبانياكي» اليابانيتين، مع أساليب الشواء الكورية والمشروبات الفاخرة.

قاعة الاجتماعت في"فيرمونت الدوحة" (موقع الفندق)

> يجسّد مطعم «فايا» المعنى الحقيقي لثقافة أميركا اللاتينية، ويقدم توليفةً واسعةً من الأطباق التقليدية المقبلة من وسط وجنوب أميركا، التي يتم تقديمها بواسطة نادل مخصص لخدمة كل طاولة. كما تكشف القائمة عن بعض الأسرار الخفية في عالم الطهو، ومجموعة من الوصفات الإقليمية المميزة. ويتم تحضير الأطباق اللاتينية في محطات طهو تفاعلية بجانب المائدة، مما يتيح تجربة فريدة تأخذ الضيوف في رحلة عبر العالم الجديد، من كوستاريكا وتشيلي إلى المكسيك وبيرو.

> ترسم هذه الوجهة ملامح جديدة لطقوس تناول الشاي بإلهام من الثقافة الأوروبية والتقنيات الفرنسية، وتقدم تجربة ضيافة فريدة تحفل بأصناف الكيك والمعجنات، وسط مساحة نادرة تتميز بسقف زجاجي شاهق يرتفع عن الأرض مسافة 12 قدماً، مع جدران مزينة بأعمال فنية تم إبداعها خصيصاً للمطعم. أما واجهة العرض المليئة بأباريق الشاي فتعكس شغف الفنان الذي صنعها بتحضير هذا المشروب المميز. وتتميز جلسات شاي الظهيرة في المطعم بأجواء باريسية أنيقة تتكامل مع النغمات الحية لعازف البيانو، بينما تكشف وصفات الكيك عن المهارة الاستثنائية للطاهي ميكي بريتي، رئيس قسم المعجنات الحائز جوائز عالمية مرموقة. وتجمع القائمة توليفةً مختارةً من خلطات الشاي النادرة وشاي الأعشاب بالفواكه، التي يتم تحضيرها بخبرة هائلة لتعزيز التجربة. كما تكتمل القائمة مع وصفات القهوة ذات المنشأ الواحد، والشاي المخمّر.

> تقع هذه الاستراحة المخصصة للاستمتاع بالشيشة في الطابق السابع من الفندق، ضمن حديقة نباتية تشرق بأشعة الشمس، وتضمن للزوار اختبار رحلة توقظ الحواس وتلهب المشاعر. ويتميز المكان في قسميه الداخلي والخارجي بأجواء مريحة.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.