نظّم بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن مؤتمره السنوي الرابع لبورصات دول مجلس التعاون الخليجي، بمشاركة واسعة من البورصات السبع الخليجية، وأكثر من 100 مؤسسة وشركة خليجية، إلى جانب أكثر من 300 مستثمر من كبرى المؤسسات والشركات العالمية.
ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات الجمركية والتوترات الاقتصادية العالمية، ما يدفع المستثمرين الدوليين إلى استكشاف أسواق بديلة وآمنة، وعلى رأسها منطقة الخليج، مدفوعة ببرامج الإصلاح الاقتصادي والنمو المتسارع في أسواق المال الإقليمية.
وقد شكّلت السعودية محور اهتمام رئيسياً خلال أعمال المؤتمر، خاصة في اليومين الأولين؛ حيث شارك في النقاشات عدد من المسؤولين السعوديين، أبرزهم المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار، ورائد الحميد، وكيل هيئة السوق المالية لمؤسسات السوق المالية؛ حيث ناقشوا آفاق الاستثمار والتحولات الاقتصادية الجارية في المملكة.
وسلّطت جلسات المؤتمر الضوء على نمو الاقتصاد السعودي غير النفطي؛ حيث سجّل الناتج المحلي الإجمالي نمواً بنسبة 3.4 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي، متجاوزاً التقديرات الأولية. وتركّزت النقاشات على تطوير قطاعي الخدمات والتصنيع، وتعزيز جهود تحرير البنية التحتية للسوق المالية.
وقال فارس الغانم، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة بنك «إتش إس بي سي» العربية السعودية: «النشاط المتزايد في الأسواق السعودية، سواء في القطاعات العامة أو الخاصة، يعكس الثقة المستمرة من المستثمرين بإمكانات المملكة على المدى الطويل، رغم تقلبات الاقتصاد العالمي».
من جهته، أوضح محمد الرميح، المدير التنفيذي لـ«تداول السعودية»، أن السوق السعودية تشهد تزايداً لافتاً في اهتمام المستثمرين الدوليين، بفضل برامج التحول الاقتصادي التي تُعزز الثقة والشفافية، وتوفر فرصاً استثمارية متنوعة في قطاعات متعددة.
وأشار محللو «إتش إس بي سي» إلى أن القيود السابقة، مثل الاعتماد على النفط أو ضعف السيولة، لم تعد عائقاً أمام تدفقات الاستثمار الأجنبي، مع تسارع الاكتتابات العامة الأولية، وفتح باب الملكية أمام المستثمرين الأجانب، ما يُعزز مكانة المملكة في مؤشرات الأسواق الناشئة.
وقد تصدّرت السعودية نشاط الإدراجات في الخليج خلال الربع الأول من العام، مع تسجيل 12 اكتتاباً عاماً أولياً بقطاعات متعددة، من بينها العقارات والرعاية الصحية والخدمات المالية وتجارة التجزئة، رغم التباطؤ العالمي في هذا المجال.
وأضاف الغانم: «قوة الموازنات العامة في دول الخليج، إلى جانب تطور منظومات أسواقها المالية، يجعل المنطقة مركز جذب لرؤوس الأموال الباحثة عن الاستقرار والنمو المستدام».
وفي تطور لافت، جمع بنك «إتش إس بي سي» هذا العام لأول مرة بين خبراء استراتيجيات الاقتصاد الكلي في الأسواق الناشئة وممثلي الشركات الخليجية، في خطوة تعكس تصاعد اهتمام المستثمرين العالميين بأسواق رأس المال الخليجية، مدفوعة بتوقعات نمو اقتصادي تتجاوز بكثير معدلات الأسواق الناشئة الأخرى.