منها البروكلي والبيض والتوت... أطعمة تعزز صحة دماغك وتبعد عنك الخرف

تناول نظام غذائي يتكون من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات يقلل من خطر الإصابة بالخرف (رويترز)
تناول نظام غذائي يتكون من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات يقلل من خطر الإصابة بالخرف (رويترز)
TT

منها البروكلي والبيض والتوت... أطعمة تعزز صحة دماغك وتبعد عنك الخرف

تناول نظام غذائي يتكون من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات يقلل من خطر الإصابة بالخرف (رويترز)
تناول نظام غذائي يتكون من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات يقلل من خطر الإصابة بالخرف (رويترز)

يعرف معظم الناس الأطعمة التي يجب تجنبها من أجل صحة القلب. ومع ذلك، هل تفكر أيضاً في الأطعمة التي تتناولها وكيف تؤثر على صحة دماغك؟

لقد ثبت علمياً أن النظام الغذائي يمكن أن يؤثر على صحة الدماغ. قال الدكتور روبرت ميليلو، باحث في الدماغ وطبيب وخبير في مرض التوحد ومؤسس مركز ميليلو في لونغ آيلاند بنيويورك: «يمثل الدماغ نحو 2 في المائة من وزن الجسم، لكنه يستهلك نحو 20 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية التي نتناولها. يستخدم الدماغ سعرات حرارية أكثر من أي عضو آخر في أجسامنا؛ يمكن أن يكون لما نأكله تأثير كبير على دماغنا».

واتفق معه الدكتور بريت أوزبورن، جراح الأعصاب المعتمد ورئيس قسم جراحة الأعصاب في مركز سانت ماري الطبي في جوبيتر بولاية فلوريدا، مؤكداً أن النظام الغذائي والتغذية ضروريان للحفاظ على صحة الدماغ، وقال : «التغذية السليمة هي الأساس الذي ترتكز عليه حدة ذهننا وحيويتنا. تماماً كما نعتني بأجسادنا من خلال التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي متوازن، فإن تغذية أدمغتنا من خلال الأطعمة المناسبة أمر ضروري لعقل نابض بالحياة وشبابي»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «هافبوست» الأميركية.

وعلى الرغم من أن العلماء لا يزالون لا يعرفون ما الذي يسبب مرض ألزهايمر، وهو نوع من الخرف، يعتقد الكثيرون أن النظام الغذائي والعوامل البيئية تلعب دوراً. أظهرت إحدى الدراسات في مجلة Neurology، التي نُشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أن زيادة الأطعمة الغنية بالفلافونويد أظهرت أنها تقلل من فرص الإصابة بالخرف.

إن تناول الأطعمة غير المفيدة بانتظام يمكن أن يكون له عواقب سلبية على كل من الجسم والدماغ. قال أوزبورن: «قد يؤثر النظام الغذائي غير الصحي سلباً على ميكروبات الأمعاء، مما يؤدي إلى الالتهابات وربما يؤثر على الدماغ». وأضاف: «الأشخاص الذين يعانون من السمنة - ومعظمهم لديهم ميكروبيوم معوي غير صحي - معرضون لخطر كبير للإصابة بالخرف المرتبط بألزهايمر».

وفيما يلي الأطعمة الأكثر فائدة لصحة الدماغ، كما يرشحها الخبراء.

الأفوكادو

يحتوي الأفوكادو على دهون أحادية غير مشبعة صحية، ووفقاً لبريديسن، «تساعد هذه الدهون على تقليل أمراض الأوعية الدموية، وتوفر طاقة ممتازة للدماغ، دون المشاكل المرتبطة بالكربوهيدرات البسيطة أو الدهون المشبعة».

البروكلي

قال أوزبورن: «البروكلي هو نبات صليبي يحتوي على مركبات مثل السلفورافان، والتي ارتبطت بتقليل الالتهاب وتحسين صحة الدماغ».

البروكلي يحتوي على الكالسيوم وفيتامين سي وفيتامين ك (رويترز)

وأظهرت دراسة أجريت عام 2019 ونشرت في مجلة Brain Circulation أن السلفورافان هو أحد مضادات الأكسدة المهمة، وله خصائص مضادة للالتهابات تُظهر إمكانية حماية الجهاز العصبي وتقليل عبء الأمراض المنتشرة على الجسم.

التوت الأزرق

قالت لين إيه شايفر أخصائية علم النفس العصبي السريري المعتمدة في لونغ آيلاند: «يحتوي التوت الأزرق على مركبات الفلافونويد، وهي مركبات تحمي الأعصاب، وقد ثبت أنها تزيد من مرونة الأعصاب وتدفق الدم الدماغي». وأظهرت دراسة عشوائية مزدوجة التعمية خاضعة للتحكم الوهمي نُشرت في مجلة Nutritional Neuroscience في عام 2022 أن كبار السن الذين تناولوا التوت الأزرق البري زادوا من سرعة المعالجة، مما يشير إلى أن التوت الأزرق قد يبطئ التدهور المعرفي.

وهذه الفاكهة الصغيرة مليئة بمضادات الأكسدة، بما في ذلك الأنثوسيانين. يقول أوزبورن إن الأنثوسيانين يمكن أن «يساعد في حماية الدماغ من الإجهاد التأكسدي والالتهابات». إنه يأكل التوت الأزرق يومياً، إما في عصير أو فوق السلطة.

البيض

يُعرف البيض بأنه خيار بروتيني جيد، خاصة لأولئك النباتيين أو الذين يتبعون نظاماً غذائياً قائماً على النباتات. وهناك سبب آخر للأهمية حيث يحتوي الصفار على الكولين وهو عنصر غذائي أساسي ومهم لإنتاج الأستيل كولين.

وجد البحث صلة بين استهلاك البيض وتحسين الذاكرة الدلالية والأداء التنفيذي (رويترز)

أوضح ميليلو أن «الأستيل كولين هو ناقل عصبي مهم جداً للجهاز العصبي السمبتاوي، ومهم للذاكرة»، ويوجد الكولين في أطعمة مختلفة، ولكن أعلى تركيز له موجود في صفار البيض.

سمك السلمون

يعد السلمون والسردين والماكريل أمثلة على الأسماك الدهنية التي تحتوي على أحماض «أوميغا 3» الدهنية. «هذه الدهون الأساسية ضرورية للحفاظ على صحة الدماغ وقد ارتبطت بتحسين الذاكرة وتنظيم الحالة المزاجية وتقليل خطر التدهور المعرفي»، كما قال أوزبورن.

يعتبر لحم السلمون غنياً بـ«الأوميغا 3» (أرشيفية - رويترز)

كما أن أحماض «أوميغا 3» الدهنية مهمة أيضاً لإنشاء خلايا عصبية جديدة وحماية خلايا الدماغ من التلف.

الخضراوات الورقية

يشجع الأطباء وخبراء التغذية المرضى على تناول المزيد من الخضراوات الورقية لأنها مليئة بالعناصر الغذائية. قال أوزبورن: «الخضراوات الورقية مثل السبانخ والكرنب مليئة بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، لأنها تعزز وظائف الدماغ الصحية عن طريق تقليل الالتهاب وتحسين الأداء الإدراكي».

كذلك المغنيسيوم معدن مهم في الخضراوات الورقية - يقول ميليلو إنه يساعد على استرخاء الجسم وخفض ضغط الدم وتأثيرات الإجهاد.

التونة

التونة سمكة قليلة الدهون وتحتوي على حمض التيروزين الأميني، وهو مكون مهم لإنتاج النواقل العصبية في الدماغ. وأوضح ميليلو: «يستخدم التيروزين في صنع الدوبامين والنورادرينالين، وهما اثنان من النواقل العصبية الرئيسية في الدماغ».

«الدوبامين هو ناقل عصبي للدماغ الأيسر والنورادرينالين هو ناقل عصبي للدماغ الأيمن» تحتوي التونة أيضاً على تركيزات عالية من الكرياتين. قال الطبيب غولد: «يسهل الكرياتين دخول الماء إلى خلايا الدماغ والعضلات لمنع جفافها».

الكركم

توفر التوابل الكثير من النكهة إلى الطعام كما أنها تحتوي على مركبات مهمة يحتاجها الجسم. الكركم هو مكون شائع مبشور أو مفروم طازجاً، أو يستخدم مسحوقاً في الكاري.

مركب الكركمين الموجود في الكركم يحتوي على الكثير من الفوائد الصحية (أ.ف.ب)

قال بريديسن: «الكركم، الذي يحتوي على الكركمين، رائع لأنه له تأثيرات مضادة للالتهابات، ويرتبط أيضاً بكل من الأميلويد والتاو المرتبطين بمرض ألزهايمر، لذلك لديه آليات متعددة لدعم صحة الدماغ».

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Molecules في فبراير (شباط) 2023 أن الكركمين مضاد للميكروبات ووقائي للأعصاب في مجموعة متنوعة من الأمراض العصبية التنكسية، بما في ذلك مرض ألزهايمر.

الزنجبيل

يعتبر الزنجبيل من التوابل الأخرى المستخدمة في شكله الطازج أو المطحون. يقول أوزبورن: «الزنجبيل عامل قوي مضاد للالتهابات، وقد ثبت أنه يعزز الوظائف الإدراكية. كما يُعتقد أن التأثيرات المضادة للأكسدة تحمي الخلايا العصبية من الإجهاد التأكسدي الذي يدعم الأمراض العصبية التنكسية، مثل مرض باركنسون ومرض ألزهايمر».


مقالات ذات صلة

جهاز جديد لتقييم مخاطر السكتة الدماغية

صحتك الجهاز الجديد يقيس تدفق الدم إلى الدماغ بشكل غير جراحي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

جهاز جديد لتقييم مخاطر السكتة الدماغية

طوّر باحثون بجامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية جهازاً جديداً، يعتمد على تقنية الليزر، يمكنه قياس تدفق الدم وحجمه في الدماغ بشكل غير جراحي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تتقلب مستويات هرمون الأستروجين والبروجستيرون خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (أ.ف.ب)

دراسة: النوم يحسّن من أعراض انقطاع الطمث في سن اليأس

يؤدي الحصول على المزيد من النوم إلى تحسين أعراض انقطاع الطمث الناجم عن انخفاض هرمون الأستروجين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك صعود الدرج يجعلك تتمتع بلياقة بدنية أسرع ويستهلك المزيد من السعرات الحرارية (أ.ب)

صعود الدرج يساعدك على حرق السعرات الحرارية

إذا كنت تحاول إنقاص وزنك وتريد طريقة جديدة للقيام بذلك، فقد يكون صعود الدرج كتمرين منتظم مناسباً لك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك رجل يختار حبات من الفواكه في إحدى الأسواق (أرشيفية - رويترز)

أطعمة تساعد على تقليل الالتهابات بصورة طبيعية

يصف بعض الخبراء أحياناً الالتهابات بأنها شر لا بد منه، لأنها تعد الرد الأساسي من الجهاز المناعي للجسم حتى يبقى في دائرة الأمان ويشفى من الأمراض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات في سوق بسانتا روزا دي ليما في المكسيك (أ.ف.ب)

5 علامات تدل على أنك تعاني من نقص العناصر الغذائية بجسمك

إذا تساءلت يوماً عن سبب إصابتك بالمرض دائماً، فقد حان الوقت لإلقاء نظرة طويلة وعميقة على نظامك الغذائي؛ فمن الممكن أن نكون عُرضَة إلى نقص العناصر الغذائية.


عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك
TT

عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عند استخدام لغة الأرقام، فإن حالات آلام العضلات تمثل مشكلة صحية واسعة الانتشار.

الألم والمعاناة اليومية

وتحديداً، ودون حساب آلام العضلات الناجمة عن إصابات الحوادث الشائعة جداً بشكل يومي، تفيد منظمة الصحة العالمية WHO، أن ما بين 20 - 33 في المائة من سكان العالم يعانون من شكل من أشكال الألم العضلي الهيكلي المزمن، وهو ما يعادل أكثر من ملياري شخص على مستوى العالم. كما يُعد ذلك الألم العضلي المزمن المساهم الرئيسي الأعلى في الإعاقات في جميع أنحاء العالم.

وما يضع مزيداً من الأهمية للأمر، الألم المزمن في العضلات الهيكلية يؤدي إلى زيادة المعاناة في الأنشطة اليومية، وزيادة الاضطرار إلى تناول الأدوية المُسكّنة، وارتفاع معدل أخذ الإجازات المرضية، ويؤدي إلى انخفاض كبير في جودة الحياة.

ومع ذلك، فإن التنبه المبكّر إلى مشكلات آلام العضلات بالذات، والبحث الجاد عن أسبابها، ونجاح معالجتها أو وقف تدهورها، هو خطوة حاسمة تُبطئ أو توقف ذلك التدهور الصحي من الوصول إلى العجز أو شدة المعاناة اليومية.

ودون الحديث عن إصابات الحوادث، هل ثمة أسباب أخرى لآلام العضلات يمكن للمرء التعامل معها؟

أسباب متنوعة لآلام العضلات

والحقيقة أن هناك قائمة لتلك الأسباب، وإليك منها 9. مما قد لا يتنبه له بعض المُعانين من آلام العضلات. وبمعرفتها قد تنجح المعالجة في وقفها. وهي:

1. نقص تدفق الدم. إذا كنت تعاني من ألم في ذراعيك أو ساقيك أو كليهما، فقد لا تحصل عضلاتك على ما يكفي من الدم، وهي مشكلة تسمى العَرَج Claudication.

ويعد العَرَج في الواقع عرضاً لأحد الأمراض، وغالباً ما يكون مرض الشرايين المحيطية PAD، وهو ضيق مجرى الشرايين في الأطراف، بما يعيق تدفق الدم للعضلات. أي أن هذا يحدث عادة بسبب حالة تسمى تصلب الشرايين، وهي حالة انسداد في الأوعية التي تحمل الدم إلى عضلاتك.

وفي البداية، قد تلاحظ ذلك فقط نتيجة قلة تدفق الدم إلى العضلات أثناء التمرين وعند ممارسة الرياضة. وغالباً ما تشعر بهذا الألم في الساقين بعد المشي بوتيرة معينة ولمدة معينة من الوقت، حسب شدة الحالة المَرَضية. وتسمى الحالة حينذاك «العَرَج المتقطع» IC، لأن الألم عادة ليس متواصلاً. حيث يبدأ الألم أثناء التمرين وينتهي عند الراحة. ولكن مع مرور الوقت، قد تشعر به عند الجلوس أثناء الراحة أو المشي الخفيف.

2. كسل الغدة الدرقية. كسل (قصور) الغدة الدرقية Hypothyroidism، يحدث عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هرمون معين أساسي للجسم، وهو هرمون الغدة الدرقية. ونقص توفر هذا الهرمون في الجسم يمكن أن يسبب آلام العضلات والمفاصل، فضلاً عن التورم والألم. ويمكن أن يجعلك تشعر بالتعب ويؤدي إلى مشكلات في الذاكرة، وتساقط الشعر، وجفاف الجلد، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وتباطؤ معدل ضربات القلب، والإمساك، وخشونة الصوت، والعقم، وتدني الرغبة الجنسية، ومشكلات أخرى.

ويمكن لطبيبك إجراء فحص دم بسيط لمعرفة ما إذا كنت تعاني من القصور في توفر هذا الهرمون. وإذا كان الأمر كذلك، يمكن أن تساعد الأدوية في تعويض نقص هذا الهرمون المفقود.

ألم عضلي ليفي وتعب مزمن

3. الألم العضلي الليفي. يمكن أن تسبب هذه الحالة ألماً في المفاصل والعضلات، فضلاً عن مشكلات في النوم والمزاج والذاكرة. والألم الليفي العضلي Fibromyalgia هو اضطراب يسبب ألماً واسع المدى في البنية العضلية الهيكلية، ويصحبه الشعور بالإرهاق واضطرابات النوم والذاكرة والحالة المزاجية.

ويعتقد العلماء أن هذا يحدث عندما يستقبل دماغك إشارات الألم الخفيفة الطبيعية، ثم يجعلك تشعر أنها أسوأ، عن طريق الخطأ. أي أن ثمة زيادة في الإحساس بالألم عن طريق التأثير على طريقة معالجة الدماغ والحبل النخاعي للإشارات المؤلمة وغير المؤلمة. والنساء هن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالألم الليفي العضلي من الرجال. كما يعاني العديد من الأشخاص المصابين بالألم الليفي العضلي من الصُّداع التوتُّري، واضطرابات المفصل الصدغي الفكّي، ومتلازمة القولون المتهيج، والقلق، والاكتئاب.

وصحيح أنه لا يوجد علاج للألم الليفي العضلي، ولكن توجد مجموعة متنوعة من الأدوية التي قد تساعد في السيطرة على أعراضه. ومن الأمور المفيدة أيضاً ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء وتدابير تقليل التوتر، مثل اليوغا.

4. متلازمة التعب المزمن Chronic Fatigue Syndrome. أحد أنواع الاضطرابات المرضية غير معروفة السبب. وهي أكثر شيوعاً في الإناث مقارنة بالذكور، وغالباً ما تصيب الشباب والبالغين في منتصف العمر. وفيها يُعاني المُصاب من الشعور بالتعب، الذي لا يوجد له تبرير أو تفسير آخر، لمدة ستة أشهر أو أكثر. ويرافقه عدد من الصعوبات في القدرات المعرفية، مثل مشكلات واضطرابات في قدرات الذاكرة ذات العلاقة بتذكر الأمور التي حصلت على المدى القصير، وليست القديمة، وأيضاً اضطرابات في التركيز الذهني.

وتشخيص الإصابة بمتلازمة التعب المزمن يكون عندما يعاني الشخص من تعب مزمن لمدة ستة أشهر أو أكثر، وتم استبعاد واستثناء جميع الحالات الأخرى المعروفة التي يمكن أن تسبب التعب للإنسان. أو أن يكون لدى الشخص، وفي الوقت نفسه، أربعة أو أكثر من الأعراض التالية:

- مشكلات كبيرة في ذاكرة المدى القصير أو في قدرات التركيز.

- التهاب الحلق.

- ألم في الغدد الليمفاوية.

- آلام في العضلات.

- آلام في عدد من المفاصل دون تورم أو احمرار فيها.

- الصداع الذي يختلف في النمط أو الشدة من الصداع السابق والمعتاد للمرء.

- الشعور بالتعب وعدم تجدد حيوية النشاط بعد الاستيقاظ من النوم.

- التعب الشديد الذي يستمر أكثر من 24 ساعة بعد ممارسة الجهد البدني أو الإجهاد.

الفيروسات وتأثيرات الأدوية

5. فيروسات الإنفلونزا ونزلات البرد. يرتبط ألم والتهاب العضلات بالعديد من الفيروسات، ولكن فيروسات الإنفلونزا ونزلات البرد هما السبب الأعلى في حدوثها. وتُظهر الدراسات الفيروسية أن الإنفلونزا بي B أكثر عرضة من الإنفلونزا إيه A للتسبب في التهاب العضلات. ويرجع ذلك على الأرجح إلى وجود بروتين NB في غشاء الإنفلونزا بي B، الذي يشارك في دخول الفيروس للخلايا وقد تكون له خصائص عضلية.

وغالباً ما تكون الأعراض متركزة في عضلات «بطة الساق» الخلفية Calf Muscles، ولكن مجموعات عضلية أخرى قد تعاني في ثلث الحالات. وعادة ما يكون التهاب والألم العضلي «محدودٌ ذاتياً» Self - Limiting، مع التعافي في غضون أسبوع واحد من ظهور الأعراض.

ومن جانب آخر، يقول الدكتور توماس دونالدسون، رئيس قسم جراحة العظام في جامعة لوما ليندا للصحة: «الألم الذي تشعر به في مفاصلك عندما تكون مصاباً بالإنفلونزا يرجع إلى استجابة الجسم المناعية، وليس الإنفلونزا الفعلية». ويضيف: «بمجرد ارتباط الأجسام المضادة Antibodies بالإنفلونزا، ينتج الجسم نوعاً من البروتين لقتل الفيروس. وهذا البروتين هو ما يسبب الأعراض». وبالإضافة إلى ذلك، تنتج خلايا الدم البيضاء السيتوكينات - وهي بروتينات صغيرة تستخدم لإشارات الخلايا - التي تسبب الالتهاب في العضلات والمفاصل. يقول دونالدسون: «يمكن أن يسبب الالتهاب ألماً يشبه التهاب المفاصل الخفيف».

6. الآثار الجانبية للأدوية. يمكن أن يتسبب تناول أحد العديد من أنواع الأدوية الموصوفة في ظهور آلام العضلات المؤقتة أو المزمنة. وذلك ربما عبر أحد آليتين، إما أن تسبب بعض الأدوية التهاباً حول خلايا العضلات، أو أن تتسبب أدوية أخرى في تنشط حساسية مستقبلات آلام داخل العضلات.

وتشمل بعض الأدوية الأكثر شيوعاً التي يمكن أن تسبب الانزعاج: المضادات الحيوية والأدوية التي تخفض مستويات الكوليسترول وأنواع من أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم وحتى أجهزة استنشاق الربو.

ومشكلة «عدم تحمّل الستاتين» قد تبلغ نسبة 30 في المائة بين فئات من المرضى الذين يتناولون أحد أنواع هذه الفئة من أدوية خفض الكوليسترول. ولدى 60 في المائة من الذين أوقف الأطباء تناولهم لها، كانت أعراض العضلات هي السبب الرئيسي لذلك. كما يمكن أن تؤدي بعض مضادات الاكتئاب وأدوية علاج حب الشباب أيضاً إلى آلام العضلات. وقد يعاني ما معدله 14 في المائة من النساء اللاتي يتناولن أدوية الإستروجين أيضاً من آلام العضلات والمفاصل. وكما أن غالبية علاجات السرطان، بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، قد تتسبب بآلام العضلات. ويبدأ 6 في المائة من الأشخاص الذين يتناولون أدوية مضادة للصرع أيضاً في الشعور بالألم. ومن المهم التحدث إلى طبيبك إذا بدأت تعاني من آلام العضلات بعد تناول أدوية معينة.

7. توتر العضلات. عندما تعاني من التوتر والقلق، تبدأ الأوعية الدموية في الانقباض، ما يمنع وصول الكثير من الدم إلى العضلات والأوتار المختلفة في الجسم. هذا يجعل العضلات تشعر بمزيد من التوتر والألم. ولذا يعد توتر العضلات Muscle Tension أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لألم العضلات ويمكن أن يتطور في منطقة معينة من الجسم.

وتتمثل إحدى أفضل الطرق لتخفيف توتر العضلات في التحرك أكثر، والبقاء نشطاً بدنياً. وهذا يحسن الدورة الدموية لضمان أن تبدأ عضلاتك في الشعور بمزيد من الاسترخاء. وممارسة تمارين التمدد الخفيف واللطيف للعضلات، إجراء فعال أيضاً ويمكنه إزالة التوتر الموجود حيث تشعر به أكثر. وإذا كنت تعاني من ألم العضلات قبل النوم، يمكن أن يكون التأمل فعالاً أيضاً إذا مارسته لمدة 10 إلى 30 دقيقة قبل النوم. سيعمل هذا أيضاً بشكل جيد على تحسين جودة نومك ويساعدك على الشعور بمزيد من الاسترخاء عند الاستيقاظ في الصباح.

أكثر من ملياري شخص في العالم يعانون من شكل من أشكال الألم العضلي الهيكلي المزمن

اختلال توازن الإلكتروليتات واضطرابات المناعة

8. توازن الإلكتروليتات والماء. يشكل الماء نسبة 80 في المائة من كتلة عضلات الجسم. وجفاف الجسم حتى بدرجات بسيطة أو متوسطة، يتسبب بآلام العضلات. والجفاف بدرجات شديدة قد يتسبب بآلام تشنجات وتقلص العضلات.

كما أن الإلكتروليتات (الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم) هي «عماد» حصول انقباض وانبساط العضلات، عبر التشكيلات الكهربائية واختلاف الجهد الكهربائي بين داخل وخارج الخلايا العضلية.

ويمكن أن يؤدي اختلال توازن الإلكتروليتات في الجسم أيضاً إلى ظهور آلام في العضلات بسبب اضطرابات معدلات هذه المعادن في الجسم، حيث يمكن أن يؤدي نقص المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم إلى اختلال توازن الإلكتروليتات، وبالتالي تأثر العضلات بشكل مباشر. ويتسبب التشنج في تقلص العضلات في مناطق مختلفة من الجسم، وهو أمر غير مريح غالباً ويؤثر على حركة العديد من الأشخاص. كما يمكن أن يجعل هذا من الصعب الحصول على قسط كافٍ من النوم. ويمكن أن تبدأ العضلات في الارتعاش في أوقات عشوائية وقد تسبب حتى تشنجات.

9. اضطرابات المناعة الذاتية. تحدث أمراض المناعة الذاتية Autoimmune Diseases عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم نفسه عن طريق الخطأ.

وتتمثل مهمة الجهاز المناعي السليم بالأساس في أنه يقاوم الجراثيم والعدوى. ولكن لأسباب متعددة، يطال هذا الجهاز المناعي للجسم خلل في آلية التوجه، ويهاجم خلايا الجسم نفسها.

والاعتلالات العضلية الالتهابية Inflammatory Myopathies، مثل التهاب العضلات Myositis قد تحدث نتيجة اضطرابات المناعة. وذلك إما في مناطق عضلية محددة، أو على هيئة والتهاب العضلات المتعدد Polymyositis. وفي مرض الذئبة Lupus يمكن أن يصيب الالتهاب عدداً من أجهزة الجسم، بما في ذلك العضلات والمفاصل والجلد والكلى وكريات الدم والدماغ والقلب والرئتين.

وفي التصلب المتعدد Multiple sclerosis تحصل إعاقة في الدماغ والحبل النخاعي (الجهاز العصبي المركزي). وعند مهاجمة الجهاز المناعي غمد الحماية (المايلين) الذي يغطي الألياف العصبية، ويسبب مشكلات في الاتصال بين الدماغ وبقية الجسم. وقد يفقد بعض المصابين بالتصلب المتعدد الشديد القدرة على المشي وحدهم أو المشي عموماً. أما البعض الآخر، فقد يمرون بفترات تعافٍ طويلة دون ظهور أي أعراض جديدة، وذلك بناءً على نوع التصلب المتعدد لديهم.

* استشارية في الباطنية.