دراسة: الثقب الأسود بمجرتنا يدور بسرعة تغير الزمكان حوله

الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا (أ.ف.ب)
الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الثقب الأسود بمجرتنا يدور بسرعة تغير الزمكان حوله

الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا (أ.ف.ب)
الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا (أ.ف.ب)

وجدت دراسة جديدة أن الثقب الأسود الهائل الموجود في مركز مجرتنا، والمسمى «ساغيتاريوس إيه» يدور بسرعة تغير الزمكان حوله.

والزمكان هو دمج لمفهومي الزمان والمكان، حيث يدمج الفضاء، بأبعاده المكانية الثلاثة التي نعرفها؛ وهي الطول والعرض والارتفاع، بالزمان بوصفه بُعداً رابعاً.

ووفق شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد رصد فريق من علماء الفيزياء الثقب الأسود الذي يقع على بُعد 26 ألف سنة ضوئية من الأرض، بواسطة مرصد «شاندرا» للأشعة السينية، التابع لوكالة «ناسا».

وقام الباحثون بحساب سرعة دوران «ساغيتاريوس إيه» باستخدام ما يُعرَف بطريقة التدفق الخارجي، والتي تبحث في المواد والغازات المحيطة بالثقوب السوداء، والمعروفة باسم «القرص التراكمي».

وأكد الباحثون أن الثقب الأسود يدور بسرعة تتسبب في ظاهرة تُعرَف باسم «تأثير لينس-ثيرينغ»، تتسبب في سحب الثقب الأسود للزمكان مع دورانه.

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية روث دالي، أستاذة الفيزياء بجامعة ولاية بنسلفانيا: «مع هذا الدوران، يغير الثقب الأسود شكل الزمكان في محيطه، لقد اعتدنا التفكير والعيش في عالم تكون فيه جميع الأبعاد المكانية متكافئة، المسافة إلى السقف، والمسافة إلى الجدار، والمسافة إلى الأرض، جميعها خطية نوعاً ما، دون أن يكون أحدها مضغوطاً مقارنة بالآخرين».

وأضافت: «لكن إذا كان لديك ثقب أسود يدور بسرعة، فإن الزمكان المحيط به يكون غير متماثل. فالثقب الأسود الدوار يسحب معه كل الزمكان، إنه يسحق الزمكان، ويبدو نوعاً ما مثل كرة القدم».

وقالت دالي إن تغيير الزمكان لا يدعو للقلق، لكن إلقاء الضوء على هذه الظاهرة قد يكون مفيداً جداً لعلماء الفلك.

وأضافت: «إنها أداة رائعة لفهم الدور الذي تلعبه الثقوب السوداء في تكوين المجرات وتطورها. حقيقة أن هذه الثقوب هي كيانات ديناميكية يمكن أن تدور... ومن ثم يمكن أن تؤثر على المجرة التي تقع فيها، هو أمر مثير للاهتمام جداً».

وجرى نشر الدراسة الجديدة في دورية علم الفلك والجيوفيزياء، التابعة لـ«الجمعية الفلكية الملكية».


مقالات ذات صلة

اكتشاف يُشبه كعكة «دونات» ضخمة في قلب الأرض

يوميات الشرق كوكبنا... لغزٌ بلا نهاية (مواقع التواصل)

اكتشاف يُشبه كعكة «دونات» ضخمة في قلب الأرض

من خلال السفر إلى مركز الأرض عبر الموجات الزلزالية، اكتشف العلماء بنية تُشبه الحلقة داخل البركة الدوّامية من المعدن المنصهر المعروف باسم «اللبّ الخارجي».

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من بث "بلو أوريجن"، ينطلق صاروخ "بلو شيبارد" مع طاقم مهمة NS-26 في 29 أغسطس 2024، من موقع الإطلاق الأول شمال فان هورن، تكساس، الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

«بلو أوريجن» تنجح في إرسال ثامن رحلة سياحية فضائية

نقلت شركة «بلو أوريجن»، الخميس، 6 أشخاص إلى الفضاء في رحلة سياحية قصيرة ذهاباً وإياباً، من بينهم أصغر امرأة تصل إلى ارتفاع يتخطى 100 كيلومتر في الفضاء.

يوميات الشرق لحظة حدوث خلل في إطلاق صاروخ «فالكون 9» من مركز الفضاء في فلوريدا (أ.ب)

هيئة الطيران الأميركية تحقق في «خلل» إطلاق صاروخ «فالكون 9»

أعلنت هيئة الطيران الاتحادية الأميركية، أمس (الأربعاء)، أنها ستجري تحقيقاً في «خلل» وقع خلال إطلاق صاروخ «فالكون 9» من مركز الفضاء في كيب كانافيرال بفلوريدا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)

«سبايس إكس» ترجئ لأجل غير مسمى أول رحلة خاصة للتجول في الفضاء

أعلنت شركة «سبايس إكس» أنها أرجأت إلى أجل غير مسمى مهمة «بولاريس دون» التي كان يُفترَض أن تنطلق من فلوريدا، وهي الأولى من تنظيم القطاع الخاص.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق صاروخ فالكون 9 التابع لشركة «سبيس إكس» وعلى متنه كبسولة كرو دراغون ريزيليانس في مجمع الإطلاق 39A في مركز كينيدي للفضاء (أ.ف.ب)

تسرُّب هيليوم يؤجل إطلاق مهمة مأهولة لـ«سبيس إكس» إلى الفضاء

قالت شركة «سبيس إكس» إنها ستؤجل إطلاق مهمة «بولاريس دون» المكونة من أربعة أفراد يوماً واحداً على الأقل بسبب تسرب للهيليوم في المعدات الأرضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

علماء صينيون ينتجون الماء من تربة القمر

طن واحد من تربة القمر يمكنه إنتاج ما بين 51 و76 كيلوجراما من الماء (إ.ب.أ)
طن واحد من تربة القمر يمكنه إنتاج ما بين 51 و76 كيلوجراما من الماء (إ.ب.أ)
TT

علماء صينيون ينتجون الماء من تربة القمر

طن واحد من تربة القمر يمكنه إنتاج ما بين 51 و76 كيلوجراما من الماء (إ.ب.أ)
طن واحد من تربة القمر يمكنه إنتاج ما بين 51 و76 كيلوجراما من الماء (إ.ب.أ)

قال تلفزيون الصين المركزي اليوم الخميس إن علماء صينيين اكتشفوا "طريقة جديدة تماما" لإنتاج كميات كبيرة من المياه باستخدام تربة من القمر جلبتها بعثة في عام 2020.

ففي ذلك العام، مثلت بعثة مركبة "تشانغ آه-5" الصينية المرة الأولى التي يحصل فيها البشر على عينات من القمر في 44 عاما. وقال التلفزيون إن باحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم التي تديرها الدولة اكتشفوا أن المعادن الموجودة في "تربة القمر" هذه تحتوي على كميات كبيرة من الهيدروجين الذي يتفاعل مع عناصر أخرى عند تسخينه إلى درجات حرارة مرتفعة جدا فينتج بخار الماء.

وأضاف تلفزيون الصين المركزي "بعد ثلاث سنوات من البحث المدقق والتحقق المتكرر، اكتُشفت طريقة جديدة تماما لاستخدام تربة القمر لإنتاج كميات كبيرة من المياه، ومن المتوقع أن توفر أساس تصميم مهما لبناء محطات بحوث علمية على القمر ومحطات فضائية في المستقبل".

وقد يكون لهذا الاكتشاف تأثير مهم على مشروع الصين القائم منذ عقود لبناء موقع دائم على القمر في غمرة سباق بين الولايات المتحدة والصين للعثور على موارد على القمر واستخراجها. ودأب بيل نيلسون رئيس إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) على التحذير من التقدم السريع في برنامج الفضاء الصيني ومن احتمال هيمنة بكين على معظم المواقع الغنية بالموارد على القمر.

وقال تلفزيون الصين المركزي إنه باستخدام الطريقة الجديدة، وبطن واحد من تربة القمر، من الممكن إنتاج ما بين 51 و76 كيلوجراما من الماء، أي ما يزيد عن 100 زجاجة ماء سعة الواحدة نصف لتر، أو ما يعادل استهلاك 50 شخصا من مياه الشرب في اليوم. وتأمل الصين في أن تضع البعثات للقمر في الآونة الأخيرة وفي المستقبل الأساس لبناء محطة الأبحاث القمرية الدولية، وهي مبادرة تشاركها روسيا في قيادتها.

وحددت وكالة الفضاء الصينية عام 2035 موعدا لبناء "محطة أساسية" على القطب الجنوبي للقمر، ثم إضافة محطة فضائية تدور حول القمر بحلول عام 2045. ويأتي الإعلان عن الاكتشاف في وقت يعكف فيه علماء صينيون بالفعل على إجراء تجارب على عينات من القمر جلبتها مهمة تشانغ آه-6 في يونيو (حزيران). وانتزعت مهمة "تشانغ آه-5" عينات من الجانب القريب من القمر، بينما انتزعت "تشانغ آه-6" تربة من الجانب الذي يكون بعيدا دوما عن الأرض.

وتتجاوز أهمية مياه القمر جعل الوجود البشري الدائم ممكنا. فقد قال نيلسون من وكالة ناسا لإذاعة "إن.بي.آر" في مايو (أيار) إن المياه الموجودة على القمر يمكن استخدامها لإنتاج وقود الصواريخ الهيدروجيني ما قد يحفز على المزيد من الاستكشافات الفضائية إلى المريخ ووجهات أخرى.