هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان أطباء الأسنان؟

آفاق واسعة لثورة الروبوتات المقبلة

هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان أطباء الأسنان؟
TT

هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان أطباء الأسنان؟

هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان أطباء الأسنان؟

لطالما ارتبط طب الأسنان بمهارة الأيدي البشرية؛ إذ يعتمد نجاح العلاج على دقة الطبيب وخبرته. ولكن اليوم، يشهد المجال قفزة غير مسبوقة مع دخول الروبوتات والذكاء الاصطناعي بقوة إلى العيادات، مما يُعيد تشكيل طرق التشخيص والعلاج وحتى التدريب الطبي؛ فهل أصبحنا قريبين من رؤية «طبيب أسنان آلي»؟

من الخيال إلى الواقع

لم تعد الروبوتات مجرد فكرة من أفلام الخيال العلمي، وإنما أصبحت واقعاً ملموساً في العيادات. ووفقاً لمراجعة علمية حديثة نُشرت في المجلة البريطانية لطب الأسنان (BDJ) في يناير (كانون الثاني) 2025، فإن الروبوتات أصبحت جزءاً أساسياً من الكثير من تخصصات طب الأسنان، مثل: زراعة الأسنان، والترميم، وحتى تدريب الطلاب في الجامعات الطبية.

وأحد أبرز التطورات في هذا المجال حدثت في يوليو (تموز) 2024، عندما تمكّن روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي لأول مرة من إجراء عملية كاملة لمريض بشري بشكل مستقل، ونجح في تنفيذ الإجراء ثماني مرات أسرع من طبيب الأسنان العادي. وقد تغيّر هذه القفزة التكنولوجية الطريقة التي نتلقّى بها العلاجات الفموية خلال السنوات المقبلة.

كيف تعمل الروبوتات في طب الأسنان؟

تعتمد الروبوتات في مجال طب الأسنان على تقنيات متقدمة مثل:

• المسح ثلاثي الأبعاد (3D Scanning): تمسح الروبوتات الفم باستخدام تقنيات متطورة، مثل: التصوير المقطعي البصري (OCT)، مما يسمح بإنشاء نموذج رقمي دقيق للأسنان واللثة دون الحاجة إلى الأشعة السينية التقليدية.

• التعلّم العميق (Deep Learning): تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات وتحسين عمليات التشخيص، حيث يمكن للروبوت التعرف على مشكلات، مثل: تسوس الأسنان، وأمراض اللثة، بشكل أكثر دقة من الفحص اليدوي.

• التحكم الذاتي في الإجراءات الجراحية: بعض الروبوتات قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة، مثل زراعة الأسنان أو تحضير الأسنان لتركيب التيجان، بدقة متناهية تفوق قدرة الإنسان.

فوائد الروبوتات في طب الأسنان

• تقليل الأخطاء الطبية: توفّر الروبوتات دقة أعلى، مما يقلّل من احتمالات الخطأ في أثناء العمليات الجراحية.

• تحسين سرعة العلاج: الروبوتات يمكنها إتمام الإجراءات بسرعة فائقة، مما يقلّل من وقت الجلوس على كرسي طبيب الأسنان.

• تخفيف آلام المرضى: بفضل دقتها العالية، يمكن للروبوتات تقليل التدخل الجراحي، ما يقلّل الألم والالتهاب بعد العمليات.

• التدريب والتعليم: تُستخدم الروبوتات في كليات طب الأسنان، لمساعدة الطلاب في التدرّب على الحالات الصعبة بطريقة تحاكي الواقع.

هل يمكن للروبوتات أن تحل محل أطباء الأسنان؟

على الرغم من التطورات الهائلة، لا تزال هناك تحديات تجعل من غير المرجح أن تحل الروبوتات محل أطباء الأسنان تماماً في المستقبل القريب. فالتفاعل البشري مع المرضى، وفهم حالات القلق والخوف، واتخاذ القرارات في المواقف غير المتوقعة، كلها مهارات لا يزال الذكاء الاصطناعي بعيداً عن إتقانها.

المستقبل: تعاون بين الإنسان والآلة

بدلًا من أن تكون بديلاً لأطباء الأسنان، من المرجح أن تُصبح الروبوتات أدوات مساعدة لهم، حيث يمكن استخدامها في العمليات الجراحية الدقيقة، وتقليل أخطاء التشخيص، وتوفير الراحة للمرضى عبر تقنيات حديثة غير جراحية.

في النهاية، قد لا نستغني عن طبيب الأسنان البشري تماماً، ولكن من المؤكد أن التكنولوجيا ستجعل زيارته أكثر راحة وسرعة ودقة. فهل أنت مستعد للجلوس على كرسي طبيب الأسنان الذي يتحكم فيه روبوت؟


مقالات ذات صلة

أداة ذكاء اصطناعي تكشف أسرار اضطرابات الدماغ

يوميات الشرق تتيح هذه الأداة تحديد الخلية العصبية التي تُنتج الإشارات الكهربائية أثناء السلوك البشري (كلية بايلور للطب)

أداة ذكاء اصطناعي تكشف أسرار اضطرابات الدماغ

ابتكر فريق علمي بقيادة باحثين من كلية بايلور الأميركية للطب، أداة ذكاء اصطناعي يُمكنها تحديد نوع الخلية العصبية التي تُنتج الإشارات الكهربائية بالدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الرياضة الروبوت «تيانغونغ ألترا» يعبر خط النهاية خلال نصف ماراثون إي تاون للروبوتات البشرية (رويترز)

شاهد... روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بكين

شهدت العاصمة الصينية أول سباق نصف ماراثون للروبوتات والبشر في العالم.

«الشرق الأوسط» (بكين )
تكنولوجيا الميزة تتيح التحدث مباشرة مع «جيميناي» حول ما يظهر على الشاشة أو أمام الكاميرا من دون الحاجة للكتابة (شاترستوك)

«جيميناي» يفهم الآن الملفات والصور والفيديوهات... ويتفاعل صوتياً

«غوغل» تطلق ميزة «جيميناي لايف» لجميع أجهزة «آندرويد» متيحة التفاعل الصوتي مع المساعد الذكي عبر الكاميرا أو مشاركة الشاشة لفهم المحتوى مباشرة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء متاجر إلكترونية وهمية في دقائق ما يزيد صعوبة التمييز بينها وبين الحقيقية (شاترستوك)

«مايكروسوفت» تتصدى لـ1.6 مليون محاولة اختراق أمني في الساعة

كشفت «مايكروسوفت» عن جهودها لمكافحة الاحتيال الإلكتروني محبطة محاولات احتيال بـ4 مليارات دولار عبر تقنيات ذكاء اصطناعي وحماية مدمجة في منتجاتها.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تتيح الميزة الجديدة من «تشات جي بي تي» للمستخدمين عرض وتنظيم جميع الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي في مكان واحد (شاترستوك)

«أوبن إيه آي» تطلق مكتبة صور في «تشات جي بي تي» لتعزز تجربة المستخدم

تحديث جديد في «تشات جي بي تي» يتيح عرض وتعديل جميع الصور المُولّدة بالذكاء الاصطناعي دون تكلفة إضافية.

نسيم رمضان (لندن)

علماء يرصدون أول دليل قوي على وجود حياة خارج الأرض

رسم فني يظهر كوكب «K2-18b» العملاق (أ.ف.ب)
رسم فني يظهر كوكب «K2-18b» العملاق (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون أول دليل قوي على وجود حياة خارج الأرض

رسم فني يظهر كوكب «K2-18b» العملاق (أ.ف.ب)
رسم فني يظهر كوكب «K2-18b» العملاق (أ.ف.ب)

كشفت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج البريطانية أنه قد يوجد عالم محيطي يعج بالكائنات الفضائية على بُعد 124 سنة ضوئية من الأرض.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «تلغراف»، يبدو أن الكوكب الخارجي «K2 - 18b»، الموجود في كوكبة «ليو»، لديه غلاف جوي يحتوي على كميات هائلة من ثنائي ميثيل الكبريتيد، وهي مادة كيميائية تنتجها فقط الكائنات الحية مثل العوالق النباتية البحرية.

كميات هذه المواد الكيميائية كبيرة جداً لدرجة أنها تمثل 20 ضعف النشاط البيولوجي للأرض. يختفي الجزيء بسرعة كبيرة، مما يشير إلى أن هناك شيئاً ما يستمر في إنتاجه.

ووصف علماء الفيزياء الفلكية بالجامعة هذه النتائج بأنها «لحظة تحولية هائلة» وأقوى تلميح حتى الآن إلى وجود حياة في مكان آخر من الكون.

وقال البروفسور نيكو مادوسودان، من معهد كامبريدج لعلم الفلك: «لا توجد آلية يمكنها تفسير ما نراه من دون وجود حياة»، مضيفاً: «بالنظر إلى كل ما نعرفه عن هذا الكوكب، فإن العالم الذي يحتوي على محيط يعج بالحياة هو السيناريو الذي يتناسب بشكل أفضل مع البيانات المتوفرة لدينا».

وتابع: «ما نراه الآن هو الإشارات الأولى لعالم غريب ربما يكون مأهولاً، وهذه لحظة ثورية».

ويبلغ حجم كوكب «K2 - 18b» نحو 2.6 مرة حجم الأرض ويوجد فيما يسمى المنطقة الذهبية لنجمه؛ حيث الظروف ليست شديدة الحرارة ولا شديدة البرودة للحياة.

ويعتقد أن هذا العالم هو عالم هيسياني، مع محيط ضخم من المياه السائلة تحت غلاف جوي غني بالهيدروجين، ودرجة حرارته أعلى قليلاً من درجة حرارة الأرض.

كانت الملاحظات السابقة قد حددت وجود غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لكوكب «K2 - 18b»، الذي يمكن أن يكون أيضاً علامة على وجود حياة، ولكن يتم إنتاج كلتا المادتين الكيميائيتين أيضاً من خلال عمليات طبيعية، مثل النشاط البركاني.

وطلب العلماء تدريب تلسكوب جيمس ويب الفضائي على الكوكب، للبحث بشكل خاص عن المؤشرات الحيوية.

وقالوا إنهم شعروا «بالصدمة» عندما ظهرت الإشارة الكيميائية، وإنهم قضوا العام الماضي في محاولة دحض هذا الاكتشاف و«إخفاء الإشارة». يمكن أن تكون المادة الكيميائية أيضاً عبارة عن ثنائي ميثيل ثنائي الكبريتيد، وهو أيضاً علامة على الحياة، التي تبدو مشابهة.

وأضاف البروفسور مادوسودان: «لقد أمضينا قدراً هائلاً من الوقت... في محاولة القيام بكل أنواع الأشياء لقتل الإشارة».

وتابع: «بصراحة، كان الأمر مذهلاً. إنها صدمة للنظام. لا أريد أن أكون متفائلاً للغاية، لكنني أعتقد بصراحة أن هذا أقرب ما وصلنا إليه من سمة يمكن أن ننسبها إلى الحياة».