تعرف على مزايا ونقائص برنامج الذكاء الاصطناعي «كلود 3»

يقرأ ويفهم آلاف الصفحات في ثوانٍ ويحول الخطّ اليدوي نصاً رقمياً

تعرف على مزايا ونقائص برنامج الذكاء الاصطناعي «كلود 3»
TT

تعرف على مزايا ونقائص برنامج الذكاء الاصطناعي «كلود 3»

تعرف على مزايا ونقائص برنامج الذكاء الاصطناعي «كلود 3»

أُطلق الإصدار 3 من «كلود» هذا الشهر. وهو بديل جديد قوي لـ«تشات جي بي تي».

تطور متسارع لأدوات الذكاء الاصطناعي

مع التطور السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي، انضم «كلود» Claude و «جيمناي» Gemini المحسّن من «غوغل» و«كوبايلوت» Copilot الجديد من «مايكروسوفت» إلى «تشات جي بي تي» ChatGPT، لإنشاء ساحة ذكاء اصطناعي تنافسية رائعة.

وإليك نقاط قوة «كلود 3»، ومحدودياته، وبعض الطرق المقترحة لاستخدامه.

* ما هو «كلود»؟

إنه محرك ذكاء اصطناعي مشابه لـ«تشات جي بي تي» يمكنه قراءة وفهم آلاف الصفحات من النص في ثوانٍ والاستجابة عن الاستفسارات حولها. ويمكنه أيضاً تحليل الصور أو الرسوم البيانية أو الرسومات أو النص المكتوب بخط اليد الذي تقوم بتحميله.

كيف يمكنني استخدام «كلود»؟ قم بزيارة Claude.ai. وجّه سؤالاً أو طلباً إلى «كلود» أو قم بتحميل ملف واطلب الإدخال. احصل على إجابات فورية ومبتكرة.

* ألم يكن «غوغل» يجيب بالفعل عن الأسئلة منذ سنوات؟

خدمات الذكاء الاصطناعي مثل «كلود» و«جي بي تي» ليست محركات بحث تستعيد المعلومات من الويب. إنها محركات لغة؛ لذا بدلاً من ذلك، تولد استجابات جديدة بناءً على تحليلها كميات هائلة من المعلومات. في كل مرة تطلب فيها من أيّ من هاتين الأداتين سوف تحصل على استجابة مميزة.

مهمات استخدام «كلود»

* ما الذي يجب أن أستخدمه «كلود»؟

1. تحويل الكتابة اليدوية نصاً رقمياً. حمّل صوراً للملاحظات التي كتبتها على الورق أو السبورة إلى «كلود3». وهو يستطيع الآن تحويل الخربشة نصاً رقمياً.

o عندما قمت بتغذية النسخة المدفوعة من «ChatGPT 4» والنسخة المجانية «Claude 3» بصفحة من خط يدي الفوضوي، أثبت الأول أنه أفضل بكثير في فك رموز خط يدي الفوضوي. لكن «كلود» سيفعل ذلك مجاناً، بينما لن يفعل «جي بي تي 4» ذلك.

2. تلخيص المستندات الطويلة. حمّل ملف PDF طويلاً ومعقداً أو مادة فنية واطلب منه ملخصاً بمستواك أو بلغتك.

3. تحليل النصوص. حمّل نسخة التسجيل واطلب من «كلود» إدراج الأسئلة التي طُرحت، أو الأفكار الرئيسية، أو الأنماط، أو المتابعات المحتملة.

4. قم بإنتاج قوائم بالأفكار أو الأسئلة. أخبر «كلود» عن موضوع تقوم بالتحقيق فيه أو مشروع تقوم بتنفيذه واطلب منه أسئلة لاستكشافها، أو القضايا الرئيسية التي يجب مواجهتها، أو الأخطاء المحتملة، أو الخطوات التالية المقترحة.

إبداعات واجتماعات وملصقات

5. العب بالكتابة الإبداعية. اطلب قصيدة مخصصة أو كلمات أغنية مصممة خصيصاً لاسم أحد أفراد العائلة. يمكن أن يكون إبداع الأداة مفاجئاً.

6. قم بتلميع ملاحظات الاجتماع الخاصة بك. قم بلصق الملاحظات أو تحميلها من اجتماع أو مؤتمر أو جلسة عصف ذهني. اطلب نسخة منقحة أو ملخصاً أو تحليلاً للنقاط الرئيسية أو الأسئلة لمزيد من الاستكشاف.

7. احصل على «كود» التصميم الذي يعجبك. قم بمشاركة صورة للحصول على بداية سريعة في التعليمات البرمجية لشيء ترغب في إنشائه.

8. جمع الاقتراحات حول التصميم. شارك صورة للغرفة للحصول على اقتراحات التصميم.

9. مشروع المشاركات الاجتماعية. قم بتلقيم البرنامج بمذكرة أو مقال كتبته، أو فقط بعض الأفكار أو الأفكار، وسوف يأتي بخيارات إبداعية متعددة لكيفية صياغة منشور اجتماعي للمنصة التي تختارها. حدد الأسلوب أو النغمة أو الجمهور المستهدف لتحسين نتائجك.

10. إنشاء نص لوصف المنتج. إذا كنت تبيع شيئاً ما على موقع «إي باي» eBay أو «إيتسي» Etsy أو تحاول فقط وصف شيء ما بدقة، فحمّل صورة للحصول على وصف تفصيلي.

أفكار مرحة أو نقدية

11. انطلاقة الإبداع المرح. عندما سألت «كلود» الجديد عن ألعاب الكلمات التي يمكننا لعبها في السيارة، جاء على الفور بمجموعة من الخيارات الجيدة والبسيطة، بما في ذلك الألعاب الكلاسيكية المختلفة.

لقد سررت أيضاً عندما توصلت نسخة سابقة من «كلود» إلى عبارات ملطفة إبداعية لمضايقات الحياة الصغيرة. وعندما أدخلت عبارة «أشعة الشمس السائلة» مثالاً على التعامل الإيجابي مع المطر طالباً من البرنامج المجيء بما يشابهها... أجاب بالعديد من المتابعات الممتعة:

o ازدحام المرور = احتضان السيارة

o لدغات البعوض = قضمات غير مرغوب

o الطين = صلصة الأرض

o الفواتير = بريد المعجبين المالي

o المنبه = محفز الصباح

o تجريف الثلج = رفع الأثقال في الشتاء

o كانت العبارات الملطفة لـChatGPT 4 جيدة أيضاً. أعطيته التعبير نفسه الذي أعطيته لـ«كلود»، واستجاب بشكل أسرع وبقائمة أطول.

12. اكتب نقداً. حمّل شيئاً كتبته واطلب من «كلود» تقديم تعليقات مفصلة حول أي جانب من جوانب العمل. حمّل ملف PDF لمجموعة السلايدات المصورة، على سبيل المثال، أو الملاحظات الأولية.

o مثال: لقد حمّلت ملف PDF يحتوي على مسودات السلايدات وساعدني «كلود» في إنشاء مخطط تفصيلي. كما أنه علق على كل نقطة بشرح أكمل من كتاباتي، ووضع المادة الناتجة في جدول.

محدوديات «كلود»

• لا يوجد له تطبيق: على عكس ChatGPT وCopilot من Microsoft، لا يمتلك «كلود» تطبيقاً للهاتف المحمول حتى الآن. يعد تطبيق «جي بي تي» مفيداً بالنسبة لي للمحادثات السريعة. كحل بديل، يمكنك استخدام تطبيق «بو» Poe app على أي جهاز للوصول إلى الدردشات التي يدعمها Claude 3.

* لا توجد قدرات إنتاج صور: لا يتمتع «كلود» حتى الآن بقدرات إنشاء الصور، على عكس Copilot والنسخة المدفوعة من ChatGPT. جرّب Adobe Firefly أو Magic Studio من Canva بدلاً من ذلك.

* عدد أقل من الاستفسارات المجانية. لم أتمكن إلا من توجيه بعض المطالبات إلى «كلود» الجديد قبل الوصول إلى نظام حظر الاشتراك غير المدفوع.

مع الإصدار السابق من «كلود»، لم تكن هذه مشكلة. نظراً لأنني أدفع بالفعل 20 دولاراً شهرياً مقابل ChatGPT Plus، فأنا متردد في الدفع مقابل خدمة أخرى مماثلة. لكن «بو» يوفر الحل البديل. يمكنك مطالبة «كلاود 3» في Poe حتى بعد الوصول إلى الحد اليومي الخاص بك على Claude.ai.

تزيين واختلاق التفاصيل

• الهلوسة: ما زلت لا أنصح بالاعتماد على «كلود 3» في مهام البحث الواقعي لأنه يزيّن التفاصيل أو يخترعها. عندما سألته هذا الأسبوع عن كلية نيومارك غراد للصحافة بجامعة مدينة نيويورك، حيث أقوم بالتدريس، اختلق «كلود» بعض الخريجين واكتشف وجود تناقضات غير موجودة. كما شارك أيضاً بعض المعلومات التي كانت قديمة. بدلاً من استخدامه للبحث الواقعي، جرّب محرك Perplexity.

استخدم «كلود» للمهام الإبداعية ومهام الذكاء الاصطناعي اللغوية المذكورة أعلاه، مثل التلخيص والتركيب وتحفيز الإبداع.

•هل يمكنه أن يحل مسائل الرياضيات؟ قليلاً. في اختباراتي، تمكن الإصدار الجديد من «كلود» من التعامل مع بعض العمليات الحسابية الأساسية والمسائل اللفظية التي لم يتمكن الإصدار السابق من التعامل معها. لكنني سأظل أعتمد على البرنامج الإضافي Wolfram Alpha الخاص بـChatGPT عندما أكون في حاجة إلى مساعدة في سلسلة من العمليات الحسابية. أو سأستخدم فقط الآلة الحاسبة أو جدول البيانات.

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
الاقتصاد علم شركة «إنفيديا» على الحرم الجامعي في سانتا كلارا بكاليفورنيا (إ.ب.أ)

بالأرقام... كيف أصبحت «إنفيديا» الشركة الأكثر قيمة في العالم؟

حققت «إنفيديا» مرة أخرى نتائج ربع سنوية تجاوزت توقعات «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شاشة تسجيل الوصول في مكتب «إنفيديا» في أوستن بتكساس (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تتفوق على توقعات الأرباح مع ترقب المستثمرين للطلب على رقائق «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «إنفيديا»، يوم الأربعاء، عن زيادة في أرباحها ومبيعاتها في الربع الثالث مع استمرار الطلب على رقائق الكمبيوتر المتخصصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«جراح آلي» بذكاء اصطناعي دُرّب على مشاهدة فيديوهات طبية

«جراح آلي» بذكاء اصطناعي دُرّب على مشاهدة فيديوهات طبية
TT

«جراح آلي» بذكاء اصطناعي دُرّب على مشاهدة فيديوهات طبية

«جراح آلي» بذكاء اصطناعي دُرّب على مشاهدة فيديوهات طبية

«تخيل أنك بحاجة إلى إجراء عملية جراحية في غضون بضع دقائق لأنك قد لا تنجو... لا يوجد جراحون في الجوار ولكن يوجد روبوت جراحي مستقل متاح يمكنه إجراء هذا الإجراء باحتمالية عالية جداً للنجاح، هل ستغتنم الفرصة؟» هذا ما أجابني به طالب ما بعد الدكتوراه بجامعة جونز هوبكنز عبر البريد الإلكتروني، لدى سؤالي عن التطوير الجديد.

تعليم الروبوت بمقاطع فيديو للجراحة

لأول مرة في التاريخ، تمكن كيم وزملاؤه من تعليم الذكاء الاصطناعي استخدام آلة جراحة آلية لأداء مهام جراحية دقيقة، من خلال جعلها تشاهد آلاف الساعات من الإجراءات الفعلية التي تحدث في ردهات جراحية حقيقية. ويقول فريق البحث إنه تطور رائد يتجاوز حدوداً طبية محددة ويفتح الطريق لعصر جديد في الرعاية الصحية.

وفقاً لورقتهم البحثية المنشورة حديثاً، يقول الباحثون إن الذكاء الاصطناعي تمكن من تحقيق مستوى أداء مماثل لجراحي البشر دون برمجة مسبقة.

جراحة بتوظيف الروبوت

تدريب على العروض بدلاً من البرمجة

وبدلاً من محاولة برمجة الروبوت بشق الأنفس للعمل -وهو ما تقول ورقة البحث إنه فشل دائماً في الماضي- قاموا بتدريب هذا الذكاء الاصطناعي من خلال شيء يسمى التعلم بالتقليد، وهو فرع من الذكاء الاصطناعي حيث تراقب الآلة وتكرر الأفعال البشرية. سمح هذا للذكاء الاصطناعي بتعلم التسلسلات المعقدة للأفعال المطلوبة لإكمال المهام الجراحية عن طريق تقسيمها إلى مكونات حركية. وتترجم هذه المكونات إلى أفعال أبسط -مثل زوايا المفاصل ومواضعها ومساراتها- والتي يسهل فهمها وتكرارها وتكييفها أثناء الجراحة.

توظيف روبوت «دافنشي» للتدريب

استخدم كيم وزملاؤه نظام دافنشي الجراحي كأيدٍ وعيون لهذا الذكاء الاصطناعي. ولكن قبل استخدام المنصة الروبوتية الراسخة (التي يستخدمها الجراحون حالياً لإجراء عمليات دقيقة محلياً وعن بُعد) لإثبات نجاح الذكاء الاصطناعي الجديد، قاموا أيضاً بتشغيل محاكاة افتراضية. وقد سمح هذا بتكرار أسرع وتحقق من السلامة قبل تطبيق الإجراءات التي تم تعلمها على الأجهزة الفعلية.

«كل ما نحتاجه هو إدخال الصورة، ثم يجد نظام الذكاء الاصطناعي هذا الإجراء الصحيح»، كما يقول كيم. كانت روبوتات دافنشي أيضاً مصدر مقاطع الفيديو التي حللها الذكاء الاصطناعي، باستخدام أكثر من 10000 تسجيل تم التقاطها بواسطة كاميرات المعصم أثناء العمليات الجراحية التي يقودها الإنسان.

تعلّم 3 مهام جراحية

وكان الهدف تعلم ثلاث مهام جراحية: التعامل مع إبرة جراحية وتحديد موضعها، ورفع الأنسجة والتلاعب بها بعناية، والخياطة -كلها مهام معقدة تتطلب تحكماً دقيقاً وحساساً للغاية.

مكنت مجموعة البيانات واسعة النطاق هذه الذكاء الاصطناعي من تعلم الاختلافات الدقيقة بين الإجراءات الجراحية المتشابهة، مثل شدة التوتر المناسب اللازم للتعامل مع الأنسجة دون التسبب في ضرر.

تعد مقاطع الفيديو التدريبية هذه جزءاً صغيراً جداً من مستودع واسع النطاق للبيانات الجراحية. مع ما يقرب من 7000 روبوت دافنشي قيد الاستخدام في جميع أنحاء العالم، هناك مكتبة ضخمة من العروض الجراحية للمراقبة والتعلم منها، والتي يستخدمها فريق البحث الآن لتوسيع ذخيرة الذكاء الاصطناعي الجراحية لدراسة جديدة لم تُنشر بعد.

«في عملنا المتابع، والذي سنصدره قريباً، ندرس ما إذا كانت هذه النماذج يمكن أن تعمل في الإجراءات الجراحية طويلة المدى التي تنطوي على هياكل تشريحية غير مرئية»، يكتب كيم، في إشارة إلى الإجراءات الجراحية المعقدة التي تتطلب التكيف مع حالة المريض في أي وقت معين، مثل إجراء عملية جراحية على جرح داخلي خطير.

التحقق من صحة النموذج المطور

أثناء التطوير، عمل الفريق عن كثب مع الجراحين الممارسين لتقييم أداء النموذج وتقديم ملاحظات حاسمة (خاصة فيما يتعلق بالتعامل الدقيق مع الأنسجة)، والتي قام الروبوت بدمجها في عملية التعلم الخاصة به.

أخيراً، للتحقق من صحة النموذج، استخدموا مجموعة بيانات منفصلة غير مدرجة في التدريب الأولي لإنشاء محاكاة افتراضية، ما يضمن قدرة الذكاء الاصطناعي على التكيف مع السيناريوهات الجراحية الجديدة وغير المرئية قبل الشروع في اختبارها في الإجراءات المادية. أكد هذا التحقق المتبادل قدرة الروبوت على التعميم بدلاً من مجرد حفظ الإجراءات، وهو أمر بالغ الأهمية بالطبع نظراً للعدد المجهول المحتمل الذي قد ينشأ في غرفة العمليات.

جراح آلي «ذو خبرة»

كل شيء سار بشكل جميل إذ تعلم نموذج الروبوت هذه المهام إلى مستوى الجراحين ذوي الخبرة. يقول أكسل كريغر، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية في جامعة جونز هوبكنز والمؤلف الرئيسي للدراسة، في بيان عبر البريد الإلكتروني: «إنه لأمر سحري حقاً أن يكون لدينا هذا النموذج حيث كل ما نقوم به هو تلقيمه مدخلات الكاميرا، ويمكنه التنبؤ بالحركات الروبوتية اللازمة للجراحة». «نعتقد أن هذا يمثل خطوة مهمة إلى الأمام نحو أفق جديد في مجال الروبوتات الطبية».

تطوير رائد

إن أحد مفاتيح هذا النجاح هو استخدام الحركات النسبية بدلاً من التعليمات المطلقة. ففي نظام دافنشي قد لا تنتهي الأذرع الآلية إلى حيث هي مقصودة تماماً بسبب التناقضات الطفيفة في حركة المفصل التي تتراكم على مدار عدة حركات ويمكن أن تؤدي في النهاية إلى أخطاء كبيرة -خاصة في بيئة حساسة مثل الجراحة. كان على الفريق إيجاد حل، لذا بدلاً من الاعتماد على هذه القياسات، قام بتدريب النموذج على التحرك بناءً على ما يلاحظه في الوقت الفعلي أثناء إجراء العملية.

لكن الابتكار الرئيسي هنا هو أن التعلم بالتقليد يزيل الحاجة إلى البرمجة اليدوية للحركات الفردية. قبل هذا الاختراق، كانت برمجة الروبوت للخياطة تتطلب ترميزاً يدوياً لكل حركة بالتفصيل. يقول كيم إن هذه الطريقة كانت أيضاً عرضة للخطأ وتشكل قيداً رئيسياً في تقدم الجراحة الروبوتية. إذ إنها حدت مما يمكن للروبوت فعله بسبب جهود التطوير، والافتقار إلى المرونة التي جعلت من الصعب للغاية على الروبوتات القيام بمهام جديدة.

ومع ذلك، يسمح التعلم بالتقليد للروبوت بالتكيف بسرعة مع أي شيء يمكن مشاهدته، والتعلم على غرار طالب الجراحة. «(نحن) نحتاج فقط إلى جمع بيانات التعلم التقليدي لإجراءات مختلفة، ويمكننا تدريب الروبوت على تعلمها في غضون يومين»، كما يقول كريغر. «هذا يسمح لنا بالتعجيل نحو هدف الاستقلالية مع تقليل الأخطاء الطبية وتحقيق جراحة أكثر دقة».

تقييم مدى النجاح

لقياس مدى نجاح الذكاء الاصطناعي، حدد الباحثون مقاييس الأداء الرئيسية، مثل الدقة في وضع الإبرة والاتساق في التلاعب بالأنسجة باستخدام مجموعة من البيئات الجراحية الوهمية المادية، والتي تضمنت محاكيات الأنسجة الاصطناعية والدمى الجراحية. وكانت النتائج مذهلة. يقول كريغر: «النموذج جيد جداً في تعلم الأشياء التي لم نعلمه إياها. على سبيل المثال، إذا أسقط الإبرة، فسوف يلتقطها تلقائياً ويستمر».

لا تعد هذه القدرة على التكيف مهمة فقط لمواصلة تعلم مهارات جديدة ولكنها أيضاً ضرورية للتعامل مع الأحداث غير المتوقعة في الجراحات الحية، مثل تمزق الشريان أو تغير العلامات الحيوية للمريض فجأة. بالإضافة إلى ذلك، أظهر النموذج كفاءة زمنية محسنة، ما أدى إلى تقليل وقت الانتهاء للمهام الجراحية القياسية مثل الخياطة بنحو 30 في المائة، وهو أمر واعد بشكل خاص للعمليات الحرجة من حيث الوقت.

ويتصور العلماء سيناريو حيث تساعد هذه الروبوتات الجراحين في المواقف عالية الضغط، وتعزيز قدراتهم وتقليل الخطأ البشري. سيؤثر جراحو الذكاء الاصطناعي المستقبليون بشكل كبير على توفر الرعاية الجراحية، مما يجعل التدخلات الطبية عالية الجودة متاحة لعدد أكبر.

اللوائح التنظيمية وأخلاقيات الطب

هناك أيضاً تحديات أخلاقية وتنظيمية يجب معالجتها قبل نشر مثل هذا الذكاء الاصطناعي في بيئات جراحية حقيقية دون إشراف بشري. فالقفزة نحو الروبوتات الجراحية المستقلة تثير مخاوف أخلاقية جديدة.

هناك قضية المساءلة: من سيكون مسؤولاً إذا حدثت مشكلة؟ الشركة التي صنعت الجراح الذكي؟ المهنيون الطبيون الذين يشرفون عليه (إذا كان هناك أي إشراف)؟ هناك أيضاً مسألة موافقة المريض، والتي ستتطلب تثقيف كل من الشخص الذي يخضع للجراحة والأشخاص المحيطين به حول ماهية هذا الذكاء الاصطناعي، وما الذي يمكنهم فعله بالضبط، وما هي المخاطر التي تشكلها الروبوتات مقارنة بالجراحين البشر.

يعترف كيم بأن المستقبل الآن في منطقة رمادية حيث يمكن للجميع مجرد التكهن بما يجب أن يحدث أو سيحدث. ستكون أيدي السلطات التنظيمية مشغولة، من معالجة المساءلة والمخاوف الأخلاقية عند السماح لجراحي الذكاء الاصطناعي بالعمل بشكل مستقل، إلى وضع معايير للحصول على موافقة مستنيرة من المرضى.

ولكن عند الاختيار بين إجراء عملية جراحية طارئة منقذة للحياة بواسطة جراح مستقل أو عدم تلقي العلاج لأن الجراح البشري غير متاح (مثلاً في مكان بعيد أو منطقة متخلفة)، يزعم كيم أن الخيار الأفضل واضح. يمكنني بسهولة أن أتخيل مستقبلاً قريباً حيث يبدأ الناس في اختيار روبوتات الذكاء الاصطناعي على نظرائهم من البشر - في ظل وجود دليل إحصائي على أن جراحي الذكاء الاصطناعي يعملون بأمان.

وبعيداً عن التحديات الأخلاقية والقانونية، هناك حاجة إلى المزيد من العمل لتمكين التنفيذ العملي. ستحتاج المستشفيات إلى الاستثمار في البنية الأساسية التي تدعم جراحة الروبوتات بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الأجهزة المادية والخبرة الفنية للتشغيل والصيانة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون تدريب الفرق الطبية على إدارة العملية أمراً بالغ الأهمية. فالأطباء سيحتاجون إلى فهم الآلة ومتى يكون التدخل ضرورياً، وفي النهاية تحويل الجراحين البشريين من المهام الجراحية المباشرة إلى أدوار تركز على الإشراف والسلامة.

جراحات بسيطة أولاً

على المستوى العملي، يتصور الباحثون تقدماً تدريجياً، بدءاً بجراحات أبسط وأقل خطورة مثل إصلاح الفتق والتقدم تدريجياً إلى عمليات أكثر تعقيداً. سيساعد النهج التدريجي في التحقق من موثوقية الروبوت مع معالجة المخاوف التنظيمية والأخلاقية بمرور الوقت، فضلاً عن مساعدة السكان على الثقة في الذكاء الاصطناعي لإجراء العمليات الحرجة للحياة.

يقول كريغر: «ما زلنا في المراحل الأولى من فهم ما يمكن أن تحققه هذه الآلات حقاً. الهدف النهائي هو الحصول على أنظمة جراحية مستقلة تماماً وموثوقة وقابلة للتكيف وقادرة على إجراء العمليات الجراحية التي تتطلب حالياً اختصاصياً مدرباً تدريباً عالياً».

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً