فيصل بن فرحان يرأس وفد السعودية في «قمة العشرين»

نيابة عن ولي العهد

وزير الخارجية السعودي في حديث جانبي مع مسؤولي عدد من الدول خلال أعمال قمة دول مجموعة العشرين (واس)
وزير الخارجية السعودي في حديث جانبي مع مسؤولي عدد من الدول خلال أعمال قمة دول مجموعة العشرين (واس)
TT

فيصل بن فرحان يرأس وفد السعودية في «قمة العشرين»

وزير الخارجية السعودي في حديث جانبي مع مسؤولي عدد من الدول خلال أعمال قمة دول مجموعة العشرين (واس)
وزير الخارجية السعودي في حديث جانبي مع مسؤولي عدد من الدول خلال أعمال قمة دول مجموعة العشرين (واس)

ترأس الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي وفد بلاده المشارك في قمة دول مجموعة العشرين برئاسة البرازيل، التي انطلقت الاثنين وتستمر يومين وسط مشاركة دولية واسعة.

ونيابةً عن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وصل الأمير فيصل بن فرحان، إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، الأحد، لترؤس وفد السعودية المشارك في القمة، الذي يضم محمد الجدعان وزير المالية وعبد المحسن الخلف نائب وزير المالية (الشربا السعودي لدول مجموعة العشرين).

الأمير فيصل بن فرحان لدى ترؤسه وفد السعودية المشارك في قمة دول مجموعة العشرين (واس)

ويشارك وفد السعودية برئاسة وزير الخارجية في عدد من اجتماعات القمة، التي ستبحث المستجدات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية، وستتناول تعزيز العمل متعدد الأطراف لتحقيق الرخاء والازدهار العالميين.

وتمثل مجموعة العشرين الاقتصادية (الدول الصناعية وغيرها من الدول المؤثرة والفاعلة في الاقتصاديات العالمية) 90 في المائة من إجمالي الناتج القومي لدول العالم، و80 في المائة من حجم التجارة العالمية، إضافة إلى أنها تمثل ثلثي سكان العالم.

وتتولى البرازيل رئاسة المجموعة هذا العام خلفاً للهند، وتركّز على شعار «محاربة الجوع والفقر وانعدام المساواة»، وفق الموقع الرسمي للمجموعة.

الأمير فيصل بن فرحان لدى وصوله إلى مقر الاجتماع في ريو دي جانيرو البرازيلية (وزارة الخارجية السعودية)

ويتضمن جدول أعمال اليوم الأول من القمة، إطلاق التحالف العالمي ضد الجوع والفقر، وجلسة بعنوان «إصلاح الحوكمة العالمية». وفي اليوم الثاني من الحدث العالمي تعقد جلسة بعنوان «التنمية المستدامة وتحولات الطاقة»، إضافة إلى غداء رسمي ولقاءات ثنائية بين القادة، وستختتم الجلسة الختامية للقمة بحفل تسليم رئاسة مجموعة العشرين من البرازيل إلى جنوب أفريقيا.

وأكّد وزير المالية السعودي حرص بلاده من خلال عضويتها في مجموعة العشرين على دعم العمل المشترك متعدد الأطراف، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز استقرار الاقتصاد العالمي، والمساهمة بشكل فعّال في وضع حلول وسياسات للتحديات المشتركة، خصوصاً تلك التي تواجه البلدان النامية ومنخفضة الدخل.

وأوضح الوزير محمد الجدعان أن مشاركة السعودية في أعمال القمة تأتي ترسيخاً لمكانتها الإقليمية والدولية وقوة اقتصادها الذي يُعد أحد أسرع الاقتصادات نمواً، مبيناً في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن مشاركة المملكة في هذه القمة وغيرها من المحافل العالمية تأتي تعزيزاً لدورها المحوري في الساحة العالمية الاقتصادية والمالية، مثمناً الجهود المبذولة من الرئاسة البرازيلية لتنفيذ جدول أعمال القمة هذا العام تحت شعار «بناء عالم عادل وكوكب مستدام».

وزير المالية السعودي أكد حرص بلاده من خلال عضويتها في مجموعة العشرين على دعم العمل المشترك متعدد الأطراف (واس)

وأوضح وزير المالية السعودي أن أولويات الرئاسة البرازيلية الثلاث هذا العام تتمثل في «مكافحة الجوع والفقر، وإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية، والتنمية المستدامة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية»، وتمثّل التوجه العام للمجموعة في تعزيز تعددية الأطراف، والأمن الغذائي، والتنمية المستدامة بشكل عام.

وكانت لـ«قمة العشرين» قرارات حاسمة خلال الدورات السابقة، ومن أهمها الدورة التي عُقدت في العاصمة السعودية في وقت جائحة كورونا؛ حيث كان لتلك القرارات تأثير كبير في استقرار الاقتصاد العالمي، ودعم الدول المتضررة.

يشار إلى أن مجموعة العشرين أُنشئت عام 1999 على هامش اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة السبع الكبرى عقب الأزمة المالية الآسيوية في 1997-1998، بهدف تعزيز الحوار البنّاء بين هذه الدول والتصدي للتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي.

وتضم مجموعة العشرين في عضويتها 19 دولة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وتشمل الدول الأعضاء: السعودية والولايات المتحدة، والصين، والهند، وروسيا، والبرازيل، وكندا، والمكسيك، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية، وإندونيسيا، والأرجنتين، وتركيا، وفرنسا، وأستراليا، وجنوب أفريقيا.

وبعد البرازيل، ستتولى جنوب أفريقيا رئاسة المجموعة في 2025، تليها الولايات المتحدة في 2026.


مقالات ذات صلة

أرباح «مصرف الراجحي» تقفز في الربع الأول 34 % إلى نحو 1.2 مليار دولار

الاقتصاد أحد فروع «مصرف الراجحي» في السعودية (المصرف)

أرباح «مصرف الراجحي» تقفز في الربع الأول 34 % إلى نحو 1.2 مليار دولار

حقق «مصرف الراجحي» أرباحاً بـ5.91 مليار ريال في الربع الأول من 2025، بنمو 34 %، مدعوماً بارتفاع دخل التمويل، رغم زيادة المصاريف والمخصصات الائتمانية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعمال تستكشف توظيف التقنيات المعاصرة في التعبير الفني (مركز الدرعية)

40 فناناً عربياً يستكشفون في الرياض الحدود بين الإنسان والآلة

سلّط معرض ⁧فني، انطلق الاثنين، في مدينة الرياض، الضوء على فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي.

عمر البدوي (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي خلال لقائهما في نيودلهي سبتمبر 2023 (واس)

رئيس وزراء الهند: «الممر الاقتصادي» طريق الحرير للقرن الـ21

عدَّ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الممرّ الاقتصادي بين بلاده والشرق الأوسط وأوروبا بمثابة طريق الحرير الجديد للقرن الـ21.

«الشرق الأوسط» ( الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (واس)

خادم الحرمين وولي العهد يعزيان في وفاة البابا فرنسيس

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، برقيتي عزاء في وفاة البابا فرنسيس رئيس دولة الفاتيكان.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود مستقبلاً نظيره العراقي الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري في جدة (واس)

لقاء سعودي - عراقي يبحث تعزيز التعاون الأمني

استعرض الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية السعودي، مع نظيره العراقي الفريق أول ركن عبد الأمير كامل الشمري، سبل تعزيز التعاون الأمني.

«الشرق الأوسط» (جدة)

مباحثات عُمانية – روسية تركّز على تطورات المنطقة وتنمية العلاقات

السُّلطان هيثم بن طارق أجرى مباحثات مع الرئيس بوتين بقصر الكرملين في موسكو الثلاثاء (صفحة وزير الخارجية العماني)
السُّلطان هيثم بن طارق أجرى مباحثات مع الرئيس بوتين بقصر الكرملين في موسكو الثلاثاء (صفحة وزير الخارجية العماني)
TT

مباحثات عُمانية – روسية تركّز على تطورات المنطقة وتنمية العلاقات

السُّلطان هيثم بن طارق أجرى مباحثات مع الرئيس بوتين بقصر الكرملين في موسكو الثلاثاء (صفحة وزير الخارجية العماني)
السُّلطان هيثم بن طارق أجرى مباحثات مع الرئيس بوتين بقصر الكرملين في موسكو الثلاثاء (صفحة وزير الخارجية العماني)

عقد السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مباحثات بقصر الكرملين في موسكو، الثلاثاء، حيث أكّد الزعيمان حرصهما على مواصلة تطوير التّعاون الثُّنائي في شتّى المجالات، بما يخدم المصالح المُشتركة.

وقالت وكالة «الأنباء العمانية» إنه جرى خلال الجلسة بحثُ مسيرة العلاقات التي تربط سلطنة عُمان بروسيا، والتّعاون بينهما، والسُّبل الكفيلة لتنمية المنافع المتبادلة بين البلدين والشّعبين في مختلف القطاعات، علاوةً على تبادل الآراء ووجهات النظر حول ما يشهده العالم في الفترة الراهنة من أحداث ومستجدات.

وذكر بيان مُشترك في ختام زيارة السُّلطان هيثم بن طارق لموسكو أنها جاءت «تعزيزاً لروابط الصّداقة والعلاقات التاريخيّة التي تجمع سلطنة عُمان وروسيا»، مضيفاً أن الطرفين عقدا جلسة مباحثات رسميّةً «سادتها روحُ الصّداقة، والحرص على مواصلة تطوير التّعاون الثُّنائي في شتّى المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للبلديْن والشعبيْن».

وعبّر الجانبان عن ارتياحهما لما تحقّق من تقدّم في العلاقات الثُّنائية خلال الفترة الماضية، وأكّدا على أهمية البناء على ما تم إنجازه، والدّفع بعلاقات التّعاون والشّراكة إلى مستويات أرحب.

السُّلطان هيثم بن طارق لدى وصوله إلى روسيا في زيارة دولة اختتمت الثلاثاء (العمانية)

وناقش القائدان العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات الاقتصاديّة والتّجاريّة بين عُمان وروسيا في مختلف القطاعات التي تُعتبر قاطرة للتنمية، وتعزيز فرص الاستثمار المشترك في مجالات متعدّدة، فضلاً عن تكثيف التّواصل، وتبادل الزّيارات بين مختلف الجهات المعنية في البلديْن لمتابعة برامج التّعاون المشترك.

وفي الشأن الدّولي، تناول الجانبان الملفّات الرّاهنة، وشدّدا على أهمية تسوية النّزاعات والخلافات عبر الحوار، والوسائل السلميّة، واحترام قواعد القانون الدّولي، وميثاق الأمم المتّحدة، وتبادلا وجهات النّظر حول القضيّة الفلسطينيّة، وضرورة التوصّل إلى حلٍّ عادل لها، بما يلبّي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حلّ الدّولتين الذي يجسّد الدّولة الفلسطينيّة المستقلّة ذات السّيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القرارات الدّولية ذات الصّلة، ومبادرة السّلام العربية.

كما عبّر الزّعيمان عن قلقهما البالغ إزاء الوضع المأساوي في غزة، وأكّدا على دعم الجهود الدّوليّة من أجل التوصّل إلى وقف فوريٍّ ومستدامٍ لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانيّة العاجلة إلى المدنيين، وبدء عملية الإعمار وعودة النازحين إلى أراضيهم، مع ضرورة الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع، وجميع الأراضي الفلسطينيّة المحتلة.

وسعياً لتوطيد علاقات الصّداقة وتطوير التّعاون بين البلدين، رحّب القائدان بالتوقيع على عددٍ من الاتفاقيّات ومذكّرات التفاهم في شتى مجالات التّعاون المشترك، وتشكيل لجنة اقتصاديّة مُشتركة، وإعفاء مواطني البلديْن من التّأشيرات.

اتفاقيات ومذكرات تفاهم

ووقعّت سلطنة عُمان وروسيا، الثلاثاء، على اتفاقيّةٍ، وبروتوكولٍ، و9 مذكّرات تفاهمٍ في إطار زيارة «دولةٍ» يقوم بها السُّلطان هيثم بن طارق لموسكو، الذي حضر التوقيع إلى جانب الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك بقصر الكرملين.

ووقع البلدان على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات، وبروتوكول التعاون الاقتصادي والفني، ومشروع إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة بين الحكومتين، ومذكرات تفاهمٍ حول مسائل تغيّر المناخ والتنمية منخفضة الكربون، وفي مجال النّقل والعبور، وبين المركز الوطني للمعلومات الماليّة في سلطنة عُمان وخدمة المراقبة الماليّة الفيدراليّة في روسيا بشأن التّعاون في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وبين وزارة الثروة الزراعية والسّمكية وموارد المياه في سلطنة عُمان والوكالة الفيدرالية لصيد الأسماك في روسيا للتعاون في المجال السّمكي، وفي مجال الأخبار وتبادل المعلومات بين وزارة الإعلام ممثّلة في وكالة «الأنباء العُمانية» ووكالة «سيغودنيا» الدّوليّة للإعلام، وبين الأكاديميّة الدبلوماسيّة في سلطنة عُمان والأكاديميّة الدبلوماسيّة في روسيا، وفي مجال الإعلام بين وزارة الإعلام وقناة «روسيا اليوم»، وبين غُرفة تجارة وصناعة عُمان ومؤسّسة «روسكونغرس» الروسيّة، وبين الأكاديميّة السُّلطانيّة للإدارة في سلطنة عُمان والأكاديميّة الرئاسيّة الروسيّة للاقتصاد الوطني والإدارة العامّة.

السُّلطان هيثم بن طارق زار النّصب التذكاريّ لضريح الجندي المجهول في حديقة ألكسندر بالسّاحة الحمراء في موسكو (العمانية)

وقّع عليها عن حكومة سلطنة عُمان بدر البوسعيدي وزيرُ الخارجيّة، وقيس اليوسف وزيرُ التّجارة والصّناعة وترويج الاستثمار، وسالم آل تويه سفيرُ سلطنة عُمان لدى روسيا، والعقيد عبد الرحمن الكيومي الرئيس التّنفيذي للمركز الوطني للمعلومات الماليّة، فيما وقّع عليها عن حكومة روسيا سيرغي لافروف وزيرُ الخارجيّة، ومكسيم ريشيتنيكوف وزيرُ التّنمية الاقتصاديّة، ورومان فلاديميروفيتش ستاروفت وزير النقل، وعددٌ من المسؤولين.

وكان السلطان هيثم بن طارق وصل إلى موسكو، الاثنين، وأجريت له مراسمُ استقبال رسميّةٌ بقصر الكرملين، الثلاثاء، حيث كان الرئيس فلاديمير بوتين في مُقدّمة مُستقبليه.