«قمة العلا» تجمع 150 من القادة وصناع القرار لمناقشة مستقبل الثقافة العالمية

نحو تعزيزه قوة دافعة للتقدم الاجتماعي والتغيير الإيجابي

قمة العلا لمستقبل الثقافة... ستناقش أهم قضايا القطاع عبر مجموعة من جلسات النقاش وورش العمل (واس)
قمة العلا لمستقبل الثقافة... ستناقش أهم قضايا القطاع عبر مجموعة من جلسات النقاش وورش العمل (واس)
TT

«قمة العلا» تجمع 150 من القادة وصناع القرار لمناقشة مستقبل الثقافة العالمية

قمة العلا لمستقبل الثقافة... ستناقش أهم قضايا القطاع عبر مجموعة من جلسات النقاش وورش العمل (واس)
قمة العلا لمستقبل الثقافة... ستناقش أهم قضايا القطاع عبر مجموعة من جلسات النقاش وورش العمل (واس)

من ملتقى الحضارات القديمة في محافظة العلا الغنية بآثارها وكنوزها التاريخية (شمال غربي السعودية)، يجتمع قادة الخطاب الثقافي العالمي الأسبوع المقبل في «قمة العلا لمستقبل الثقافة» لمناقشة أهم قضايا القطاع واستكشاف الطبيعة واحتياجاتها، وتطوير العلاقة المتناغمة مع البيئة وتعزيز الابتكار والتجديد وتنمية الاقتصاد الثقافي ودعم ريادة الأعمال الإبداعية.

وتجمع القمة التي تستضيفها الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالشراكة مع وزارة الثقافة، نحو 150 شخصاً من القادة وصنّاع القرار، وروّاد الأعمال، والفنانين من مختلف أنحاء العالم خلال الفترة بين 25 و27 فبراير (شباط) الحالي؛ بهدف اكتشاف طرق جديدة لدعم المشاركة المؤثرة والواسعة من خلال الفن والثقافة والصناعات ذات الصلة.

وتشمل القمة، مجموعة من جلسات النقاش وورش العمل والعروض التفاعلية؛ التي تتناول سبل تعزيز القطاع الثقافي كقوة دافعة للتقدم الاجتماعي والتغيير الإيجابي للمستقبل.

ويتضمن برنامج القمة 3 جلسات رئيسية، الجلسة الأولى بعنوان «الأساس الغني» وتتناول تعزيز الابتكار والتجديد في الثقافة؛ بهدف استكشاف الطبيعة واحتياجاتها، وتطوير العلاقة المتناغمة مع البيئة، وتستهدف الجلسة الثانية دعم التحوّل للإبداع العالمي والحوار العابر للثقافات بعنوان «الأرض الإبداعية»؛ لاستكشاف سياسات تنمية الاقتصاد الثقافي، ودعم ريادة الأعمال الإبداعية، واستخدام الفن لتحسين المهارات، بينما تتطرّق الجلسة الأخيرة بعنوان «حصاد التأثير» نحو الثقافة الشاملة، وتمكين المجتمع لاستكشاف الإنتاج الثقافي العالمي وتأثيره في الثقافات المحلية.

وتشهد القمة مشاركة نخبة من المتحدثين، بينهم مساعد وزير الثقافة راكان الطوق، والقيّم الألماني كلاوس بيسنباخ، والمهندس المعماري البروفسور رونالد رايل، ورئيس مركز بومبيدو ولوران لوبون، والناقد الفني نيكولاس بوريود، والمنسّقة الفنيّة بوسي كريشناماتشاري، والمنسّق الدّولي أكيكو ميكي، والمخرج المسرحي روبرت ويلسون، والمهندسة المعمارية لينا الغطمة، والبروفسور إيمانويل كوشيا، والمخرجة والممثلة فاطمة البنوي، والفنان أيمن زاداني، وغيرهم.

من جانبها، قالت نورا الدبل المديرة التنفيذية للفنون والصناعات الإبداعية في الهيئة، إن النسخة الافتتاحية من القمة «تعكس التزامنا بالحفاظ على التراث الثقافي، ودعم مستهدفات الفن والثقافة لدفع عجلة التطوير المجتمعي»، مضيفة: «نستكشف من خلالها دور البيئة الطبيعية في تشكيل التطور الثقافي، وتأثير الطبيعة على المحيط الذي نعيش فيه».

وأوضحت أن الثقافة تعمل بصفتها قوّة موحدة، تلهم وتعطي حلولاً للتحدّيات العالمية، وتعزّز التقدّم الاجتماعي من خلال المعرفة والتفاهم المشترك، مبيّنة أن القمة تجمع قادة الخطاب العالمي بهدف إثراء الحوار الثقافي وتوسيع آفاقه. وأشارت الدبل إلى أن العلا، التي تعدّ مركزاً لالتقاء الحضارات القديمة، تمتلك إرثاً ممتداً وموطناً للثقافات والأفكار المتنوعة، منوهة بأن القمة تعتمد على هذه التقاليد العريقة.

وعلى هامش الحدث الثقافي، ستُتاح الفرصة للمشاركين لاكتشاف البيئة الطبيعية والثقافية في العلا، وستحفل القمة بعروض فنية، بمشاركة الفنانة السعودية بلقيس الراشد، وفرقة المسرح الإسبانية لا فوراديلس باوس، والشاعر والكاتب النيجيري البريطاني إنوا إلامز.



مصر تحتفي بـ«اليوم العالمي للغة العربية» بندوات وأمسيات شعرية

جانب من احتفال المجلس الأعلى للثقافة باليوم العالمي للغة العربية (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من احتفال المجلس الأعلى للثقافة باليوم العالمي للغة العربية (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مصر تحتفي بـ«اليوم العالمي للغة العربية» بندوات وأمسيات شعرية

جانب من احتفال المجلس الأعلى للثقافة باليوم العالمي للغة العربية (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من احتفال المجلس الأعلى للثقافة باليوم العالمي للغة العربية (وزارة الثقافة المصرية)

احتفت مصر باليوم العالمي للغة العربية، الذي يحل في 18 ديسمبر (كانون الأول) بتنظيم ندوات وأمسيات شعرية، إذ نظم المجلس الأعلى للثقافة، احتفالية لاستعادة جماليات «لغة الضاد»، كما أقيم حفل توقيع لكتب عن اللغة، وشاركت الإذاعة المصرية في الاحتفال بخطة تضمنت استعادة كنوز اللغة في البرامج المختلفة والقصائد المغناة.

تحت عنوان «من القلم إلى الخوارزمية... أصالة الحرف وحداثة الفكر» نظم المجلس الأعلى للثقافة احتفالية حضرها متخصصون في اللغة والنقد الأدبي تحدثوا عن الدور الذي لعبته اللغة العربية في الحفاظ على الهوية، وقدرتها على الصمود عبر الزمن متجاوزة عوامل التأثير والتأثر.

وقال الناقد الأدبي الدكتور عادل ضرغام، الذي أدار الجلسة الأولى في الاحتفالية إن «اللغة العربية استطاعت أن تحافظ على نفسها وعلى نظامها الصوتي لأكثر من 16 قرناً، لم تنعدم أو تتدهور، بالإضافة لتجددها النوعي الملحوظ، واستطاعت أن تستوعب كل ما حدث من متغيرات وأحداث في فترات تاريخية متتالية»، وفق بيان للمجلس الأعلى للثقافة.

وأوضح ضرغام في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يقام من فعاليات واحتفالات باللغة العربية في المؤسسات الثقافية والجامعات مناسب خصوصاً في ظل التحديات التي تمر بها اللغة مثل الفجوة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى أن المحتوى العربي على شبكة الإنترنت لا يزيد على 3 في المائة وفق إحصائيات نشرتها منظمة اليونيسكو، مؤكداً أن «الأمر يتطلب صناعة برامج تتواءم مع أبنية اللغة العربية وتوائم التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي».

وقال ضرغام: «كل عام نتحدث عن ضرورة حضور اللغة العربية في البرامج الإذاعية والتلفزيون والتعليم، ولكن الأمر يحتاج إلى صيغة قانونية، يجب أن تكون هناك قوانين ملزمة لحماية اللغة العربية».

وتحدث مقرر لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور يوسف نوفل، مؤكداً أن «تلك اللغة هي دليل وجودنا، فقد قاومت على مر التاريخ جميع أشكال الاستعمار الجديد والقديم، كذلك وقفت أمام المزاعم الصهيونية وأطماعها»، حسب البيان.

وأشار الدكتور الباحث محمد حجاج إلى قيمة اللغة العربية التي تتجلى في قول الإمام الشافعي: «إن لسان العرب أوسع الألسن مذهباً وأكثرهم ألفاظاً، ولا يحيط بجميع علومه إنسان سوى أن يكون نبياً».

وتوجت الاحتفالية بأمسية شعرية أدارها الشاعر أحمد حسن قدمها بقصيدة حافظ إبراهيم الشهيرة عن اللغة العربية ومنها «أنا البحر في أحشائه الدر كامن / فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي». وشارك في الأمسية الشعراء أمجد ريان وشيرين العدوي وريم أحمد المنجي ومحمد خالد الشرقاوي ومحمد مغاوري ومحمد عكاشة ومنال الصناديقي ومصطفى مقلد.

في السياق تصدر وسم «اليوم العالمي للغة العربية الترند» على «إكس» في مصر، الأربعاء، وتبارى مستخدمو المنصة في إظهار الجمل والكلمات والتراكيب التي تبرز جماليات اللغة العربية وكذلك لوحات الخط العربي.

وفي الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية نظم المركز القومي للترجمة، الأربعاء، حفلي توقيع لكتابي «تبرئة الألفاظ» لشادن م. تاج الدين، و«عن الأدب» بحضور مترجمتهما الدكتورة سمر طلبة.

احتفالية بتوقيع كتاب «تبرئة الألفاظ» في يوم اللغة العربية (المركز القومي للترجمة بمصر)

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» قد اختارت يوم 18 ديسمبر يوماً عالمياًَ للاحتفال باللغة العربية بمناسبة اختيارها لغة سادسة في المنظمة الدولية قبل 51 عاماً، مؤكدة أهميتها لكونها يتحدث بها ما يربو على 450 مليون نسمة، وهي لغة رسمية لنحو 25 دولة، وفي احتفالية هذا العام طرحت المنظمة الدولية حلقة نقاشية لاستكشاف مستقبل اللغة العربية في الذكاء الاصطناعي.

وبخطة موسعة، احتفلت الإذاعة المصرية باليوم العالمي للغة العربية، شاركت فيها أكثر من إذاعة، من بينها صوت العرب والبرنامج العام وإذاعة الأغاني التي تذيع على مدار اليوم مجموعة من القصائد المغناة لكبار المطربين مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وفق موقع الهيئة الوطنية للإعلام.

كما استعادت محطات إذاعية البرامج القديمة التي احتفت باللغة مثل «لغتنا الجميلة» للإذاعي الراحل فاروق شوشة، بالإضافة إلى العديد من البرامج التي تناولت جماليات اللغة العربية وتاريخها.