علماء يكتشفون نباتاً يمكن أن ينمو على سطح المريخ

الاكتشاف يفتح الباب لزراعة النباتات في البيوت الزجاجية خارج كوكب الأرض

الدراسة تكشف أن نبات «Syntrichia Caninervis» يمكنه تحمّل الجفاف والحرارة (موقع نيو ساينتيست)
الدراسة تكشف أن نبات «Syntrichia Caninervis» يمكنه تحمّل الجفاف والحرارة (موقع نيو ساينتيست)
TT

علماء يكتشفون نباتاً يمكن أن ينمو على سطح المريخ

الدراسة تكشف أن نبات «Syntrichia Caninervis» يمكنه تحمّل الجفاف والحرارة (موقع نيو ساينتيست)
الدراسة تكشف أن نبات «Syntrichia Caninervis» يمكنه تحمّل الجفاف والحرارة (موقع نيو ساينتيست)

أعلن علماء في الصين أنهم وجدوا نباتاً من فئة طحالب الأرض الصحراوية، يمكنه تحمل مناخ المريخ، وهو ما قد يكون محورياً للبحث عن حياة على الكوكب الأحمر.

ووجد الباحثون أن الطحلب الموجود في مناطق تشمل القارة القطبية الجنوبية، وصحراء موهافي؛ قادر على تحمّل الظروف الشبيهة بالمريخ، بما في ذلك الجفاف والمستويات العالية من الإشعاع والبرد الشديد.

ووجد الباحثون أن الأنواع الأعلى من تلك الطحالب، مثل: «Syntrichia Caninervis»، تستطيع تحمّل الجفاف التام والعودة إلى الحياة.

وجاء هذا الاكتشاف بعد أن أجرى مجموعة من الباحثين تجارب استمرت نحو 5 سنوات، وضعت خلالها الطحالب الصحراوية في ظروف درجة حرارة «-80» مئوية، وخلال شهر في ظروف درجة حرارة «-196» مئوية، وفقاً لموقع صحيفة «الغارديان».

وكتب الفريق: «إن الأفكار الفريدة التي تم الحصول عليها في دراستنا تضع الأساس لاستعمار الفضاء الخارجي باستخدام نباتات مختارة بشكل طبيعي، تتكيّف مع ظروف الإجهاد الشديدة».

وأشار البروفسور ستيوارت مكدانيل، خبير الطحالب في جامعة «فلوريدا»، الذي لم يشارك في الدراسة، إلى أن الفكرة لها مزايا، مضيفاً: «تُعدّ زراعة النباتات الأرضية جزءاً مهماً من أي مهمة فضائية طويلة المدى، لأن النباتات تحول ثاني أكسيد الكربون والماء بكفاءة إلى أكسجين وكربوهيدرات، وهما الهواء والغذاء اللذان يحتاج إليهما البشر للبقاء على قيد الحياة. وقال مكدانيل إن الطحالب الصحراوية ليست صالحة للأكل، لكنها يمكن أن تقدم خدمات مهمة أخرى في الفضاء.

وأظهرت النتائج أن الطحالب مقاومة للظروف البيئية المعاكسة بشكل ملحوظ مقارنة بالنباتات الأخرى، بما فيها الميكروبات القاسية.

ووافقت الدكتورة أجاتا زوبانسكا، من معهد «SETI»، على ذلك، مشيرة إلى أن الطحالب يمكن أن تساعد في إثراء المواد الصخرية الموجودة على سطح المريخ وتحويلها، لتمكين النباتات الأخرى من النمو.

وفي هذا السياق، قال مكدانيل: «تمثّل هذه التجارب خطوة أولى مهمة، لكنها لا تظهر أن الطحالب يمكن أن تكون مصدراً مهماً للأكسجين في ظل ظروف المريخ، بالإضافة إلى عدم إظهارها أن طحالب الصحراء يمكن أن تتكاثر، وتتكاثر في السياق المريخي».

وأضافت زوبانسكا أنه من بين مشكلات أخرى لم تختبر الدراسة تأثير إشعاع الجسيمات. وقالت: «في رأيي، نحن نقترب من زراعة النباتات في البيوت الزجاجية خارج كوكب الأرض، ومن المؤكد أن الطحالب لها مكان فيها». وتابعت: «إن الإيحاء بأن الطحالب، أو أي نوع آخر رائد، جاهز لإعادة تأهيل المريخ، أو أي كوكب خارجي آخر؛ هو أمر مبالغ فيه».

كما أثار الدكتور فيغنير ويملينك، من جامعة «ويغينينغن» الهولندية، مخاوف حول أن درجات الحرارة على الكوكب الأحمر نادراً ما تتجاوز درجة التجمد؛ ما يجعل نمو النباتات في الهواء الطلق مستحيلاً، في حين أن الدراسة الجديدة لم تستخدم التربة الشبيهة بالمريخ. وقال: «عُولجت الطحالب في ظروف المريخ لمدة أقصاها عدة أيام، ثم أُعيد نموها في ظروف الأرض على الرمال... وهذا، بالطبع، لا يظهر على الإطلاق أن بإمكانها النمو في ظل ظروف الكوكب الأحمر».


مقالات ذات صلة

كوكب عملاق يدور حول نجم صغير

يوميات الشرق تصور فني للكوكب المكتشف يدور حول قزم أحمر (جامعة وارويك)

كوكب عملاق يدور حول نجم صغير

اكتشف فريق دولي من علماء الفلك كوكباً عملاقاً يدور حول أصغر نجم معروف حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ب)

ماسك: إيرادات «سبيس إكس» ستبلغ 15.5 مليار دولار هذا العام

كشف الملياردير إيلون ماسك، مالك شركة «سبيس إكس»، اليوم الثلاثاء، أن الشركة ستحقق إيرادات بقيمة 15.5 مليار دولار تقريباً هذا العام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق كوكب «واسب-121b» يكمل دورة كاملة خلال نحو 30.5 ساعة فقط (معهد ماكس بلانك للفلك في ألمانيا)

اكتشاف مسار كوكب ناري عملاق في الفضاء

كشف باحثون من معهد ماكس بلانك للفلك في ألمانيا عن تفاصيل جديدة حول رحلة تكوّن ومسار كوكب عملاق شديد الحرارة يُعرف باسم «واسب-121b» أو (WASP-121b).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أسس إيلون ماسك شركة «سبيس إكس» بهدف استيطان كوكب المرّيخ (رويترز)

لماذا يهجس إيلون ماسك وأصحاب المليارات باستيطان الفضاء؟

رغم الفشل المتتالي لرحلات صواريخه إلى الفضاء، يصرّ إيلون ماسك على أنه سيرسل البشر إلى المرّيخ بحلول 2028. فما أسباب هذا الهوَس؟

كريستين حبيب (بيروت)
علوم تضاريس سطح القمر تزيد صعوبة الهبوط عليه

مهمات أميركية وأوروبية ويابانية لاستكشاف القمر

بعد نصف قرن من ترك رواد رحلة «أبولو» آخر بصمات أقدامهم على غبار القمر، عاد القمر ليبرز من جديد كوجهة للطموح الجامح والهندسة الدقيقة. ومع ذلك، تأتي هذه المرة…

تشينبو وانغ (واشنطن)

كوريا الجنوبية مهدَّدة بـ«فجوة كبرى» في تطوير الذكاء الاصطناعي

كوريا الجنوبية مهدَّدة بـ«فجوة كبرى» في تطوير الذكاء الاصطناعي
TT

كوريا الجنوبية مهدَّدة بـ«فجوة كبرى» في تطوير الذكاء الاصطناعي

كوريا الجنوبية مهدَّدة بـ«فجوة كبرى» في تطوير الذكاء الاصطناعي

مع تعهد كوريا الجنوبية باستثمار أكثر من 100 تريليون وون (74 مليار دولار) في الذكاء الاصطناعي، فإنها تُرسّخ مكانتها منافساً قوياً في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. وبفضل شركاتها التقنية المتطورة، وبنيتها التحتية القوية، ومواهبها المتميزة، يُتوقع أن تكون كوريا الجنوبية على أهبة الاستعداد للنجاح، كما كتب جوبو شيم*.

معضلة متفاقمة... صراع على سلطة القرار

لكن تحت السطح، تكمن معضلة متفاقمة تُثير تساؤلات مُقلقة حول من يستفيد حقاً من ابتكارات الذكاء الاصطناعي، ومن سيتخلف عن الركب.

في كوريا الجنوبية، لا يُمثل الذكاء الاصطناعي مجرد تحدٍّ تكنولوجي، بل ساحة صراع على السلطة. ففي حين عرقلت فئات مهنية نخبوية -مثل المحامين والأطباء ومحاسبي الضرائب- مراراً وتكراراً الإصلاحات التي يقودها الذكاء الاصطناعي التي تُهدد سلطتها، وجدت المجتمعات المهمشة اجتماعياً واقتصادياً التي غالباً ما تفتقر إلى المهارات أو الدعم اللازم للتكيف، وجدت نفسها في مواجهة تغيرات سريعة.

مقاومة مجتمعية داخلية

لم تأتِ مقاومة ابتكارات الذكاء الاصطناعي من الجهات المعتادة -الحكومات أو الجهات التنظيمية أو المنافسين الدوليين- بل جاءت من الداخل.

خذْ على سبيل المثال «تادا»، خدمة طلب سيارات الأجرة التي وعدت سابقاً ببديل أذكى لنظام سيارات الأجرة القديم في كوريا الجنوبية. إذ على الرغم من نجاحها الأوّلي، اضطرت «تادا» إلى الإغلاق بعد رد فعل عنيف من نقابات سيارات الأجرة، والقيود القانونية اللاحقة. ورد كوريا الجنوبية في هذا الشأن لم ينتهِ بفشل في التسويق، بل بتراجع سياسي تحت ضغط من مجموعة راسخة.

معارضة المحامين والمحاسبين والأطباء

تكرَّر النمط نفسه في مجالات أخرى. فقد عارضت نقابة المحامين الكورية بشدة روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي التابع لشركة المحاماة «DR & AJU»، وهي منصة تقدم استشارات قانونية، واتهمتها بتقويض المهنة القانونية.

ودخلت «3o3»، وهي خدمة استرداد ضرائب تعتمد على الذكاء الاصطناعي، في صراع مع الجمعية الكورية لمحاسبي الضرائب العموميين المعتمدين. وأثارت «DoctorNow»، وهي شركة ناشئة في مجال الطب عن بُعد، غضب الصيادلة والأطباء الذين يخشون فقدان أدوارهم التقليدية.

وفي كل حالة، لم تكن المقاومة نابعة من عدم نضج التكنولوجيا أو انعدام ثقة الجمهور بها، بل كانت دفاعاً مدروساً عن منطقة مهنية.

خنق الابتكار لتهديده هياكل السلطة القديمة

أظهرت هذه المجموعات -التي غالباً ما تكون منظمة جيداً، ومتصلة سياسياً، وعالية الصوت- أنه في كوريا الجنوبية، يمكن خنق الابتكار ليس بسبب جدواه، ولكن بسبب تهديده هياكل السلطة القديمة. الذكاء الاصطناعي، في هذا السياق، لا يمثل التقدم فحسب، بل يمثل أيضاً تغييراً جذرياً، ولا يرحب به الجميع.

إهمال العاملين المهمَّشين في الوظائف الدنيا

بينما ينشغل المهنيون الأقوياء في كوريا الجنوبية بإقامة حواجز لحماية نفوذهم، يجري إهمال فئة أخرى تماماً: المهمشين اجتماعياً واقتصادياً.

في خضم الاندفاع نحو الأتمتة وتبني الذكاء الاصطناعي، لم يُولَ اهتمام يُذكر لأولئك الذين تكون سبل عيشهم الأكثر عرضة للخطر. ففي متاجر التجزئة وسلاسل مطاعم الوجبات السريعة، حلَّت الأكشاك محل الصرافين البشريين بشكل مطرد.

وفي مجال الخدمات اللوجيستية، بدأت الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تبسيط عمليات التخزين والتوصيل -غالباً على حساب العمالة المبتدئة. وتشير التقارير إلى أن شركة «ميتابلانت أميركا (HMGMA)» التابعة لمجموعة «هيونداي موتور» في ولاية جورجيا الأميركية توظف روبوتات أكثر من البشر.

استبعاد العاملين... اقتصادياً ومعلوماتياً

قد تعزز هذه التغييرات الإنتاجية، ولكنها تشير، بالنسبة إلى كثير من العمال ذوي المهارات المحدودة، إلى نزوح... أكثر من كونها فرصة. وقد تأخرت كوريا الجنوبية في إيجاد مسارات هادفة للعمال الضعفاء للانتقال إلى اقتصاد الذكاء الاصطناعي.

هذا الاستبعاد ليس اقتصادياً فحسب؛ بل هو أيضاً معلوماتي. إذ لا يزال الإلمام بالذكاء الاصطناعي منخفضاً بين كبار السن والمجتمعات الريفية والفئات ذات الدخل المنخفض. ومن دون الحصول على التدريب أو التعليم، غالباً ما يُعامل هؤلاء المواطنون على أنهم متلقون سلبيون للتغيير، بدلاً من أن يكونوا مشاركين فاعلين في تشكيله.

عندما تُعرقل المقاومة الراسخة الابتكار ويظل المجتمع مجزأً، فإن التكلفة لا تقتصر على عدم المساواة، بل تصبح عائقاً أمام التقدم الوطني نفسه.

تخطيط طموح وأضرار محتملة

إن خطة الحكومة الكورية الطموحة لاستثمار 100 تريليون وون في الذكاء الاصطناعي تُرسل إشارة قوية على النية. ولكن إذا تدفقت هذه الأموال إلى أيدي صناعات محمية بالفعل، أو عززت سيطرة الجهات التنظيمية، أو موَّلت الأتمتة دون ضمانات للعمال المُسرّحين، فإنها تُخاطر بإلحاق ضرر أكبر من نفعها. فمن دون تخطيط شامل، قد تُسرّع هذه الاستثمارات من عدم المساواة بدلاً من الابتكار.

إنشاء نظامٍ أكثر عدلاً يدعم الفئات الضعيفة

هذه ليست مشكلةً فريدةً في كوريا الجنوبية. ففي جميع أنحاء العالم، بدأت الدول التي تتبع خطىً سريعةً في هذا المجال تواجه المفارقة نفسها.

إذا أرادت كوريا الجنوبية حقاً أن تصبح قوةً في مجال الذكاء الاصطناعي، فعليها أن تتجاوز إطار بناء آلاتٍ أكثر ذكاءً... إنها تحتاج إلى إنشاء نظامٍ أكثر عدلاً يُخفّض الحواجز، ويدعم الفئات الضعيفة، ويضمن للجميع مكاناً في المستقبل الذي تتصوره.

* مجلة «ذا ديبلومات»، خدمات «تريبيون ميديا».