استطلاع «إتش بي»: الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع

يسهّل الأعمال ويضفي المتعة عليها

استطلاع «إتش بي»: الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع
TT

استطلاع «إتش بي»: الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع

استطلاع «إتش بي»: الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع

يبدو أن الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في المكتب لديهم علاقة «أكثر صحية» بعملهم، مقارنة بأولئك الذين لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي على الإطلاق، وفقاً لمسح لشركة «إتش بي» HP للكومبيوترات شمل 15600 من العاملين.

تقرير «إتش بي» الجديد

عاملو المعرفة سعداء مع الذكاء الاصطناعي

وأفادت الشركة في أحدث تقرير لها حول مؤشر علاقة العمل (لدى الموظفين): بأن «العاملين في مجال المعرفة الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي هم أكثر سعادة بعلاقتهم بالعمل بمقدار +11 نقطة من زملائهم الذين لا يستخدمونه»، وهذا يمثل زيادة بنقطة واحدة مقارنة بعام 2023.

ووجدت الدراسة أيضاً أن 90 في المائة من مستخدمي الذكاء الاصطناعي الذين شملهم الاستطلاع يقولون إن هذه الأدوات ساعدتهم في توفير المزيد من الوقت، بينما يقول 85 في المائة إن الأدوات ساعدتهم في تخصيص المزيد من الوقت للمهام المهمة والضرورية.

وأفاد 84 في المائة بأن الذكاء الاصطناعي ساعدهم على أن يكونوا أكثر إبداعاً، بينما قال 83 في المائة إن مثل هذه الخدمات ساعدتهم في إيجاد المتعة في عملهم. وفي الوقت نفسه، ذكر ما يقرب من 68 في المائة من العمال الذين لديهم معرفة بالذكاء الاصطناعي أن الأدوات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي ساعدت في فتح فرص جديدة لهم للاستمتاع بعملهم.

مخاوف من التسريح

ووجد تقرير «مؤشر علاقة العمل لعام 2024» 2024 HP Work Relationship Index، الذي جاء حصيلة الدراسة العالمية السنوية الثانية للشركة، أنه بينما يستخدم بعض الموظفين أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين حياتهم المهنية، يشعر الكثيرون بالقلق بشأن الجوانب السلبية لظهور الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، بما في ذلك دوره في تسريح العاملين.

ويشير الخبراء إلى أن زيادة الأتمتة وأدوات دعم القرار، ستقلل من أهمية التفاعلات البشرية وحجمها؛ ما يؤدي إلى مخاطر تتمثل في المعاناة من قلة العلاقات الشخصية أو استبدالها بالذكاء الاصطناعي.

توسع استخدام الذكاء الاصطناعي

وأضاف تقرير «إتش بي» أن نحو ثلثي العمال الذين شملهم الاستطلاع أعربوا عن رغبتهم في الحصول على مزيد من الوصول إلى التكنولوجيا المفضلة لديهم في العمل، واختبار: تجارب العمل الشخصية، ومساحات العمل المصممة خصيصاً، وبيئات العمل المرنة.

مهارات أعلى لدى القائدات النساء

ويرغب ما لا يقل عن ثلثي العاملين بمجال المعرفة في الحصول على تجارب عمل مخصصة؛ وقال 87 في المائة منهم إنهم على استعداد للتنازل عن جزء من رواتبهم للحصول عليها.

وارتفع استخدام الذكاء الاصطناعي بين الأفراد الذين هم على دراية بالأدوات إلى 66 في المائة هذا العام، مقارنة بـ38 في المائة العام الماضي، وفقاً للشركة.

وأخيراً، ذكر التقرير أن 44 في المائة فقط من القادة لديهم ثقة في مهاراتهم البشرية؛ بينما تتمتع قائدات الأعمال بثقة أكبر بكثير من القادة الذكور.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا يقدم «Copilot» تصميماً أكثر سهولة في الاستخدام مع إجابات سريعة وسلسة (شاترستوك)

تعرف على أحدث ترقيات «كوبايلوت»... مساعد «مايكروسوفت» الذكي

من التحديثات ميزة «Copilot Voice» التي توفر للمستخدمين القدرة على التفاعل مع رفيقهم الرقمي بطريقة أكثر طبيعية وبديهية.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق من ورشة تطرّقت إلى أثر التقنية الحديثة في الترجمة (واس)

الترجمة الآلية والذكاء الاصطناعي... منافسان شرسان يواجههما المترجمون

ضمن احتفائه باليوم العالمي للترجمة، الذي حمل هذا العام شعار «عالم بلا حدود»، خصّص معرض الرياض للكتاب 5 فعاليات تناولت موضوعات متعلّقة بهذه الإشكالية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة لمقر عمل «الإلكترونيات المتقدمة» في العاصمة الرياض 2024 (حساب «إكس» التابع للشركة)

«الإلكترونيات المتقدمة» و«أرامكو» توقعان اتفاقية لترخيص نظام «رقيب» للسلامة

وقّعت إحدى الشركات التابعة للشركة «السعودية للصناعات العسكرية» اتفاقية مع «أرامكو للتقنية» لترخيص نظام يحسّن سلامة بيئة العمل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

الجدعان يدعو شركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الألمانية إلى المجيء للسعودية  

قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن المملكة تركز على استخدام ميزاتها التنافسية لتعزيز مصالح الدول الأخرى أيضاً، ومنها مجال الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (برلين)

أول متحف فني للذكاء الاصطناعي في العالم يتحدى العقول

صور أنشأها «نموذج الطبيعة الكبير» للذكاء الاصطناعي
صور أنشأها «نموذج الطبيعة الكبير» للذكاء الاصطناعي
TT

أول متحف فني للذكاء الاصطناعي في العالم يتحدى العقول

صور أنشأها «نموذج الطبيعة الكبير» للذكاء الاصطناعي
صور أنشأها «نموذج الطبيعة الكبير» للذكاء الاصطناعي

يتأهب مؤسسو «استوديو رفيق أناضول» Refik Anadol Studios لافتتاح متحف فني غامر للذكاء الاصطناعي، في وسط مدينة لوس أنجليس عام 2025.

أول متحف في العالم

ويعتبر متحف «داتالاند» الأول من نوعه في العالم يُخصص لفن الذكاء الاصطناعي، ويقع في «غراند إل إيه»، وهو مبنى صممه فرانك جيري في قلب لوس أنجليس.

وأسس المتحف كل من رفيق أناضول وإفسون أركيليك، ويهدف إلى أن يكون مكاناً «حيث يلتقي الخيال البشري بإبداع الآلة».

معروضات «داتالاند»

مَعْلم متميز

وقد أخبرني أناضول ذات مرة أنه لا يرى الذكاء الاصطناعي كفنان، بل كوسيلة لتطبيق نوع جديد من «الصبغة» (الفنية)، النابعة من بياناته. ووفقاً للبيان الصحافي للاستوديو، فمن المقرر أن يعيد المشروع تشكيل كيفية تفاعلنا مع الفن والتكنولوجيا والطبيعة؛ ما يخلق حدوداً جديدة في عالم التعبير الفني.

وأمضى أناضول سنوات في دفع حدود الإمكانات الإبداعية للذكاء الاصطناعي. ويُعرف عن أناضول استخدامه لبيانات العالم الحقيقي - من الظروف الجوية إلى الضوضاء إلى أرشيفات الصور في متحف الفن الحديث - أنه يستخدم هذه المعلومات كصبغة، والشبكات العصبونية كفرشاة.

كان أناضول رائداً في تقاطع فريد بين الفن والتكنولوجيا، ويمثل متحف «داتالاند» الخطوة التالية في هذه الرحلة، حيث يعمل كمساحة دائمة للفن الناتج عن الذكاء الاصطناعي، تماماً كما توجد متاحف مخصصة للرسم أو النحت.

اختار لوس أنجليس لإنشاء هذه المساحة، لأن المدينة كانت تثير اهتمامه منذ الطفولة. وقد بدأت حياته المهنية هناك باستكشافات مبكرة على Commodore 64، ثم في «غوغل» بوادي السيليكون.

معارض فنون الذكاء

ينفصل «داتالاند» عن المعارض المؤقتة لفن الذكاء الاصطناعي التي ظهرت في بعض المعارض والمؤسسات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك عمل أناضول الأخير في متحف الفن الحديث المسمى Unsupervised، وهي شاشة رقمية ضخمة مقاس 24 × 24 قدماً تملأ بهو متحف الفن الحديث.

يبدو تركيب الشاشة حياً، حيث تولد أشكالاً جديدة وتتطور بناءً على مدخلات في الوقت الفعلي مثل حركة الزوار وطقس مانهاتن. يقول أناضول، واصفاً العمل بأنه إبداع حي يتنفس: «إنه مثل كيانه الخاص». وعندما أطلقه، أخبرني أن نموذج Unsupervised تم تدريبه على 380000 صورة عالية الدقة الضخمة، بما في ذلك أعمال بيكاسو وغيره من الفنانين البارزين.

وعلى مدار ستة أشهر، قام فريق أناضول، بالتعاون مع مهندسي شركة «نيفيديا»، بتغذية النموذج بهذه البيانات لإنتاج تجربة بصرية متغيرة باستمرار.

يقول أناضول: «عندما يرى الخبراء أرشيف الأعمال الفنية هذا الذي يمتد لـ200 عام، وكيف أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء عوالم جديدة (منه)... تتملكهم الدهشة».

موقع المتحف سيكون في مدينة لوس أنجليس

نظام بيئي رقمي

وهو يتصور المتحف كنظام بيئي رقمي، حيث تندمج البيانات والذكاء الاصطناعي والإبداع البشري على نطاق واسع. ويقول أناضول إن «داتالاند» ملتزمة بالشفافية والمسؤولية في استخدامها لبيانات الطبيعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي. ويضيف: «تعمل (داتالاند) أيضاً على إنشاء لجنة أخلاقية لتقديم المشورة بشأن القضايا الحاسمة، مثل حوكمة الذكاء الاصطناعي والمسؤولية البيئية والاعتبارات الأخلاقية حول جمع البيانات».

ذكاء اصطناعي مسؤول

يعتمد «نموذج الطبيعة الكبير» (LNM) The Large Nature Mode - وهو نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر قيد التطوير بالتعاون مع الأمم المتحدة الذي سيصبح أول معرض للمتحف - على مبادئ أخلاقية صارمة. وهو يتضمن جمع البيانات من الغابات المطيرة والأنهار الجليدية والنظم البيئية الأخرى لتغذية نموذج الذكاء الاصطناعي؛ ما يخلق تجربة وسائط متعددة مذهلة تربط المشاهدين بالعالم الطبيعي.

يقول أناضول: «نستخدم الحوسبة التي تعمل بالطاقة المتجددة لتقليل بصمتنا الكربونية»، ويتم تنفيذ عمليات جمع البيانات الخاصة بهم بشكل مسؤول، من خلال أذونات موثقة، ما يضمن أن فنهم المدفوع بالذكاء الاصطناعي يتماشى مع القيم التي تكرم الطبيعة والإبداع البشري.

ويضيف: «تتجاوز رؤيتنا لنموذج الطبيعة الكبير كونه مستودعاً أو مبادرة بحثية إبداعية. إنها أداة للرؤية والتعليم والدعوة للبيئة المشتركة للإنسانية»، مضيفاً أنه سيكون متاحاً للجمهور كأداة تعليمية للطلاب والمعلمين لتجربة الإبداع القائم على الذكاء الاصطناعي، مما يمنحهم طريقة عملية لاستكشاف كيف يمكن للتكنولوجيا الكشف عن أبعاد جديدة للطبيعة.

تأثير الذكاء الاصطناعي على العقل

كما تعاون أنادول مع عالم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو آدم غزالي لقياس تأثير فن الذكاء الاصطناعي واسع النطاق على العقل والجسم البشري. ويوضح: «بعد هذا التفاعل الكبير من زوار Unsupervised، تعاوننا مع غزالي وقمنا بأبحاث معتمدة سريرياً لقياس تأثير الذكاء الاصطناعي علمياً في نفسية الناس». ويتوقع أن يفتح البحث، المقرر نشره العام المقبل، فصلاً جديداً في فهم كيفية تأثير فن الذكاء الاصطناعي على المشاعر والإدراك البشري.

ما زلنا لا نعرف كيف سيبدو المتحف، لكن أناضول أخبرني أن تصميمه المادي سيلعب دوراً محورياً بنفس القدر في تحقيق رؤية «داتالاند». ويقول إنه سيصمم لدمج العالمين الحقيقي والرقمي بسلاسة بطريقة فريدة.

ويصمم «داتالاند» ليصبح الكون الفعلي الذي يسمح لك بالانغماس العميق؛ حيث يتم إنشاء كل شيء حولك في الوقت الفعلي، ويتطور باستمرار، ويتفاعل... تماماً مثل الكون الحقيقي نفسه.

في محادثاتي مع أناضول، كان دائماً يعترف بالمخاوف المجتمعية الأوسع المحيطة بالذكاء الاصطناعي، خصوصاً تأثيره العاطفي والاقتصادي عبر الصناعات. إنه يفهم الضيق الذي يمكن أن يسببه الذكاء الاصطناعي، لكنه يظل متفائلاً بشأن إمكاناته الإبداعية. يقول: «الفن، كما حدث في الماضي، قد ينقذنا من أسوأ شياطيننا».

كما أن تفاؤله ينبع أيضاً من دوره كمدرس في قسم فنون الوسائط التصميمية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس. ويقول أنادول، وهو يتأمل كيف يتبنى المبدعون الشباب الذكاء الاصطناعي كأداة للتغيير الإيجابي: «أرى تغييراً متفائلاً للغاية في حياة الطلاب».

من المحتمل أن تصبح «داتالاند» الاختبار الأكبر والأهم لهذه الأفكار؛ حيث تقف عند مفترق طرق الفن والتكنولوجيا، وتدفع حدود ما هو ممكن عندما يتعاون البشر مع الآلات.

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»