صواريخ الدفع الحراري النووي لاستكشاف المريخ

تتقدم على مثيلاتها العاملة بالوقود الكيميائي... ورحلتها تستغرق نصف الوقت

رسم تصويري لصواريخ الدفع الحراري النووي
رسم تصويري لصواريخ الدفع الحراري النووي
TT

صواريخ الدفع الحراري النووي لاستكشاف المريخ

رسم تصويري لصواريخ الدفع الحراري النووي
رسم تصويري لصواريخ الدفع الحراري النووي

تطوّر وكالة «ناسا» الفضائية الأميركية تقنية بديلة للصواريخ ذات الدفع الكيميائي التي تستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى الكواكب الأخرى.

دفع حراري نووي

تُسمى هذه التقنية «الدفع الحراري النووي»، الذي يستخدم الانشطار النووي ويمكنه في يوم ما تزويد صاروخ بالطاقة من شأنه أن يقطع الرحلة في نصف الوقت الحالي فقط.

يشتمل الانشطار النووي على إنتاج كمية هائلة من الطاقة المنبعثة عند انقسام ذرة بواسطة نيوترون. يُعرف هذا التفاعل باسم التفاعل الانشطاري. وتقنية الانشطار معروفة في توليد الطاقة، وتسيير الغواصات النووية، وقد يؤدي تطبيقها في دفع أو تشغيل صاروخ إلى تزويد «ناسا» يوماً ما ببديل أسرع وأقوى للصواريخ التي تعمل بالطاقة الكيميائية.

وتُطور «ناسا» سوياً مع وكالة مشروعات أبحاث الدفاع المتقدمة تقنية الدفع الحراري النووي. وتُخطط الهيئتان لنشر وإثبات قدرات نظام نموذجي في الفضاء في عام 2027؛ ما يجعله من المحتمل أن يكون أحد أول النماذج التي يتم بناؤها وتشغيلها من قِبل الولايات المتحدة.

يمكن للدفع الحراري النووي يوماً ما تشغيل منصات فضائية قابلة للمناورة من شأنها حماية الأقمار الاصطناعية الأميركية في مدار الأرض وخارجها. لكن التكنولوجيا لا تزال قيد التطوير.

أنا أستاذ مشارك في الهندسة النووية في معهد جورجيا للتكنولوجيا، ومجموعة البحث خاصتي تبني نماذج ومحاكاة لتحسين وتحقيق الاستخدام الأمثل لأنظمة الدفع الحراري النووي. وأملي وشغفي المساعدة في تصميم محرك الدفع الحراري النووي الذي سينطلق في رحلة مأهولة إلى المريخ.

الدفع النووي مقابل الدفع الكيميائي

تستخدم أنظمة الدفع الكيميائي التقليدية تفاعلاً كيميائياً يتضمن وقوداً دافعاً خفيفاً، مثل الهيدروجين، مع العامل المؤكسد. وعند مزجهما معاً، يشتعل العنصران؛ ما يؤدي إلى خروج المادة الدافعة من الفوهة بسرعة كبيرة لدفع الصاروخ.

لا تتطلب هذه الأنظمة أي نوع من نظم الإشعال، وبالتالي فهي موثوقة. لكن يجب على الصواريخ حمل الأكسجين معها إلى الفضاء؛ مما قد يثقلها. وبالمقابل، تعتمد أنظمة الدفع الحراري النووي، على عكس أنظمة الدفع الكيميائي، على تفاعلات الانشطار النووي لتسخين المادة الدافعة التي تُطرد بعدها من الفوهة لإنشاء القوة الدافعة أو الدفع.

في الكثير من تفاعلات الانشطار، يرسل الباحثون نيوتروناً نحو نظير أخف من اليورانيوم، وهو «اليورانيوم - 235». يمتص اليورانيوم النيوترون؛ مما يخلق «اليورانيوم - 236». ثم ينقسم «اليورانيوم - 236» شظيتين - منتجاً الانشطار - ويُطلق التفاعل بعض الجسيمات المتنوعة.

الانشطار النووي لتوليد الطاقة

تستخدم أكثر من 400 محطة للطاقة النووية قيد التشغيل حول العالم حالياً تكنولوجيا الانشطار النووي. وأغلب هذه المفاعلات النووية العاملة هي مفاعلات الماء الخفيف. تستخدم هذه المفاعلات الانشطارية الماء لإبطاء النيوترونات ولامتصاص ونقل الحرارة. يمكن للماء توليد البخار مباشرة في قلب المفاعل أو في مولد البخار، والذي يحرك توربيناً لإنتاج الكهرباء.

تعمل أنظمة الدفع الحراري النووي بطريقة مماثلة، لكنها تستخدم وقوداً نووياً مختلفاً يحتوي على المزيد من «اليورانيوم - 235». كما أنها تعمل في درجة حرارة أعلى بكثير؛ ما يجعلها قوية للغاية ومكثفة. وتتمتع أنظمة الدفع الحراري النووي بكثافة طاقة تزيد بنحو 10 مرات على مفاعل المياه الخفيفة التقليدي.

قد يكون الدفع النووي متقدماً عن الدفع الكيميائي لأسباب عدة. إذ يطرد الدفع النووي المادة الدافعة من فوهة المحرك بسرعة كبيرة؛ ما يولد قوة دفع عالية. ويسمح هذا الدفع العالي للصاروخ بالتسارع بشكل أسرع.

كما تتميز هذه الأنظمة أيضاً بدفع نوعي عالٍ. يقيس الدفع النوعي مدى كفاءة استخدام الوقود الدافع لتوليد الدفع. وتتمتع أنظمة الدفع الحراري النووي بدفع نوعي يبلغ نحو ضعف الدفع النوعي للصواريخ الكيميائية؛ مما يعني أنها يمكن أن تقلل وقت السفر إلى النصف.

تاريخ الدفع الحراري النووي

لمدة عقود، موّلت الحكومة الأميركية تطوير تقنية الدفع الحراري النووي. بين عامي 1955 و1973، أنتجت برامج في وكالة «ناسا» وشركة «جنرال إلكتريك» ومختبرات «أرغون» الوطنية، واختبرت 20 محرك دفع حراري نووي على الأرض.

لكن هذه التصاميم التي سبقت عام 1973 اعتمدت على وقود اليورانيوم عالي التخصيب. ولم يعد هذا الوقود مُستخدماً بسبب مخاطر الانتشار النووي، أو المخاطر المتعلقة بانتشار المواد والتكنولوجيا النووية.

تهدف مبادرة الحد من التهديدات العالمية، التي أطلقتها وزارة الطاقة وإدارة الأمن النووي، إلى تحويل الكثير من المفاعلات البحثية التي تستخدم وقود اليورانيوم عالي التخصيب إلى وقود اليورانيوم عالي الكثافة منخفض التخصيب، أو وقود «الهاليو».

يحتوي وقود اليورانيوم عالي الكثافة منخفض التخصيب HALEU على كمية أقل من المواد القادرة على الخضوع لتفاعل الانشطار، مقارنة بوقود اليورانيوم عالي التخصيب. لذلك؛ يحتاج الصاروخ إلى تحميل المزيد من وقود HALEU هذا؛ ما يجعل المحرك أثقل. ولحل هذه المشكلة، يبحث الباحثون عن مواد خاصة من شأنها استخدام الوقود بشكل أكثر كفاءة في هذه المفاعلات.

يهدف «برنامج الصواريخ التجريبية للعمليات الأرض - قمرية الخفيفة» أو «دراكو» DRACO التابع لوكالة «ناسا» ووكالة مشروعات أبحاث الدفاع المتقدمة «داربا»، إلى استخدام وقود اليورانيوم عالي الكثافة منخفض التخصيب في محرك الدفع الحراري النووي الخاص به. ويخطط البرنامج لإطلاق صاروخه في عام 2027.

وكجزء من برنامج «دراكو»، تعاونت شركة «لوكهيد مارتن» للفضاء مع شركة «بي دبليو إكس تكنولوجيز» لتطوير تصميمات المفاعل والوقود.

سيتعين على محركات الدفع الحراري النووي التي تطورها هذه المجموعات الامتثال لمعايير الأداء والسلامة المحددة. كما سيتعين عليها أن يكون لديها قلب قادر على العمل طوال مدة المهمة وأداء المناورات اللازمة للرحلة السريعة إلى المريخ.

ومن الناحية المثالية، يجب أن يكون المحرك قادراً على إنتاج دفع نوعي عالٍ، مع استيفاء متطلبات الدفع العالي وكتلة المحرك المنخفضة.

بحوث متواصلة

قبل أن يتمكن المهندسون من تصميم محرك يلبي جميع هذه المعايير، يجب عليهم البدء بالنماذج والمحاكاة. وتساعد هذه النماذج الباحثين، مثل أولئك الموجودين في مجموعتي، على فهم كيفية تشغيل وإيقاف المحرك. هذه عمليات تتطلب تغييرات سريعة وهائلة في درجة الحرارة والضغط.

سيختلف محرك الدفع الحراري النووي عن جميع أنظمة الطاقة الانشطارية الحالية؛ لذلك سيحتاج المهندسون إلى إنشاء أدوات برمجية تعمل مع هذا المحرك الجديد.

يعمل فريقي على تصميم وتحليل مفاعلات الدفع الحراري النووي باستخدام النماذج. نعمل على نمذجة ومحاكاة الأنظمة المعقدة للمفاعل لمعرفة كيف يمكن لأمور مثل التغيرات في درجة الحرارة على المفاعل وسلامة الصاروخ. لكن محاكاة هذه التأثيرات يمكن أن يستغرق الكثير من قوة الحوسبة المكلفة.

لقد عملنا على تطوير أدوات حوسبة جديدة تحاكي كيفية عمل هذه المفاعلات أثناء بدء التشغيل ومباشرة التشغيل من دون استخدام الكثير من قوة الحوسبة. ونأمل أن يساعد هذا البحث يوماً ما في تطوير نماذج يمكنها التحكم في الصاروخ بشكل مستقل.

* أستاذ مشارك في الهندسة النووية والإشعاعية بمعهد جورجيا للتكنولوجيا - مجلة «فاست كومباني»

- خدمات «تريبيون ميديا»



7 مهارات للتفكير النقدي في أماكن العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي

7 مهارات للتفكير النقدي في أماكن العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي
TT

7 مهارات للتفكير النقدي في أماكن العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي

7 مهارات للتفكير النقدي في أماكن العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي

نحن نقف عند نقطة تحول رائعة، ولكنها مثيرة للقلق مع صعود الذكاء الاصطناعي.

توسع استخدام الذكاء الاصطناعي

يكشف استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة «غالوب» عن أن 79 في المائة من الأميركيين يستخدمون بالفعل منتجات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، غالباً دون أن يدركوا ذلك. وفي الوقت نفسه، كما يزعم موقع مجلة «سلون ريفيو»، التابعة لـ«معهد ماسوشوسيتس للتكنولوجيا»، فإن الأسئلة العميقة التي يثيرها الذكاء الاصطناعي حول الوعي والذكاء واتخاذ القرار ليست مشكلات تقنية في المقام الأول. إنها مشكلات فلسفية، كما كتب فيصل حق (*).

التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي

نحن بحاجة إلى الفلسفة لمساعدتنا على فهم ماهية الذكاء الاصطناعي في الواقع، وما يعنيه أن تكون ذكياً، وكيف يجب أن نتعامل مع التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي. دون هذا الأساس الفلسفي، نخاطر بتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التي لا تتوافق مع القيم الإنسانية وطرق التفكير.

«حالة طوارئ فلسفية»

وهذا يخلق ما أسميها «حالة طوارئ فلسفية» في كتابي المقبل «TRANSCEND: Unlocking Humanity in the Age of AI».

على عكس الثورات التكنولوجية السابقة التي غيَّرت في المقام الأول ما يمكننا فعله، فإن الذكاء الاصطناعي يغيِّر بشكل أساسي كيفية تفكيرنا وعقلنا وعلاقتنا ببعضنا بعضاً.

الحفاظ على قدرتنا في التفكير المستقل

ومن دون تطوير مهارات التفكير النقدي القوية التي تمت معايرتها خصيصاً لعصر الذكاء الاصطناعي هذا، فإننا نخاطر بأن نصبح مستهلكين سلبيين لقرارات الذكاء الاصطناعي بدلاً من أن نكون شركاء نشطين ومدروسين مع هذه التكنولوجيا.

إن المخاطر عالية بشكل لا يصدق. لا يتعلق الأمر فقط باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، بل يتعلق بالحفاظ على قدرتنا على التفكير المستقل، والتواصل البشري الأصيل، واتخاذ القرارات ذات المغزى في عالم حيث يتم دمج الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في كل جانب من جوانب حياتنا.

مهارات أساسية

فيما يلي 7 مهارات أساسية للتفكير النقدي، تستند إلى الحكمة الفلسفية، التي يجب أن نطورها للشراكة بشكل فعال مع الذكاء الاصطناعي:

1- مهارة التعرف على القيود. (المعروفة أيضاً باسم التواضع المعرفي Epistemological Humility): عندما ندرك حدودنا الخاصة، نصبح أكثر حكمةً في تفاعلاتنا مع الذكاء الاصطناعي.

هذه المهارة متجذرة في حكمة سقراط الشهيرة: «أعلم أنني لا أعرف شيئاً». وهي ترتبط أيضاً بحدود المعرفة والعقل البشريَّين لإيمانويل كانط. عندما ندرك حدودنا الخاصة، نصبح أكثر حكمة في تفاعلاتنا مع الذكاء الاصطناعي.

+ مثال: اختيار الأفلام عمداً خارج فقاعة التوصيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وتأكيد سيطرة الإبداع البشري (لعقولنا) على الأنماط الخوارزمية (المقدمة إلينا).

2- التعرف على الأنماط مقابل كسر الأنماط: يُستمَد هذا من الفلسفة الوجودية، خصوصاً مفهوم سارتر للحرية الجذرية. فبينما يتبع الذكاء الاصطناعي الأنماط، يتمتع البشر بما أسماها سارتر «القدرة على تجاوز المعطى» - التحرر من الأنماط المحددة مسبقاً وخلق إمكانات جديدة.

+ مثال: اختيار إجراء محادثات صعبة شخصياً بدلاً من استخدام الذكاء الاصطناعي لصياغة رسائل مثالية. وكذلك إعطاء الأولوية للاتصال الأصيل على الراحة.

التفكير المرتبط بالقيم والوعي الحقيقي

3- التفكير القائم على القيم: يرتبط بمفهوم أرسطو للحكمة العملية (الفطنة) - القدرة على تمييز ما يهم حقاً في أي موقف. ويرتبط أيضاً بتسلسل القيم الخاص بماكس شيلر، حيث يزعم أن بعض القيم (مثل الحب والنمو الروحي) أعلى بطبيعتها من غيرها (مثل الراحة والفائدة).

+ مثال: فهم أنه في حين أن روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي قد يوفر الراحة، فإنه لا يمكن أن يحل محل التفاهم المتبادل العميق الممكن في الصداقات البشرية.

4- الوعي بالارتباط الحقيقي: يستمد هذا المفهوم كثيراً من فلسفة «أنا وأنت» لمارتن بوبر. فقد ميَّز بوبر بين نوع علاقات «أنا وأنت» (معاملة الآخرين بوصفهم أشياء) ونوع علاقات «أنا وأنت» (اللقاءات الحقيقية بين الأشخاص). وهذا يساعدنا على فهم الفرق بين تفاعلات الذكاء الاصطناعي والارتباط البشري الحقيقي.

+ مثال: التدقيق بشكل منتظم في القرارات التي قمتَ بتفويضها للذكاء الاصطناعي دون وعي... من اختيار المحتوى إلى قرارات التسوق.

5- اتخاذ القرارات الواعية الحرة: استناداً إلى مفهوم «الإرادة المدروسة» لحنة أرندت - اتخاذ خيارات واعية بدلاً من الانجراف وراء الأتمتة والراحة. كما يرتبط بتأكيد كيركيجارد على اتخاذ القرارات الحقيقية بوصفها جوهر الوجود البشري.

+ مثال: المثال السابق نفسه - التدقيق بشكل منتظم في القرارات التي فوضتها دون وعي إلى الذكاء الاصطناعي، من اختيارات المحتوى إلى قرارات التسوق.

التأثير الأخلاقي

6- تحليل التأثير الأخلاقي: يبني على «ضرورة المسؤولية» لهانز جوناس - فكرة أن التكنولوجيا الحديثة تتطلب نوعاً جديداً من الأخلاقيات التي تأخذ في الاعتبار العواقب طويلة المدى والبعيدة المدى. كما يتضمَّن اعتبارات نفعية حول تعظيم النتائج الجيدة مع تقليل الضرر.

+ مثال: تقييم كيف يمكن أن يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي في قرارات التوظيف، على تنوع مكان العمل والإمكانات البشرية قبل التنفيذ.

7- محاذاة الغرض المتسامي: مستمدة من العلاج بالمعنى لفيكتور فرانكل والحاجة البشرية إلى المعنى، جنباً إلى جنب مع مفهوم ماسلو لتحقيق الذات. يتعلق الأمر باستخدام الذكاء الاصطناعي مع التركيز على الأغراض والإمكانات البشرية العليا.

+ مثال: استخدام الذكاء الاصطناعي للتعامل مع المهام الروتينية مع التركيز عمداً على الوقت المحرر (المستفاد منه) لتعزيز جودة العمل والعلاقات ذات المغزى.

الحفاظ على إنسانيتنا

هذه المهارات السبع للتفكير النقدي ليست مجرد مفاهيم فلسفية لطيفة، بل إن هذه المهارات ضرورية للبقاء على قيد الحياة للحفاظ على إنسانيتنا وقدرتنا على التصرف في عالم معزز بالذكاء الاصطناعي. وهي تساعدنا على التعامل مع الذكاء الاصطناعي بطريقة تعزز إنسانيتنا بدلاً من تقليصها، ما يسمح لنا بالبقاء على اتصال بما يجعلنا بشراً فريدين، مع الاستفادة القصوى من قدرات الذكاء الاصطناعي.

تذكرنا الأسس الفلسفية بأننا لا نتعامل فقط مع التحديات التقنية، ولكن أيضاً مع أسئلة أساسية حول الطبيعة البشرية والغرض والإمكانات. لقد تصارع الفلاسفة العظماء مع هذه الأسئلة قبل وقت طويل من ظهور الذكاء الاصطناعي، وتوفر رؤاهم أطراً غنية للتفكير في كيفية شراكتنا مع الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على إنسانيتنا وتعزيزها.

مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي وتكامله بشكل أعمق في حياتنا، فإن تطوير مهارات التفكير النقدي هذه لا يصبح مهماً فحسب، بل يصبح ضرورياً لازدهارنا الفردي والجماعي. إنها توفر الأدوات العقلية التي نحتاج إليها للتنقل في هذه المنطقة الجديدة بشكل مدروس ومتعمد، ما يضمن أن نظل مشاركين نشطين في تشكيل مستقبلنا المعزز بالذكاء الاصطناعي بدلاً من المتلقين السلبيين لأي شيء قد يجلبه هذا المستقبل.

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا».