أعلنت هيئة المتاحف عن إطلاق حملة «نروي لك الغد» التي تهدف إلى تعزيز الوعي بدور المتاحف في حفظ التاريخ والتراث الثقافي، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشجيع الإبداع الفني. وتعكس الحملة الرؤية المستقبلية لهيئة المتاحف المتمحورة حول الابتكار والتجديد؛ إذ تشير عبارة: «نروي لك الغد» إلى دور المتاحف في تقديم تجربة تعليمية وتثقيفية تسهم في تشكيل فهمٍ أعمق للتاريخ والتراث، في حين تعزز الإبداع والابتكار لدى الأجيال القادمة.
ومن خلال «نروي لك الغد»، تدعو هيئة المتاحف الجمهور لاستكشاف الماضي كوسيلة لتشكيل مستقبل أكثر إشراقاً وإبداعاً، مع تسليط الضوء على التجارب الفريدة التي تقدمها المتاحف، مثل المعارض الفنية والبرامج التثقيفية التي تقدّم رحلة معرفية ملهمة لكافة فئات المجتمع.
وتتضمن الحملة محتوًى رقمياً يعرض قصة المتاحف العامة والمراكز الثقافية التي تشرف عليها الهيئة، ومنها: المتحف الوطني، ومتحف قصر المصمك، والمتحف السعودي للفن المعاصر في الرياض، ومتحف طارق عبد الحكيم في جدة، ومركز الدرعية لفنون المستقبل في الرياض. كما تُعرّف بالمشاريع المستقبلية التي ستثري المشهد الثقافي في المملكة، لا سيّما متحف الذهب الأسود في الرياض، ومتحف البحر الأحمر في جدة.
وفي إطار جهودها لحفظ التراث السعودي وتسليط الضوء على تنوّعه، أعلنت الهيئة عن تطوير متاحف إقليمية في 11 منطقة بالمملكة، وهي: القصيم، والجوف، وعسير، وتبوك، وحائل، ونجران، وعرعر، والدمّام، ومكّة المكرّمة، وجازان، والباحة. تحت شعار: «روايتنا السعودية»، ستعرض هذه المتاحف العناصر المختلفة التي تشكّل التاريخ والتراث والهوية السعودية، لِتَنسُج لوحة التنوع والثراء الثقافي للمملكة. وبالإضافة إلى عرض المقتنيات في مجموعة دائمة، ستنظّم هذه المتاحف معارض فنية مؤقتة وبرامج تعليمية وفعاليات ثقافية؛ ممّا سيجعل منها مراكز مجتمعية حيويّة تقدّم تجربة ملهمة للجميع.
وتأتي عبارة: «نروي لك الغد» لتعبّر عن التزام هيئة المتاحف بالاستدامة، من خلال توثيق وحفظ التراث الثقافي للأجيال المقبلة، من جهة، ومن خلال دمج الممارسات الصديقة للبيئة في عملية تصميم وتشغيل المتاحف، من جهة أخرى. علاوة على ذلك، تبرز العبارة الأهمية التي توليها هيئة المتاحف للمشاركة المجتمعية؛ إذ تدعو الجمهور ليكون جزءاً من الرواية، ولينخرط في رحلة استكشاف مستمرّة. فمن خلال الفعاليات الثقافية، تسهم المتاحف في بناء جسور بين الأفراد والمجتمعات، وتخلق مساحةً للتبادل المعرفي والحوار الثقافي.
وتؤكد الهيئة، بصفتها الجهة المسؤولة عن قطاع المتاحف في المملكة، التزامها بالحفاظ على التراث ودعم المشهد الإبداعي، وتطوير المتاحف وفق أفضل الممارسات الدولية لتقديم تجارب ملهمة، واستقطاب الزوار المحليين والدوليين، مع السعي إلى جعل الثقافة والمعرفة متاحتين للجميع.