منذر دحلة يشرح «الوثبات المذهلة» في علوم التكنولوجيا

«الشرق الأوسط» تسخّر قدرات «تشات جي بي تي» في حوارها مع العالِم الأميركي العربي

منذر دحلة يشرح «الوثبات المذهلة» في علوم التكنولوجيا
TT

منذر دحلة يشرح «الوثبات المذهلة» في علوم التكنولوجيا

منذر دحلة يشرح «الوثبات المذهلة» في علوم التكنولوجيا

أسدى مدير معهد البيانات والأنظمة والمجتمع لدى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «أم آي تي»، البروفسور منذر دحلة، بعض النصح حيال كيفية كتابة هذا الحوار معه من خلال الاستعانة عمداً بنظام «تشات جي بي تي» الذي يعكس القدرات المذهلة التي وصل إليها الذكاء الاصطناعي، وآفاق استخداماته المستقبلية. وعلى غرار الصحافي، ساوره الفضول في النتيجة المحتملة. تضمنت نصائح هذا العالم الأميركي الفلسطيني الأصل -ضمن أمور أخرى- ألا أقْدم مثلاً على إعطاء المقابلة كاملة لكي يعيد «تشات جي بي تي» كتابتها. «لو فعلت ذلك، لأعطاك نصاً مختلفاً لا يشبه الحوار»، مضيفاً أن «الأفضل أن تعطيه مقاطع صغيرة لإعادة صوغها». هكذا كان. في أماكن محددة، جاءت نتيجة الذكاء الاصطناعي مثالية. وفي أماكن أخرى، كان يجب الإبقاء على العمل الصحافي الأصلي. لماذا جزئياً؟ لأن قدرات «تشات جي بي تي» والذكاء الاصطناعي لا تزال محدودة. نجح في أماكن وأخفق في أماكن أخرى.

هنا نص الحوار مع البروفسور دحلة، الذي وافق مسبقاً على استخدام «تشات جي بي تي» لإعادة صوغ أسئلة وبعض إجابات دحلة:

منذر دحلة

> حسناً، عاد ابني البالغ من العمر ست سنوات من المدرسة، طالباً مني تخمين ما حصل. دعته المعلمة مع بقية التلامذة لكي يسألوا «تشات جي بي تي» عمّا يشاءون. وكان رائعاً له أن الكومبيوتر أجاب عن كل الأسئلة. ونقل عن معلمته أن في الأمر غشاً، إذ كلّف الكومبيوتر بأداء الفروض المدرسية. السؤال نفسه طرحه باحث في معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» على «تشات جي بي تي». وأتى الجواب مثالياً. هل يمكنك، أنت الذي يعمل في هذا المجال، أن تقدّم إجابة أفضل من جواب «تشات جي بي تي»؟

- لا أعرف ما إذا كانت إجابتي أفضل. ولكن لديّ إجابة مختلفة. في الماضي، واجهنا تحديات في استخدام الآلات الحاسبة في الصفوف الدراسية، وتساءلنا عن تأثيرها على قدرات الطلاب في الرياضيات ومهارات الحساب. ولكن، تكيّفنا معها ونجحنا في تحسين العملية التعليمية. واليوم، نواجه تحدياً مماثلاً مع «تشات جي بي تي»، الذي يمكنه كتابة مقالات ويتفاعل مع الطلاب بشكل لغوي. ومع ذلك، يجب علينا التكيف مع التغييرات التكنولوجية واستخدامها لصالح التعليم. بدلاً من منع استخدام «تشات جي بي تي»، يمكننا استخدامه كأداة لتحسين مهارات الكتابة والتعبير لدى الطلاب. وبالتالي، يمكن أن تساعد تقنية «تشات جي بي تي» الطلاب على تطوير مهاراتهم اللغوية والكتابية، بما في ذلك قدرتهم على كتابة مقالات جيدة. وعلينا أن نتأكد من أننا نستخدم هذه التقنية بشكل مناسب وفعال، ونعمل على توفير التوجيه والدعم اللازم للطلاب للتعلم من استخدام «تشات جي بي تي» بشكل أفضل.

> أعرف عن «تشات جي بي تي 4»، وأنت ربما تعمل على النموذج الخامس أو السادس. هل تحاول تبسيط الأمر على عامة الناس؟

- «تشات جي بي تي 4» نموذج لغوي متقدم يستخدم تعلّم الآلة لتوليف المفاهيم وتجميع الأفكار والتحدث بطريقة طبيعية مع الناس. والنماذج الحالية من «تشات جي بي تي» (مثل النموذجين الخامس والسادس) تمثل تطويرات على النموذج الرابع. رغم أن «تشات جي بي تي» يتطلب بحثاً متقدماً وتطويراً مستمرَّين، فإن استخدامه لكتابة رسائل التوصية وإصلاح الأخطاء النحوية واللغوية يعد استخداماً فعالاً للتقنية. ويمكن لهذا الاستخدام تبسيط الأمر على عامة الناس، إذ يمكن استخدام «تشات جي بي تي» لإنشاء رسائل أو مقالات بشكل أسرع وأكثر كفاءة. ومن المهم التأكد من استخدام «تشات جي بي تي» بشكل مسؤول وتفادي استخدامه لأغراض خاطئة أو غير أخلاقية، وذلك لتجنب الآثار السلبية المحتملة على المجتمع والأفراد.

«نصيحة للصحافيين»

> حسناً، وأنا أفكر في مقالتي (هذه) وأنا أكتب منذ نحو 30 عاماً في الصحافة، أردت أن أعطيها إلى «جي بي تي» وأن أسأله عما إذا كان ينبغي أن تكون أفضل...

- سأُسدي لك النصح. إذا أعطيت المستند بالكامل لـ«تشات جي بي تي»، سيغيّر المستند بطريقة لا تعكس من أنت. «تشات جي بي تي» سيلغيك. يعيد كتابة النص بشكل لا يشبهك. لا تعطه الوثيقة كاملة. بل أعطه فقرات صغيرة، واطلب منه إصلاحها. هذا أحسن، لأنه يدخل ويصلح الفقرة ويمنحك نسخة أجمل. تبقى أنت وتبقى الفقرات لك والتفكير لك.

> لنقلْ إني فعلت ذلك، ماذا ستكون النتيجة؟

- أنا أتعلم. أتعلم مثلك ومثل الجميع. لا أتوقف عن التعلم قط. لا أزال لا أعرف كيفية الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا الجديدة. أنا ألعب بها، كما تفعل أنت، وكما يفعل الآخرون. هذه هي تجربتي اليوم. أما غداً فسيكون لديَّ شيء آخر لأني ألعب كل يوم بالتكنولوجيا، لأني أستاذ. أنا أعاني من هذا النقاش الذي يحصل (...) لأني أريد التأكد من أننا لا نفعل شيئاً سيئاً، وأننا نخلق جيلاً فاته القارب (...) أعتقد أن هذه هي معضلة الكتاب الآن، لأنهم يقولون: يا إلهي، «تشات جي بي تي» يأخذ وظيفتي. الحقيقة هي أنه لا يأخذ وظيفتك، لكنه يغيّر وظيفتك. سأكون فضولياً للغاية لمعرفة ما سيحدث. هل ستخبرني؟

استقلالية الآلة

> أسمع أن لديك بعض المخاوف كالتي لديَّ. أنا أعد نفسي ساذجاً للغاية حيال هذه التكنولوجيا، أما أنت ففي غمار عملية صنعها. لذلك أستنتج أن المخاوف حقيقية...

- بالطبع، أعتقد أن الخبراء هم أول من يهتمون. لذلك، هناك توتر. نحن نطوّر التكنولوجيا دائماً ونسعى وراء التكنولوجيا لنفهم ما تفعله. أعمل مع أشخاص على السيارات ذاتية القيادة. القيادة الذاتية تحصل الآن. لم تنجَز بعد، لكنها حاصلة. في يوم ما، ستكون السيارات ذاتية القيادة، وسينتج عنها تغيير اجتماعي بسبب الاستقلالية الذاتية (للآلة). ستضع ابنتك في سيارة كهذه لتأخذها إلى موعد اللعب مع الأطفال. هذا معقد للغاية. كيف تثق بذلك؟ هل تفعل ذلك حقاً؟ وكيف يغيّر ذلك حياتك وأسلوب حياتك؟ وكيف تتكيف مع ذلك؟ نحن دائماً نلتحق بالآثار الاجتماعية...

> والآثار القانونية؟

- وبالطبع الآثار القانونية. لذلك فإن التكنولوجيا تتحرك دائماً بسرعة. ويسألني الناس: هل يمكنك إبطاء التكنولوجيا؟ لا يمكن إبطاء التكنولوجيا.

> هذه مفارقة. هل تريد هنا الرد على إيلون ماسك والمئات من الرؤساء التنفيذيين الذين يدعون إلى تجميد أو وقف تطوير «تشات جي بي تي»؟

- لا أوافق. أنا لا أوافق. رأيي هو أنه لا يمكنك تحديد طريقة معقولة لوقف البحث. ماذا يعني ذلك؟ الأشخاص الذين يفكرون في وقف النموذج التوليدي الكبير الآن لفعل أمر آخر. لا يمكنك التحكم في هذه العملية، ولا ينبغي القيام بذلك.

الأبحاث تتواصل

> لماذا؟

- لأن هذه هي الطريقة التي نطوّر فيها التكنولوجيا الجديدة. وهذا هو العقل البشري المبدع. نحن نتكيف. بالطبع، لو كنت تطوِّر سلاح دمار شامل، فسأقول: توقف. ولكن نظراً لأنك تطوِّر تكنولوجيا تعمل على تغيير طريقة استخدامك للمعرفة وما إلى ذلك. فأنا أقول: لا تتوقف ولكن عليك الانتباه للآثار الأخرى. السيارات تقتل الكثير من الناس. تقتل السيارات بطريق الخطأ الكثير من الناس، ولكننا لا نتوقف عن البحث عن السيارات. نحاول أن نجعلها أفضل.

> في حديث لها مع «نيويورك تايمز»، قالت نائبة المدير السابقة لمكتب البيت الأبيض للعلوم والسياسة التكنولوجية ألوندرا نيلسون، إنها تشبّه مفعول «تشات جي بي تي» والذكاء الاصطناعي بالاختراق النووي وبتغير المناخ. هل توافق؟

- لا أعرف ما الادعاء تحديداً.

> الادعاء هو أن ثورة تحصل الآن على مستوى هاتين القضيتين...

- نعم، أوافق. كانت هناك ثورة في الطاقة النووية: مشروع مانهاتن. بعد عام ونصف العام منه، حصلنا على قنبلة. هذا رهان واضح وصحيح. أما المناخ، فإنه يتغير نحو الأسوأ. لم نكتشف الإجابة السحرية عن ذلك. لذلك لا يزال هذا في مجال البحث البدائي، في رأيي، لا نزال ننتج ثاني أكسيد الكربون وننتج غاز الميثان. تأثير تغير المناخ هائل. ولكنّ القنبلة النووية كانت تقدماً تكنولوجياً، كان له أيضاً تأثير ضار. الذكاء الاصطناعي تقدم تكنولوجي لم يكتمل بعد. يصير أكثر فأكثر، ولكننا لم نتجاوز التغير التكنولوجي حتى الآن. يريد كثيرون القول: نعم، نحن نتحدى الذكاء البشري. نحن نتداخل مع الذكاء البشري. نحن لسنا قريبين من هذا حتى الآن. لدينا وثبة قمنا بها في هذه النماذج اللغوية الكبيرة. نحن مندهشون بها، وبما يمكنها أن تفعله. لأننا رأيناها فجأة تفعل أشياء نقوم بها. ما مقدار الإبداع الذي تمتلكه؟ هذا النظام يمكنه أن يكتب رمزاً، رسالة... ونقول إن ذلك يقترب من مستوى ذكائنا. الطريقة التي أنظر بها إلى هذا هو أن الكثير مما نقوم به هو أيضاً روتينيٌّ وليس إبداعياً بشكل دائم. الآن نكتشف أن الكثير من الأمور روتينية: الشِّعر. كنا نفكر في الشِّعر، يا إلهي، إنه لأمر مدهش حقاً. الآن، اطلب من «تشات جي بي تي» أن يولّد شِعراً. تجلس هناك وتقول: كم هذا جميل! كما تعلم، ليس كل الشِّعر جيداً لأنه فقط مقفّى. هناك الكثير من الأمور الروتينية. نحن نوسِّع حدود ما نعتقد أنه روتيني. فوجئت بأن الكثير من الأمور التي نقوم بها روتينية.

الأكثر والأقل ذكاءً

> تمام. ما رأيك في سلبيات التكنولوجيا الجديدة التي تتحدث عنها؟

- هو أننا أصبحنا راضين، معتمدين عليها. أعتقد أنه كان الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» الذي ألقى خطاب التخرج في معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» عام 2017، فقال: «لا أخشى أن يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً، بل أقلق من أن يصير الإنسان أقل ذكاءً». وذلك لأننا أصبحنا راضين عن أنفسنا وتابعين للآلة. > ماذا تسمي بعض الإيجابيات؟ - أعني، أعتقد أننا حصلنا على السرعة والكفاءة. يمكننا تجميع المعلومات بسرعة كبيرة جداً. أنا أستاذ منذ 36 عاماً. أتذكر عندما بدأت أنني كنت أذهب إلى المكتبة للحصول على ورقة، الآن أكتب كلمتين وتأتي الورقة بسرعة. كأداة مساعدة للطبيب، أعتقد أنه سيكون رائعاً، أليس كذلك؟ الذكاء الاصطناعي يدفع الحدود لجلب الكثير من الأشياء المختلفة إليك، ويضعها أمامك.

> هل تعمل تقنية الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام للناس، بما في ذلك على سبيل المثال، إضفاء الطابع الديمقراطي على المعرفة والإنتاج والتعليم في المجتمعات؟

- نعم، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لصالحنا وتحسين تجربة التعلم عبر الإنترنت وحتى الاستفادة من نظم الواقع المعزّز. لكن يجب الاعتراف بأن الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي عالمان مختلفان، ولا يزال هناك الكثير لنفهمه. في معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» نحن نسعى لتعميم التعليم عبر الإنترنت، ونؤمن بأن هناك فرصاً كبيرة لنظم الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التعلم الفردية. ولكن يجب أن يتم تصميم هذه الأنظمة بشكل تكيفي مدفوع بالذكاء الاصطناعي لتتناسب مع احتياجات الفرد وتساعده على التعلم بشكل أفضل.

> أنا فضوليّ، كيف ترى أن وظيفتي كصحافي ستتأثر بالتكنولوجيا الجديدة؟

- رغم تأثر الصحافة بالذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، فإنه يجب علينا الاهتمام بالمسؤولية المدنية للصحافة في تقديم الأحداث بشكل دقيق وعادل. ومع ذلك، تعد الصحافة اليوم مجرد وسيلة لكسب المال، وهذا يشكل خطراً كبيراً على دورها في المجتمع. ومع إضافة نماذج اللغة التي تُنتج نصوصاً غير متحقَّق منها، فإن الصحافيين يواجهون مزيداً من الصعوبات في تقديم الأحداث بشكل دقيق وعادل. يجب أن نتحلى بالحذر في التعامل مع هذه التطورات الجديدة لضمان عدم إضرارها بالمجتمع بأي شكل.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورةً عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بالأسئلة.

«الشرق الأوسط» (هراري (زيمبابوي))
الاقتصاد بوتين يزور معرضًا في «رحلة الذكاء الاصطناعي» بسابيربنك في موسكو 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

روسيا تعتزم تحسين تصنيفها العالمي في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030

قال ألكسندر فيدياخين، نائب الرئيس التنفيذي لأكبر بنك مقرض في روسيا، «سبيربنك»، إن البلاد قادرة على تحسين موقعها في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية بحلول 2030.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد هاتف ذكي يحمل شعار «إنفيديا» (رويترز)

«إنفيديا» تكثف التوظيف في الصين مع التركيز على سيارات الذكاء الاصطناعي

ذكرت وكالة «بلومبرغ» أن شركة «إنفيديا» أضافت نحو 200 شخص في الصين هذا العام لتعزيز قدراتها البحثية والتركيز على تقنيات القيادة الذاتية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

TT

المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

بعد 9 أشهر من الحرب التي شنها قائد «الجيش الوطني الليبي»، المشير خليفة حفتر، على العاصمة الليبية طرابلس، في 4 أبريل (نيسان) 2019، مدعوماً بمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية، دفعت أنقرة بمرتزقة ينتمون لمجموعات سورية معارضة، أبرزها فصيل «السلطان مراد»، الذي غالبية عناصره من تركمان سوريا، إلى ليبيا. وبعد اقتتال دام 14 شهراً، نجحت القوات التابعة لحكومة فايز السراج، في إجبار قوات «الجيش الوطني» على التراجع خارج الحدود الإدارية لطرابلس.

وفي تحقيق لـ«الشرق الأوسط» تجري أحداثه بين ليبيا وسوريا والسودان وتشاد ومصر، تكشف شهادات موثقة، كيف انخرط مقاتلون من تلك البلدان في حرب ليست حربهم، لأسباب تتراوح بين «آيديولوجية قتالية»، أو «ترغيب مالي»، وكيف انتهى بعضهم محتجزين في قواعد عسكرية بليبيا، وأضحوا الحلقة الأضعف بعدما كان دورهم محورياً في بداية الصراع.

وفي يناير (كانون الثاني) 2024، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد عناصر «المرتزقة السوريين» في طرابلس تجاوز 7 آلاف سابقاً، لكن فرّ منهم نحو 3 آلاف وتحولوا إلى لاجئين في شمال أفريقيا وأوروبا.

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم