في خطوةٍ محورية من شأنها تسريع قدرات المملكة في مجال التصنيع المتقدّم، وتطوير التطبيقات، والهندسة العكسية، وقّعت «الشركة السعودية للكهرباء» (SEC) اتفاقيةً للانضمام إلى «الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية» (دُسر)، وشركة «ثري دي سيستمز» (3D Systems) الرائدة عالميّاً في حلول التصنيع، باعتبار أنها مستثمر استراتيجي في الشركة الوطنية الابتكارية الصناعية (نامي).
وتعزّز هذه الخطوة مكانة «نامي» باعتبار أنها قائد وطني في مجال التصنيع. فمنذ تأسيسها، تشكّلت «نامي» برؤيةٍ استراتيجية من مساهميها المؤسّسين لقيادة التحوّل الصناعي عبر تقنيات التصنيع بالإضافة في مختلف القطاعات داخل المملكة، من خلال توطين التقنيات المتقدّمة، ونقل المعرفة، بما يرسّخ مكانتها لتكون قوة صناعية حديثة.
وتقود «نامي» تبنّي تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاعات حيوية مثل الطاقة، والطيران والدفاع، والسيارات، والسلع الاستهلاكية، والصناعات الطبية، مقدّمةً حلولاً متطوّرة تلبي احتياجات الصناعة الوطنية.
وخلال الأعوام الماضية، طوّرت «نامي» قدرات ابتكارية لتقديم حلولٍ متكاملة في المملكة تشمل الطباعة المتقدّمة بالبوليمرات والمعادن، مدعومةً بفريقٍ متخصص في هندسة التطبيقات لخدمة قاعدة عملائها المتنامية محليّاً.
ومنذ انطلاقتها عام 2022، أنشأت «نامي» مركزاً متكاملاً للتطبيقات وتصنيع المكوّنات في منطقة الرياض، مجهّزاً بأحدث أنظمة الطباعة ثلاثية الأبعاد من شركة «3D Systems»، من أبرزها: DMP Factory 500 وDMP Flex 350 Dual للمكوّنات المعدنية، وSLS 380 وFigure 4 وSLA 750 لمنتجات البوليمر، والتي سيُوظّف جزءٌ منها لدعم التعاون مع «الشركة السعودية للكهرباء»، وغيرها من العملاء الصناعيين في المملكة.
وتُسهم هذه الحلول في تصنيع مكوّنات عالية الأداء، منها مراوح المحرّكات، والمبادلات الحرارية، وشفرات المضخّات، وحارقات الوقود، مع تقليل الحاجة إلى المخزون المادي لدى «السعودية للكهرباء».
ويعكس استثمار «السعودية للكهرباء» رؤيتها الاستراتيجية نحو رقمنة المخزون، وخفض تكاليف قطع الغيار، وتعزيز مرونة سلاسل الإمداد، بما يتماشى مع أهدافها في التحوّل الرقمي والتوطين.
ويُعد انضمام «الشركة السعودية للكهرباء» -باعتبار أنها مساهم استراتيجي- خطوةً تعزّز مصداقية «نامي» داخل قطاع الطاقة، وتدعم التزامها بخدمة قطاعاتٍ صناعية أخرى.
وبفضل الدعم المستمرّ من «دُسر» و«ثري دي سيستمز»، ومع انضمام «السعودية للكهرباء»، تحظى «نامي» بموقعٍ مثالي لتسريع نموّها، وترسيخ مكانتها لتصبح قائداً وطنياً في التصنيع.
وقال فيصل الطُبيّب، رئيس مجلس إدارة «نامي»: «ترسّخ هذه الشراكة مكانة (نامي) بوصفها شركة وطنية رائدة للتصنيع بالإضافة في المملكة، وتُسهم في تعزيز دورنا في خدمة الثورة الصناعية الرابعة عبر الابتكار والتحوّل الرقمي، تماشياً مع رؤية المملكة 2030».
وبعد إتمام الصفقة، ستطلق «نامي» عدّة مبادراتٍ استراتيجية، من أبرزها تطوير مخزونٍ رقمي شامل لقطع غيار «الشركة السعودية للكهرباء»، وبناء سلسلة إمدادٍ متكاملة للتصنيع بالإضافة تخدم قطاع الطاقة، وغيره من القطاعات، إلى جانب توسيع القدرات الإنتاجية، وتسريع رقمنة قطع الغيار بما يعزّز الكفاءة التشغيلية، ويدعم مسيرة الابتكار.
وأضاف المهندس محمد سويدان، الرئيس التنفيذي لشركة «نامي»: «نحن فخورون بانضمام (الشركة السعودية للكهرباء)؛ فثقتها في توجهاتنا الاستراتيجية تعكس الأهمية المتزايدة للتصنيع المتقدّم، والطباعة ثلاثية الأبعاد في تعزيز التوطين، ومرونة سلاسل الإمداد في قطاع الطاقة».
وفي إطار هذا الإنجاز، تمضي «نامي» بثقةٍ نحو المرحلة المقبلة لتحقيق أهدافها في تلبية الطلب المتزايد، مدعومةً بدعم «السعودية للكهرباء» الذي سيسهم في توسيع خدماتها. كما يعزّز هذا التعاون مكانة «نامي» في السوق، ويُبرز كفاءتها في دعم وتلبية احتياجات الجهات الصناعية الرائدة في قطاع الطاقة.
إضافةً إلى ذلك، تتعزّز منظومة الحوكمة في «نامي» عبر تبنّي السياسات والإجراءات المؤسسية الراسخة لدى «الشركة السعودية للكهرباء»، وهو ما يُسهم مباشرةً في تسريع نمو سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد في المملكة.
إن وجود طلبٍ مستمر من كيانٍ وطني رائد بحجم «السعودية للكهرباء» يُقلّل مخاطر الاستثمار في بنية الطباعة ثلاثية الأبعاد التحتية، ويحفّز تطوير سلاسل الإمداد المحلية، بما يبرهن على جدوى التصنيع بالإضافة على نطاقٍ صناعي واسع.
ومن المتوقّع أن يشجّع ذلك المزيد من الجهات الصناعية على استكشاف حلول الطباعة ثلاثية الأبعاد، بما يدعم الهدف الوطني الأشمل المتمثل في توطين الصناعات المتقدّمة، وبناء منظومةٍ صناعية أكثر مرونة.
وفي ضوء ما يحمله المستقبل من فرصٍ للنمو وتوسيع نطاق التصنيع بالإضافة في المملكة، ستبدأ «نامي» في دمج الرؤية الاستراتيجية لـ«الشركة السعودية للكهرباء» ضمن خريطة نموّها، مع التركيز على توسيع قدراتها الإنتاجية، وتطوير عروضها الخدمية عبر القطاعات الصناعية الرئيسة، من خلال قنوات تواصل أكثر فاعلية، وتسريع عمليات تطوير التطبيقات.

