«إنسولين ذكي» يستجيب لمستويات السكر المتغيرة بالدم في الوقت الفعلي

يتعين على مرضى السكر حالياً إعطاء أنفسهم الإنسولين الصناعي حتى 10 مرات في اليوم (أ.ف.ب)
يتعين على مرضى السكر حالياً إعطاء أنفسهم الإنسولين الصناعي حتى 10 مرات في اليوم (أ.ف.ب)
TT

«إنسولين ذكي» يستجيب لمستويات السكر المتغيرة بالدم في الوقت الفعلي

يتعين على مرضى السكر حالياً إعطاء أنفسهم الإنسولين الصناعي حتى 10 مرات في اليوم (أ.ف.ب)
يتعين على مرضى السكر حالياً إعطاء أنفسهم الإنسولين الصناعي حتى 10 مرات في اليوم (أ.ف.ب)

طور العلماء إنسولين ذكياً يستجيب لمستويات السكر المتغيرة في الدم في الوقت الفعلي، ويمكن أن

يحدث ثورة في علاج الملايين من الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول في جميع أنحاء العالم.

ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، يتعين على المرضى حالياً إعطاء أنفسهم الإنسولين الصناعي حتى 10 مرات في اليوم من أجل البقاء على قيد الحياة.

ويمكن أن يؤدي التقلب المستمر بين مستويات السكر في الدم المرتفعة والمنخفضة إلى مشاكل صحية جسدية قصيرة وطويلة الأجل، كما أن الضغط النفسي الذي يشعر به المرضى من أجل الحفاظ على استقرار هذه المستويات يمكن أن يؤثر أيضاً على صحتهم العقلية.

وفي هذا السياق، نجح فريق من الباحثين من الولايات المتحدة وأستراليا والصين في تطوير «إنسولين ذكي» يظل خاملاً في الجسم ولا ينشط إلا عند الحاجة إليه.

ويحاكي هذا الإنسولين الاستجابة الطبيعية للجسم لمستويات السكر المتغيرة في الدم، وذلك على الفور في الوقت الفعلي.

وقال الدكتور تيم هايس، الذي شارك في الدراسة، إن «الإنسولين الذكي قد يبشر بعصر جديد في الحرب ضد مرض السكري؛ لأنه يقترب من علاج مرض السكري من النوع الأول أكثر من أي علاج دوائي».

وأضاف: «لا يصبح الإنسولين الذكي نشطاً إلا عندما يكون هناك كمية معينة من السكر في الدم، لمنع ارتفاع سكر الدم، في حين أنه يصبح غير نشط مرة أخرى عندما تنخفض المستويات إلى ما دون نقطة معينة، مما يجنب الشخص نقص سكر الدم (انخفاض نسبة الغلوكوز في الدم)».

وتم اكتشاف الإنسولين منذ أكثر من 100 عام من قبل الجراح الكندي الدكتور فريدريك بانتنغ، ومساعده تشارلز بيست.

ويُعد السّكري من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تُسبب مضاعفات صحية خطيرة على المدى الطويل، خصوصاً إذا لم يجرِ التحكم فيه بشكل فعال.

وتشمل أبرز المضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية، ومشاكل العين مثل إعتام العدسة واعتلال الشبكية السّكري، ومشاكل الساق والقدم مثل القرحة والتهاب العظام وبتر الأطراف، بالإضافة لمشاكل الكلى مثل الفشل الكلوي الحاد، وغسلها وزرعها.


مقالات ذات صلة

دراسة تحذر: بديل السكر يزيد من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

صحتك موزع مشروبات غازية في القرية الأولمبية (أ.ف.ب)

دراسة تحذر: بديل السكر يزيد من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

أظهرت دراسة حديثة أن تناول بديل السكر «الإريثريتول»، المستخدم في تحلية المنتجات منخفضة الكربوهيدرات، قد يزيد من أخطار الجلطات الدموية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق فحص لقياس نسبة السكر في الدم (رويترز)

السيطرة على السكر تُجنّبكم الخرف

أظهرت دراسة أميركية أنّ ثمة طريقة يمكنها أن تحمي مرضى السكري من الإصابة بالخرف؛ خصوصاً بين كبار السنّ... فماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك فقدان حجم الدماغ علامة شائعة للمرض (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

دواء للسكري يُبطئ تطوُّر ألزهايمر

أفادت دراسة بريطانية بأنّ دواء يُستخدم لعلاج السكري من النوع الثاني والسمنة، قد يُبطئ تطوُّر مرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التمارين الرياضية يمكن أن توازن خطر الوفاة المرتفع المرتبط بالجلوس لفترات طويلة (جامعة جنوب كاليفورنيا)

التمارين الرياضية تقي مرضى السكري خطر الوفاة المبكرة

يُعد الجلوس المفرط مشكلة صحية عامة، خصوصاً مع زيادة خطر الوفيات بين عامة السكان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تناول الأطفال الذكور عصائر الفاكهة المركزة قد يزيد من خطر إصابتهم بمرض السكري (رويترز)

دراسة: عصير الفاكهة المركز قد يصيب الأطفال الذكور بالسكري

أظهرت دراسة جديدة أن تناول الأطفال الذكور للمشروبات السكرية وعصائر الفاكهة المركزة قد يزيد من خطر إصابتهم بمرض السكري.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: استخدام الماريجوانا يومياً قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة

نبتة الماريجوانا (أرشيفية - رويترز)
نبتة الماريجوانا (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: استخدام الماريجوانا يومياً قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة

نبتة الماريجوانا (أرشيفية - رويترز)
نبتة الماريجوانا (أرشيفية - رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن استخدام الماريجوانا يومياً لسنوات قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة من ثلاثة إلى خمسة أضعاف.

ووفق تقرير نشرته شبكة «سي إن إن»، قال الدكتور نيلز كوكوت، أستاذ طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والمؤلف الرئيسي للدراسة: «أظهر بحثنا أن الأشخاص الذين يستخدمون القنب، وخصوصاً أولئك الذين يعانون اضطراب تعاطي القنب، هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرأس والرقبة، مقارنة بأولئك الذين لا يستخدمونه».

ويجري تشخيص اضطراب تعاطي القنب عندما يعاني الشخص اثنين أو أكثر من الأعراض مثل الرغبة الشديدة في تعاطي القنب، والتعود على آثاره الجانبية، واستخدام الماريجوانا على الرغم من أنها تسبب مشاكل في الحياة، واستخدامها في مواقف عالية الخطورة، وعدم القدرة على الإقلاع، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.

وأضاف كوكوت، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «بينما لم تفرِّق دراستنا بين طرق استهلاك القنب، فإن القنب يُستهلك عادةً عن طريق التدخين، ومن المرجح أن الارتباط الذي وجدناه، يتعلق بشكل أساسي بالمدخنين».

ووفقاً للمعهد الوطني للسرطان، فإن نحو 69 في المائة من الأشخاص الذين جرى تشخيص إصابتهم بسرطان الفم أو الحلق، سيَبقون على قيد الحياة لمدة خمس سنوات أو أكثر بعد تشخيصهم. ومع ذلك، إذا انتشر السرطان، ينخفض ​​هذا المعدل إلى 14 في المائة، ونحو 61 في المائة من الأشخاص الذين جرى تشخيص إصابتهم بسرطان الحنجرة، سيكونون على قيد الحياة بعد خمس سنوات، وهو معدل ينخفض ​​إلى 16 في المائة إذا انتشر السرطان.

وقال الدكتور جوزيف كاليفانو، رئيس قسم جراحة الرأس والرقبة بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، إن الدراسة استخدمت بيانات التأمين، للنظر في ارتباط اضطراب تعاطي القنب بسرطان الرأس والرقبة.

وأضاف: «استخدم الباحثون مجموعة بيانات ضخمة جداً، وهو أمر غير عادي حقاً، وهناك قوة هائلة في النظر إلى أرقام بهذا الحجم، عندما لا نرى عادةً سوى دراسات صغيرة».

وتابع: «في المتوسط، يدخن الأشخاص، الذين يعانون اضطراب تعاطي القنب، نحو سيجارة واحدة يومياً، ويفعلون ذلك لبضع سنوات على الأقل، إن لم يكن لفترة أطول». ومع ذلك أشار إلى أن الدراسة لم تجد ارتباطاً بين «الاستخدام الترفيهي العرضي للماريجوانا وسرطان الرأس والرقبة».

كيف يمكن أن يسبب القنب السرطان؟

قامت الدراسة، التي نُشرت، الخميس الماضي، في «JAMA Otolaryngology–Head & Neck Surgery»، بتحليل قاعدة بيانات تضم 4 ملايين سجل صحي إلكتروني، ووجدت أكثر من 116000 تشخيص لاضطراب تعاطي القنب بين الأشخاص المصابين بسرطان الرأس والرقبة. ثم جرت مطابقة هؤلاء الرجال والنساء، الذين بلغ متوسط ​​أعمارهم 46 عاماً، مع أشخاص مصابين أيضاً بسرطان الرأس والرقبة، لكن لم يجرِ تشخيصهم باضطراب تعاطي القنب.

وأظهر التحليل أن الأشخاص المصابين باضطراب تعاطي القنب كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بنحو 2.5 مرة، وأكثر عرضة للإصابة بسرطان البلعوم الفموي بنحو خمس مرات، وهو سرطان الحنك الرخو واللوزتين والجزء الخلفي من الحلق، وأكثر عرضة للإصابة بسرطان الحنجرة بأكثر من ثماني مرات. ووفقاً للدراسة، فإن النتائج كانت صحيحة لجميع الفئات العمرية.

يقول الخبراء إن الدخان هو أحد الأسباب الرئيسية للارتباط بين تدخين القنب وسرطانات الرأس والرقبة. يؤدي تدخين التبغ إلى مضاعفة خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، والذي يشكل 90 في المائة من جميع سرطانات الرأس والرقبة. ويؤدي الإفراط في استخدام التبغ إلى زيادة المخاطر، وعندما يضاف الكحول، يصبح الخطر أعظم.

ويقول الخبراء إن خطر دخان القنب قد يكون أعظم بسبب الطريقة التي يجري بها تدخين الماريجوانا، دون ترشيح واستنشاقها بعمق وحبسها في الرئتين والحلق لبضع ثوانٍ.

كما وجدت الأبحاث رابطاً بين أنواع القنب المختلفة ونمو الورم. وفقاً للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية، يوجد أكثر من 100 نوع من القنب. وفي المجمل، هناك نحو 540 مادة كيميائية في كل نبات من نباتات الماريجوانا.

إن رباعي هيدرو كانابينول، أو THC، هو المادة التي تجعل الشخص يشعر بالنشوة، في حين ثبت أن الكانابيديول، أو CBD، له استخدامات طبية لعلاج نوبات الصرع لدى الأطفال.

وقال كاليفانو: «يُظهر جزء من البحث، الذي نشرناه بالفعل، أن THC أو المركبات الشبيهة بـTHC يمكنها تسريع نمو الورم، كما لدينا بعض البيانات التي تُظهر أن القنب يعزز نمو سرطانات الحلق المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري».