نهاية الإنترنت... كما نعرفها

نتائج بحث «غوغل» و«أمازون» ملتبسة وانحدار منصات التواصل الاجتماعي

نهاية الإنترنت... كما نعرفها
TT

نهاية الإنترنت... كما نعرفها

نهاية الإنترنت... كما نعرفها

يبدو أن الإنترنت ينهار... ولكن ليس حرفياً، أي من الناحية البنيوية؛ لأنها لا تزال شبكة سليمة؛ إذ إن هناك الكثير من كابلات الألياف الضوئية التي تبطن قاع المحيط، وأبراج الهاتف الخلوي التي ترتفع في الأفق فوق معالم المدن، إضافة إلى مراكز البيانات المليئة بالخوادم، كما كتب سكوت نوفر(*).

انهيار أسس الويب «النفعي»

لكن الأسس ذاتها للويب النفعي utilitarian web - المنصات التي تدعم تجاربنا اليومية عبر الإنترنت - تبدو مهتزة، تنبض بالهزات الأولى للانهيار.

للبدء، يبدو أن لا شيء يعمل بعد الآن... كان محرك بحث «غوغل» يوفر ذات يوم مساعدة على مستوى الدليل الإرشادي لسكان الإنترنت. الآن أصبح مليئاً بالإعلانات والأشرطة الجانبية وطُعم للنقر المحسّن لمحركات البحث، والتخمينات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للإجابات المحتملة لأسئلة الناس.

نتائج بحث «غوغل» لا ترتبط بالجودة

في وقت سابق من هذا العام، وجدت مجموعة من الباحثين الألمان أن «غوغل» صنفت صفحات مراجعات المنتجات في مرتبة عالية عندما كانت تحتوي على نص منخفض الجودة، وأطنان من الروابط التابعة لمواقع التجارة الإلكترونية، وكانت مليئة بحيل تحسين محركات البحث التي لا تتوافق تماماً مع الجودة.

بعبارة أخرى، كانت «غوغل» تسمح لأدنى المستويات بالاستيلاء على منصتها.

«أمازون» تزخر بمنتجات «الراعين»

على أمازون، تتناثر الأرفف الرقمية بالمنتجات المدعومة من «الرعاة» لها، والنسخ الرخيصة من المنتجات الرائجة شعبياً. وعلى «أمازون» أو «غوغل»، ستحتاج غالباً إلى وقت أطول قليلاً للحصول على أي شيء مفيد أو ذي صلة عن بُعد عند البحث عن شيء تريده.

لقد أطلقت شكاوى مكافحة الاحتكار الحكومية ضد كلتا الشركتين عليها في الأساس؛ لأنهما تجنيان الرسوم من المعلنين، الذين يدفعون من أجل جذب انتباه المستخدمين، ما أدى إلى تدهور هذه الخدمات في هذه العملية. عندما تجعل شركات التكنولوجيا العملاقة الكبيرة خدماتها المعتمدة أسوأ، فهذا أمر سيئ للمستهلكين، حتى لو لم يكن عليهم دفع المزيد.

انحدار منصات التواصل الاجتماعي

على وسائل التواصل الاجتماعي، يكون الوضع أكثر خطورة. يعد «فيسبوك» جيداً وظيفياً للقتال مع أصدقاء المدرسة الثانوية حول السياسة، والحصول على تذكيرات عيد الميلاد وغيرها، لم تعد هناك أخبار تقريباً على المنصة.

وكما خمنت، فإن إعلانات منصة «إكس» منخفضة الجودة، فهي عبارة عن مستنقع يمينى مليء بمنافقى إيلون ماسك، وملصقات احتيال رجال التكنولوجيا، وأسوأ الإعلانات التي رأيتها على الإطلاق. أما «تيك توك» أحد الأماكن القليلة المثيرة للاهتمام والمصادفة والمبهجة (عادةً) على الإنترنت، فهي منصة معرضة لخطر الحظر من الولايات المتحدة في الشهر المقبل ما لم تتدخل المحكمة العليا المحافظة أو الرئيس المنتخب دونالد ترمب نفسه لإنقاذها.

الذكاء الاصطناعي والتزييف في المنصات

ويعني صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي أن كل واحدة من هذه المنصات أصبحت الآن مشبعة بما يسمى عادةً بالهراء، والصور المزيفة السيئة المهينة المصممة غالباً لخداع أو إثارة غضب الناس. إنك قد تجد مجموعات على موقع «فيسبوك» تتفاخر بالمناظر الطبيعية الخلابة دون أن تدرك أنها تتلاشى إذا أمعنت النظر، وأن عارضة الأزياء الجميلة على موقع «إنستغرام» في الصورة لديها أصابع كثيرة للغاية.

جشع الشركات وانحسار الابتكار

إن الإنترنت، بطبيعة الحال، شبكة تسيطر عليها أكبر الشركات وأغناها وأقواها في العالم. إنه ليس إنترنت ميتاً، بل إنه حي ومهمل، ملعون فقط بسبب جشع الشركات وكسلها ولامبالاتها.

ولم تعد شركات وادي السيليكون العملاقة تتنافس ولم تعد تبتكر، وبدلاً من ذلك، تعمل على خفض التكاليف، وتعزيز هوامش الربح وحجب المنافسين من أجل الحفاظ على عادات الاستهلاك والهيمنة على السوق. تمنحنا المنصات عبر الإنترنت الراحة، لكنها لا تقدم أي جديد، ولديها فائدة متلاشية في حياتنا الرقمية بشكل متزايد.

في عام 2025، ربما ينفجر كل شيء. ولكن من المؤمل أن يبدأ الناس في إعادة التفكير في اعتمادهم على المنصات الرقمية التي تعاملهم بازدراء تام، كما لو كانوا مستهلكين، وكأنهم «مستخدمون». إذا كانت هذه نهاية الإنترنت كما نعرفها، فإنني أشعر بأنني بخير.

مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي قد يكشف سمات شخصيتك من خلال صوتك

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف سمات شخصيتك من مقطع صوتي لك (رويترز)

الذكاء الاصطناعي قد يكشف سمات شخصيتك من خلال صوتك

توصلت دراسة جديدة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف سمات شخصيتك من مقطع صوتي لك مدته 90 ثانية فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا العلامة التجارية لتطبيق «تشات جي بي تي» (أ.ف.ب)

«أوبن إيه آي» تتيح لجميع المستخدمين محرّكها المخصص للبحث

بات في إمكان منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي الأكثر شهرة «تشات جي تي» أن تكون محرّك بحث مجانياً لمئات الآلاف من المستخدمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم توقعات «غوغل»: ما الذي ينتظر الذكاء الاصطناعي في عام 2025؟

توقعات «غوغل»: ما الذي ينتظر الذكاء الاصطناعي في عام 2025؟

تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي بهدف إكمال المهام المعقدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا الرئيس التنفيذي السابق لشركة «غوغل» إيريك شميت (رويترز)

الرئيس التنفيذي السابق لـ«غوغل» يحذّر من التطور السريع لأنظمة الذكاء الاصطناعي

حذَّر الرئيس التنفيذي السابق لشركة «غوغل» إيريك شميت من التطور السريع لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

توقعات «غوغل»: ما الذي ينتظر الذكاء الاصطناعي في عام 2025؟

توقعات «غوغل»: ما الذي ينتظر الذكاء الاصطناعي في عام 2025؟
TT

توقعات «غوغل»: ما الذي ينتظر الذكاء الاصطناعي في عام 2025؟

توقعات «غوغل»: ما الذي ينتظر الذكاء الاصطناعي في عام 2025؟

قالت سيسي هسياو، نائبة الرئيس والمديرة العامة لتطبيق «جيميناي» والدردشة في «غوغل»: إن «الحدود التالية» للذكاء الاصطناعي تكمن في «القدرات الوكيلة» أي قدرات وكلاء الذكاء الاصطناعي، وفقاً لما كتبته بريتني نغوين في مجلة «كوارتز».

طرق مبتكرة وفريدة

كانت صناعة التكنولوجيا تتسابق لوضع الذكاء الاصطناعي التوليدي في أيدي المستهلكين، لكن هذا «مذاق فقط من إمكاناته»، كما قالت هسياو، وأضافت أنها تعتقد أن الشركة «ستساعد بطرق لم يفكر فيها الناس حتى الآن» في العام المقبل.

في حين تعمل «مساعدات الذكاء الاصطناعي» حالياً جنباً إلى جنب مع المستخدمين وتحتاج إلى مطالبات متكررة، سيبدأ المستهلكون في رؤية «تطورها إلى ما هو أبعد من الراحة البسيطة إلى تجارب حقيقية ومخصصة ومتقدمة تعتمد عليها كل يوم».

على سبيل المثال، كما قالت هسياو، يستخدم الناس برنامج Gemini AI من «غوغل» لمهام أكثر تقدماً، مثل التدرب على مقابلات العمل باستخدام Gemini Live وتصحيح أخطاء التعليمات البرمجية باستخدام Gemini Advanced.

مساعد صوتي هاتفي بلغات عديدة

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أطلقت «غوغل» تطبيق جيميناي لهاتف «آيفون» الذي تضمن ميزة المساعد الصوتي Gemini Live الجديدة التي يمكنها التعامل مع المحادثات الطبيعية مع المقاطعات أثناء المحادثة، وتغييرات في موضوعها. وحتى الآن، تقدم هذه الميزة 10 خيارات صوتية مميزة وتدعم 12 لغة، بما في ذلك الإسبانية والعربية. وقالت «غوغل» إنها تخطط لطرح المزيد من اللغات.

«وكلاء شخصيون»

في عام 2025، كما قالت هسياو، إن وكلاء الذكاء الاصطناعي سيتوسعون بهدف إكمال المهام المعقدة بشكل مستقل.

وأضافت هسياو أن «جيميناي» على وجه التحديد «سيكون شخصياً للغاية، وسيكون قادراً على التصرف نيابة عنك عبر (غوغل) وخدمات الجهات الخارجية والويب، بناءً على توجيهاتك».

أطلقت «غوغل» أخيراً ميزة جديدة في جيميناي أدفانسد تسمى Deep Research، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستكشاف الموضوعات المعقدة وتحويل النتائج إلى تقارير سهلة القراءة للمستخدمين. ووصفت هسياو الميزة بأنها «الميزة الأولى» في جيميناي «التي تجلب رؤيتنا لبناء المزيد من القدرات الوكيلة في منتجاتنا إلى الحياة».

نظام بيئي متكامل للذكاء الاصطناعي

وأضافت أن سوق الذكاء الاصطناعي في العام المقبل «ستكون حول الاستمرار في بناء النظام البيئي الكامل»، مضيفة أنها «تراها على نحو مماثل لسوق الهواتف الذكية... لم يعد الأمر يتعلق بالأجهزة فقط، بل يتعلق بالنظام البيئي الكامل للتطبيقات والخدمات والتكاملات التي تحيط بها. وعلى نحو مماثل للذكاء الاصطناعي، فإن مدى نجاحنا في بناء النظام البيئي الأكثر شمولاً وسهولة في الاستخدام أمر ضروري».

دمج الذكاء الاصطناعي بالحياة اليومية

وقالت هسياو إن «غوغل» تركز على جعل جيميناي «المساعد الشخصي الأكثر إفادة للذكاء الاصطناعي» في عام 2025، مضيفة أن المفتاح للقيام بذلك هو دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية للمستخدمين، وجعل التكامل الروتيني اليومي سلساً.

وسيشهد عام 2025 استمرار شركات التكنولوجيا التي تركز على الذكاء الاصطناعي في تطوير الذكاء الاصطناعي المتعدد الوسائط - أو النماذج التي يمكنها معالجة أنواع مختلفة من البيانات بخلاف النص، مثل الكلام والصورة والفيديو.