«ناسا» تخطّط لطائرة ركاب فرط صوتية

بسرعة 4 ماخ

«ناسا» تخطّط لطائرة ركاب فرط صوتية
TT

«ناسا» تخطّط لطائرة ركاب فرط صوتية

«ناسا» تخطّط لطائرة ركاب فرط صوتية

دخلت وكالة «ناسا» في مراحل تطوير طائرة ركّاب فرط صوتية تعد بسرعات تصل إلى 4 ماخ (ماخ - سرعة الصوت)، أو 4828 كيلومتراً في الساعة تقريباً. ولن تتفوق هذه الطائرة على طائرة الكونكورد فحسب، بل ستتجاوز بسرعتها طائرة « SR - 71 بلاك بيرد سباي» الأسطورية التي صُمّمت في الأصل لتحلّق بسرعة 3.2 ماخ (أي 4023 كيلومتر / الساعة تقريباً).

تهدف الطائرة الفرط صوتية المنتظرة إلى تخفيض مدّة السفر من نيويورك إلى لندن إلى أقلّ من ساعة ونصف ساعة، مسجّلةً تبايناً هائلاً عن الرحلات الحالية التي تتطلّب 8 أو 9 ساعات على متن طائرة ركّاب تقليدية تحلّق بسرعة 966 كيلومتر / الساعة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ طائرة الكونكورد الفرط صوتية، التي تقاعدت منذ 20 عاماً، حافظت على سرعة 2 ماخ، أي ما يعادل 2169 كيلومتر / الساعة، إلّا أنّها واجهت تحدّيات عدّة، أبرزها الانفجار الصوتي الذي كان السبب الرئيسي في وضعها خارج الخدمة.

ويُحظر الطيران الفرط صوتي في دول كثيرة بسبب الانفجار الصوتي المزعج الذي يولّده عند كسر حاجز الصوت، ومن أبرزها الولايات المتحدة الأميركية. لكنّ هذا الأمر لم يمنع الباحثين من العمل دون كلل على تطوير تقنيات فعّالة لتخفيف الانفجارات الصوتية. وتملك وكالة «ناسا» مشروعاً بحثياً دائماً باسم «كويست ميشن» يركّز على ابتكار طائرة فرط صوتية تجريبية صامتة باسم «إكس 59».

وكانت الوكالة الفضائية قد أعلنت عن خططتها لتطوير طائرة فرط صوتية بعد تحديدها 5 طرقات عابرة للمحيطات تربط المدن الحيوية بعضها ببعض، خصوصاً فوق شمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، لأنّ تأثير الانفجار الصوتي أثناء السفر فوق المحيطات لا يُذكر.

وقالت «ناسا» في بيان: «في إطار برنامجها للمركبات الجوية المتقدّمة، ستُسند (ناسا) عقوداً لمدّة سنتين لشركات الطيران الجوفضائي لوضع تصميمات وخرائط طرق لتطوير طائرة فرط صوتية». وتتولّى شركة «بوينغ» قيادة الفريق المتعاقد الأوّل، إلى جانب شركات مساهمة أخرى، أبرزها شركات «إكزو سونيك» و«جي إي آيروسبيس»، و«جورجيا تك آييروسبيس سيستمز ديزاين لابوراتوري»، و«رولز رويز نورث أميركان تكنولوجيز». أمّا العقد الثاني فقد فازت به شركة «نورثروب غرومان آييرونوتيكس سيستمز»، بالتعاون مع «بلو يدج ريسرتش أند كونسالتينغ»، و«بوم سوبر سونيك»، و«رولز رويز نورث أميركان تكنولوجيز».

ومن المفترض أن يغوص الفريقان في التفاصيل الحساسة كالإطار الجوي، والطاقة، والدفع، والتنظيم الحراري، والمواد التي تتطلّبها التصاميم للوصول إلى سرعة ماخ 4، بهدف تقديم تصاميم مفتوحة المصدر لهذه المركبة. وأكدت الوكالة على الحاجة إلى ابتكارات مسؤولة تراعي مسائل السلامة، والفاعلية، والجدوى الاقتصادية، والتبعات الاجتماعية لضمان توفير المكاسب للمسافرين وتخفيف التأثير البيئي في وقتٍ واحد.



نهاية الإنترنت... كما نعرفها

نهاية الإنترنت... كما نعرفها
TT

نهاية الإنترنت... كما نعرفها

نهاية الإنترنت... كما نعرفها

يبدو أن الإنترنت ينهار... ولكن ليس حرفياً، أي من الناحية البنيوية؛ لأنها لا تزال شبكة سليمة؛ إذ إن هناك الكثير من كابلات الألياف الضوئية التي تبطن قاع المحيط، وأبراج الهاتف الخلوي التي ترتفع في الأفق فوق معالم المدن، إضافة إلى مراكز البيانات المليئة بالخوادم، كما كتب سكوت نوفر(*).

انهيار أسس الويب «النفعي»

لكن الأسس ذاتها للويب النفعي utilitarian web - المنصات التي تدعم تجاربنا اليومية عبر الإنترنت - تبدو مهتزة، تنبض بالهزات الأولى للانهيار.

للبدء، يبدو أن لا شيء يعمل بعد الآن... كان محرك بحث «غوغل» يوفر ذات يوم مساعدة على مستوى الدليل الإرشادي لسكان الإنترنت. الآن أصبح مليئاً بالإعلانات والأشرطة الجانبية وطُعم للنقر المحسّن لمحركات البحث، والتخمينات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للإجابات المحتملة لأسئلة الناس.

نتائج بحث «غوغل» لا ترتبط بالجودة

في وقت سابق من هذا العام، وجدت مجموعة من الباحثين الألمان أن «غوغل» صنفت صفحات مراجعات المنتجات في مرتبة عالية عندما كانت تحتوي على نص منخفض الجودة، وأطنان من الروابط التابعة لمواقع التجارة الإلكترونية، وكانت مليئة بحيل تحسين محركات البحث التي لا تتوافق تماماً مع الجودة.

بعبارة أخرى، كانت «غوغل» تسمح لأدنى المستويات بالاستيلاء على منصتها.

«أمازون» تزخر بمنتجات «الراعين»

على أمازون، تتناثر الأرفف الرقمية بالمنتجات المدعومة من «الرعاة» لها، والنسخ الرخيصة من المنتجات الرائجة شعبياً. وعلى «أمازون» أو «غوغل»، ستحتاج غالباً إلى وقت أطول قليلاً للحصول على أي شيء مفيد أو ذي صلة عن بُعد عند البحث عن شيء تريده.

لقد أطلقت شكاوى مكافحة الاحتكار الحكومية ضد كلتا الشركتين عليها في الأساس؛ لأنهما تجنيان الرسوم من المعلنين، الذين يدفعون من أجل جذب انتباه المستخدمين، ما أدى إلى تدهور هذه الخدمات في هذه العملية. عندما تجعل شركات التكنولوجيا العملاقة الكبيرة خدماتها المعتمدة أسوأ، فهذا أمر سيئ للمستهلكين، حتى لو لم يكن عليهم دفع المزيد.

انحدار منصات التواصل الاجتماعي

على وسائل التواصل الاجتماعي، يكون الوضع أكثر خطورة. يعد «فيسبوك» جيداً وظيفياً للقتال مع أصدقاء المدرسة الثانوية حول السياسة، والحصول على تذكيرات عيد الميلاد وغيرها، لم تعد هناك أخبار تقريباً على المنصة.

وكما خمنت، فإن إعلانات منصة «إكس» منخفضة الجودة، فهي عبارة عن مستنقع يمينى مليء بمنافقى إيلون ماسك، وملصقات احتيال رجال التكنولوجيا، وأسوأ الإعلانات التي رأيتها على الإطلاق. أما «تيك توك» أحد الأماكن القليلة المثيرة للاهتمام والمصادفة والمبهجة (عادةً) على الإنترنت، فهي منصة معرضة لخطر الحظر من الولايات المتحدة في الشهر المقبل ما لم تتدخل المحكمة العليا المحافظة أو الرئيس المنتخب دونالد ترمب نفسه لإنقاذها.

الذكاء الاصطناعي والتزييف في المنصات

ويعني صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي أن كل واحدة من هذه المنصات أصبحت الآن مشبعة بما يسمى عادةً بالهراء، والصور المزيفة السيئة المهينة المصممة غالباً لخداع أو إثارة غضب الناس. إنك قد تجد مجموعات على موقع «فيسبوك» تتفاخر بالمناظر الطبيعية الخلابة دون أن تدرك أنها تتلاشى إذا أمعنت النظر، وأن عارضة الأزياء الجميلة على موقع «إنستغرام» في الصورة لديها أصابع كثيرة للغاية.

جشع الشركات وانحسار الابتكار

إن الإنترنت، بطبيعة الحال، شبكة تسيطر عليها أكبر الشركات وأغناها وأقواها في العالم. إنه ليس إنترنت ميتاً، بل إنه حي ومهمل، ملعون فقط بسبب جشع الشركات وكسلها ولامبالاتها.

ولم تعد شركات وادي السيليكون العملاقة تتنافس ولم تعد تبتكر، وبدلاً من ذلك، تعمل على خفض التكاليف، وتعزيز هوامش الربح وحجب المنافسين من أجل الحفاظ على عادات الاستهلاك والهيمنة على السوق. تمنحنا المنصات عبر الإنترنت الراحة، لكنها لا تقدم أي جديد، ولديها فائدة متلاشية في حياتنا الرقمية بشكل متزايد.

في عام 2025، ربما ينفجر كل شيء. ولكن من المؤمل أن يبدأ الناس في إعادة التفكير في اعتمادهم على المنصات الرقمية التي تعاملهم بازدراء تام، كما لو كانوا مستهلكين، وكأنهم «مستخدمون». إذا كانت هذه نهاية الإنترنت كما نعرفها، فإنني أشعر بأنني بخير.

مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».