4 مكملات غذائية أساسية للوقاية من السرطان وتحسين المزاج والوظائف الإدراكية

4 مكملات أساسية يجب تناولها (رويترز)
4 مكملات أساسية يجب تناولها (رويترز)
TT

4 مكملات غذائية أساسية للوقاية من السرطان وتحسين المزاج والوظائف الإدراكية

4 مكملات أساسية يجب تناولها (رويترز)
4 مكملات أساسية يجب تناولها (رويترز)

في السنوات الأخيرة، تَطَوَّرَ الحديث بشأن المكملات الغذائية لتصبح استراتيجية صحية سائدة، يوصي بها خبراء الصحة المشهورون على وسائل التواصل ومقدمو البرامج، إلا أن محاولة معرفة المكملات الغذائية التي ستكون مفيدة بالفعل من بين مجموعة كبيرة من الخيارات المتاحة أشبه بحقل ألغام.

وفي السيناريو المثالي، سيشكل اختبار الدم الأساس لهذه القرارات، ولكن هذا ليس ممكناً دائماً؛ إذ لا تتوفَّر اختبارات الدم لجميع أوجه القصور الغذائية.

إذن، ما المكملات الغذائية التي تستحق تناولها بالفعل؟

وفيما يلي 4 مكملات غذائية تبرُز لقاعدتها القوية من الأدلة وفوائدها متعددة الأوجه، في حين أنها لا تشكِّل أي خطر على المستهلك:

«أحماض أوميغا 3 الدهنية»

كثيراً ما تمت الإشادة بـ«أحماض أوميغا 3 الدهنية»، خصوصاً حمض إيكوسابنتاينويك وحمض الدوكوساهيكسانويك، لفوائدها القلبية الوعائية. ومع ذلك، تؤكد الدراسات الحديثة على دورها في الوظائف الإدراكية، وتقليل الالتهابات وحتى طول العمر.

يؤكد الدكتور أندرو هوبرمان، عالم الأعصاب في جامعة ستانفورد، الفوائد الإدراكية لـ«أحماض أوميغا 3»، مشيراً إلى دورها الحاسم في الحفاظ على سيولة الغشاء في خلايا المخ، وهو أمر بالغ الأهمية لنقل الإشارات العصبية بكفاءة ومرونة إدراكية.

كما يوصي بتناول مكملات «أوميغا 3» لخصائصها المضادة للالتهابات، ومن ثم دورها في إطالة العمر الصحي.

وتتراوح الجرعة الموصى بها من غرام واحد إلى 3 غرامات يومياً، اعتماداً على الأهداف الصحية الفردية والمدخول الغذائي.

«فيتامين د»

من المثير للدهشة أن أكثر من 80 في المائة من الناس الذين تم اختبارهم ذوو مستويات منخفضة من «فيتامين د». ويعد التعرض المنخفض لأشعة الشمس والنظام الغذائي السيئ السببين الرئيسيين. في حين يرتبط «فيتامين د» تقليدياً بصحة العظام، فقد وسعت الأبحاث الحديثة نطاقه ليشمل الوظيفة المناعية، والوقاية من السرطان، وتنظيم الحالة المزاجية أيضاً.

ووفقاً لتحليل شامل أجراه باحثون في جامعة هارفارد، ترتبط المستويات الكافية من «فيتامين د» بانخفاض خطر الوفاة بالسرطان.

ويسلط الدكتور بيتر عطية الضوء على دور «فيتامين د» في تقوية الجهاز المناعي، وتقليل الالتهاب الجهازي، وهما عاملان حاسمان في الحفاظ على الصحة على المدى الطويل. ويضيف أن مستويات «فيتامين د» المثلى ترتبط بتحسن الحالة المزاجية والوظيفة الإدراكية، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تأثيره في تنظيم مسارات السيروتونين والدوبامين.

يتراوح تركيز «فيتامين د» المثالي في الدم بين 30 - 60 نانوغراماً/مل. وينبغي، قدر الإمكان، تناول المكملات عادة بكمية تتراوح بين 1000 و4000 وحدة دولية يومياً، ومن الأفضل تناولها جنباً إلى جنب مع «فيتامين ك2» للاستفادة منه بشكل أفضل. ويعتمد تحديد الجرعة المطلوبة على المستويات الأساسية، ومدى تعرُّضك لأشعة الشمس، والعوامل الشخصية مثل العمر، وعمق لون البشرة، والموسم، والموقع الجغرافي.

المغنيسيوم

يشارك المغنيسيوم في أكثر من 300 تفاعل إنزيمي في الجسم؛ ما يؤثر في كل شيء بالنسبة لوظيفة العضلات والأعصاب، وتخليق الحمض النووي وإنتاج الطاقة. وعلى الرغم من انتشاره في كل مكان، فإن نقص المغنيسيوم شائع بشكل مدهش.

أبرزت دراسات حديثة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كاليفورنيا في بيركلي دور المغنيسيوم في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى القلق.

يعد تحسين جودة النوم من أكثر الاستخدامات شيوعاً للمغنيسيوم في الآونة الأخيرة، ويبدو أنه يساعد الأشخاص على النوم.

يبدو أيضاً أن المغنيسيوم، خصوصاً «الثريونات»، أظهر كثيراً من النجاعة في الحماية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر من خلال تحسين القدرة على الصمود في مواجهة الإجهاد، وكذلك تحسين جودة النوم.

إذا كنت تعاني من الإجهاد، أو تمارس تمارين بدنية مكثفة بانتظام، فإن هيئة الخدمات الصحية الوطنية توصي بتناول 300 مللغرام يومياً للرجال (من 19 إلى 64 عاماً) و270 مللغراماً يومياً للنساء (من 19 إلى 64 عاماً).

الكرياتين «مونوهايدرايت»

في حين أن الكرياتين أحادي الهيدرات معروف على نطاق واسع في مجتمع اللياقة البدنية بفوائده في نمو العضلات والأداء الرياضي، فإن فوائده المعرفية يتم استكشافها الآن بدقة. وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن مكملات الكرياتين يمكن أن تحسِّن الذاكرة، وتقلل من التعب العقلي، وتزيد من الوظائف الإدراكية بشكل عام.

إن إمكانات الكرياتين في دعم صحة الدماغ، خصوصاً لدى كبار السن أو الأفراد الذين يعانون من الحرمان من النوم مثيرة للاهتمام للغاية.

ويساعد الكرياتين في إعادة تدوير«ATP»، وهي عملية ضرورية لكل من وظائف العضلات والدماغ.

الجرعة القياسية من الكرياتين أحادي الهيدرات هي 5 غرامات يومياً، وقد ثبت أنها فعالة لكل من الفوائد الجسدية والإدراكية.

هذه الجرعة جيدة التحمل، وقد دُرست على نطاق واسع؛ ما يجعلها إضافة منخفضة المخاطر لمعظم أنظمة المكملات الغذائية.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال