«نوبل الكيمياء» لثلاثة علماء أحدهم تونسي الأصل عن «الجسيمات النانوية»

البروفيسور منجي الباوندي الفرنسي المولد والتونسي الأصل الفائز بجائزة «نوبل» للكيمياء مع ثلاثة علماء آخرين يجلس في منزله برفقة كلبه (رويترز)
البروفيسور منجي الباوندي الفرنسي المولد والتونسي الأصل الفائز بجائزة «نوبل» للكيمياء مع ثلاثة علماء آخرين يجلس في منزله برفقة كلبه (رويترز)
TT

«نوبل الكيمياء» لثلاثة علماء أحدهم تونسي الأصل عن «الجسيمات النانوية»

البروفيسور منجي الباوندي الفرنسي المولد والتونسي الأصل الفائز بجائزة «نوبل» للكيمياء مع ثلاثة علماء آخرين يجلس في منزله برفقة كلبه (رويترز)
البروفيسور منجي الباوندي الفرنسي المولد والتونسي الأصل الفائز بجائزة «نوبل» للكيمياء مع ثلاثة علماء آخرين يجلس في منزله برفقة كلبه (رويترز)

مُنحت جائزة «نوبل» في الكيمياء لعام 2023 الأربعاء في استوكهولم إلى الباحثين الثلاثة منجي الباوندي (فرنسي المولد وتونسي الأصل)، ولويس بروس (من الولايات المتحدة) وأليكسي إكيموف (المولود في روسيا)، وهم علماء يعملون في الولايات المتحدة في مجال الجسيمات النانوية. وكافأت اللجنة العمل على «اكتشاف وتطوير النقاط الكمومية، وهي جسيمات نانوية صغيرة جداً لدرجة أن حجمها يحدد خصائصها»، بحسب الهيئة المسؤولة عن الجائزة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ اللافت هذا العام تمثّل في تسريب أسماء الفائزين الثلاثة إلى الصحافة السويدية قبل ساعات قليلة من الإعلان الرسمي، وهو أمر نادر دفع بالأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، القائمة على هذه المكافآت، إلى إبداء «عميق الأسف» حيالها. وقال الأمين العام للأكاديمية هانس إيليغرين خلال مؤتمر صحافي، تعليقاً على هذا التسريب، «إنه أمر مؤسف جداً بطبيعة الحال، ونشعر بعميق الأسف حيال ما حصل». وعزا ذلك إلى بيان أُرسل عن طريق الخطأ في هذا الشأن.

قوارير مختبر أمام صورة للفائزين بجائزة «نوبل» في الكيمياء لعام 2023 في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في استوكهولم... وهم مونجي الباوندي المولود في فرنسا ولويس بروس من الولايات المتحدة والروسي أليكسي إكيموف (أ.ف.ب)

والنقاط الكمومية هي بلورات نانوية شبه موصلة، يتراوح قطرها عادةً من 2 إلى 10 نانومترات. وتُستخدم هذه المكونات الصغيرة جداً المعتمدة في تكنولوجيا النانو، حالياً في نشر الضوء عبر أجهزة التلفزيون ومصابيح «ليد» LED، ويمكنها أيضاً توجيه الجراحين عند إزالة أنسجة الأورام، بحسب بيان الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم. وأوضحت الأكاديمية: «لقد نجح الفائزون بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023 في إنتاج جزيئات صغيرة جداً لدرجة أن خصائصها تُحدد من خلال ظواهر كمومية». وباتت لهذه الجسيمات، التي تسمى النقاط الكمومية، أهمية كبيرة في مجال تكنولوجيا النانو. وقال منجي الباوندي (62 عاماً)، وهو أستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم اي تي) مولود في باريس لأبوين من تونس وفرنسا، إنه «مصدوم» و«متشرف» لفوزه بالجائزة، مشيراً إلى أنه لم يطّلع على التسريبات بشأن اختياره قبل الإعلان الرسمي. ويعمل بروس، البالغ 80 عاماً، أستاذاً بجامعة كولومبيا في نيويورك، فيما يعمل أليكسي إكيموف، المولود في روسيا، في شركة «نانوكريستلز تكنولوجي»، ومقرها الولايات المتحدة. وسيتقاسم الثلاثي مكافأة مالية تبلغ 11 مليون كرونة سويدية (نحو مليون دولار)، وسيتسلمون الجائزة من الملك كارل السادس عشر غوستاف في حفل يقام في استوكهولم في 10 ديسمبر (كانون الأول)، في يوم ذكرى وفاة العالم ألفريد نوبل الذي أنشأ الجوائز من خلال وصيته الأخيرة في أواخر القرن التاسع عشر. وتحمل هذه الجائزة المالية أعلى قيمة اسمية (بالعملة السويدية) في تاريخ جوائز «نوبل» الممتد لأكثر من قرن.


مقالات ذات صلة

«نوبل الطب» لأميركيَّين اكتشفا آلية لتنظيم نشاط الجينات

يوميات الشرق فيكتور أمبروس(إ.ب.أ)

«نوبل الطب» لأميركيَّين اكتشفا آلية لتنظيم نشاط الجينات

فاز العالمان الأميركيان فيكتور أمبروس، الأستاذ في كلية الطب بجامعة ماساتشوستس، وغاري رافكن، أستاذ علم الوراثة في كلية الطب بجامعة هارفارد،

أحمد حسن بلح (القاهرة)
يوميات الشرق العالم الأميركي غاري رافكن (أ.ب)

«نوبل الطب» لأميركيين اكتشفا طريقة تنظيم نشاط الجينات

أعلنت جمعية نوبل عن فوز العالمين الأميركيين فيكتور أمبروس وغاري رافكن بجائزة نوبل للفسيولوجيا والطب لعام 2024.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
علوم الطبيبان الأميركيان فيكتور أمبروس وغاري رافكن حصلا على «جائزة نوبل في الطب - 2024»... (موقع الجائزة)

«نوبل الطب» لأميركيين اكتشفا فئة جديدة من جزيئات الحمض النووي

أعلنت «لجنة نوبل»، الاثنين، منح الطبيبين الأميركيين فيكتور أمبروس وغاري رافكن «جائزة نوبل في الطب»؛ لاكتشافهما «الحمض الريبوزي النووي الميكروي (microRNA)».

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
علوم سيتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب الأسبوع المقبل (رويترز)

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

سيتم تسليط الضوء على أفضل العقول في مجال العلوم الأسبوع المقبل عندما يتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق مشهد مما يشهده الحفل (رويترز)

«نوبل للحماقة العلمية»... صواريخ موجَّهة بالحَمام والسمك الميت يسبح

اختيرت دراسة تبحث في جدوى استخدام الحَمام لتوجيه الصواريخ، وأخرى تبحث في قدرة الأسماك الميتة على السباحة، ما بين الفائزة بجائزة «نوبل الهزلية للحماقات العلمية».

«الشرق الأوسط» (بوسطن )

7 جوانب مهمة عن العلاقات الجنسية

7 جوانب مهمة عن العلاقات الجنسية
TT

7 جوانب مهمة عن العلاقات الجنسية

7 جوانب مهمة عن العلاقات الجنسية

يخالج الأزواج قلق مستمر إزاء «عدم التوافق» في الرغبة الجنسية بينهما، ويبذل البعض مجهوداً كبيراً للوصول إلى النشوة الجنسية، بينما يتساءل آخرون حول ما إذا كانوا يمارسون الجنس بمعدلات «طبيعية».

آراء الخبراء

يعاين اختصاصيو العلاج الجنسي والمعنيون بالتثقيف الجنسي والباحثون بهذا المجال، مثل هذه القضايا مراراً وتكراراً. وعليه، تواصلنا مع الكثير منهم لنطرح السؤال التالي: ما الذي تتمنى لو أن مزيداً من الناس يعرفونه حول العلاقات الجنسية والحميمية؟

وفيما يلي ما قاله الخبراء:

1- > المقارنة تسرق المتعة الجنسية. تكرّس لوري بروتو، طبيبة النفس والبروفسورة بجامعة بريتيش كولومبيا، ومؤلفة كتاب «ممارسة أفضل للجنس عبر اليقظة الذهنية» (Better Sex Through Mindfulness)، الكثير من وقتها لمحاولة إقناع الآخرين بالتخلي عن فكرة الحياة الجنسية «الطبيعية»، فيما يتعلق بكيفية ممارساتهم علاقاتهم الحميمة، ومعدل ممارستهم هذه العلاقات.

وقد عبَّرت عن اعتقادها بأن معدل ممارسة الأزواج للجنس ليس مقياساً ذا مغزى للصحة الجنسية، رغم أنه أمر «يتعلق به الناس حقاً». وأضافت أن هذا المعدل لا ينبئ بما إذا كان الأفراد يستمتعون بالفعل بالوقت الذي يقضونه مع شركائهم، والجنس الذي يمارسونه.

وفي هذا الصدد، أكدت كيسي تانر، اختصاصية العلاج الجنسي، التي تعيش في نيويورك، ومؤلفة كتاب «الشعور الكامل» (Feel It All)، أنها: «عملت مع أزواج يمارسون الجنس كل ليلة، ويشعرون بالتعاسة معاً». في المقابل، عملت مع أزواج يشعرون بارتباط عميق ببعضهم بعضاً، رغم أنهم قد لا يمارسون الجنس سوى ثلاث مرات على مدار العام.

وشددت تانر على ضرورة التخلي عما أسمته لعبة الأرقام، والتركيز بدلاً عن ذلك على كيفية شعور المرء بعد كل تجربة حميمية.

02-تحديث تعريف الجنس

> ربما حان الوقت لتحديث تعريفك لـ«الجنس». شرحت إيستر بيريل، المعالجة المعنية بالعلاقات الزوجية، التي تخطط لإطلاق دورة تدريبية جديدة عبر الإنترنت حول مشاعر الرغبة، أننا نميل للتفكير في الجنس باعتباره فعلاً. إلا أن بيريل تعمل على إعادة صياغة فكرة الجنس في أذهان زبائنها وجمهورها. وكثيراً ما تخبرهم إيستر أن «الجنس ليس شيئاً تفعله... وإنما مكان تذهب إليه».

وغالباً ما تطرح أسئلة مثل: «ما الذي ترغب في معايشته هناك؟ هل تراها تجربة للتسامي؟ أم تجربة اتحاد روحي؟ أم تجربة ارتباط عميق؟ أم أنها علاقة تمكنك، ولو لمرة بحياتك، أن تكون متلاعباً، وأن تتخلى عن قواعد سلوك الشخص الصالح المنضبط؟».

إن الاعتراف بأن النشوة الجنسية المشتركة ليست الوجهة الوحيدة التي يمكن أن يقصدها المرء في أثناء ممارسة الجنس، يمكن أن يساعد الأزواج على الخروج من المأزق، حسبما ترى بيريل.

من جهتها، تشجع كانديس نيكول هارغونز، الأستاذة المساعدة في جامعة إيموري، ومؤلفة كتاب «الجنس الممتع» (Good Sex)، المقرر طرحه قريباً بالأسواق، زبائنها على التفكير في فكرة «القائمة الجنسية» «sexual menu»، (على غرار قائمة أطباق الطعام).

وتقول إن «معظمنا يحصل على قائمة جنسية دون توابل أو نكهة مميزة، عندما نكون أطفالاً». وأضافت أن أنواع الجنس الموجودة في قائمتنا، ربما تتأثر بوسائل الإعلام ودروس التربية الجنسية وما نلتقطه مما يدور حولنا اجتماعياً.

إلا أنها تشجع زبائن العلاج الجنسي لديها على بناء قائمة أكثر نكهة وتحمل طابعاً شخصياً أكبر – «بحيث يحدد الأشخاص لأنفسهم ما هو مقبول، وما هو غير مقبول، وما يمكن قبوله أو رفضه بوقت ما».

03- أنواع الرغبات الجنسية

> هناك أكثر من نوع واحد من الرغبة. دائماً ما تكون الرغبة الجنسية، حسبما يجري تصويرها في التلفزيون والأفلام والمواد الإباحية، عفوية - رغبة مفاجئة وقوية لممارسة الجنس. ومع ذلك، هناك نوع آخر من الرغبة، لا يقل أهمية وتأثيراً، يُعرف بالرغبة المستجيبة responsive desire.

في هذا الصدد، قالت لورين فوجل ميرسي، طبيبة نفسية ومعالجة جنسية مقيمة في مينيسوتا، ومؤلفة كتاب «الرغبة» (Desire)، يظهر هذا النوع من الرغبة استجابة للمتعة المتعمدة أو المحفزات الجنسية.

وأضافت: «يشعر الأشخاص الذين يميلون إلى تجربة الرغبة المستجيبة»، بالاطمئنان تجاه فكرة أنه «لا يوجد خطأ فيهم»، و«أنهم ليسوا معطوبين بأي صورة». وربما يحتاجون ببساطة إلى مزيد من الجهد كي يدركوا نوع التحفيز الجنسي الذي يساعدهم على الشعور بالانفتاح على إمكانية خوض علاقة حميمة، مثل اللمس، مثلاً».

04- > لا تقلل أبداً من قوة الاحتكاك الجسدي. يشرح إيان كيرنر، معالج جنسي مقيم في مدينة نيويورك، ومؤلف كتاب «هي تأتي أولاً» (She Comes First)، بأن: «مقدمة العضو الجنسي للمرأة مصدر القوة للنشوة الجنسية لدى الأنثى، والغالبية العظمى من النهايات العصبية الحساسة التي تساهم في المتعة تقع على السطح وليس داخل المهبل».

وأضاف أن أغلب أوضاع الجماع لا توفر قدراً كبيراً من التحفيز للسطح؛ ما يشكّل عاملاً رئيسياً في فجوة المتعة بين الزوجين. وقال إنه لدى اتباع «نهج أكثر تركيزاً على السطح في ممارسة الجنس»، فإن الأنشطة التي عادة ما يجري النظر إليها باعتبارها مداعبة، بما في ذلك التحفيز اليدوي والفموي، لا تكون مجرد مقدمة لشيء آخر، بل إنها الحدث الرئيسي.

ومع ذلك، هناك نساء يمكنهن الوصول إلى النشوة الجنسية في أثناء الجماع، حسبما شرحت ديبي هيربينيك، أستاذة في كلية الصحة العامة بجامعة إنديانا، ومؤلفة كتاب «نعم، طفلك: ما يحتاج الآباء إلى معرفته عن المراهقين اليوم والجنس» (Yes, Your Kid: What Parents Need to Know About Today’s Teens and Sex)، التي تشير أبحاثها إلى أن 18 في المائة من النساء يبلغن النشوة الجنسية عبر الإيلاج فقط.

05-إشكالات الذكور

> الرجال ليسوا مفاتيح إضاءة. هناك الكثير من الكليشيهات حول الجنس الذكوري، منها أن جميع الرجال يفكرون في الجنس طوال الوقت، وأن «كل ما يتطلبه الأمر هو هبة نسيم قوية للرجل كي يحدث لديه انتصاب»، حسبما قال ايان كيرنر. وأضاف: «ما يضيع هنا حقيقة أكبر مفادها أن الجنس الذكوري معقد ومتغير، تماماً مثل الجنس الأنثوي».

وأكد أن التباين في مستوى الرغبة المشكلة الأولى التي يعاينها في عمله، وأن من المحتمل أن يكون الرجل الشريك الأقل رغبة، تماماً مثل المرأة. وأشار إلى أن زبائنه الذكور غالباً ما يشعرون بكثير من الخجل والحرج؛ لأنهم لا يبدأون ممارسة الجنس بالطريقة «المفترضة» منهم.

وهنا، شدد كيرنر على أن: «الرجال ليسوا مفاتيح إضاءة عندما يتعلق الأمر بالجنس. إنها ليست ضغطة زر تشعل وتطفئ».

06-> يجب أن تقوم العلاقة على التقارب، وليس الجنس فحسب. إن وضع الجنس على جدول أعمال العلاقة يُعدّ نصيحة مستهلكة بمجال العلاج الجنسي، إلا أن الخبيرة تانر تعتقد أن ذلك قد يؤتي نتائج عكسية. وقالت: «إن الضغط الناتج من الاضطرار إلى الالتزام بموعد جنسي يمكن أن يقلل، في حقيقة الأمر من الرغبة الجنسية. وبدلاً عن وضع الجنس على جدول الأعمال، ينبغي تحديد نشاط آخر يفتح الباب أمام مزيد من التقارب والحميمية».

في هذا الصدد، قالت جيسا زيمرمان، معالجة جنسية وتملك عيادة خاصة في سياتل، إن حقيقة ما يعنيه ذلك يختلف من زوجين إلى زوجين، ربما يكون قضاء ليلة بالخارج، أو ربما الذهاب إلى السرير مبكراً قليلاً عن المعتاد وترى ماذا سيحدث.

07- > ربما تفرط في التفكير في ممارسة الجنس الممتع. قالت سارة ناصر زاده، اختصاصية بمجال علم النفس الاجتماعي، ومؤلفة كتاب «الحب عمداً» (Love by Design)، التي تعمل مع زبائن من جميع أنحاء العالم، إنها ترى ميلاً بين بعضهم في أميركا الشمالية إلى الشعور وكأنهم مضطرون إلى الحديث عن الجنس كثيراً، إلى حد الغثيان. وقالت: «أجد هذا أمراً سخيفاً؛ لأن الجنس شيء يتضمن الجسد. إنه أمر جسدي».

ولا يعني ذلك أن شعارها «افعل فحسب». إذ وفي بعض الأحيان يجب أن تمنح جسدك فرصة للاتصال، و«التحدث» نيابة عنك، حسبما أوضحت.

* خدمة «نيويورك تايمز»