بوركينا فاسو... 9 سنوات من مواجهة «الجماعات المسلحة»

بليز كومباووري (أ.ف.ب)
بليز كومباووري (أ.ف.ب)
TT
20

بوركينا فاسو... 9 سنوات من مواجهة «الجماعات المسلحة»

بليز كومباووري (أ.ف.ب)
بليز كومباووري (أ.ف.ب)

لم تعرف بوركينا فاسو (أعالي الفولتا) استقراراً سياسياً لعقود طويلة، فمنذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 شهدت تسعة انقلابات عسكرية؛ كان آخِرها الانقلاب الذي قاده الرئيس الحالي النقيب إبراهيم تراوري عام 2022.

بوركينا فاسو دولة حبيسة تقع في الغرب الأفريقي، وتُعدّ واحدة من أفقر الدول في القارة الأفريقية، حيث تحتل المركز 182، من أصل 188 دولة على مؤشر التنمية، التابع للأمم المتحدة. ويعيش ثلث سكانها، البالغ عددهم 20 مليون نسمة، بأقل من دولار في اليوم، وتُواجه تحديات في مجالات عدة؛ بينها الصحة والتعليم.

هذا، ودفعت حالة الاضطراب السياسي إلى اضطرابات أمنية، فأصبحت بوركينا فاسو عرضة لهجمات جماعات مسلّحة آتية من جارتها مالي. وفي أعقاب إطاحة انتفاضة شعبية عام 2015 بالرئيس بليز كومباووري الذي حكم البلاد لمدة 27 سنة، بدأت بوركينا فاسو حرباً ضد التطرّف والإرهاب لا تزال رحاها دائرة حتى الآن. من ناحية أخرى، استطاعت الجماعات المسلّحة استقطاب عدد كبير من أبناء الشعب البوركيني، ولم يعد نشاطها مقصوراً على منطقة الساحل - مَعقلها الأساسي - بل توسعت عملياتها وامتدت لتشمل مناطقَ أخرى في الشمال والشرق والوسط. وراهناً، تشنّ الجماعات المسلّحة هجمات إرهابية شِبه يومية، ما دفع تراوري لاعتماد وضعية «التعبئة العامة» للحرب، في منتصف شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، وهي الحالة التي مدَّدها أخيراً لسنة أخرى، وذلك بعدما حقق الجيش بعض الانتصارات على الجماعات الإرهابية.


مقالات ذات صلة

حرب أميركا ـــ الصين التجارية... بين «واقعية» بكين و«طموح» ترمب

حصاد الأسبوع 
الرئيس الأميركي دونالد ترمب جعل حربه الاقتصادية ضد الصين استراتيجية لواشنطن (رويترز)

حرب أميركا ـــ الصين التجارية... بين «واقعية» بكين و«طموح» ترمب

في إطار الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، يمكن ملاحظة وجود تصعيد تدريجي ومتبادل في الرسوم الجمركية بين البلدين. هذا التصعيد يعكس اتجاهات السياسة الاقتصادية التي تعتمدها الدولتان، حيث تتمثل الولايات المتحدة في دور المبادر في فرض الرسوم الجمركية، بينما تتبع الصين استراتيجية الردّ المتدرج. في البداية، بدأت الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية بشكل حاد وسريع من 10% في فبراير (شباط) الماضي إلى 145% في 10 أبريل (نيسان) الجاري، وهو ما يعكس رغبة الإدارة الأميركية الحالية في ممارسة ضغط اقتصادي كبير على الصين. في المقابل، قامت الصين، في البداية، بالرد بنسب أقل (10% و15% جزئياً) غير أنها رفعت النسبة بشكل تدريجي حتى وصلت إلى 125% بحلول 11 أبريل، ما يبرز توجهاً أكثر حذراً من جانبها في التعامل مع التصعيد.

وارف قميحة (بيروت)
حصاد الأسبوع الرئيس الصيني شي جينبينغ منهياً جولته الآسيوية الأخيرة وبجواره ملك كمبوديا نورودم سيهاميني في مطار العاصمة الكمبودية بنوم بنه (أ.ب)

دعوة للتعقُّل تجنباً لحرب بلا منتصر

تُشكّل العلاقات الصينية ـ الأميركية اليوم أكبر اختبار لقدرة العالم على التعايش في ظل التحولات الجذرية في موازين القوى. ولا أحد ينكر أن التنافس موجود.

حصاد الأسبوع رياك مشار

رياك مشار... سياسي مخضرم لعب دوراً حيوياً في تاريخ جنوب السودان

مجدداً يبرز اسم رياك مشار، السياسي المخضرم والمثير للجدل، وسط مخاوف من أن تدخل دولة جنوب السودان نفق حرب أهلية أخرى، قبل أن تتعافى من تداعيات سابقتها، التي انتهت عام 2018. مشار، الذي يشغل منصب نائب الرئيس، وُضع أخيراً تحت الإقامة الجبرية، ما يمثل أحدث منعطف في علاقته المضطربة مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت. وما يجدر ذكره أن مشار لعب دوراً بارزاً في تاريخ السودان منذ منتصف الثمانينات، ولطالما كان نشاطه في حروب جنوب السودان من أجل الاستقلال عن السودان مثيراً للجدل، وحمل الرجل ألقاباً عدة، بدت متعارضة في بعض الأحيان، من «زعيم تمرد» إلى «أمير حرب» إلى «رجل سلام».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
حصاد الأسبوع زمّور (آ ف ب)

إبعاد لوبن... هل تتحوّل المتاعب القضائية منفعةً سياسية؟

أثارت إدانة مارين لوبن، زعيمة رئيسة حزب «التجمّع الوطني» اليميني المتطرف، في قضية الوظائف الوهمية، اضطراباً كبيراً في المشهد السياسي الفرنسي بين مؤيد لقرار العدالة الفرنسية ومعارض لها. وأيضاً فتحت باب النقاش حول مستقبل أقوى قوى اليمين المتطرف وزعيمته التاريخية التي ستمنع - ما لم تتمكن من إلغائه بقرار قضائي جديد - من تقديم ترشّحها لأي منصب سياسي لمدة خمس سنوات؛ وهو ما يعني القضاء على طموحها في خلافة الرئيس إيمانويل ماكرون في 2027. أضف إلى ذلك أن هذا الإبعاد قد يعني أيضاً إضعاف هيمنة «آل لوبن»، الذين سيطروا على المناصب الريادية في ثاني أهم تشكيل سياسي فرنسي منذ أسسه جان ماري لوبن (والد مارين) عام 1972، والاحتمال الآخر هو أن تتحول المتاعب القضائية حجّة مثالية للعب دور «الشهيد السياسي» وحشد التأييد والفوز بالانتخابات. وللعلم، بيّنت دراسة أخيرة لاستطلاع الرأي من معهد «إيلاب» أن لوبن تبقى الأوفر حظاً في الفوز بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقبلة.

حصاد الأسبوع ترمب وقائمة التعرفة الجمركية المفروضة على دول العالم (غيتي)

فوضى الأسواق تمهد لنظام عالمي ينهي حقبة منظمة التجارة «المعادية»

لا يمكن رد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب «المفاجئ» تأجيل فرض الرسوم الجمركية على غالبية الدول لمدة 90 يوماً، إلى نجاح مناشداتها فقط. ثم إنه لا يمكن اعتبار

إيلي يوسف (واشنطن)

دعوة للتعقُّل تجنباً لحرب بلا منتصر

الرئيس الصيني شي جينبينغ منهياً جولته الآسيوية الأخيرة وبجواره ملك كمبوديا نورودم سيهاميني في مطار العاصمة الكمبودية بنوم بنه (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ منهياً جولته الآسيوية الأخيرة وبجواره ملك كمبوديا نورودم سيهاميني في مطار العاصمة الكمبودية بنوم بنه (أ.ب)
TT
20

دعوة للتعقُّل تجنباً لحرب بلا منتصر

الرئيس الصيني شي جينبينغ منهياً جولته الآسيوية الأخيرة وبجواره ملك كمبوديا نورودم سيهاميني في مطار العاصمة الكمبودية بنوم بنه (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ منهياً جولته الآسيوية الأخيرة وبجواره ملك كمبوديا نورودم سيهاميني في مطار العاصمة الكمبودية بنوم بنه (أ.ب)

> تُشكّل العلاقات الصينية ـ الأميركية اليوم أكبر اختبار لقدرة العالم على التعايش في ظل التحولات الجذرية في موازين القوى. ولا أحد ينكر أن التنافس موجود، بل ومشروع، لكن الفارق بين التنافس والتناحر... يكمن في قدرة الطرفين على احترام قواعد اللعبة.

بكين – وفق مؤيدي وجهة نظرها – «لا تطالب بشيء مستحيل»، بل بمبدأ بسيط: الاحترام المتبادل، والحوار، وعدم استخدام العقوبات أداةَ تفاوض. وهي في ذلك لا تُغلق الباب أمام التعاون، بل تُمهّد له طريقاً أوضح، مبنياً على الشفافية وتكافؤ المصالح.

ثم إنها، أي بكين، لا ترى وجود منتصر في حرب تجارية مفتوحة؛ لأن الانفصال الاقتصادي لن يقوّي أحداً، بل سيُضعف الجميع. والتعامل مع الصين من موقع قوة لا يُنتج شراكة، بل سيُنتج عداءً. أما الحوار المبني على الحقائق، وعلى رؤية موضوعية للعالم الجديد، فهو وحده القادر على تأسيس علاقة أكثر توازناً، تحفظ مصالح البلدين وتُسهم في استقرار النظام الاقتصادي العالمي.

هنا يرى المراقبون، وبالأخص، في الجانب الصيني، أن بكين رسمت «خطوطها الحمراء» وقدّمت رؤيتها بصراحة... فهل لدى واشنطن الشجاعة الكافية للخروج من وهم الهيمنة، والدخول في عصر جديد من الشراكة المتكافئة.* وارف قميحة (رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث

رئيس الرابطة العربية - الصينية للحوار والتواصل)