تمثل الحرف اليدوية أحد أبرز رموز الهوية الثقافية للسعودية، حيث تعبّر عن عمق التاريخ وتنوّع الثقافات والمناطق الجغرافية.
وفي هذا الإطار، جاءت «حِرف السعودية»، المملوكة لهيئة التراث، لتكون واجهة حضارية تُبرز الحرف اليدوية السعودية محلياً ودولياً. وبفضل استراتيجيات مدروسة وشراكات نوعية. تسعى لتحويل هذه الحرف إلى منتجات تعكس الأصالة والحداثة، وتجعلها سفيراً ثقافياً للمملكة على مستوى العالم.
وأكد الرئيس التنفيذي لـ«حِرف السعودية»، إبراهيم الدليجان لـ«الشرق الأوسط»: «تركز (حِرف السعودية) على تطوير وتصميم منتجات حرفية ذات جودة تنافسية عالمية، حيث تجمع بين التجدد والحداثة مع الحفاظ على التراث العريق. وتنسجم هذه الرؤية مع أهداف (رؤية المملكة 2030) التي تسعى لتعزيز التراث الوطني وتطوير الصناعات الإبداعية، بما يعكس هوية المملكة الثقافية ويضعها في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال».
وأضاف الدليجان، نحن نمنح أولوية كبيرة لتطوير مهارات الحرفيين السعوديين بالتعاون مع المعهد الملكي للفنون التقليدية، حيث نتيح برامج متخصصة تضمن نقل المهارات للأجيال المقبلة. كما نحفز الابتكار بين الحرفيين بما يعزز جودة المنتجات وتنوعها، مما يسهم في استدامة هذا القطاع الحيوي.
وكشف الدليجان عن أن «حِرف السعودية» عملت على توقيع شراكات استراتيجية، كان أبرزها مذكرة التفاهم مع هيئة التراث في يونيو (حزيران) 2023، لتعزيز مكانة الحرف اليدوية محلياً ودولياً. كما أبرمت اتفاقيات مع جهات محلية ودولية تهدف إلى تطوير سلاسل الإمداد والبيع والتوزيع، ما يعزز من انتشار المنتجات الحرفية في الأسواق العالمية.
وتابع: «شاركنا في معارض دولية مرموقة، مثل معرض (بنان) ومعرض (أرتيجانو إن فييرا) في ميلان الإيطالية، حيث حظيت المنتجات الحرفية السعودية بإشادة واسعة لما تعكسه من تراث وإبداع في التصميم، ما زاد من الطلب العالمي عليها وأسهم في تعزيز مكانة المملكة الثقافية عالمياً».
وأضاف الدليجان أنهم يستعدون في «حِرف السعودية» لعام الحرف 2025 بإطلاق مبادرات تجارية وتسويقية جديدة تهدف إلى توسيع شبكة الحرفيين والمصممين السعوديين وتنظيم فعاليات محلية ودولية. كما وضنا خططاً لإطلاق شراكات جديدة مع جهات دولية لتعزيز مكانة الحرف اليدوية السعودية في الأسواق العالمية.
ولفت الدليجان إلى أنهم في حرف السعودية يركزون على إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات تعكس التنوع الثقافي لكل منطقة في المملكة، مثل الفخار، والسدو، والخوص، والخشب، والمجوهرات التقليدية. وتعد هذه المنتجات جسراً يربط بين التراث السعودي والأسواق العالمية، مما يعزز من حضورها الثقافي والاقتصادي.
إنه مع تنامي السياحة في المملكة، أصبحت المنتجات الحرفية جزءاً لا يتجزأ من التجربة السياحية، وخصوصاً في فعاليات كبرى مثل «موسم الرياض» و«موسم جدة». ونحن نسعى إلى ضمان أن تعكس هذه المنتجات الهوية الثقافية للمملكة، ما يضيف بُعدًا ثقافياً فريداً يعزز مكانتها بوصفها وجهة سياحية عالمية.
وختم الدليجان بقوله: «لا تقتصر (حِرف السعودية) على دعم الحرفيين فحسب، بل تسعى لتحويل الحرف اليدوية إلى صناعة متكاملة تواكب المعايير العالمية. وبفضل استراتيجياتها الطموحة وشراكاتها المتميزة، تواصل تعزيز التراث الثقافي، لتكون عنصراً فاعلاً في بناء مستقبل مشرق للحرف اليدوية السعودية».
وبهذه الرؤية، تواصل «حِرف السعودية» كتابة فصل جديد في تاريخ الحرف اليدوية، لتكون رمزاً للفخر الوطني وسفيراً للثقافة السعودية في جميع أنحاء العالم.