نظارات ذكية قادرة على قراءة حركة الشفاه

تتعرف على 31 حرفاً و10 أرقام

نظارات ذكية قادرة على قراءة حركة الشفاه
TT

نظارات ذكية قادرة على قراءة حركة الشفاه

نظارات ذكية قادرة على قراءة حركة الشفاه

في معظم حالات قراءة حركة الشفاه، تعتمد التجارب على شخص يقرأ حركة شفتي شخصٍ آخر، أو في حالة برامج قراءة الشفتين كـ«ليب نت» LipNet و«ليوبوا» Liopa، يتولّى الذكاء الصناعي قراءة شفتي كائنٍ بشري بواسطة تطبيق هاتفي.

ولكنّ مختبر «وسائط الكومبيوتر الذكية للتفاعلات المستقبلية» التّابع لجامعة كورنيل يخوض اليوم نوعاً مختلفاً من التجارب في هذا المجال.

نظارة ذكية

طوّر فريقٌ من الباحثين نظاماً للتعرّف على الكلام لقراءة الشفتين قادراً على تعريف 31 كلمة باللغة الإنجليزية. ولكنّ النظام الذي يحمل اسم «إيكو سبيتش» EchoSpeech، يأتي على شكل نظارات تقليدية وليس تطبيقاً هاتفياً. تفيد ورقة بحثية جديدة بأنّ النظارة (التي يمكن شراؤها من دون وصفة طبية) تستطيع قراءة شفتي المستخدم نفسه ومساعدة الأشخاص العاجزين عن الكلام على أداء مهام أساسية كفتح قفل الهاتف أو توجيه أي أمرٍ لمساعد «سيري» دون إصدار صوت. قد يبدو لكم الأمر أشبه بالتحريك العقلي ولكنّ هذه النظّارة المجهّزة بميكروفونين، ومكبرين للصوت، وجهاز ضبط مصغّر، تعتمد في الحقيقة على السونار (تقنية انتشار الصوت).

يستخدم حوالي ألف نوعٍ حيّ السونار للصيد والاستمرار على قيد الحياة، ولعلّ الحيتان هي أشهر هذه الأنواع، كونها قادرة على إرسال نبضات صوتية تثب من جسمٍ إلى آخر في المياه، ومن ثمّ ترتدّ إلى الحوت ليستطيع معالجة هذه الأصداء وتكوين صورة عقلية للبيئة المحيطة وأحجام الأجسام التي تتحرّك فيها والمسافات التي تفصله عنها.

تعمل نظاّرات «إيكو سبيتش» بطريقة مشابهة باستثناء أنّ نظامها لا يركّز على المسافة بل يتابع حركة الموجات الصوتية (غير المسموعة بالأذن البشرية) في الوجه وكيف تظهر في مختلف أجزائه. يتلخّص عمل النظارة بأربع خطوات أساسية.

في الأولى، تصدر المكبرات الصوتية الصغيرة (المثبّتة في جهة واحدة من النظارة) الموجات الصوتية. ومع تحريك المرتدي لشفتيه للفظ كلمات مختلفة، تتنقل الموجات الصوتية في أنحاء وجهه وتظهر على «مفاصل» مختلفة كالشفتين، والفكّ، والخدّين. بعدها، تلتقط الميكروفونات (المثبّتة في الجهة الأخرى من النظارة) هذه الموجات الصوتية، ومن ثمّ يعالج جهاز الضبط المصغّر هذه الموجات مجتمعة بمساعدة أي جهاز متزاوج مع النظارة.

قراءة الشفاه

ولكن كيف يعرف النظام أنّه عليه تعيين كلمة محدّدة لحركة وجه معيّنة؟ هنا، استخدم الباحثون نوعاً من الذكاء الصناعي يُعرف بخوارزمية التعلّم العميق التي تلقّن الكومبيوتر معالجة البيانات على طريقة الدماغ البشري. يقول رويدونغ زانغ، الباحث الرئيسي في الدراسة: «البشر أذكياء. إذا درّبتم أنفسكم بالدرجة الكافية، يمكنكم النظر إلى فم أي شخص وفهم محتوى كلامه دون سماع أي صوت».

استخدم الفريق البحثي مقاربة مشابهة، ولكن بدل الاعتماد على كائن بشري آخر لفهم محتوى الخطاب، اعتمد الباحثون على نموذج ذكاء صناعي مدرّب سابقاً على التعرّف على بعض الكلمات ومطابقتها لـ«ملفّ الصدى» في وجه أحدهم. لتدريب الذكاء الصناعي، طلب الفريق من 24 شخصاً تكرار مجموعة من الكلمات أثناء ارتداء النظارة أكثر من مرّة غير متتالية.

تعمل «إيكو سبيتش» حتّى اليوم بمفردات طفلٍ صغير وتستطيع التعرّف على 10 أرقام، وفهم الاتجاهات كـ«فوق» و«تحت» و«يسار» و«يمين»، التي يمكن استخدامها، بحسب زانغ، لرسم خطوط في برنامج كومبيوتر مساعد. علاوة على ذلك، تستطيع النظارة تشغيل مساعدين صوتيين كأليكسا، وغوغل، وسيري، أو الاتصال بأجهزة أخرى تعمل بالبلوتوث.

في اختبار أخير زاوج خلاله الفريق النظام مع جهاز آيباد، حقّقت النظارة دقّة بنسبة 95 في المائة، ولكنّها لا تزال تحتاج إلى المزيد من العمل لتحسين سهولة استخدامها. تحتاج «إيكو سبيتش» حالياً إلى التدريب في كلّ مرّة يرتديها شخصٌ مختلف، الأمر الذي قد يؤدي إلى إبطاء التقدّم بالتزامن مع تطوير النظام. ولكنّ الفريق يعتقد أنّ اتساع قاعدة المستخدمين إلى درجة كافية سيمكّن النموذج أخيراً من جمع بيانات أكثر، وتعلّم المزيد من أنماط الخطاب، وتطبيقها على الجميع.

يقول زانغ أخيراً إنّ عمل النظام بـ100 أو 200 مصطلح يجب ألّا يشكّل تحدّياً مع الذكاء الصناعي المتوفر حالياً، ولكنّ التوسّع بالمصطلحات سيحتاج إلى نموذج ذكاء صناعي أكثر تقدّماً، ما قد يشكّل ثقلاً على الأبحاث الحالية في مجال التعرّف على الخطاب.

*«فاست كومباني»

- خدمات تريبيون ميديا


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني
TT

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني

صمم نظام ذكاء اصطناعي جديد توربين رياح لأول مرة في التاريخ، وفقاً لمطوره.

نظام ذكاء هندسي ثوري

وأعلنت شركة «EvoPhase» البريطانية أن الذكاء الاصطناعي الخاص بها تخلى عن جميع القواعد الراسخة في هندسة مثل هذه الأجهزة. وبناءً على اختباراتها، فإن اختراعها أكثر كفاءة بسبع مرات من التصميمات الحالية.

تتكون «شفرة برمنغهام» The Birmingham Blade -كما تسمي الشركة التوربين- من ست أذرع موازية للأرض متصلة بمحور عمودي مركزي. وتحتوي كل ذراع على شفرة رأسية، وسطح به موجتان تغيران زاوية هجومهما عبر ارتفاعها وطولها.

لعمل مع سرعات رياح منخفضة

يتم تحسين توربينات الرياح التقليدية لسرعات رياح تبلغ نحو 33 قدماً في الثانية. في المقابل، تم تصميم «الشفرة» لسرعات الرياح المتوسطة المنخفضة النموذجية للمناطق الحضرية مثل برمنغهام، والتي تبلغ نحو 12 قدماً في الثانية. هذا يزيد قليلاً عن ثمانية أميال (13كلم تقريباً) في الساعة.

وتم تحسين التصميم للعمل بين المباني الشاهقة التي تنتج أنماط اضطراب تؤثر على فاعلية تصميمات التوربينات الحضرية الأخرى. وإذا ثبت أن هذا صحيح، فقد يفتح التصميم الباب أمام إنتاج كهرباء غير محدود في المباني المكتبية والسكنية بتكلفة تكاد تكون معدومة.

يقول ليونارد نيكوسان، كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة، في بيان صحافي: «كان استخدام الذكاء الاصطناعي ضرورياً للتحرر من التحيزات طويلة الأمد التي أثرت على تصميمات التوربينات خلال القرن الماضي. سمح لنا الذكاء الاصطناعي باستكشاف إمكانيات التصميم خارج نطاق التجارب البشرية التقليدية».

وفقاً لنيكوسان، تمكن المصممون من «توليد واختبار وتحسين أكثر من 2000 تصميم لتوربينات الرياح في غضون أسابيع قليلة، ما أدى إلى تسريع عملية التطوير لدينا بشكل كبير وتحقيق ما كان يستغرق سنوات وملايين الجنيهات من خلال الطرق التقليدية».

سحر «التصميم التطوري»

«التصميم التطوري الموجه بالذكاء الاصطناعي» هو منهجية تقوم على نفس فكرة الانتقاء الطبيعي. تبدأ العملية بتوليد آلاف المتغيرات التصميمية التي يتم تقييمها وفقاً لوظيفة «البقاء للأفضل»، والتي تحدد مدى نجاح كل متغير في تلبية أهداف المشروع. ويختار الذكاء الاصطناعي أفضل البدائل لاستخدامها أساساً لتكرارات جديدة، وإعادة الجمع بين الميزات وتنويعها لتطوير إصدارات محسنة.

تتكرر هذه الخطوات حتى يصل الذكاء الاصطناعي إلى حل يحقق تحسين جميع العلامات المهمة مثل الكفاءة الديناميكية الهوائية، والاستقرار الهيكلي، والوزن، أو الاكتناز.

تقول الشركة إن عمليتها تتجنب التحيزات البشرية الموجودة في الهندسة التقليدية. بطبيعتها، تكون الهندسة التقليدية محدودة بالأفكار والمعرفة السابقة.

من ناحية أخرى، يستكشف الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من الاحتمالات دون القيود في العقل البشري. عندما تجمع بين جيل الذكاء الاصطناعي والتكرار التطوري، يمكن أن يؤدي هذا إلى نتائج مبتكرة تتحدى غالباً الفطرة السليمة ولكنها لا تزال تعمل.

إن نهج التصميم التطوري هذا ليس جديداً تماماً، إذ استخدمت صناعة الطيران والفضاء برامج بهذه القدرات لسنوات. ومثلاً استخدمت شركة «إيرباص»، بالتعاون مع شركة «أوتوديسك»، عملية مماثلة لتصميم حاجز مقصورة خفيف الوزن للغاية لطائراتها من طراز A320وظهرت النتيجة مستوحاة من هياكل العظام الطبيعية، ما أدى إلى انخفاض الوزن بنسبة 45 في المائة مقارنة بالهياكل المماثلة المصممة بالطرق التقليدية.

كما طبقت شركة «جنرال إلكتريك» الخوارزميات التطورية في إعادة تصميم حامل محرك نفاث جديد، مما أدى إلى انخفاض وزن القطعة بنسبة 80 في المائة. وتستخدم وكالة «ناسا» أيضاً هذه التقنية منذ سنوات، ففي عام 2006 استخدمت الوكالة خوارزمية تطورية لتصميم «هوائي متطور».

نجاح توربين «برمنغهام بليد»

لقد طبق فريق المصممين بقيادة الدكتور كيت ويندوز - يول من جامعة برمنغهام هذه العملية التطورية لحل مشكلة تكافح العديد من تصميمات التوربينات لمعالجتها: كيفية العمل بكفاءة في البيئات الحضرية، حيث تكون الرياح أبطأ وأكثر اضطراباً بسبب المباني.

ويقول نيكوسان: «كنا بحاجة إلى توربين يمكنه التقاط سرعات الرياح المنخفضة نسبياً في برمنغهام مع إدارة الاضطرابات الناجمة عن المباني المحيطة. وكان لا بد أن يكون التصميم أيضاً مضغوطاً وخفيف الوزن ليناسب التركيبات على الأسطح».

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»