حان الوقت للتوقف عن صنع أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء

تصاميم لرؤى زائفة للمستقبل

حان الوقت للتوقف عن صنع أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء
TT

حان الوقت للتوقف عن صنع أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء

حان الوقت للتوقف عن صنع أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء

حسناً، أيها الإخوة التقنيون؛ لقد سئمت بالفعل من أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء الخاصة بكم؛ لأنكم تعلمون أن الأمر قد ذهب إلى أبعد من ذلك.

أداة «أومي» الذكية

كارثة الذكاء الاصطناعي «الملبوس»

أنا أتحدث عن قلادات: «فريند إيه آي» Friend AI، و«ليمتليس»Limitless ، و«أومي إيه آي»Omi AI ، وأساور «بي إيه آي» Bee AI، و«نوت بن» NotePin، وحتى دبوس «هيومين إيه آي»Humane AI ، وكتلة كاميرا الشاشة «رابيت إيه آي» Rabbit AI. هذه هي الأجهزة السابقة والمستقبلية لكارثة الأجهزة القابلة للارتداء التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي حدثت بالفعل.

إن أفكار هذه الأجهزة كانت رائعة في رأسكم؛ نعم؛ لكن أجهزتكم لن تُباع حتى في ساحة الخردة.

خسائر استثمارات ملبوسات الذكاء الاصطناعي

أطلقت «هيومين» دبوسها في أوائل عام 2024، بعد جمعت ما يقرب من 230 مليون دولار من المستثمرين. كانت تريد بيع 100 ألف وحدة خلال العام؛ لكنها باعت 10 آلاف وحدة فقط (تم إرجاع نحو 30 في المائة منها).

إلا أن إطلاق «رابيت» لم يكن محرجاً بالقدر نفسه؛ لكنه كان سيئاً على أي حال. باعت الشركة ما يقدر بنحو 50 ألف وحدة بسعر 199 دولاراً لكل وحدة، ما أدى إلى مبيعات تقرب من 10 ملايين دولار، مقابل 64.7 مليون دولار في الاستثمار.

حاول مصممو هذين المنتجين -على ما يبدو- صياغة رؤية -وإن كانت ضبابية ومضللة ومميتة في النهاية- لما يمكن أن يكون عليه الجيل القادم من أجهزة الحوسبة. حتى أن «الأرنب» جاء بتصميم أجهزة عتيق جميل؛ لكنه لم يكن كافياً في النهاية.

تشترك كل هذه الأجهزة الإلكترونية في شيء واحد: لم ينجح أي منها في تحويل قدرة الذكاء الاصطناعي على اللغة الطبيعية إلى ثورة تجربة المستخدم الرابعة الموعودة.

ابتداع «أومي»

خذ «أومي» مثالاً؛ حيث يدَّعي مخترعه أنه سيجسد «مستقبل الحوسبة»! لن يكون كذلك، لا الآن، ولا في غضون 5 سنوات، ولا في مليون عام؛ لأنه «يقرأ عقلك» عبر قطب كهربائي يتم تنشيطه بالتركيز. هذا الزر المتوهج في الجبهة لا يجهِّز عقل أي شخص للعمل. إنه مجرد ميكروفون غبي يتحدث إلى أداة الذكاء الاصطناعي السحابية من خلال هاتفك.

الذكاء الاصطناعي مرحلة ثورية مبكرة

لا تفهمني خطأ. ما زلت أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيكون المفتاح للثورة الرابعة والحاسمة في تجربة المستخدم. سوف يزيل يوماً ما الحواجز بين المستخدمين وأجهزة الكومبيوتر، وسيمنح الناس إمكانية الوصول الكامل إلى قوة الحوسبة التي ستكون غير مرئية حقاً؛ لأنها لن يمكن تمييزها عن التفاعل مع البشر الآخرين والأشياء في العالم الحقيقي.

رؤى زائفة للمستقبل

لكننا لا نزال في المراحل المبكرة؛ إذ إن نماذج الذكاء الاصطناعي غير كافية. فهي غير قادرة على معالجة وفهم العالم في الوقت الفعلي مثل الدماغ البشري، لذا فهي لا تستطيع حقاً الحصول على الفروق الدقيقة التي تحتاجها لتكون مفيدة حقاً لأي شخص. بالإضافة إلى أن الأجهزة لا تمتلك أي قوة قريبة من القوة التي تحتاجها لتقديم ردود فعل فورية محلياً.

ولكن ما أعرفه هو أن هذه الأشياء الجديدة (المعلقات، والدبابيس، وأساور المعصم) ليست سوى رؤى مستقبلية زائفة لمستقبل غير حقيقي.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

40 % من شركات الطاقة ستعتمد الذكاء الاصطناعي في غرف التحكم بحلول 2027

تكنولوجيا «غارتنر»: انتشار الذكاء الاصطناعي يزيد من نقاط ضعف أمن الأنظمة المادية والإلكترونية ما يتطلب استثمارات قوية في الأمن السيبراني (شاترستوك)

40 % من شركات الطاقة ستعتمد الذكاء الاصطناعي في غرف التحكم بحلول 2027

الذكاء الاصطناعي سيقلل من المخاطر الناتجة عن الأخطاء البشرية ولكن سيؤدي في الوقت نفسه إلى زيادة نقاط ضعف أمن الأنظمة المادية والإلكترونية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد آلة أتمتة عينات الحمض النووي تعمل في مختبر شركة «ريغينيرون» في نيويورك (رويترز)

أميركا تفرض ضوابط تصدير جديدة على التكنولوجيا الحيوية بسبب الصين

أعلنت وزارة التجارة الأميركية يوم الأربعاء أنها ستفرض ضوابط تصدير جديدة على معدات التكنولوجيا الحيوية والتقنيات ذات الصلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
تكنولوجيا «ساس»: ستقود الشركات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عام 2025 وتعمل على أتمتة المهام لاتخاذ قرارات أسرع والابتكار (أدوبي)

بين تحولات وتحديات... ما رؤية شركة «ساس» للذكاء الاصطناعي في 2025؟

«ساس»: سيصل إنفاق الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا على الذكاء الاصطناعي إلى 7.2 مليار دولار بحلول 2026.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي براد بيت (رويترز)

باستخدام الذكاء الاصطناعي... محتال يوهم سيدة بأنه «براد بيت» ويسرق أموالها

تعرضت امرأة فرنسية للاحتيال من قبل رجل أوهمها بأنه الممثل الأميركي الشهير براد بيت، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وحصل منها على مبلغ 830 ألف يورو.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد رقائق «ميديا تك» على لوحة تطوير خلال معرض «كومبيوتكس» في تايبيه (رويترز)

تايوان: استثناؤنا من القيود الأميركية على الرقائق يعزّز الثقة بضوابطنا القانونية

قالت حكومة تايوان، يوم الأربعاء، إن استثناءها من القيود الأميركية الجديدة على صادرات رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي سيُسهم في «تعزيز الثقة» بضوابط تايبيه.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)
أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)
TT

علماء يستخرجون نواة جليدية عمرها أكثر من مليون سنة

أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)
أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

أعلن فريق دولي من العلماء، اليوم الخميس، أنهم نجحوا في حفر واحدة من أعمق الحفر الجليدية حتى الآن، بعمق ميلين (2.8 كيلومتر) للوصول لطبقة جليدية في القارة القطبية الجنوبية يرجح أن يبلغ عمرها على الأقل 1.2 مليون سنة.

ويقول العلماء، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، إنهم بتحليل القطعة الجليدية من المتوقع أن يظهر كيف تطور الغلاف الجوي والمناخ على كوكب الأرض، وكذلك توفير رؤى حول كيفية تغير دورات العصور الجليدية، والمساعدة في فهم كيف أثر الكربون في الغلاف الجوي على المناخ.

قال كارلو باربانتي، عالم الجليد الإيطالي ومنسق مشروع «بيوند إيبيكا» للحصول على النواة الجليدية: «بفضل نواة الجليد، سنفهم ما الذي تغير من حيث غازات الدفيئة والمواد الكيميائية والغبار في الغلاف الجوي».

نواة جليدية استخرجت من موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

سبق واستخرج الفريق نفسه نواة جليدية عمرها نحو 800 ألف سنة. وقد وصلت عملية الحفر الأخيرة إلى عمق 2.8 كيلومتر (نحو 1.7 ميل)، حيث عمل فريق مكون من 16 عالماً وموظفي دعم، كل صيف على مدى أربع سنوات في درجات حرارة تبلغ نحو 35 درجة مئوية تحت الصفر.

وشارك الباحث الإيطالي فيديريكو سكوتو في إكمال عمليات الحفر في بداية يناير (كانون الثاني) في موقع يُدعى «ليتل دوم سي»، بالقرب من محطة أبحاث كونكورديا.

وقال سكوتو: «كانت لحظة رائعة بالنسبة لنا عندما وصلنا إلى الصخور الأساسية». وأشار إلى أن تحليل النظائر أظهر أن عمر النواة الجليدية لا يقل عن 1.2 مليون سنة.

الموقع «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

وأضاف كل من باربانتي وسكوتو أنه بفضل تحليل نواة الجليد من حملة «إيبيكا» السابقة، ظهر أن تركيزات غازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، حتى خلال أدفأ الفترات في الـ800 ألف سنة الماضية، لم تتجاوز المستويات التي تم رصدها منذ بدء الثورة الصناعية في العصر الحديث.

وأوضح باربانتي: «اليوم نشهد مستويات من ثاني أكسيد الكربون تزيد بنسبة 50% عن أعلى المستويات التي شهدناها خلال الـ800 ألف سنة الماضية».

تم تمويل مشروع «بيوند إيبيكا»، وهو اختصار لعبارة: المشروع الأوروبي لحفر الجليد في القارة القطبية الجنوبية، من قبل الاتحاد الأوروبي بدعم من دول عبر القارة، وتقوم إيطاليا بتنسيق المشروع.

أشخاص يعملون في كهف تخزين في موقع يُدعى «ليتل دوم سي» في القارة القطبية الجنوبية (أ.ب)

وأعرب ريتشارد ألي، عالم المناخ في جامعة ولاية بنسلفانيا، الذي لم يكن منخرطاً في المشروع والذي حصل مؤخراً على ميدالية العلوم الوطنية تقديراً لمسيرته في دراسة الصفائح الجليدية، عن سعادته بالاكتشاف الجديد، وقال: «التقدم في دراسة أنوية الجليد مهم لأنه يساعد العلماء على فهم أفضل لظروف المناخ في الماضي ويعزز فهمهم لمساهمات البشر في تغير المناخ في الحاضر».