مختبر محمول للتمييز بين «كوفيد - 19» والإنفلونزا

طوره فريق بحثي بجامعة تكساس الأميركية

صورة متخيّلة لفيروس كورونا المستجد في مجرى الدم
صورة متخيّلة لفيروس كورونا المستجد في مجرى الدم
TT

مختبر محمول للتمييز بين «كوفيد - 19» والإنفلونزا

صورة متخيّلة لفيروس كورونا المستجد في مجرى الدم
صورة متخيّلة لفيروس كورونا المستجد في مجرى الدم

بعد دخول وباء كورونا المستجد، المسبب لمرض «كوفيد - 19»، عامه الرابع، لا يزال الاختبار الدقيق للفيروس المسبب له يمثل تحديا، لأن الفيروس تحور بمرور الوقت، وأصبح أكثر عدوى مع أعراض يصعب تمييزها عن الأمراض الأخرى.

تشخيص مطور

ويسعى جهاز تشخيص جديد يمكنه التفريق بين كوفيد - 19 والإنفلونزا، طوره باحثون في جامعة تكساس الأميركية، إلى حل هذه المشكلة مع توفير خيارات رعاية أفضل وأكثر قابلية للنقل للأشخاص الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى المراكز الطبية. وتم الإعلان عن هذا الإنجاز في العدد الأخير من دورية «أبلايد فيزيكس ريفيو Applied Physics Review».

يقول راي تشين، أستاذ الهندسة الحاسوبية والكهربائية بجامعة تكساس، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في يونيو (حزيران) الماضي: «رغم أن (كوفيد - 19) ليس في قمة اهتمامات معظمنا كما هو الحال في عام 2020، فإن ظهور متغيرات جديدة جعل من الصعب بشكل متزايد التمييز بينه وبين الأمراض المعدية الأخرى ذات الأعراض المماثلة، مثل نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية، ويعد الكشف عن (كوفيد - 19) في الوقت المناسب أمرا ضروريا لتلقي المرضى العلاج وللحد من انتشار الوباء».

وتعتمد تقنية الاختبار الجديدة «مختبر على رقاقة lab - on - a - chip» على منصة قائمة على الرقاقة الضوئية، ظل تشين وفريقه يطورونها منذ عدة سنوات، والهدف هو توفير تشخيصات ذات جودة مختبرية، مع تقليص حجمها إلى حجم محمول حتى تتمكن من الوصول إلى الأشخاص في المناطق المعزولة.

في النهاية، يهدف الباحثون إلى استخدام هذه المنصة المحمولة لاختبار عشرات الأمراض المختلفة في عينة واحدة، بما في ذلك كوفيد - 19 والإنفلونزا وفيروسات كورونا الأخرى وحتى بعض أنواع السرطان.

منصة استشعار بيولوجي

يقول تشين إن «احتمال بقاء (كوفيد - 19) جزءا من الحياة على المدى الطويل، ليتحول للحالة المستوطنة، يؤكد الحاجة الملحة للاختبار السريع والتفرقة بين الإصابات ذات الأعراض المماثلة، وتوفر منصة الاستشعار البيولوجي الخاصة بنا حلا واعدا للتغلب على التحدي وتعزيز تطوير أدوات تشخيص محسنة لنقاط الرعاية».

واليوم، فإن المعيار الذهبي لاختبار كوفيد - 19 هو اختبارات (بي سي آر)، وهذه هي الخطوة التالية من الاختبارات المنزلية التي يمكن العثور عليها في متاجر الأدوية في جميع أنحاء البلاد. وهذه الاختبارات دقيقة للغاية في اكتشاف الفيروس، حتى بتركيزات صغيرة في المراحل المبكرة من المرض، ومع ذلك، فإنها تتطلب مختبرات كبيرة ومعدات باهظة الثمن وأفرادا طبيين مدربين للعمل.

في السنوات الأخيرة، طورت عدة مجموعات بحثية أخرى حلول اختبارات بديلة، لكن العديد منها لم تكن لديها حساسية كافية لاكتشاف الفيروس في المراحل المبكرة أو عندما يكون تركيزه منخفضا في العينة. يقول تشين «منصة الاختبار الجديدة تتغلب على هذا التحدي، فبالإضافة إلى قدرتها على التفريق بين الأمراض، فهي تتميز بشريحة موائع جزيئية مزدوجة على شكل (y)، والتي يمكنها اختبار عينات متعددة في نفس الوقت، وحامل مطبوع ثلاثي الأبعاد وعبوة متخصصة».

والمنصة ذات طبيعة خفيفة، وهي تستخدم رنانات ذات حلقات صغيرة ذات طول موجي جزئي تتكون من سلسلة من الأعمدة ذات فترة أصغر من الطول الموجي التشغيلي ولها منطقة استشعار كبيرة، مما يسهل اكتشاف العينات عند التركيز المنخفض.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

مسبار قمري يهبط بنجاح على القمر وحالته غير معروفة

لقطة من بث حي لمحاكاة هبوط المركبة «أثينا» على القمر
لقطة من بث حي لمحاكاة هبوط المركبة «أثينا» على القمر
TT

مسبار قمري يهبط بنجاح على القمر وحالته غير معروفة

لقطة من بث حي لمحاكاة هبوط المركبة «أثينا» على القمر
لقطة من بث حي لمحاكاة هبوط المركبة «أثينا» على القمر

هبط مسبار قمري مملوك للقطاع الخاص بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، الخميس، ولكن بعد مرور دقائق لم يتمكن مراقبو الرحلة من تأكيد حالته، أو ما إذا كان قد هبط في وضع مستقيم.

في المرة الأخيرة التي أرسلت فيها شركة «إنتويتيف ماشينز» مركبة فضائية على سطح القمر، قبل عام، هبطت على جانبها، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وهبطت «أثينا» أحدث مركبات تابعة للشركة على القمر كما هو مخطط لها، حاملة حفاراً جليدياً وطائرة من دون طيار، ومركبتين متجولتين.

وبدا أن الهبوط الذي استغرق ساعة من الزمن سار على ما يرام، ولكن استغرق الأمر بعض الوقت حتى أكدت وحدة التحكم في المهمة الهبوط.

وقال مدير المهمة والمؤسس المشارك تيم كرين: «يبدو أننا هبطنا، ونعمل على تقييم اتجاهنا بالضبط على السطح».

وأضاف مسؤولو المهمة أن «أثينا» كانت تتواصل مع أجهزة التحكم وتولد الطاقة الشمسية، ولكن بعد 20 دقيقة من الهبوط، لم يتمكن كرين من تأكيد ما إذا كان كل شيء على ما يرام مع المسبار.

وقد أنهت وكالة «ناسا» و«إنتويتيف ماشينز» بشكل مفاجئ بثهما المباشر على شبكة الإنترنت، ووعدتا بمزيد من التحديثات في مؤتمر صحافي في وقت لاحق.

وقد أعادت شركة «إنتويتيف ماشينز» العام الماضي الولايات المتحدة إلى القمر على الرغم من انقلاب مسبارها على جانبه.

وأصبحت شركة أميركية أخرى هي «فايرفلاي إيروسبيس»، يوم الأحد، أول شركة أميركية أخرى تحقق نجاحاً كاملاً بمركبة الهبوط التجارية على سطح القمر. وقد جمعت بالفعل عينات من تربة القمر لتحليلها.