مركبة الفضاء «ستارلاينر» تبدأ رحلة العودة إلى الأرض بدون طاقمها

مركبة «ستارلاينر» الفضائية تبتعد عن محطة الفضاء الدولية (ا.ف.ب)
مركبة «ستارلاينر» الفضائية تبتعد عن محطة الفضاء الدولية (ا.ف.ب)
TT

مركبة الفضاء «ستارلاينر» تبدأ رحلة العودة إلى الأرض بدون طاقمها

مركبة «ستارلاينر» الفضائية تبتعد عن محطة الفضاء الدولية (ا.ف.ب)
مركبة «ستارلاينر» الفضائية تبتعد عن محطة الفضاء الدولية (ا.ف.ب)

انفصلت مركبة الفضاء «ستارلاينر» التي صممتها شركة «بوينغ» عن محطة الفضاء الدولية، الجمعة، بدون طاقمها المكون من شخصين في طريق عودتها إلى الأرض في ختام مهمة اختبار طويلة محفوفة بالمشكلات الفنية.

وظل رائدا الفضاء بوتش ويلمور، وسوني ويليامز، اللذان أصبحا أول اثنين يحلقان بالمركبة ستارلاينر في يونيو (حزيران) على متن محطة الفضاء الدولية مع سبعة رواد آخرين، بينما غادرت المركبة المختبر المداري بشكل مستقل في الساعة 6:04 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2204 بتوقيت غرينتش) في رحلة مدتها ست ساعات إلى الأرض.

ودع رائدا الفضاء الكبسولة التي أدت مشاكل فنية مع محركاتها الدافعة إلى تمديد مهمة مدتها تسعة أيام إلى ثمانية أشهر.

رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليام أصبحا أول اثنين يحلقان بالمركبة ستارلاينر

رائدا الفضاء بوتش ويلمور وسوني ويليام أصبحا أول اثنين يحلقان بالمركبة ستارلاينر (رويترز)

وأعلنت إدارة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) الأسبوع الماضي، أن رائدي الفضاء سيعودان إلى الأرض في فبراير (شباط) 2025 على متن مركبة بنتها شركة «سبيس إكس» المنافسة لبوينغ بعد تزويدهما بالطعام والإمدادات الإضافية.

وكان مهندسون تابعون لبوينغ قد قاما بتزويد ستارلاينر ببرنامج كمبيوتر جديد يتيح لها العودة بدون وجود طاقم بداخلها. وستكون رحلة العودة اختبارا رئيسياً لقدرة ستارلاينر على المناورة.

وتستعد الكبسولة لاستخدام محركات المناورة الخاصة بها لخفض مدارها تدريجياً والدخول مجدداً إلى الغلاف الجوي للأرض في حوالي الساعة 11:17 مساء (0317 بتوقيت غرينتش السبت) على أن يتبع ذلك هبوط بمساعدة المظلات في الساعة 12:03 صباحاً في ميناء وايت ساندز بنيو مكسيكو.

وتعطلت خمسة من محركات الدفع الخاصة بمركبة ستارلاينر وعددها 28 محركاً عندما كان ويلمور وويليامز على متنها أثناء اقترابهما من محطة الفضاء الدولية في يونيو، بينما تسبب نفس نظام الدفع في حدوث عدة تسريبات للهيليوم والذي يستخدم لزيادة ضغط المحركات.

وتمثل مشاكل ستارلاينر التي تواجهها شركة الفضاء العملاقة أحدث صراع يثير تساؤلات حول مستقبل بوينغ في الفضاء وهو المجال الذي هيمنت عليه لعقود من الزمان حتى بدأت شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك، في تقديم عمليات إطلاق أرخص للأقمار الصناعية ورواد الفضاء وإعادة تشكيل الطريقة التي تعمل بها ناسا مع الشركات الخاصة.

وتأمل بوينغ في استعادة كبسولة ستارلاينر بعد هبوطها في نيومكسيكو ومواصلة تحقيقاتها في سبب فشل المحركات الدافعة في الفضاء.


مقالات ذات صلة

كوريا الجنوبية: نعتزم منافسة «سبايس إكس» في مجال النقل الفضائي

علوم الصاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبايس إكس» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)

كوريا الجنوبية: نعتزم منافسة «سبايس إكس» في مجال النقل الفضائي

أفادت وكالة الفضاء الكورية الجنوبية الجديدة، الخميس، بأنها تعتزم زيادة حصتها في القطاع الفضائي ومنافسة شركة «سبايس إكس» المملوكة لإيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا صورة لمحطة الفضاء الدولية 4 أكتوبر 2018 (رويترز)

المسبار الفضائي «بيبي كولومبو» يستطلع عطارد تمهيداً لدراسته بشكل أفضل سنة 2026

مرّ المسبار الفضائي المزدوج «بيبي كولومبو» BepiColombo، ليل الأربعاء - الخميس، على مقربة من عطارد في مهمة استطلاعية لموقع أصغر الكواكب بالنظام الشمسي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
علوم صاروخ «أطلس» الخامس التابع لشركة «يونايتد لونش ألاينس» يحمل رائدي فضاء على متن مركبة «ستارلاينر - 1 كرو فلايت» التجريبية التابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)

«ناسا» تقر بوجود توترات مع «بوينغ» حول عودة رائدين عالقين في محطة الفضاء الدولية

«ناسا» تقول إن «أجواء متوترة» سادت الاجتماعات الأخيرة مع مسؤولين في «بوينغ» حول كيفية إعادة رائدي فضاء عالقين في «محطة الفضاء الدولية» (ISS).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قمر جانيميد (ناسا)

كويكب عملاق اصطدم بأكبر أقمار المجموعة الشمسية قبل 4 مليارات عام

قال علماء إن قمر جانيميد، أحد أقمار كوكب المشتري، اصطدم بكويكب أكبر بعشرين مرة من الصخرة التي ارتطمت بالأرض وأنهت وجود الديناصورات قبل 66 مليون عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كوكبنا... لغزٌ بلا نهاية (مواقع التواصل)

اكتشاف يُشبه كعكة «دونات» ضخمة في قلب الأرض

من خلال السفر إلى مركز الأرض عبر الموجات الزلزالية، اكتشف العلماء بنية تُشبه الحلقة داخل البركة الدوّامية من المعدن المنصهر المعروف باسم «اللبّ الخارجي».

«الشرق الأوسط» (سيدني)

«ناسا» تقر بوجود توترات مع «بوينغ» حول عودة رائدين عالقين في محطة الفضاء الدولية

صاروخ «أطلس» الخامس التابع لشركة «يونايتد لونش ألاينس» يحمل رائدي فضاء على متن مركبة «ستارلاينر - 1 كرو فلايت» التجريبية التابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)
صاروخ «أطلس» الخامس التابع لشركة «يونايتد لونش ألاينس» يحمل رائدي فضاء على متن مركبة «ستارلاينر - 1 كرو فلايت» التجريبية التابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)
TT

«ناسا» تقر بوجود توترات مع «بوينغ» حول عودة رائدين عالقين في محطة الفضاء الدولية

صاروخ «أطلس» الخامس التابع لشركة «يونايتد لونش ألاينس» يحمل رائدي فضاء على متن مركبة «ستارلاينر - 1 كرو فلايت» التجريبية التابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)
صاروخ «أطلس» الخامس التابع لشركة «يونايتد لونش ألاينس» يحمل رائدي فضاء على متن مركبة «ستارلاينر - 1 كرو فلايت» التجريبية التابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)

أفادت «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا)، الأربعاء، بأن «أجواء متوترة» سادت الاجتماعات الأخيرة مع مسؤولين في شركة «بوينغ»، التي تمحورت حول كيفية إعادة رائدي فضاء عالقين في «محطة الفضاء الدولية» (ISS)، بسبب أعطال في كبسولة «ستارلاينر» التابعة لشركة الطيران الأميركية التي نقلتهما في يونيو (حزيران).

ونفت «ناسا» من جهة ثانية التقارير الصحافية التي أفادت بأن اللقاءات شهدت صراخاً.

وكانت «ناسا» أعلنت في نهاية أغسطس (آب) أن شركة «سبايس إكس» المنافسة لـ«بوينغ» باتت المسؤولة عن إعادة بوتش ويلمور وسوني ويليامز إلى الأرض، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفضت المشكلات المتتالية التي واجهتها «ستارلاينر» إلى هذا القرار الصعب بعدم استخدام المركبة في مهمة العودة إلى الأرض.

وكان من المفترض أن يمضي رائدا الفضاء ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية، لكنهما مضطران للبقاء فيها مدة ثمانية أشهر أقله، أي حتى فبراير (شباط) 2025، كي يعودا ضمن مهمة «كرو - 9» لـ«سبايس إكس».

وسبق لـ«بوينغ» أن أكدت علناً خلال مناسبات عدة أنها مقتنعة بأن مركبتها آمنة.

وأثار غياب مسؤولين من المجموعة عن المؤتمرات الصحافية الأخيرة لـ«ناسا» تكهنات بشأن وجود خلافات مع «وكالة الفضاء الأميركية».

ونقلت صحيفة «نيويورك بوست» عن مصادر مطلعة على الموضوع أن اللقاءات الأخيرة بين كبار المسؤولين من الطرفين كانت تنتهي بمشاجرات مصحوبة بصراخ.

وأكد رئيس برنامج رحلات الفضاء التجارية التابعة لـ«ناسا» ستيف ستيتش، أن الاجتماعات تضمّنت «مناقشات فنية متوترة»، لكنها لم تكن عاصفة.

وقال: «يتخلل كل اجتماع يتضمن اتخاذ قرارات مماثلة بهذه الأهمية، شكل من أشكال التوتر».

ورغم تأكيدات «بوينغ» بشأن توقعاتها، لم يكن فريق ناسا «مرتاحاً» لإعادة الرائدين عبر «ستارلاينر»، «بسبب الشكوك المحيطة بالمركبة».

ومن المفترض أن تنفصل «ستارلاينر» عن محطة الفضاء الدولية، الجمعة، قرابة الساعة العاشرة مساء بتوقيت غرينتش، قبل أن تبدأ بالهبوط وهي فارغة لتصل إلى غرب الولايات المتحدة، صباح السبت.

وكانت «وكالة الفضاء الأميركية» طلبت من «بوينغ» قبل عشر سنوات تصنيع مركبة فضائية جديدة، تزامناً مع طلبها تصنيع مركبة أخرى من شركة «سبايس إكس». وقد شددت «ناسا» مذاك مراراً على هدفها المتمثل في حيازة مركبتين لنقل رواد الفضاء، حتى لا تجد نفسها عاجزة في حال فشل إحداهما.

وقد تفوّقت الشركة المملوكة لإيلون ماسك إلى حد كبير على «بوينغ»، وتتولى وحدها مهمات نقل رواد الفضاء منذ أربع سنوات.