حطّت أكبر عيّنة جُمعت على الإطلاق من كويكب، والأولى ضمن مهمة «وكالة الفضاء الأميركية» (ناسا)، اليوم الأحد، في صحراء ولاية يوتا الأميركية، على أثر عملية هبوط نهائية سريعة جداً عبر الغلاف الجوي للأرض، بعد 7 سنوات على إقلاع المركبة «أوسايرس-ريكس»، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وكان يفترض أن تلجم مظلتان متتاليتان عملية الهبوط التي تابعها الجيش عبر أجهزة استشعار، إلا أن المظلة الرئيسية فتحت على ارتفاع أعلى مما كان متوقعاً، وحطّت الكبسولة قبل الموعد المقرَّر بقليل، على ما قال معلِّق وكالة «ناسا» خلال البث المباشر.
Only minutes away from landing! The #OSIRISREx main parachute has deployed at about 5,050 feet (1540m) to slow down the speed of the sample capsule. pic.twitter.com/2XzvRMKshz
— NASA (@NASA) September 24, 2023
وبعد انطلاقه قبل 7 سنوات، جمع مسبار «أوسايرس-ريكس» الحجارة والغبار من الكويكب «بينو» في عام 2020، ليباشر بعدها رحلة العودة.
وتضم العيّنة نحو 250 غراماً من المواد، وفق تقديرات وكالة «ناسا»، ومن شأنها أن «تساعدنا على فهم أفضل لأنواع الكويكبات التي يمكن أن تهدد الأرض»، وتلقي الضوء على «البداية الأولى لتاريخ مجموعتنا الشمسية»، وفق ما أكد رئيس «ناسا» بيل نيلسون.
وقالت العالمة في «ناسا» إيمي سايمون، للوكالة، إن «وصول هذه العيّنة أمر تاريخي حقاً»، مضيفة: «ستكون هذه أكبر عيّنة ننقلها إلى الأرض منذ الصخور القمرية»، ضمن برنامج «أبولو» الذي انتهى في عام 1972.
والموقع الذي هبطت فيه العينة بطول 58 كيلومتراً، وعرض 14.
TOUCHDOWN! The #OSIRISREx sample capsule landed at the Utah Test and Training Range at 10:52am ET (1452 UTC) after a 3.86-billion mile journey. This marks the US's first sample return mission of its kind and will open a time capsule to the beginnings of our solar system. pic.twitter.com/N8fun14Plt
— NASA (@NASA) September 24, 2023
وقبل نحو 4 ساعات من موعد الهبوط، أطلق المسبار «أوسايرس-ريكس» الكبسولة التي تحتوي على العينة على بُعد أكثر من 100 ألف كيلومتر من الأرض (نحو ثلث المسافة الفاصلة بين القمر والأرض).
وخلال الدقائق الثلاث عشرة الأخيرة، عبرت الكبسولة الغلاف الجوي، ودخلته بسرعة تزيد عن 44 ألف كيلومتر في الساعة، مع حرارة تصل إلى 2700 درجة مئوية. أما المسبار فقد انطلق في رحلة إلى كويكب آخر.
After a journey of nearly 3.9 billion miles, the #OSIRISREx asteroid sample return capsule is back on Earth. Teams perform the initial safety assessment—the first persons to come into contact with this hardware since it was on the other side of the solar system. pic.twitter.com/KVDWiovago
— NASA (@NASA) September 24, 2023
وينبغي تعريض الكبسولة إلى رمال الصحراء الأميركية لأقصر فترة ممكنة؛ وذلك لتجنب أي تلوث للعينة يمكن أن يشوّه التحليلات اللاحقة.
ومن المقرر نقل العينة غداً إلى «مركز جونسون للفضاء» في هيوستن بولاية تكساس، حيث سيُفتح الصندوق، في غرفة أخرى مُحكمة الإغلاق، في عملية ستستغرق أياماً.
وتنوي «ناسا» عقد مؤتمر صحافي، في 11 أكتوبر (تشرين الأول)؛ للكشف عن النتائج الأولية.
وسيصار إلى الاحتفاظ بالقسم الأكبر من العينة للدراسة على يد أجيال مستقبلية. وسيُستخدم نحو 25 في المائة منها على الفور لإجراء تجارب، كما سيشارَك جزء صغير مع اليابان وكندا، وهما شريكتان في المشروع.
وقدمت اليابان، لوكالة «ناسا»، بعض الحبيبات من الكويكب «ريوغو»، والتي أحضرت 5.4 غرام منها في عام 2020، خلال مهمة المركبة «هايابوسا-2». وفي عام 2010، جمعت اليابان كمية مجهرية من كويكب آخر.
وقالت إيمي سايمون إن عينة «بينو» هذه المرة: «أكبر بكثير، لذا سنكون قادرين على إجراء مزيد من التحليلات».
The #OSIRISREx spacecraft has released the capsule containing a piece of asteroid Bennu. The capsule will plummet through space for four hours, enter the atmosphere over California and land about 13 minutes later in Utah. https://t.co/lK5QmILjtj pic.twitter.com/gECoNC1sHU
— NASA Solar System (@NASASolarSystem) September 24, 2023
وقال كبير علماء المهمة في جامعة أريزونا، دانتي لوريتا، إن «بينو» غني بالكربون، والعيّنة التي أُحضرت «قد تمثل بذور الحياة التي حملتها هذه الكويكبات في بداية كوكبنا، والتي أدت إلى هذا المحيط الحيوي المذهل».
ويدور بينو، الذي يبلغ قُطره 500 متر، حول الشمس، ويقترب من الأرض كل 6 سنوات.
وثمة خطر ضئيل (نسبته واحد من 2700) أن يصطدم بالأرض سنة 2182، وهو ما قد يُحدث تأثيراً كارثياً. وقد يكون توفير مزيد من المعطيات عن تكوينه مفيداً. وفي العام الفائت، تمكنت «ناسا» من حَرف كويكب عن مساره من خلال اصطدام مركبة به.