«كيراميكي»: شاشة تجسد نعومة الحرير ولمعان الزجاج

«اللمعان والتألق» تعرض الملمس الحقيقي للمنتجات المسوقة إلكترونياً

«كيراميكي»: شاشة تجسد نعومة الحرير ولمعان الزجاج
TT

«كيراميكي»: شاشة تجسد نعومة الحرير ولمعان الزجاج

«كيراميكي»: شاشة تجسد نعومة الحرير ولمعان الزجاج

تمر التجارة الإلكترونية بحالة من الازدهار في الوقت الحاضر. ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة «ماكينزي»، «تضاعف انتشار مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة إلى أكثر من الضعف ليصل إلى 35 في المائة عام 2020، مقارنة بالعام السابق، أي ما يعادل نحو عشر سنوات من النمو». ومنذ الجائحة، شهد هذا القطاع نمواً مستمراً عاماً بعد آخر. وبحسب تقديرات موقع Emarketer، فإن سوق التجارة الإلكترونية ستتجاوز 6 تريليونات دولار هذا العام.

ابتكارات جديدة

وكتب كولاولي صامويل أديبايو ان من الممكن حصول هذا القطاع على دفعة جديدة بفضل ابتكار طرحته شركة الاتصالات العملاقة «نيبون تلغراف آند تيليفون» (NTT). إذ - وفي إطار معرض «أبغرايد 2024»، القمة العالمية التي تعقدها «NTT» سنوياً بخصوص جهود البحث والابتكار في سان فرنسيسكو، كشفت الشركة النقاب عن بعض التقنيات الباهرة... من الجيل الجديد من P5G إلى IOWN (الشبكة البصرية واللاسلكية المبتكرة)، ونموذجها اللغوي الكبير «تسوزومي» (tsuzumi)، إضافة إلى عقد محادثات حول كيفية اعتماد الذكاء الاصطناعي على نحو آمن.

ورغم كل هذه التقنيات المبتكرة، ثمة عنصر بدا متميزاً ونجح في لفت الأنظار: «كيراميكي»... عرض مجال ضوئي عالي الوضوح مصمم لتمثيل الملمس الحقيقي للمواد، ما يمكن أن يكون إيذاناً بانطلاق موجة جديدة من تجارة التجزئة.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستعد فيها تقنية ناشئة لتغيير المشهد العام الراهن للتجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة. فمن جهة، يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز الطابع الفردي والتوصيات المخصصة لتجارب التسوق. ومن جهة أخرى، يعمل الواقعان المعزز والافتراضي (AR/VR) على سد الفجوة بين الواقع والواقع التقريبي.

تجسيد الملمس وواقعية بصرية

إلا أن «كيراميكي» ـ مشروع مشترك بين شركتي «أدفانسد تكنولوجي » و«نيبون آينولوكس» (Nippon Innolux) ـ احتلت مكانة متميزة عن التقنيات الأخرى، بفضل تركيزها الفريد من نوعه على تجسيد الملمس والواقعية البصرية.

ومع أن هذا المنتج المبتكر ليس تجارياً تماماً بعد حتى وقت كتابة هذا المقال، فإن هناك بالفعل خططاً لنقل شاشة العرض هذه من المختبر إلى السوق في غضون عامين إلى ثلاثة. وفي غضون ذلك، يتطلع فريق العمل المعني إلى إجراء تجارب إثبات المفهوم مع العملاء المحتملين، بعدّ ذلك محطة رئيسية على الطريق، خلال العام المقبل.

تكنولوجيا «كيراميكي»

تعتمد شاشة عرض «كيراميكي» _Kirameki - التي يعكس اسمها معاني تتعلق باللمعان والتألق والضوء الساطع باللغة اليابانية - على «تكنولوجيا عرض المجال الضوئي» light field display (LFD) لإرضاء جميع صور الإدراك البصري للبشر.

وبدلاً من أنظمة العرض التقليدية التي تسمح لك برؤية انعكاس الضوء من نقطة واحدة فقط، تعكس تقنية (LFD) الضوء من زوايا متعددة. ويتيح ذلك للمشاهد رؤية زوايا مختلفة للصورة في أثناء تحركه، ما يجعل الصورة تبدو ثلاثية الأبعاد وشديدة الواقعية. ونظراً لأنه يجري عرض الضوء في اتجاهات مختلفة عديدة، ويحمل القدر نفسه من بيانات الألوان والكثافة، يمكن للمشاهدين رؤية صور مختلفة قليلاً للعنصر نفسه، حسب الزاوية التي ينظرون منها. ويبدو الأمر كما لو أنه يمكنك لمس العنصر الذي يخرج من الشاشة.

علاوة على ذلك، تعد «كيراميكي» متخصصة في مسألة تجسيد الملمس. سواء أكان الأمر يتعلق بنعومة الحرير، أو لمعان الزجاج، أو الملمس المليء بالحبوب للخرسانة، فإن الشاشة تحاكي كيفية تفاعل الضوء مع الأسطح لتوفير تمثيل واقعي للغاية لملمس المادة.

في الوقت الحاضر، تعتمد الشاشة تكنولوجيا IPS LCD، المعروفة بتمثيل الألوان الدقيق وزوايا المشاهدة الأوسع. وجرى تصميم الشاشة كذلك بدقة زاوية عالية (بين 31 - 256 مشاهدة) ودقة إخراج حول الوضوح العالي الكامل، وبالتالي ضمان زوايا متعددة بجودة بصرية جيدة مثل تلفزيون UltraHD الموجود بغرفة المعيشة الخاصة بك.

التجارة الإلكترونية

تلمّس المجوهرات السلع

والآن، ماذا يعني ذلك حقاً للمستهلك العادي؟ قال تاداشي ساكاموتو، المدير بالذراع الأميركية لـ«شركة التكنولوجيا المتقدمة» التابعة لشركة «NTT» في تصريحات لـ«فاست كومباني»: «ستساهم هذه الشاشة في مجال الأعمال، حيث يلعب الملمس دوراً مهماً في النظرة المستقبلية للمنتجات. على سبيل المثال: الفن، والحرف اليدوية، والمجوهرات، والسلع ذات العلامات التجارية الفاخرة، والأطعمة الشهية».

وأضاف: «بجانب الإعلان عن السلع التابعة للعلامات التجارية الفاخرة، مثل المجوهرات والملابس والحقائب والأحذية وما إلى ذلك، سيجري استخدام هذه الشاشة في المجالات حيث يزيد الملمس من قيمة المحتويات، مثل المشاهدة الافتراضية للفن والفيديوهات الثلاثية الأبعاد، ومعاينة المنتجات الصناعية المطورة حديثاً».

ومع أن شاشة «كيراميكي» متاحة الآن فقط بأحجام تتراوح من 17.3 بوصة إلى 28 بوصة، والتي تعد من الشاشات المثالية في المنازل والمكاتب، وحتى الأماكن العامة، فإن المتسوقين عبر الإنترنت الذين يتسوقون عبر أجهزة الكومبيوتر أو الهواتف الذكية الخاصة بهم يمكنهم كذلك الاستفادة من بعض مزايا «كيراميكي».

وأضاف ساكاموتو: «من حيث المبدأ، يمكن استغلال هذه الشاشة لأجهزة الكومبيوتر أو الهواتف الذكية. سنكون سعداء للغاية إذا تمكنا من توسيع نطاق استخدام هذه الشاشة بهذا الحجم الكبير».

تفاصيل البضاعة

تخيل للحظة أنه قبل شراء سترة كشمير جديدة عبر الإنترنت، يمكنك معرفة ما إذا كانت - وأنت على وشك شرائها مقابل 99.99 دولار - مصنوعة بالفعل من قماش الكشمير الأصلي، أو مجرد ألياف صناعية لامعة. وأنت لا تراها فقط صورة منتج على عارضة جميلة المظهر، وإنما بكل تفاصيلها، ومن كل زاوية ممكنة.

وفيما يخص التجارة الإلكترونية، على وجه التحديد، فسوف تغير «كيراميكي» كل شيء.

من بين الـ98 في المائة من المستهلكين عالمياً الذين يتسوقون عبر الإنترنت، لن يقدم كثيرون على هذه التجربة، وهم يشعرون بالارتياح، إلا إذا كانت هناك صور رائعة لمشترياتهم المحتملة. ومع ذلك، هناك كثير للغاية من الأشخاص لا يحصلون على ما طلبوه بالضبط، ما يؤدي إلى إعادة منتجات بقيمة مليارات الدولارات لتجار التجزئة.

مع تكنولوجيا «كيراميكي»، التي تسمح للمتسوقين عبر الإنترنت برؤية قوام وتفاصيل عملية الشراء المحتملة، كما لو كانت المنتجات بأيديهم فعلياً. وعليه، يمكن أن تصبح عملية اتخاذ قرار الشراء أقصر وأكثر تكراراً.

وفيما يتعلق بالمتاجر التقليدية في الواقع، يمكن أن تسهم شاشة عرض «كيراميكي» في خلق تجربة تسوق أكثر جاذبية عبر عروض ترويجية أو الترويج البصري.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

تكنولوجيا تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

«يوتيوب» يوسّع نطاق «شورتس» بميزات جديدة مثيرة للمبدعين والمشاهدين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تطرح «أوبن أيه آي» برنامج «كانفاس» كمساعد رقمي يفهم سياق مشروعك بالكامل (شاترستوك)

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

يوفر «كانفاس» أدوات لصقل القواعد النحوية، وتعزيز الوضوح، وضمان الاتساق.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب» العالمي في نسخته الماضية (الشرق الأوسط)

الرياض تجمع المبتكرين لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المشروعات العقارية

من المقرر أن يجمع معرض «سيتي سكيب» العالمي، الذي سيقام من 11 إلى 14 نوفمبر المقبل، في العاصمة السعودية الرياض، أبرز خبراء المستقبل والمبتكرين.

بندر مسلم (الرياض)
تكنولوجيا على غرار الميزات المتوفرة عبر منصات مثل «زووم» يقدم «واتساب» خياري «اللمسات الأخيرة» و«الإضاءة المنخفضة» (واتساب)

ميزات جديدة من «واتساب» لتحسين جودة الاتصال عبر الفيديو

يكثف «واتساب»، الذي يُعد أكبر تطبيق مراسلة في العالم، مع أكثر من ملياري مستخدم عبر 180 دولة، جهوده لإثراء تجربة المستخدم في مجال مؤتمرات الفيديو.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تقدم الميزة عشرة خيارات صوتية مختلفة حصرياً للمستخدمين الذين يدفعون اشتراكاً في الخدمة (شاترستوك)

​«جيمناي لايف» من «غوغل» متاح مجاناً لمستخدمي «آندرويد» بالإنجليزية

كانت الميزة حصرية لمشتركي «جيمناي أدفانسد» (Gemini Advanced) بتكلفة 20 دولاراً شهرياً

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي يفضح الأسرار المحرجة لاجتماعات رجال الأعمال

الذكاء الاصطناعي يفضح الأسرار المحرجة لاجتماعات رجال الأعمال
TT

الذكاء الاصطناعي يفضح الأسرار المحرجة لاجتماعات رجال الأعمال

الذكاء الاصطناعي يفضح الأسرار المحرجة لاجتماعات رجال الأعمال

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي في مكاتب وإدارات العمل القيام بالمهام من تلقاء نفسها... لكن المشكلة تكمن في جعلها تتوقف عن البوح بالأسرار!

لطالما كان مساعدو رؤساء ومديرو الشركات حراساً لمنع القيل والقال وتسريب أسرار الاجتماعات. لكن الآن، وعندما أخذ الذكاء الاصطناعي يتولى بعض مهامهم، فإنه يبدو أنه لا يشاركهم في ضرورة التكتم.

خدمة «أوتر» الذكية لتسجيل الاجتماعات

ذكاء اصطناعي ثرثار وخطير

وقد أشار الباحث والمهندس أليكس بيلزيريان، في تغريدة له على منصة «إكس»، الأسبوع الماضي، إنه وبعد اجتماع له عبر منصة «زووم» مع بعض مستثمري رأس المال الاستثماري، تلقى بريداً إلكترونياً آلياً من «أوتر إيه آي (Otter.ai)»، وهي خدمة نسخ خاصة بـ«مساعد اجتماعات بالذكاء الاصطناعي (AI meeting assistant)».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن بيلزيريان قوله إن «البريد الإلكتروني احتوى على نص الاجتماع – لكن الأمر الأخطر كان إيراد تلك الخدمة الذكية، جزء الحديث الذي دار بعد تسجيل خروجه (بيلزيريان) من الاجتماع، عندما ناقش المستثمرون الإخفاقات الاستراتيجية لشركتهم ومشاكل «توظيب وطبخ المقاييس» لديهم.

وأضاف بيلزيريان أن المستثمرين، الذين لم يذكر أسماءهم، اعتذروا «بشدة» بمجرد أن لفت انتباههم إلى الأمر. لكن الضرر كان قد حدث بالفعل. وقال إن تلك الدردشة بعد الاجتماع جعلته يقرر قتل الصفقة.

توسع الذكاء الاصطناعي في الأعمال

تضخ الشركات المصنعة أدوات الذكاء الاصطناعي في منتجات العمل في جميع المجالات. وحديثاً أعلنت Salesforce عن عرض ذكاء اصطناعي يسمى Agentforce، الذي يسمح للعملاء ببناء وكلاء افتراضيين مدعومين بالذكاء الاصطناعي للمساعدة في المبيعات وخدمة العملاء. وتعمل مايكروسوفت على تكثيف قدرات «كوبايلوت إيه آي» عبر مجموعة منتجات العمل الخاصة بها، بينما كانت «غوغل» تفعل الشيء نفسه مع «جيمناي». وحتى أداة الدردشة في مكان العمل «سلاك» دخلت في اللعبة، مضيفة ميزات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تلخيص المحادثات والبحث عن الموضوعات وإنشاء ملخصات يومية.

ولكن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع قراءة ما يدور في قاعة الاجتماع مثل البشر، إضافة إلى أن الكثير من المستخدمين لا يتوقفون للتحقق من الإعدادات المهمة أو التفكير فيما يمكن أن يحدث عندما تصل الأدوات الآلية إلى الكثير من حياتهم العملية.

هل يجب أن نثق بالذكاء الاصطناعي؟

ويقول الخبراء إن المستخدمين لديهم سيطرة كاملة على أذونات مشاركة أدوات الذكاء الاصطناعي في المحادثة ويمكنهم تغيير أو تحديث أو إيقاف أذونات المشاركة لمحادثة في أي وقت. وفي هذه الحالة المحددة، يتمتع المستخدمون بخيار عدم مشاركة النصوص تلقائياً مع أي شخص أو مشاركة المحادثات تلقائياً فقط مع المستخدمين الذين يشتركون في نفس نطاق العمل.

ويضيف الخبراء إن الجمع بين التسجيل المستمر والنسخ المدعوم بالذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تآكل الخصوصية في العمل ويفتح المجال أمام إقامة الدعاوى القضائية والانتقام والأسرار المسربة.