طريقة مطورة لامتصاص الكربون الجوي بتكلفة زهيدة

في محطة جديدة لمعالجة مياه الصرف الصحي بصحراء كاليفورنيا

طريقة مطورة لامتصاص الكربون الجوي بتكلفة زهيدة
TT

طريقة مطورة لامتصاص الكربون الجوي بتكلفة زهيدة

طريقة مطورة لامتصاص الكربون الجوي بتكلفة زهيدة

على حافة صحراء موهافي، على بعد 60 ميلاً إلى الشمال من مدينة لوس أنجليس، ستقوم محطة جديدة لمعالجة المياه بتحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه صالحة للشرب.

إزالة ثاني أكسيد الكربون

سيختبر المصنع أيضاً شيئاً جديداً: إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بتكلفة قليلة أو من دون تكلفة.

في الوقت الحالي، يعد استخدام آلات «الالتقاط المباشر للهواء» عملية مكلفة. إذ يمكن أن تكلف إزالة طن واحد منه وتخزينه ما يصل إلى 1000 دولار. ومع انبعاث نحو 40 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون من البشر كل عام، لا يمكن للصناعة الناشئة أن تتوسع بسهولة لمعالجة المشكلة.

إلا أن شركة «كابتشر 6» Capture 6، وهي شركة ناشئة تشارك في المشروع الجديد في بالمديل، كاليفورنيا، تتبع نهجاً مختلفاً. ويقول إيثان كوهين كول، الرئيس التنفيذي للشركة، إن العملية الجديدة «لديها القدرة على تقليل أو حتى إلغاء تكلفة إزالة ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير». وتقوم الشركة بدمج التكنولوجيا الخاصة بها في المواقع الصناعية القائمة.

توظيف المخلفات لالتقاط الملوثات

وفي المشروع الجديد، الذي بدأ العمل به مؤخراً، ستعالج التكنولوجيا أيضاً مشكلة محطة معالجة المياه. فعندما تقوم المحطة بمعالجة مياه الصرف الصحي، سينتهي الأمر بتوليد أطنان من المياه المالحة - وهو أمر عادة ما يكون التخلص منه مكلفاً. وستستخدم «كابتشر 6» هذا المحلول الملحي لإنشاء مادة مذيبة تلتقط ثاني أكسيد الكربون من الهواء.

طريقة جديدة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون الجوي

تعمل معظم تقنيات التقاط الهواء المباشر عن طريق سحب الهواء من خلال مرشح أو سائل لامتصاص ثاني أكسيد الكربون. ثم يستخدم الكثير من الطاقة لإخراج ثاني أكسيد الكربون للتخزين أو إعادة الاستخدام.

ولكن بدلاً من استخدام المرشحات، تعتمد طريقة «كابتشر 6» على خطوة رئيسية واحدة، وهي أن المادة المذيبة التي تصنع من الماء المالح تتفاعل مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين كربونات متمعدنة mineralized carbonate.

ولذا لا يلزم إزالة ثاني أكسيد الكربون مرة أخرى. إذ وبدلاً من ذلك، يمكن استخدام الكربونات لصنع مواد كيميائية خضراء. وستستخدم محطة معالجة المياه المنتجة لاستبدال بعض المواد الكيميائية التي تستخدمها عادة، مما يقلل الانبعاثات من سلسلة التوريد الخاصة بها.

ويقول كوهين كول: «لقد تم تصميم نظام إزالة الكربون الخاص بنا منذ البداية كوسيلة لتسهيل عملية إزالة الكربون، وليس فقط إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي». كما ستعمل محطة معالجة المياه على تقليل الانبعاثات من خلال تجنب الحاجة إلى نقل نفايات المياه المالحة إلى مكان آخر.

طاقة متجددة ومياه صالحة للشرب

في المجمل، يقول إن العملية توفر الكثير من الطاقة في جميع أنحاء سلسلة التوريد، ما يعوض استخدامها المباشر للطاقة. وهي مصممة أيضاً للعمل بالطاقة المتجددة. تولد هذه التقنية أيضاً المزيد من مياه الشرب التي لا يمكن استخراجها من الماء المالح.

وسوف تضخ محطة معالجة المياه كل مياهها النظيفة تحت الأرض إلى طبقات المياه الجوفية، وبالتالي فإنها ستصل إلى إمدادات المياه بشكل غير مباشر بدلا من نقلها عبر الأنابيب إلى المنازل.

بالنسبة للمواد الكيميائية في المصنع، قد تكون الشركة الناشئة قادرة على تمويل عملية إزالة ثاني أكسيد الكربون بالكامل دون الاعتماد على بيع أرصدة الكربون.

التقاط مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون

يقول كوهين كول إن محطات معالجة المياه تنتج كمية هائلة من نفايات المياه المالحة كل عام، بحيث يمكن توسيع نطاق العملية لالتقاط مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون. وفي بالمديل، سيعمل المصنع الجديد على التقاط نحو 25 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بينما يقوم بتنقية 4.5 مليون غالون (الغالون 3.785 لتر) من المياه.

ويمكن استخدام هذه التكنولوجيا أيضاً في صناعات أخرى، مثل التعدين، وفي محطات إزالة الكربون على طول الساحل، حيث غالباً ما تقوم الشركات بإلقاء المياه المالحة مرة أخرى إلى المحيط، ما يضر بالحياة البحرية. وتتوقع مرافق المياه توفير 40 في المائة من التكلفة الدائمة لمعالجة المياه في المحطة بفضل التكنولوجيا الجديدة.

وبسبب التوفير في التكاليف، تقول الشركة إن لديها بالفعل مجموعة من العملاء المهتمين. إذ سيتم إطلاق مشاريع أخرى قريباً في أستراليا وكوريا الجنوبية وأجزاء أخرى من الولايات المتحدة. وقد تحصل الشركة الناشئة أيضاً على دعم المجتمع بسهولة أكبر من غيرها، لأنها يمكن أن تساعد في توليد المياه النظيفة وتجنب التأثير البيئي لإلقاء المياه المالحة أو حقنها تحت الأرض. كما أنه يتجنب الحاجة إلى نقل ثاني أكسيد الكربون المحتجز إلى مكان آخر، وهي عملية تنطوي على مخاطر.

*مجلة : «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».

حقائق

25000 طن

تلتقطه المحطة من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بعد تنقية 4.5 مليون غالون من المياه


مقالات ذات صلة

ألبوم مصنوع من النفايات... «كولدبلاي» يطلق إصداره الجديد

يوميات الشرق فريق «كولدبلاي» البريطاني في جولته الموسيقية الأخيرة (إنستغرام)

ألبوم مصنوع من النفايات... «كولدبلاي» يطلق إصداره الجديد

يصدر غداً الألبوم العاشر في مسيرة «كولدبلاي»، الفريق الموسيقي الأكثر جماهيريةً حول العالم. أما ما يميّز الألبوم فإنه مصنوع من نفايات جمعت من أنهار جنوب أميركا.

كريستين حبيب (بيروت)
الاقتصاد الفرقة التفتيشية التابعة للمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي (الشرق الأوسط)

السعودية تعالج أكثر من 1.3 ألف مشكلة بيئية في 90 يوماً

تمكن مفتشو الرقابة في المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي من معالجة نحو 1363 بلاغاً بيئياً خلال الربع الثالث.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد المملكة ترسّخ مبدأ مكافحة التصحر ومقاومة الجفاف (واس)

وكيل «البيئة»: السعودية تقود جهوداً عالمية لمكافحة التصحر في مؤتمر «كوب 16»

لمناسبة انعقاد مؤتمر «كوب 16» لمكافحة التصحر في السعودية، كان لـ«الشرق الأوسط» لقاءٌ مع الدكتور أسامة بن إبراهيم فقيها، وكيل وزارة البيئة ومستشار رئاسة «كوب 16»

هلا صغبيني (الرياض)
يوميات الشرق الحلول دائماً موجودة (أ.ب)

سفينة تاريخية تتحوَّل أكبر حاجز اصطناعي للشعاب المرجانية

تُعدّ «إس إس» أكبر سفينة ركاب بُنيت على الإطلاق داخل الولايات المتحدة، بجانب امتلاكها الرقم القياسي لأسرع عبور عبر المحيط الأطلسي في رحلتها الأولى عام 1952.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)

الذكاء الاصطناعي يفضح الأسرار المحرجة لاجتماعات رجال الأعمال

الذكاء الاصطناعي يفضح الأسرار المحرجة لاجتماعات رجال الأعمال
TT

الذكاء الاصطناعي يفضح الأسرار المحرجة لاجتماعات رجال الأعمال

الذكاء الاصطناعي يفضح الأسرار المحرجة لاجتماعات رجال الأعمال

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي في مكاتب وإدارات العمل القيام بالمهام من تلقاء نفسها... لكن المشكلة تكمن في جعلها تتوقف عن البوح بالأسرار!

لطالما كان مساعدو رؤساء ومديرو الشركات حراساً لمنع القيل والقال وتسريب أسرار الاجتماعات. لكن الآن، وعندما أخذ الذكاء الاصطناعي يتولى بعض مهامهم، فإنه يبدو أنه لا يشاركهم في ضرورة التكتم.

خدمة «أوتر» الذكية لتسجيل الاجتماعات

ذكاء اصطناعي ثرثار وخطير

وقد أشار الباحث والمهندس أليكس بيلزيريان، في تغريدة له على منصة «إكس»، الأسبوع الماضي، إنه وبعد اجتماع له عبر منصة «زووم» مع بعض مستثمري رأس المال الاستثماري، تلقى بريداً إلكترونياً آلياً من «أوتر إيه آي (Otter.ai)»، وهي خدمة نسخ خاصة بـ«مساعد اجتماعات بالذكاء الاصطناعي (AI meeting assistant)».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن بيلزيريان قوله إن «البريد الإلكتروني احتوى على نص الاجتماع – لكن الأمر الأخطر كان إيراد تلك الخدمة الذكية، جزء الحديث الذي دار بعد تسجيل خروجه (بيلزيريان) من الاجتماع، عندما ناقش المستثمرون الإخفاقات الاستراتيجية لشركتهم ومشاكل «توظيب وطبخ المقاييس» لديهم.

وأضاف بيلزيريان أن المستثمرين، الذين لم يذكر أسماءهم، اعتذروا «بشدة» بمجرد أن لفت انتباههم إلى الأمر. لكن الضرر كان قد حدث بالفعل. وقال إن تلك الدردشة بعد الاجتماع جعلته يقرر قتل الصفقة.

توسع الذكاء الاصطناعي في الأعمال

تضخ الشركات المصنعة أدوات الذكاء الاصطناعي في منتجات العمل في جميع المجالات. وحديثاً أعلنت Salesforce عن عرض ذكاء اصطناعي يسمى Agentforce، الذي يسمح للعملاء ببناء وكلاء افتراضيين مدعومين بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في المبيعات وخدمة العملاء. وتعمل مايكروسوفت على تكثيف قدرات «كوبايلوت إيه آي» عبر مجموعة منتجات العمل الخاصة بها، بينما كانت «غوغل» تفعل الشيء نفسه مع «جيمناي». وحتى أداة الدردشة في مكان العمل «سلاك» دخلت في اللعبة، مضيفة ميزات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تلخيص المحادثات والبحث عن الموضوعات وإنشاء ملخصات يومية.

ولكن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع قراءة ما يدور في قاعة الاجتماع مثل البشر، إضافة إلى أن الكثير من المستخدمين لا يتوقفون للتحقق من الإعدادات المهمة أو التفكير فيما يمكن أن يحدث عندما تصل الأدوات الآلية إلى الكثير من حياتهم العملية.

هل يجب أن نثق بالذكاء الاصطناعي؟

ويقول الخبراء إن المستخدمين لديهم سيطرة كاملة على أذونات مشاركة أدوات الذكاء الاصطناعي في المحادثة ويمكنهم تغيير أو تحديث أو إيقاف أذونات المشاركة لمحادثة في أي وقت. وفي هذه الحالة المحددة، يتمتع المستخدمون بخيار عدم مشاركة النصوص تلقائياً مع أي شخص أو مشاركة المحادثات تلقائياً فقط مع المستخدمين الذين يشتركون في نفس نطاق العمل.

ويضيف الخبراء إن الجمع بين التسجيل المستمر والنسخ المدعوم بالذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تآكل الخصوصية في العمل ويفتح المجال أمام إقامة الدعاوى القضائية والانتقام والأسرار المسربة.