المعلمون يقودون مسيرة الذكاء الاصطناعي والتواصل المرئي

محفزات حقيقية للتعلم الفردي وزيادة مشاركة الطلاب

المعلمون يقودون مسيرة الذكاء الاصطناعي والتواصل المرئي
TT

المعلمون يقودون مسيرة الذكاء الاصطناعي والتواصل المرئي

المعلمون يقودون مسيرة الذكاء الاصطناعي والتواصل المرئي

نظراً لأن التواصل المرئي أصبح القاعدة في مكان العمل، وتحول الذكاء الاصطناعي (AI) من أداة لطيفة إلى ضرورة متوقعة، فمن الواضح الآن أن فصولنا الدراسية بحاجة إلى التكيف، إلا أننا نعلم جميعاً أن التغيير ليس بالأمر السهل.

المعلمون مستعدون للتحديات

وقد كتب جيسون ويلموت في مجلة «فاست كومباني» يقول إن الخبر المشجع هو أن المعلمين الآن على مستوى التحدي. ومع إدراكهم فوائد دمج الاتصال المرئي والذكاء الاصطناعي في التعليم - بهدف تعزيز تعلم الطلاب، وتحسين خبرات التدريس، وتقليل الأعباء الإدارية - فليس هناك شك في أن هذا سيؤدي إلى مزيد من التقدم المثير في هذا المجال. لقد أُتيحت لي الفرصة لقيادة حلقة نقاش حول هذا الموضوع في مؤتمر «SXSW EDU» (المنعقد في مدينة أوستن في تكساس) الشهر الماضي.

هذه هي الجوانب الأربعة الرئيسية التي ناقشناها.

تنمية المعرفة البصرية

إن تنمية المعرفة البصرية أمر ضروري في عصر يهيمن عليه التواصل المرئي، حيث يعد فهم الرسائل وإنشاؤها ونقلها من خلال الصور أموراً أساسية. لقد أصبحت هذه المهارات ضرورية للطلاب في كل مرحلة من مراحل رحلتهم التعليمية، ليس فقط لمساعدتهم على احتضان قدراتهم الإبداعية والتعبير عن أنفسهم، ولكن لإعدادهم لسوق العمل.

كما وجدت «كانفا (Canva)» - منصة إلكترونية للتصاميم والاتصالات المرئية - في «تقرير الاقتصاد المرئي لعام 2023»، أن العناصر المرئية بسرعة هي أكثر أشكال التواصل تأثيراً في مكان العمل، حيث يعتقد 90 في المائة من قادة الأعمال العالميين أن الاتصال المرئي يعزز الكفاءة. ويرى 89 في المائة منهم تحسناً في التعاون. ويقول نحو ثلثي (61 في المائة) قادة الأعمال العالميين أيضاً إنهم يتوقعون أن «يتمتع العاملون في الأدوار غير المتعلقة بالتصميم، بمعرفة واسعة بالتصميم»، بما في ذلك القدرة على إنشاء رسومات وعروض تقديمية جديدة من الصفر.

ولحسن الحظ، يقوم المعلمون بالفعل بتسخير هذه الأدوات لتزويد الطلاب بالمهارات الأساسية، إذ إنهم لا يقومون فقط بإعدادهم للمتطلبات المهنية المستقبلية؛ بل ويعززون مشاركة الطلاب ويعززون الإبداع في هذه العملية.

الذكاء الاصطناعي عامل محفز

لقد برز الذكاء الاصطناعي بوصفه محفزاً حقيقياً للتعلم الفردي، وزيادة مشاركة الطلاب. وإن الاستفادة من هذه التكنولوجيا في الفصول الدراسية تمنحنا الفرصة لتجاوز أساليب التدريس ذات المقاس الواحد الذي يناسب الجميع، وتحقيق أقصى قدر من إمكانات الجيل القادم.

أصبح التعلم الفردي ضرورياً بشكل متزايد في رعاية احتياجات الطلاب المتنوعة، وتعزيز النمو الشامل، وتنمية شعور أعمق بالمشاركة.

خلال جلسة «SXSW EDU»، شاركت كيلي جيبسون، معلمة فنون اللغة الإنجليزية بالمدرسة الثانوية، وتحدثت عن كيف أنها استخدمت أداة تحويل النص إلى صورة من «كانفا» في فصلها الدراسي لمساعدة الطلاب على تصور الشخصيات في الروايات التي كانوا يقرأونها لإثارة المناقشات حول سمات الشخصية.

إن تزويد الطلاب بإمكانية الوصول إلى الأدوات المرئية وأدوات الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على مواكبة أحدث التقنيات، بل يتعلق الأمر بمنحهم الوسائل اللازمة للابتكار وإضفاء الحيوية على مخيلتهم.

الذكاء الاصطناعي وكفاءة المعلمين

الذكاء الاصطناعي يساعد المعلمين على تحسين فاعليتهم وكفاءتهم. يعمل المعلمون باستمرار على الموازنة بين المهام المتعددة، بدءاً من التخطيط الدقيق للدروس وحتى صياغة مواد جذابة بصرياً لطلابهم. غالباً ما تعيق القيود الزمنية التي يواجهها اختصاصيو التوعية قدرتهم على تخصيص الاهتمام الكافي لكل جانب من جوانب دورهم.

يستطيع الذكاء الاصطناعي أتمتة المهام الروتينية وتبسيطها، ما يسمح للمعلمين بتخصيص مزيد من الوقت والطاقة للمشاركة الهادفة في الفصل الدراسي.

على سبيل المثال، باستخدام أدوات مثل «ChatGPT» و«Magic Write»، يمكن للمعلمين إدخال مطالبات بسيطة لإنشاء المسودات الأولى لخطط الدروس، أو الحصول على مصدر للإلهام لنشاط فريد في الفصل الدراسي، أو تكييف المحتوى المعقد مع مستويات القراءة وأنماط التعلم المختلفة. ومع تعامل الذكاء الاصطناعي مع عبء المهام الإدارية، يمكن للمعلمين التركيز على بناء علاقات هادفة مع الطلاب.

أهمية الدعم للمعلمين

ليس هناك شك في أن الذكاء الاصطناعي سيجعل حياة المعلمين أسهل؛ ومع ذلك، أكد استطلاع الذكاء الاصطناعي في التعليم، الذي أجريناه، الحاجةَ إلى الدعم الفني للمعلمين.

يهتم المعلمون بشدة بدمج الذكاء الاصطناعي في أساليب التدريس الخاصة بهم، حيث أبدى 78 في المائة منهم حماساً لدمج الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية؛ لتعزيز الدروس وتقليل المهام الإدارية. ومع ذلك، على الرغم من هذا الحرص، فإنه توجد فجوة معرفية كبيرة، حيث لا يعرف 93 في المائة من المعلمين من أين يبدأون بأدوات الذكاء الاصطناعي.

نحن نقف في وقت مثير ومحوري بشكل لا يصدق في مجال التعليم، حيث أثبت التواصل المرئي والذكاء الاصطناعي وجودهما بصفتهما أداتين حاسمتين في مكان العمل.

يعد تمكين المعلمين بالأدوات والتوجيهات اللازمة أمراً ضرورياً - ليس فقط لتعزيز أساليب التدريس الخاصة بهم ولكن أيضاً لتزويد الطلاب بالمهارات الأساسية للنجاح في مستقبلهم.

*جيسون ويلموت رئيس القطاع العمومي في «كانفا»، مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».

حقائق

78 % من المعلمين

 أبدوا حماساً لدمج الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية

حقائق

93 % من المعلمين

 لا يعرفون من أين يبدأون بأدوات الذكاء الاصطناعي

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

الناخبون الأميركيون يخشون الأخبار المضللة الصادرة عن السياسيين أنفسهم

الولايات المتحدة​ القلق من تأثير المعلومات المضللة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية يسيطر على أغلب الناخبين (إ.ب.أ)

الناخبون الأميركيون يخشون الأخبار المضللة الصادرة عن السياسيين أنفسهم

قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تواجه البلاد سيلاً من المعلومات الزائفة، وأكثر ما يخشاه الناخبون التضليل الإعلامي الصادر عن السياسيين أنفسهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» (رويترز)

«أوبن إيه آي» تطلق واجهة جديدة باسم «كانفاس» لمنصة «شات جي بي تي»

أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» طريقة جديدة للتفاعل مع منصة محادثة الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» بواجهة مستخدم تسمى «كانفاس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» (أ.ف.ب)

«ميتا» تكشف عن أداة ذكاء اصطناعي تنتج مقاطع صوت وصورة

أعلنت شركة «ميتا» المالكة لـ«فيسبوك»، الجمعة، أنها أنشأت نموذج ذكاء اصطناعي جديداً أطلقت عليه اسم «موفي جين» يمكنه إنشاء مقاطع مصورة مصحوبة بالصوت لتبدو واقعية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا تطرح «أوبن أيه آي» برنامج «كانفاس» كمساعد رقمي يفهم سياق مشروعك بالكامل (شاترستوك)

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

يوفر «كانفاس» أدوات لصقل القواعد النحوية، وتعزيز الوضوح، وضمان الاتساق.

نسيم رمضان (لندن)
علوم نظّم يومك لتحقيق كفاءة الدماغ

نظّم يومك لتحقيق كفاءة الدماغ

مدى نجاح اليوم ليس بعدد الساعات؛ بل بجودة الإنتاج العقلي من حلول وأفكار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لماذا يُحب المعلمون الذكاء الاصطناعي التوليدي للحصول على المشورة؟

لماذا يُحب المعلمون الذكاء الاصطناعي التوليدي للحصول على المشورة؟
TT

لماذا يُحب المعلمون الذكاء الاصطناعي التوليدي للحصول على المشورة؟

لماذا يُحب المعلمون الذكاء الاصطناعي التوليدي للحصول على المشورة؟

يمكن للمعلمين استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بعدة طرق، فقد يستخدمونه لتطوير خطط الدروس، وإجراء الاختبارات، أو قد يعتمد المعلمون على أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، للحصول على رؤى حول كيفية تدريس مفهوم ما، بشكل أكثر فاعلية.

ملخص البحث الأكاديمي

إنجازات المعلمين بتوظيف الذكاء الاصطناعي

سامانثا كيبلر، أستاذة مساعدة للتكنولوجيا والعمليات في كلية «ستيفن إم روس للأعمال» بجامعة ميشيغان، وكلير سنايدر، مرشحة دكتوراه في إدارة الأعمال بجامعة ميشيغان، كتبتا (*) تقولان: «في بحثنا الجديد، أفاد المعلمون الذين يقومون بكلا الأمرين فقط بأنهم يشعرون بأنهم ينجزون مزيداً من العمل، كما أخبرونا بأن تدريسهم كان أكثر فاعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي. على مدار العام الدراسي 2023-2024، تابعنا 24 معلماً في مدارس (K-12) (في النظام التعليمي الأميركي: المدارس التي تشمل المراحل من رياض الأطفال والابتدائية والمتوسطة حتى الصف 12-المحرر) في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وهم يتصارعون بشأن ما إذا كان ينبغي لهم استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملهم، وكيفية استخدامه».

وأضافت الباحثتان: «قدمنا ​​لهم جلسة تدريبية قياسية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي في خريف 2023. ثم أجرينا ملاحظات ومقابلات واستطلاعات متعددة طوال العام. لقد وجدنا أن المعلمين يشعرون بمزيد من الإنتاجية والفاعلية مع الذكاء الاصطناعي التوليدي عندما لجأوا إليه للحصول على المشورة».

أساليب تعليم بديلة

قد لا تنجح الطرق القياسية للتدريس وفقاً للمعايير التي تناسب طالباً واحداً، أو في عام دراسي واحد في عام آخر. قد يتعثر المعلمون ويحتاجون إلى تجربة نهج مختلف، وهنا اتضح أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يكون مصدراً للأفكار لتلك الأساليب البديلة.

وفي حين يُركز كثيرون على فوائد الإنتاجية لكيفية مساعدة الذكاء الاصطناعي التوليدي للمعلمين في إجراء الاختبارات أو الأنشطة بشكل أسرع، تُشير دراستنا إلى شيء مختلف، إذ إن المعلمين يشعرون بمزيد من الإنتاجية والفاعلية عندما يتعلم طلابهم، ويبدو أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يساعد بعض المعلمين في الحصول على أفكار جديدة حول كيفية تعزيز تعلُّم الطلاب.

تحفيز الإبداع

يتطلب التدريس من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر الإبداع، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمهام، مثل خطط الدروس أو كيفية دمج التكنولوجيا في الفصل الدراسي. ومع ذلك، يتعرض المعلمون لضغوط للعمل بسرعة، لأن لديهم كثيراً من الأمور للقيام بها، مثل إعداد المواد التعليمية، والاجتماع مع أولياء الأمور وتصحيح واجبات الطلاب المدرسية. لا يملك المعلمون وقتاً كافياً كل يوم للقيام بكل العمل الذي يحتاجون إليه. نحن نعلم أن مثل هذه الضغوط غالباً ما تجعل الإبداع صعباً، وهذا يمكن أن يجعل المعلمين يشعرون بالعجز.

يرى بعض الناس، خصوصاً خبراء الذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو الحل لهذه المشكلة؛ فهو دائماً على أهبة الاستعداد، ويعمل بسرعة، ولا يتعب أبداً.

تحديات تعلُّم استخدام الذكاء الاصطناعي

ومع ذلك، تفترض هذه النظرة أن المعلمين سيعرفون كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل فعال للحصول على الحلول التي يسعون إليها. يكشف بحثنا أن الوقت الذي يستغرقه عدد من المعلمين للحصول على ناتج مرضٍ من التكنولوجيا -ومراجعته لتناسب احتياجاتهم- لا يقل عن الوقت الذي يستغرقه إنشاء المواد من الصفر بمفردهم، وهذا هو السبب في أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء المواد لا يكفي لإنجاز المزيد.

من خلال فهم كيفية استخدام المعلمين للذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل فعال للحصول على المشورة، يمكن للمدارس اتخاذ قرارات أكثر استنارة حول كيفية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لمعلميها، وكيفية دعم المعلمين في استخدام هذه الأدوات الجديدة. علاوة على ذلك، فإن هذا يعود بالفائدة على العلماء الذين يصنعون أدوات الذكاء الاصطناعي، والذين يمكنهم اتخاذ قرارات أفضل حول كيفية تصميم هذه الأنظمة.

محدودية البحث

ما زال هذا الأمر غير معروف، إذ يواجه عدد من المعلمين عقبات تمنعهم من رؤية فوائد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل «تشات جي بي تي». وتشمل هذه الفوائد القدرة على إنشاء مواد أفضل بشكل أسرع.

ومع ذلك، كان المعلمون الذين تحدثنا إليهم جميعاً مستخدمين حديثاً للتكنولوجيا. قد يكون لدى المعلمين الأكثر دراية بطرق تحفيز الذكاء الاصطناعي التوليدي -الذين نسميهم «المستخدمين الأقوياء»- طرق أخرى للتفاعل مع التكنولوجيا لم نرها. كما أننا لا نعرف حتى الآن بالضبط لماذا ينتقل بعض المعلمين من كونهم مستخدمين جديدين إلى مستخدمين ماهرين، في حين لا يفعل آخرون ذلك.

نظرة موجزة على البحث الأكاديمي:

https://papers.ssrn.com/sol3/papers.cfm?abstract_id=4924786#maincontent

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا»