فراشات جديدة تستوحي اسمها من «ملك الخواتم»

 3 أرباع جميع أنواع الفراشات في انحسار(غيتي)
3 أرباع جميع أنواع الفراشات في انحسار(غيتي)
TT

فراشات جديدة تستوحي اسمها من «ملك الخواتم»

 3 أرباع جميع أنواع الفراشات في انحسار(غيتي)
3 أرباع جميع أنواع الفراشات في انحسار(غيتي)

كشف باحثون النقاب عن جنس جديد من الفراشات يتميز بأجنحة برتقالية لافتة ونقطتين سوداوين حول العينين، حسب موقع (إسكاي نيوز). وبفضل مظهره المميز، أطلق فريق الباحثين الدولي الذي وقع على هذا الكشف على الجنس الجديد اسم «ساورونا»، تيمناً باسم ساورون، ملك موردور الشرير، الذي خلقت عيناه الناريتان الثاقبتان اللتان تريان كل شيء حالة من الرعب في القصة.

من جانبه، وصف العالم «جي.آر.آر.تولكين» اسم الفراشات الجديدة بأنه مثير للاهتمام. وقال: «تبدو العينان وكأنهما محاطتان بالنار، لكنهما لامعتان وصفراوان مثل عيون القطط، وبدتا متيقظتين وقويتين، وهناك شق أسود في بؤبؤ العين يفتح نافذة على لا شيء».

ويتألف الجنس الجديد من الفراشات من نوعين: ساورونا تريانغولا وساورونا أوريغيرا.

فراشة تتميز بأجنحة برتقالية لافتة (متحف التاريخ الطبيعي)

وبدا شكل الجنس الجديد من الفراشات مميزاً للغاية بفضل علامات يحملها تشبه العينين تتميز باللون البرتقالي الزاهي والأسود القاتم، وإن كان من غير المحتمل أن تثير هذه العيون القدر ذاته من الرعب الذي تثيره عيون زعيم موردور المتوحش. وتتسم هذه العلامات بضآلة حجمها، حتى بالقياس إلى معايير الفراشات. ويؤكد العلماء أن اكتشاف هذا الجنس الجديد وتسميته يشكلان حدثاً علمياً مهماً.

وفي هذا الصدد، أوضحت بلانكا هويرتاس، من «متحف التاريخ الطبيعي» بلندن، أن «الفراشات تجابه ضغوطاً هائلة تتمثل في فقدانها موائلها الطبيعية، ونحن بحاجة ماسة لتحديد ودراسة أنواع جديدة منها قبل أن ينفد الوقت. ومن خلال إطلاق أسماء غير مألوفة عليها، يمكن أن نجذب الانتباه لما يحدث للفراشات، التي تواجه مشكلات حقيقية في عالمنا اليوم».

وتكشف الأرقام داخل المملكة المتحدة أن ثلاثة أرباع جميع أنواع الفراشات في انحسار في الوقت الحاضر، في الوقت الذي تواجه فيه الفراشات تهديدات مشابهة عبر مختلف أرجاء العالم جراء التدمير واسع النطاق لموائلها الطبيعية، واستخدام المبيدات الحشرية وتسارع وتيرة التغيرات المناخية.

جدير بالذكر أن هويرتاس عضو بمجموعة دولية من الباحثين قضت أكثر من 10 سنوات في تعقب الأجناس الجديدة من الفراشات. ومن بين العلماء الآخرين المشاركين بالمشروع، باحثون من جامعة هارفارد ومتحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي.

واستغرق هذا المشروع العالمي أكثر من عقد حتى يكتمل، وجرى في إطاره تقييم أكثر من 400 نوع من الفراشات باستخدام تحليل حمض نووي متطور وتقنيات أخرى. وقد مكن ذلك العلماء من الوصول إلى فهم جديد للفراشات.

حتى الآن، جرى اكتشاف نوعين فقط من فراشات جنس «ساورونا». ومع ذلك، ثمة اعتقاد بأن البرية لا تزال تحوي الكثير للغاية من الأنواع غير المكتشفة بعد.

عن ذلك، قالت هويرتاس: «بصورة أساسية، يفيد إطلاق أسماء شخصيات خيالية شهيرة على الفراشات في إثارة اهتمام الناس بها، وهذا أمر مهم للحفاظ عليها».



الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي
TT

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

لطالما كان مجال طب الأسنان العدلي أو الجنائي ميداناً حيوياً في علم الطب الشرعي، إذ يقدم الأدلة الأساسية التي تساعد في كشف الجرائم وحل الألغاز القانونية.

الأسنان لتحديد الهوية

وتجرى التحقيقات الجنائية لحل الألغاز القانونية من خلال:

> تحديد الهوية: يتم استخدام الأسنان وبصمات الأسنان لتحديد هوية الأفراد في حالات الكوارث الطبيعية، الحوادث، أو الجرائم، خصوصاً عندما تكون الجثث مشوهة أو متحللة.

> تحليل علامات العضّ: يساعد تحليل علامات العض الموجودة على الأجساد أو الأشياء في تحديد الجناة أو الضحايا من خلال مقارنة العلامات مع أسنان المشتبه بهم.

> تقييم العمر: يمكن لطب الأسنان الجنائي تقدير عمر الأفراد بناءً على تطور الأسنان وتركيبها، مما يساعد في قضايا مثل الهجرة غير الشرعية وحالات الاستغلال للأطفال.

> فحص الجثث المجهولة: يتم استخدام تقنيات طب الأسنان لفحص الجثث المجهولة والتعرف عليها من خلال السجلات الطبية للأسنان.

> الأدلة الفموية: يمكن للأدلة المستخرجة من الفم والأسنان أن توفر معلومات حول نمط حياة الأفراد، مثل النظام الغذائي والعادات الصحية، التي قد تكون ذات صلة بالقضايا الجنائية.

> الكشف عن التزوير والتزييف: يمكن تحليل التركيبات السنية والأسنان المزيفة لتحديد التزوير والتزييف في الأدلة الجنائية.

> التشخيص المسبق: يستخدم طب الأسنان العدلي في تشخيص الإصابات الفموية وتحليلها لتحديد ما إذا كانت ناتجة عن أعمال جنائية أو غيرها.

دور الذكاء الاصطناعي

ومع التقدم السريع في التكنولوجيا، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايداً في تعزيز هذا المجال وجعله أكثر دقة وفاعلية. وسنستعرض كيف يغير الذكاء الاصطناعي ملامح طب الأسنان العدلي ودوره المحوري في تحسين عملية التشخيص وتقديم الأدلة الجنائية.

> الذكاء الاصطناعي في تحليل الأدلة، يتيح الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة بسرعة ودقة، وهو ما كان يستغرق أياماً أو حتى أسابيع لفرق من الأطباء والمختصين. أما الآن، فباستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن تحليل الصور الفموية والأشعة السينية وتحديد الهوية من خلال بصمات الأسنان بوقت قياسي قد لا يتجاوز الساعة.

> التشخيص الدقيق، يسهم الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى الدقة في التشخيص من خلال تحليل البيانات الفموية مثل تحديد هوية العضات والعمر والجنس للضحايا من خلال الأسنان وعظم الفك وتحديد الأنماط غير المرئية بالعين المجردة. ويساعد هذا الأطباء في تمييز الحالات العادية من الحالات الحرجة التي قد تكون ذات صلة بالجرائم أو الحوادث.

> تحديد الهوية، يُعد تحديد الهوية من خلال الأسنان من أهم تطبيقات طب الأسنان العدلي، خصوصاً في حالات الكوارث أو الجثث غير معروفة الهوية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن مقارنة البيانات الفموية بسرعة مع قواعد بيانات السجلات الطبية الرقمية، مما يسهل عملية التعرف على الضحايا بدقة عالية. كما مكنت خوارزميات الذكاء الاصطناعي من إعادة بناء الوجه بعد حوادث الغرق أو الحريق أو الطائرات لسهولة التعرف على الضحايا.

ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، نتوقع أن يصبح طب الأسنان العدلي أكثر تطوراً وفاعلية، فالذكاء الاصطناعي لا يقلل من الوقت والجهد فحسب، بل يساهم أيضاً في تقليل الأخطاء البشرية وتحقيق نتائج أكثر دقة ومصداقية. بفضل التعاون بين الخبراء في مجالات التكنولوجيا والطب الشرعي، يتم تطوير تطبيقات جديدة لتحديد العمر والجنس وحتى الأصل العرقي بناءً على تحليل الأسنان.

وعلى الرغم من الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان العدلي، هناك تحديات يجب التغلب عليها. ومن بين هذه التحديات ضرورة تحسين دقة الخوارزميات وتجنب التحيزات التي قد تؤثر على النتائج. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة لضمان الخصوصية وحماية البيانات الشخصية للمرضى.

وتنفيذ الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في طب الأسنان العدلي، يجب على المؤسسات التعليمية توفير التدريب اللازم للأطباء والمختصين في هذا المجال. يشمل ذلك تعليمهم كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية الجديدة، وفهم كيفية تفسير النتائج التي تنتج عن الخوارزميات الذكية.

وتبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا السياق بوضوح أهمية التقنية في تحسين حياتنا وجعل مجتمعاتنا أكثر أماناً وعدالةً.