السعودية تعزز المرونة السيبرانية من خلال تنمية المهارات لتحقيق أهداف رؤية 2030

TT

السعودية تعزز المرونة السيبرانية من خلال تنمية المهارات لتحقيق أهداف رؤية 2030

حققت المملكة تقدماً ملحوظاً في مسيرة التحول الرقمي ضمن أجندتها الطموحة لرؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز للتجارة والابتكار والاستثمار مدعوماً بأدوات التمكين الرقمي كافة، وإلى جانب سعيها لبناء بنية تحتية رقمية متطورة، تعمل البلاد أيضاً على توسيع نطاق تطويرها وجاهزيتها في مجال الأمن السيبراني، لتحتل مرتبة متقدمة بين مصاف الاقتصادات العالمية الرائدة لقدراتها السيبرانية.

وفي ظل مساعي المملكة لتسريع وتيرة طموحاتها الرقمية، أدت زيادة الوعي بتهديدات الأمن السيبراني والحاجة الملحة لحماية الأصول الرقمية إلى دفع المملكة لتعزيز مشهد الأمن السيبراني من خلال وضع استراتيجيات وتشريعات قوية وتركيز الاهتمام على حماية البيانات.

وأسفرت هذه الجهود عن تحقيق السعودية المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني، وذلك ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا.

وقد كان لاجتماع الاقتصاد المزدهر والتوترات الجيوسياسية والاعتماد السريع للحلول التقنية ذات المستوى العالمي عبر القطاعات أثره في جعل المملكة واحدة من أكثر دول العالم تعرضاً للهجمات من قبل الجهات الفاعلة في مجال التهديد السيبراني.

وعلى الصعيد العالمي، تضاعفت الهجمات السيبرانية منذ تفشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، حيث من المتوقع أن تكلف الجرائم السيبرانية العالم أكثر من 23 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2027، مقارنة بـ8.4 تريليون دولار في عام 2022.

ويتسبب تزايد وتيرة الهجمات السيبرانية وتعقيدها في خسائر فادحة، لا سيما في الاقتصادات الخليجية. وبرغم انخفاض عدد التهديدات السيبرانية الإجمالية في المملكة بنسبة 19 في المائة عام 2023 مقارنةً بعام 2022، فإن متوسط ​​تكلفة الهجوم السيبراني على مؤسسة في السعودية والإمارات بلغ 6.53 مليون دولار؛ أي أكثر بنسبة 69 في المائة من المتوسط العالمي.

وقال قيس الزريبي، المدير العام لشركة «كورسيرا» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إنه مع تزايد التحديات التي يواجهها مشهد التهديدات السيبرانية، أصبحت الحاجة إلى وجود متخصصين ماهرين في مجال الأمن السيبراني أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وللتخفيف من عواقب الهجمات السيبرانية، لا تقتصر المملكة على الاستثمار فقط في الأدوات والخدمات والممارسات لرصد حوادث أمن المعلومات والاستجابة لها، ولكنها تعمل أيضاً على استكمال استراتيجياتها الخاصة بالمرونة السيبرانية من خلال برامج التعليم والتدريب التي تهدف إلى بناء كوادر بشرية وطنية ماهرة قادرة على تلبية احتياجات المملكة في هذا المجال.

قيس الزريبي المدير العام لشركة «كورسيرا» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

وتلعب الهيئة الوطنية للأمن السيبراني دوراً محورياً في دفع العديد من الجهود السيبرانية في المملكة، ما يضمن وجود سياسات ومبادرات قوية لحماية الأصول الرقمية الوطنية. ومن خلال خطط لاستثمار 40 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، تنشط المملكة في العمل على منع واكتشاف الثغرات السيبرانية في الشبكات والبرمجيات وقواعد البيانات والحلول المستندة إلى السحابة لاستحداث بيئة رقمية أكثر أماناً ومرونة. وتؤكد الخروقات السيبرانية الكبيرة في مختلف القطاعات، لا سيما في قطاعات مثل الطاقة والتمويل والرعاية الصحية التي تعتمد بشكل كبير على البيانات والشبكات، على الحاجة الملحة لوجود مختصين في الأمن السيبراني للحماية من التهديدات والثغرات السيبرانية. وستؤدي زيادة الطلب على حلول الأمن السيبراني إلى نمو سوق الأمن السيبراني في المملكة بمعدل نمو سنوي مركب قدره 14 في المائة خلال الفترة 2024-2030، ليصل إلى 1.477.2 مليون دولار بحلول عام 2030.

وحالياً، تقع 4 من أسرع 10 وظائف نمواً في السعودية ضمن مجالات الأمن السيبراني وتحليل البيانات وتطوير البرمجيات. وبما أن الطلب على خبرات الأمن السيبراني يفوق العرض بكثير، يتعين على الحكومة والقطاع والأوساط الأكاديمية التعاون لتطوير وتوسيع المسارات لرعاية المواهب في هذا المجال. وتشكل استثمارات الحكومة السعودية في مبادرات تعزيز المهارات الرقمية، بما في ذلك خطة بقيمة 1.2 مليار دولار لتدريب 100 ألف شاب بحلول عام 2030 في مجالات حيوية مثل الأمن السيبراني، خطوة حاسمة في هذا الاتجاه. وتتفوق المملكة اليوم على المتوسط العالمي في اتجاهات الأمن السيبراني بنسبة 3.1 في المائة مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 2.5 في المائة.



تعاون «بي إم دبليو» و«تويوتا» لتوفير خيارات مركبات ركّاب كهربائية تعمل بخلايا الوقود

   «BMW» و«تويوتا موتور كوربوريشن» تعزّزان تعاونهما بهدف توفير خيارات مركبات ركّاب كهربائية تعمل بخلايا الوقود
«BMW» و«تويوتا موتور كوربوريشن» تعزّزان تعاونهما بهدف توفير خيارات مركبات ركّاب كهربائية تعمل بخلايا الوقود
TT

تعاون «بي إم دبليو» و«تويوتا» لتوفير خيارات مركبات ركّاب كهربائية تعمل بخلايا الوقود

   «BMW» و«تويوتا موتور كوربوريشن» تعزّزان تعاونهما بهدف توفير خيارات مركبات ركّاب كهربائية تعمل بخلايا الوقود
«BMW» و«تويوتا موتور كوربوريشن» تعزّزان تعاونهما بهدف توفير خيارات مركبات ركّاب كهربائية تعمل بخلايا الوقود

أعلنت «بي إم دبليو» عن خططها لعام 2028 والمتمثلة بطرح سلسلة سيارات تعمل بخلايا الوقود ستكون الأولى على الإطلاق، بحيث تضع بمتناول العملاء خياراً إضافياً من مركبات «بي إم دبليو» الكهربائية كلياً التي لا تصدر أي انبعاثات.

وتسخّر كلّ من مجموعة «بي إم دبليو» وشركة «تويوتا موتور كوربوريشن» نقاط قوتهما في مجال الابتكار وقدراتهما التقنية لطرح جيل جديد من تكنولوجيا نقل الحركة العاملة بخلايا الوقود؛ حيث تتشارك الشركتان السعي إلى تطوير اقتصاد الهيدروجين، وقد عزّزتا تعاونهما فعلياً في هذا المجال للارتقاء بالتكنولوجيا الخالية محلياً من الانبعاثات نحو مستويات جديدة.

وتبرز خبرات مجموعة «بي إم دبليو» في تطوير تقنيات القيادة الكهربائية من خلال مواصلتها جهود تطوير تكنولوجيا خلايا وقود الهيدروجين وتبنّيها نهج «الانفتاح التكنولوجي» لتزويد العملاء بمجموعة من حلول التنقل المستقبلية.

وقال أوليفر زيبسي، رئيس مجلس إدارة شركة «بي أم دبليو»: «تشكّل هذه الخطوة نقلة نوعية في قطاع السيارات؛ حيث ستقوم شركة تصنيع سيارات عالمية رائدة بطرح سلسلة السيارات العاملة بخلايا الوقود الأولى على الإطلاق. إنّ هذه المركبات القائمة على استخدام الهيدروجين تعكس روح التعاون بيننا وكيفية صياغة التقدم التكنولوجي لمجال التنقل المستقبلي؛ حيث ستشكّل بداية لتنامي الطلب على السيارات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود».

من جهته، قال كوجي ساتو، رئيس وعضو مجلس إدارة (المدير التمثيلي) شركة «تويوتا موتور كوربوريشن»: «يسعدنا دخول التعاون بين (بي إم دبليو) و(تويوتا) مرحلة جديدة. فشراكتنا المتينة تعود لسنوات طويلة وتعكس شغف (بي إم دبليو) و(تويوتا) المشترك بالسيارات وقناعتهما بأهمية (الانفتاح التكنولوجي) واعتماد نهج متعدّد المسارات لتحقيق الحياد الكربوني. وانطلاقاً من هذه القيم المشتركة، سنعمل على تعزيز تعاوننا في التطوير المشترك لأنظمة خلايا الوقود الحديثة وتوسيع البنية التحتية بهدف إرساء أسس مجتمع قائم على الهيدروجين. كما سنبذل الجهود اللازمة مع (بي إم دبليو) وشركائنا في مختلف القطاعات للتوصّل إلى مستقبل تدعم فيه الطاقة الهيدروجينية المجتمع كله».

ستتعاون مجموعة «بي إم دبليو» وشركة «تويوتا» في تطوير نظام نقل حركة سيارات الركاب، وستُعتمد تقنية خلايا الوقود الأساسية (خلايا الوقود الفردية من الجيل الثالث) في المركبات التجارية وسيارات الركاب. وسيتم استخدام نتاج هذا الجهد التعاوني في طرازات فردية من علامتي «بي إم دبليو» و«تويوتا» بحيث تتعدّد خيارات السيارات الكهربائية العاملة بخلايا الوقود والمتاحة للعملاء، مما يساعد على تطبيق رؤية التنقل الهيدروجيني لتصبح واقعاً ملموساً.

وستحافظ طرازات السيارات الكهربائية العاملة بخلايا الوقود من «بي إم دبليو» و«تويوتا» على هوية العلامتين التجاريتين المميزة وخصائصهما، مما يوفر للعملاء خيارات متعددة. وسيسهم التنسيق بين العلامتين ودمج الحجم الإجمالي لوحدات نقل الحركة عبر التعاون في مجال التطوير والمشتريات في خفض تكاليف تكنولوجيا خلايا الوقود.

تعود الشراكة والتعاون الناجح بين مجموعة «بي إم دبليو» وشركة «تويوتا موتور كوربوريشن» لأكثر من عقد من الزمن، وتعزز الشركتان حالياً تعاونهما من أجل تسريع ابتكار الجيل الجديد من أنظمة نقل الحركة العاملة بخلايا الوقود وريادة هذه التكنولوجيا الجديدة، ويتضمن العمل نحو تحقيق كامل إمكانات التنقل الهيدروجيني استخدام مادة الهيدروجين في المركبات التجارية وإنشاء بنية تحتية للتزوّد بالوقود مخصصة لكل وسائل التنقل، بما في ذلك سيارات الركاب التي تعمل بالهيدروجين. وإدراكاً منهما للدور المكمّل الذي تؤديه هذه التقنيات، تدعم مجموعة «بي إم دبليو» وشركة «تويوتا» توسيع البنية التحتية للتزود بالوقود الهيدروجيني وشحن السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات وتشجّع الشركتان تأمين إمدادات هيدروجين مستدامة من خلال توفير الطلب عليها، والعمل بشكل وثيق مع الشركات التي تبني مرافق لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون وتوزيعه وإعادة التزود به.