10 إلى 30 % من المراهقين يعانون اضطرابات النوم

تقرير حديث حول تأثير النشاط البدني والنظام الغذائي عليه

10 إلى 30 % من المراهقين يعانون اضطرابات النوم
TT

10 إلى 30 % من المراهقين يعانون اضطرابات النوم

10 إلى 30 % من المراهقين يعانون اضطرابات النوم

من المعروف أن ساعات النوم الكافية تُعدّ ضرورة صحية، خصوصاً للأطفال والمراهقين. وبغض النظر عن الاحتياج البيولوجي للراحة يقوم النوم بالكثير من الوظائف المهمة للجسم، مثل الحفاظ على الذاكرة وتقوية المناعة والحفاظ على الجهاز العصبي والوقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، بالإضافة إلى فوائده في الحفاظ على الصحة النفسية والحماية من القلق والتوتر.

تقرير طبي

حسب أحدث تقرير طبي نُشر في مجلة التغذية Nutrients في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي، يرتبط النوم بالتغذية السليمة Diet والمجهود البدني Physical Activity ارتباطاً وثيقاً ضرورياً للحفاظ على الصحة العضوية. وحسب الكثير من الدراسات، يجب أن يحصل المراهق على قسط من النوم يتراوح بين 8 و10 ساعات يومياً. ولكن معظم المراهقين لا ينامون في الواقع أكثر من 7 ساعات فقط يومياً مع وجود نسبة تتراوح بين 10 و30 في المائة يعانون اضطرابات النوم.

والتقرير عبارة عن استعراض لأهم الدراسات الطبية المنشورة في الكثير من المواقع الطبية المختلفة، مثل PubMed وWeb of Science التي ناقشت تأثير التغذية والنشاط البدني بشكل أساسي على نوعية النوم وعدد ساعاته.

واعتمد التقرير على الدراسات التي نُشرت باللغتين الإنجليزية والإسبانية فقط، وتم إجراؤها على المراهقين من عمر 11 حتى 18 عاماً. وجميع من شملتهم هذه الدراسات كانوا أصحاء ولا يعانون أي أمراض جسدية يمكن أن تؤثر على الحركة أو التمثيل الغذائي بشكل عام. واستبعد كل الدراسات التي شملت عوامل أخرى يمكن أن تؤثر في نوعية النوم.

النشاط البدني المعتدل يحسّن النوم

أظهرت النتائج أن ممارسة النشاط البدني لساعات أطول وبشكل مكثف أدى إلى زيادة ساعات النوم وتحسن نوعيته، بحيث أصبح متواصلاً. كما تزامن ذلك مع الذهاب مبكراً للفراش بسبب الإحساس بالتعب نتيجة للمجهود البدني. ولم يكن هناك فرق يذكر بين الذكور والإناث. وكانت التمرينات متوسطة الشدة والعنيفة مرتبطة أيضاً بالنوم العميق غير المتقطع.

وكان الأرق أقل حدوثاً بشكل ملحوظ في الذكور الذين يمارسون مستويات أعلى من النشاط البدني، ولم يكن هناك ارتباط بين التمرينات والأرق في الفتيات.

في المقابل، رصد التقرير حدوث اضطرابات في النوم وعدم التمكن من النوم بعمق وبشكل متواصل لدى بعض الأفراد الذين يمارسون نشاطاً بدنياً عنيفاً قبل الذهاب للنوم مباشرة، وقال الباحثون إن السبب في ذلك ربما يكون راجعاً لزيادة معدلات إفراز الكورتيزون في الجسم نتيجة التمرينات القوية التي تستدعي اليقظة والانتباه.

اختيارات الطعام والنوم

أوضح الكثير من الدراسات أن اختيارات الطعام وتوقيت تناوله وانتظام الوجبات من العوامل التي تتحكم في نوعية النوم. وعلى سبيل المثال، الأطعمة الحرّيفة التي تحتوي على كميات كبيرة من التوابل، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على السكريات أو التي تحتوي على كمية كبيرة من الأملاح، مثل البسكويت المملح والمأكولات التي لا تحتوي على قيمة غذائية كبيرة وخالية من البروتينات والفيتامينات جميعها، ارتبطت بحدوث مشاكل في النوم وتدني نوعيته poor sleep quality. وفي المقابل، فإن الأغذية الصحية التي تحتوي على الفاكهة والخضراوات واللبن والبروتين ارتبطت بالنوم لمدة أطول ونوعية أفضل.

وقال الباحثون إن العلاقة بين الطعام ونوعية النوم تعتمد على عوامل عدة يمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم بعيداً عن نوعية الطعام (حتى لو كانت جيدة) مثل جنس الشخص Gender وحجم النشاط البدني وعدم الانتظام في ممارسته باستمرار، بالإضافة إلى وقت الشاشات وتناول العشاء في وقت متأخر وأيضاً الذهاب إلى الفراش في وقت متأخر. وهذه الاضطرابات شملت النوم لفترة قصيرة والاستيقاظ مرات عدة أثناء النوم.


مقالات ذات صلة

الخليج جلسة مجلس الوزراء برئاسة الأمير محمد بن سلمان في جدة الثلاثاء (واس)

السعودية تتبنَّى يوماً عالمياً للوقاية من الغرق

تبنَّى مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يوماً عالمياً للوقاية من الغرق في 25 يوليو من كل عام.

«الشرق الأوسط» (جدة)
صحتك سيدتان تحتميان من الشمس في بطولة ويمبلدون ببريطانيا (إ.ب.أ)

للحصول على مستويات مثالية من فيتامين «د»... ما مقدار أشعة الشمس الكافي؟

يلعب كلٌّ من الوقت الذي تقضيه تحت أشعة الشمس، ولون بشرتك، وعمرك دوراً في كمية فيتامين «د» التي يُنتجها جسمك في كل مرة تتعرض فيها للشمس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الفستق يساعد على تحسين مؤشرات جودة النظام الغذائي (جامعة ولاية بنسلفانيا)

ماذا يحدث للجسم عند تناول الفستق ليلاً؟

كشفت دراسة أميركية عن أن تناول الفستق ليلاً قد يؤثر بشكل إيجابي في تركيبة بكتيريا الأمعاء لدى البالغين المصابين بمقدمات السكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك حوالي 20في المائة من سرطانات الرئة تصيب الأشخاص الذين لم يدخنوا (أرشيفية-رويترز)

تحذير طبي: خطر الإصابة بسرطان الرئة قائم لغير المدخنين

سرطان الرئة ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً في الولايات المتحدة، غالباً ما يرتبط بالتدخين - ولكن حتى أولئك الذين لم يدخنوا سيجارة قد يكونون معرضين لخطر الإصابة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تناول الحامل «أطعمة مسببة للالتهاب» يساهم في الإصابة بالسكري من النوع الأول لدى الأطفال

تناول الحامل «أطعمة مسببة للالتهاب» يساهم في الإصابة بالسكري من النوع الأول لدى الأطفال
TT

تناول الحامل «أطعمة مسببة للالتهاب» يساهم في الإصابة بالسكري من النوع الأول لدى الأطفال

تناول الحامل «أطعمة مسببة للالتهاب» يساهم في الإصابة بالسكري من النوع الأول لدى الأطفال

من المعروف أن الغذاء الصحي المتوازن للأم أثناء فترة الحمل يعد من أهم العوامل التي تضمن ولادة رضيع بصحة جيدة.

وحسب أحدث دراسة دنماركية نشرت في مطلع شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في مجلة علم الأوبئة وطب المجتمع the journal of Epidemiology، & Community Health ربما تنعكس الآثار الهامة لنوعية الغذاء أثناء فترة الحمل بالإيجاب على مناعة الأطفال لفترة طويلة من العمر.

أغذية ممهدة للالتهاب تتسبب في السكري لدى الأطفال

أوضحت الدراسة أن نوعية الأغذية التي يطلق عليها أغذية ممهدة للالتهاب pro-inflammatory diet مثل المقليات والمشروبات منخفضة السعرات والأطعمة فائقة المعالجة أثناء الحمل، ربما تزيد من فرص إصابة الطفل بمرض السكري من النوع الأول الذي يحدث نتيجة لوجود خلل في خلايا البنكرياس بسبب تفاعل مناعي ويمنعها من إفراز الإنسولين، مما يضطر لتناوله عن طريق الحقن لبقية حياته.

لاحظ العلماء زيادة معدلات مرض السكري من النوع الأول في الأطفال بنسب تصل إلى 3 في المائة كل عام في الدول المتقدمة، مما يشير إلى عوامل بيئية ساهمت في زيادة هذه النسب، ومنها نوعية غذاء الأمهات.

الجهاز المناعي للطفل يتأثر بمرحلة ما قبل الولادة

وأوضحوا أن الجهاز المناعي للطفل على الرغم من أنه ينمو ويتطور مع تقدم الطفل في العمر فإنه يتأثر إلى حد ما بمرحلة ما قبل الولادة، لذلك كان من المهم معرفة تأثير غذاء الأمهات على مناعة الأطفال.

قام الباحثون بتتبع البيانات الخاصة بما يزيد عن 67 ألف من النساء الحوامل والأطفال من الدنمارك في الفترة من يناير (كانون الثاني) 1996وحتى أكتوبر (تشرين الأول) 2002 ثم قاموا بحساب احتمالية حدوث التهابات تبعاً لتوعية كل طعام في منتصف فترة الحمل، وذلك بعد توزيع استبيان للأمهات حول نوعية الطعام التي يتم تناولها بشكل معتاد. وشملت هذه الأسئلة 38 مجموعة مختلفة من الأطعمة.

وتابع الباحثون أيضاً البيانات الصحية الخاصة بمرضى السكرى في الأطفال والمراهقين أثناء فترة الدراسة حيث أصيب 281 طفلاً بالمرض وكان متوسط عمرهم وقت الإصابة نحو 10 سنوات تقريباً.

قائمة الأطعمة «الالتهابية»

شملت قائمة الأطعمة التي ترتبط بحدوث الالتهاب بدرجة كبيرة اللحوم الحمراء والمعجنات والبطاطا المحمرة والمشروبات منخفضة السعرات. وشملت الأطعمة المرتبطة بحدوث الالتهاب بدرجة منخفضة البصل والثوم والحبوب الكاملة والطماطم والخضراوات والأسماك والفاكهة والشاي وعصائر الفاكهة.

كانت الأمهات اللاتي تناولن الأطعمة المرتبطة بزيادة الالتهابات بدرجة كبيرة هن اللاتي في الأغلب اتبعن أسلوب حياة غير صحي بشكل عام، ولم يمارسن الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة وكن الأقل حظاً في الظروف الاقتصادية والاجتماعية المواتية، وأيضاً كن الأكثر وزناً، بجانب قيامهن بالتدخين لما بعد الأسبوع الثاني عشر من الحمل.

وعلى الرغم من أن السعرات الحرارية النهائية لهؤلاء الأمهات كانت متساوية تقريباً مع الأمهات اللاتي تناولن أطعمة مرتبطة بالالتهاب بدرجة منخفضة فإن نوعية الأطعمة لعبت دوراً هاماً في إصابة الأطفال بالمرض.

خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول

أظهرت النتائج أن خطر الإصابة بالسكرى من النوع الأول ارتفع بشكل واضح مع نوعية الطعام المرتبط بزيادة الالتهابات، لدى الأطفال حتى عمر 18 عاماً حتى بعد تحييد العوامل المختلفة التي يمكن أن تغير من النتيجة مثل العوامل الوراثية وجنس الطفل.

وزادت نسبة خطورة الإصابة بالسكرى بشكل واضح مع تناول الأمهات لطعام يحتوي على كمية كبيرة من الغلوتين (البروتين الموجود في القمح مثل الخبز والبيتزا والمعكرونة). وكلما زادت نسبة الغلوتين زادت نسبة الخطورة حيث تسببت كل 10 غرامات زيادة في الغلوتين في ارتفاع نسبة الخطورة بنحو 36 في المائة.