سيدة الـ116 عاماً فقدت جميع أحبّتها لتصبح القرية عائلتها

ثاني أقدم شخصية على وجه الأرض تنال الوفاء المُستَحق

العمر رقم والحياة تجربة (نيويورك تايمز)
العمر رقم والحياة تجربة (نيويورك تايمز)
TT

سيدة الـ116 عاماً فقدت جميع أحبّتها لتصبح القرية عائلتها

العمر رقم والحياة تجربة (نيويورك تايمز)
العمر رقم والحياة تجربة (نيويورك تايمز)

عندما وُلدت إديث سيكاريللي في فبراير (شباط) 1908، كان ثيودور روزفلت رئيساً لأميركا، وأصبحت أوكلاهوما للتو الولاية الـ46، ولم تمتلك النساء بعد حق الانتخاب. تبلغ سيكاريللي اليوم 116 عاماً، وهي أقدم شخصية معروفة في الولايات المتحدة، وثاني أقدم شخصية على وجه الأرض، عاشت الحربين العالميتين، ومرَّت بالأوبئة الأكثر فتكاً في التاريخ الأميركي، وفق صحيفة «نيويورك تايمز». أمضت العُمر في مكان واحد تقريباً: قرية ويليتس، حيث غابات الخشب الأحمر في كاليفورنيا، التي عُرِفت سابقاً بقطع الأخشاب، وها هي تُعرف بشكل أبرز بفضل سيكاريللي. العام الماضي، حدَّد مجلس المُشرفين في مقاطعة ميندوسينو 5 فبراير يوماً للاحتفال بالسيدة المفضّلة فيها. قالت العمدة سابرينا رودريغيز، البالغة 52 عاماً، أي أقل من نصف عمر سيكاريللي: «عندما بلغت عيدها المائة، غمرت المجتمع بأسره حالةٌ من الرهبة». الأحد، ورغم الجوّ الماطر، أقامت القرية احتفالاً لساكنيها الأكثر تقديراً، والذين تابعوا الحدث من شرفة دار رعايتها. قالت سوزان بيكتي جونسون، وهي من سكان ويليتس منذ فترة طويلة، وكانت ترتدي سترة واقية للمطر وتعتمر قبعة، بينما تقود سيارة دفع رباعي تحمل شعار «!Happy Sweet 116» على نافذتها الخلفية: «إنها رمز محلّي، ونحن سعداء بالاحتفال بها سنة أخرى».

116 عاماً من الاحتفال بالحياة (نيويورك تايمز)

سيكاريللي الكبرى بين 7 أطفال ولدوا لأغوستينو وماريا ريكاغنو، المُهاجرَيْن الإيطاليَيْن اللذين جذبتهما مقاطعة ميندوسينو بحثاً عن فرص جديدة. استقرت العائلة في ويليتس، حيث كثُر مربّو الماشية في خمسينات القرن التاسع عشر عندما توافد الباحثون عن الثروة إلى كاليفورنيا خلال حمّى تعقُّب الذهب. خلال نشأتها، لعبت كرة السلّة والتنس، وعزفت على الساكسفون، وأحبَّت الغناء والرقص. تقول عن والدها الذي افتتح متجر بقالة في ويليتس عام 1916: «كان يجلس معنا بعد العشاء ويساعدنا على القراءة. لم يتابع دراسته، ولكنه كان ذكياً. لا أزال ألمح مصباح الزيت على الطاولة حيث نقرأ». كانت في سنّ الـ25 حين تزوّجت من حبيبها في المدرسة الثانوية إلمر كينان، وانتقلا إلى سانتا روسا المُجاورة، حيث عمل كاتباً صحافياً. وفي عام 1971، بعد تقاعده، عادا إلى ويليتس. واصلت سيكاريللي التقدُّم في السن، بينما لم يحظّ كل شخص في حياتها بمثل هذه الفرصة. توفي زوجها عام 1984، بعد أكثر من 50 عاماً من الزواج، فتزوّجت مرة أخرى، لتفقد زوجها الثاني تشارلز سيكاريللي عام 1990. توفيت ابنتها في سنّ الـ64، عام 2003. ومنذ ذلك الحين، عدَّت سيكاريللي قريتها بمثابة عائلتها المُوسَّعة، بعد خسارتها إخوتها الستة الأصغر سناً أيضاً، وكذلك حفيداتها الثلاث اللواتي توفين في الأربعينات من العمر نتيجة مرض وراثي.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«الخبرة لا تُحدِث فرقاً»... ملياردير يكشف السمة الأهم للنجاح

يوميات الشرق الملياردير جاي شودري (رويترز)

«الخبرة لا تُحدِث فرقاً»... ملياردير يكشف السمة الأهم للنجاح

كشف الملياردير الأميركي ذو الأصول الهندية، جاي شودري، عن السمة الأهم للنجاح من وجهة نظره، وهي الشغف.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق فيلا الملكة معروضة للبيع بأكثر من 55 مليون دولار (شركة دريمر ريل ستيت)

عرض فيلا الملكة فيكتوريا للبيع بأكثر من 55 مليون دولار

فيلا بالميري، التي كانت يوماً ما وجهة العطلات المفضلة للملكة فيكتوريا ووُصفت بأحد أعظم الأعمال الأدبية الإيطالية، غارقة في التاريخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السفر يعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية (رويترز)

السفر قد يؤخر الشيخوخة

أكدت دراسة جديدة أن السفر قد يؤخر أو يبطئ عملية الشيخوخة، ويعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق لقطة من فيديو نيكولاس كارتر من المحكمة (فوكس نيوز)

شاهد... محلّفون أميركيون يطاردون مداناً هرب من المحكمة ويمسكون به

استعاد اثنان من المحلفين في ولاية مين الأميركية القبض على «معتدٍ على طفل» حاول الهرب وهو مقيد اليدين من محكمة بمقاطعة سومرست، وفقاً لتقارير محلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق متسوق يدفع عربة بسوبر ماركت في بيل فلاور كاليفورنيا (أ.ب)

نصائح لتوفير المال خلال التسوق من محلات البقالة

يعاني الكثيرون من ارتفاع أسعار السلع والخدمات ويحاولون إيجاد وسيلة لتقليل النفقات وتعد المواد الغذائية من السلع الأساسية التي نحتاج إليها ويصعب الاستغناء عنها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

موسم «الصيف السينمائي»... أفلام قليلة وإيرادات كبيرة

أبطال الفيلم مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
أبطال الفيلم مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
TT

موسم «الصيف السينمائي»... أفلام قليلة وإيرادات كبيرة

أبطال الفيلم مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
أبطال الفيلم مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)

يُسدل الستار خلال أيام على الموسم السينمائي الصيفي في مصر الذي يُعد أطول المواسم وأكثرها جذباً للأفلام الجديدة حيث تتجاوز فترة عروضه الأشهر الثلاثة، وقد شهد هذا العام مفارقات عدة؛ فبينما حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، فإنه في الوقت نفسه شهد تراجعاً واضحاً في عدد الأفلام.

وفيما شهد الموسم الصيفي العام الماضي عرض نحو 14 فيلماً، عُرض هذا العام 7 أفلام فقط، غير أن هذه الأفلام المعدودات حققت أعلى إيرادات شهدتها السينما المصرية على مدى تاريخها، وتصدرها فيلم «ولاد رزق 3 - القاضية» للمخرج طارق العريان وإنتاج مصري سعودي بمشاركة موسم الرياض، وقد حقق حتى الآن ما يقرب من 255 مليون جنيه (الدولار يعادل نحو 48 جنيهاً مصرياً)، وهو رقم غير مسبوق في شباك التذاكر المصري، فيما كان آخر رقم سجله فيلم «بيت الروبي» لكريم عبد العزيز في الصيف الماضي 129 مليون جنيه داخل مصر.

«ولاد رزق 3» تصدر أعلى الإيرادات في السينما المصرية (الشركة المنتجة)

وحقق فيلم «X مراتي» لهشام ماجد وأمينة خليل وإخراج معتز التوني مفاجأة بإيرادات بلغت نحو 77 مليون جنيه، تلاه «اللعب مع العيال» لمحمد إمام وأسماء جلال وإخراج شريف عرفة بـ54 مليون جنيه، وحقق «عصابة المكس» لأحمد فهمي وروبي 29 مليون جنيه، ثم «أهل الكهف» لخالد النبوي وغادة عادل 15 مليوناً، وبلغت إيرادات «جوازة توكسيك» لليلى علوي وبيومي فؤاد 10 ملايين.

وبحسب الناقد طارق الشناوي فإن الموسم الصيفي هذا العام هو موسم الإيرادات الضخمة والإحباطات المثيرة للجدل، مشيراً إلى أن فيلم «ولاد رزق 3» حقق أرقاماً استثنائية تجاوزت ضعف أعلى رقم حققه فيلم مصري وهو «بيت الروبي»، بل ويقترب من 3 أضعافه؛ ما يراه «فارقاً كبيراً من الصعب تجاوزه بسهولة»، ويؤكد أن الموسم نفسه شهد تراجعاً على مستوى الكم، ما يؤكد أن «عجلة الإنتاج متعثرة قليلاً».

هشام ماجد ومحمد ممدوح وأمينة خليل ثلاثي فيلم «X مراتي» (الشركة المنتجة)

وعَدّ الشناوي فيلم «X مراتي» مفاجأة كوميدية سارة، وقد أقبل عليه الجمهور بقانون الضحك، كما حقق إيرادات جيدة في السوق السعودية، بينما يرى أن فيلم «اللعب مع العيال» كان به رهان مختلف ويمثل حالة خاصة، لافتاً إلى أنه قد يكون عرضه مع «ولاد رزق 3» قد أثر على إيراداته، لكنه قاوم ولا يزال، ويؤكد أن فيلم «أهل الكهف» مَثّل مأزقاً؛ كونه عملاً تاريخياً عالي التكلفة، وبالتالي الخسارة تكون كبيرة، بينما «عصابة المكس» فيلم كوميدي متوسط القيمة في كل شيء، بما فيها إيراداته.

وفيلم «عاشق» يراه الشناوي حالة سينمائية تقف على أبواب الرعب، وجاء عرضه في ظل نجاح مسلسل «عمر أفندي» لبطله الفنان أحمد حاتم، لكن يتوقع له نجاحاً متوسطاً، وقد يكون بداية «تدشينه كنجم سينمائي».

فيلم «أهل الكهف» (الشركة المنتجة)

فيما ينظر المنتج هشام عبد الخالق رئيس غرفة صناعة السينما ورئيس لجنة السينما بوزارة الثقافة نظرة مغايرة، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لا أقيّم الأفلام بمعزل عن صناعة السينما كلها من حيث الإنتاج والتوزيع والعرض»، لافتاً إلى أن «إيرادات السينما المصرية العام الماضي بلغت نحو 250 مليون جنيه، وهو ما حققه فيلم (ولاد رزق 3) بمفرده».

ويؤكد عبد الخالق انحيازه للعام الماضي «أراه أفضل على مستوى الصناعة لأنه شهد إنتاجاً أكبر وتنوعاً إنتاجياً، وكلما زاد حجم الإنتاج كان ذلك في صالح الصناعة»؛ مشيراً إلى أن فيلم «ولاد رزق 3» قد ساهم في تشغيل كل السينمات تقريباً، كما حقق هشام ماجد قفزة في إيرادات فيلم «X مراتي»، فيما حافظ محمد إمام وأحمد فهمي على مستوى إيرادات أفلامهما.

ويلفت عبد الخالق إلى أنه في العام الماضي عرضت السينما المصرية 40 فيلماً، بينما حتى اللحظة الراهنة من العام الجاري لم تعرض سوى 25 فيلماً، متوقعاً مع نهاية العام ألا تتجاوز الثلاثين، ما يعني تراجعاً في حجم الصناعة، ويشير إلى تقدمه بورقة عمل لغرفة صناعة السينما لزيادة الإنتاج إلى 60 فيلماً عام 2025، مؤكداً أنه ليس رقماً صعباً؛ لأن الإنتاج المصري وصل إلى 55 فيلماً عام 2008.

ويتفق الناقد رامي المتولي مع ما طرحه الشناوي حول فيلم «الكهف» الذي يرى أنه تم تنفيذه بشكل تجاري وليس به أي تفوق فني ولا لغة سينمائية متفردة، مؤكداً أن «الموسم الصيفي هذا العام يعد جيداً على مستوى شباك التذاكر».

محمد إمام حافظ على مستوى إيرادات فيلمه (الشركة المنتجة)

ولا يرى المتولي جديداً بهذا الموسم عن المواسم السابقة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا أرى أن قلة عدد الأفلام تمثل فارقاً لأنها كلها أفلام تجارية، وستظل المشكلة في عدم وجود تنويع في إنتاجنا السينمائي طول الوقت وغياب الأفلام الفنية»، مشيراً إلى أن «ما فرق في إيرادات بعض الأفلام أن شهر رمضان تحرك للأمام فسمح بعرضها لفترات أطول عن الأعوام الماضية، كما حظيت بدعاية جيدة».