آمال جديدة لعلاجات مناعية أكثر فاعلية لمحاربة سرطان البنكرياس

خلايا سرطان البنكرياس تختلف بناءً على اختلاف موقعها
خلايا سرطان البنكرياس تختلف بناءً على اختلاف موقعها
TT

آمال جديدة لعلاجات مناعية أكثر فاعلية لمحاربة سرطان البنكرياس

خلايا سرطان البنكرياس تختلف بناءً على اختلاف موقعها
خلايا سرطان البنكرياس تختلف بناءً على اختلاف موقعها

في تطور لافت في طب الأورام كشفت دراسة حديثة أن خلايا سرطان البنكرياس تختلف بناءً على اختلاف موقعها في البنكرياس، مما يوفر معلومات جديدة عن الأورام يمكن أن تسفر عن اكتشاف علاجات أكثر فاعلية لمكافحة المرض. ووجد فريق البحث في هيوستن ميثوديست، أن الموقع التشريحي لورم البنكرياس هو عامل مساهم في نتائج التدخلات العلاجية المنهجية. وتفيد الفرضية بأن هناك اختلافاً في البيئات الدقيقة للأورام في رأس البنكرياس مقارنة بالجسم والذيل، وخاصة مستقبلات العلاج المناعي الموجودة في كل قسم من البنكرياس.

وأوضح الدكتور معن عبد الرحيم، رئيس قسم الأورام الطبية المعدية المعوية في مستشفى هيوستن ميثوديست، والمؤلف الأول لمقال بحثي بعنوان «التنميط الجزيئي المقارن للسرطان الغدي القنوي البنكرياسي في الرأس مقابل الجسم والذيل»، الذي تم نشره في «إن بي جي بيرسيجين أونكولوجي» (NPJ Precision Oncology) التابعة لـ«ـنيتشر» (Nature) أنه «من خلال التركيز على العوامل البيولوجية المحيطة بالورم، وأخذ موقعه على البنكرياس بعين الاعتبار، يمكننا تقييم خيارات العلاج لدينا بشكل أفضل. فبدلاً من علاج المرضى تحت مظلة سرطان البنكرياس الخبيث، فإن التحول إلى نموذج يعتمد على موقع الورم يمكن أن يغير بشكل كبير كيفية وضع الأطباء لخطط العلاج الأولية».

ويشرح الدكتور عبد الرحيم أن الإجراء العلاجي القياسي لمرضى سرطان البنكرياس القنوي الغدي هو الاستئصال، على الرغم من أن زراعة الأعضاء واستئصال البنكرياس هي أيضاً من الخيارات السريرية. وعلى الرغم من أن غالبية مرضى هذا النوع يعانون من مراحل متأخرة أو متقدمة، فإن أولئك القادرين على التأهل للعلاج العلاجي يواجهون معدلات عالية من تكرر الإصابة.

وفي طيات المقال العلمي، لفت فريق البحث إلى أن كثيراً من الدراسات السريرية توضح أنه بغض النظر عن إدراج العلاج الكيميائي كمساعد، إلا أنه لا يزال يتم الإبلاغ عن تكرار الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 91.1 في المائة. ورغم أن النسبة الأولية لمرضى سرطان البنكرياس القنوي الغدي تكون في مراحل تتجاوز نقطة التدخل العلاجي، فإن الدراسات التي أجريت والتي لوحظ فيها الانتكاس، يمكن استخدامها لتقييم تشخيص أدق وأفضل، مما قد يساعد في إدارة السرطان للحصول على نتائج مستقبلية أفضل.

هذا وتضمنت الأبحاث الحديثة، المتغيرات التي يمكن توقعها لسرطان البنكرياس القنوي الغدي، مثل حجم الورم والسمات النسيجية، التي يتم استخدامها لإنشاء أنظمة إدارة شاملة أفضل لعلاج المرض. ويأمل الفريق أن يساعد هذا الاكتشاف الأطباء على تطوير خطة علاجية أكثر تحديداً وتحسين نتائج المرضى.

وتجدر الإشارة إلى أن سرطان البنكرياس القنوي الغدي Pancreatic ductal adenocarcinoma (PDAC) يعد سرطاناً عدوانياً، وزادت نسب الإصابة به بشكل كبير خلال العقد الماضي، ويعد حالياً السبب الرئيسي السابع لوفيات السرطان بين الرجال والنساء على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يكون السبب الرئيسي الثالث للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، وترجع هذه الزيادة إلى عدة عوامل منها السمنة ومرض السكري.


مقالات ذات صلة

علاج جديد يطيل عمر مرضى سرطان الجلد لأكثر من 10 سنوات بعد التشخيص

صحتك العلاج الجديد يساعد المرضى على العيش لأكثر من 10 سنوات بعد التشخيص (رويترز)

علاج جديد يطيل عمر مرضى سرطان الجلد لأكثر من 10 سنوات بعد التشخيص

توصلت مجموعة من الباحثين إلى علاج جديد لسرطان الجلد يساعد المرضى على العيش لأكثر من 10 سنوات بعد التشخيص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك إزالة جين واحد من أنسجة الدهون البنية يسرع عملية التمثيل الغذائي في الجسم (د.ب.أ)

إزالة جين واحد من الأنسجة الدهنية قد يخدع الجسم ليحرق المزيد من السعرات

أظهرت دراسة حديثة أن إزالة جين واحد من الأنسجة الدهنية يمكن أن يخدع الجسم ليحرق المزيد من السعرات الحرارية دون الحاجة إلى اتباع نظام غذائي منتظم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الغوريلات البرية في الغابون لديها القدرة على معالجة نفسها ذاتياً (رويترز)

«الغوريلا» قد تسهم في التوصل لعلاج عدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

قد تساعد مجموعة من الغوريلات لديها القدرة على معالجة نفسها ذاتياً العلماء على تطوير أدوية جديدة لعلاج عدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (ليبرفل)
صحتك السفر يعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية (رويترز)

السفر قد يؤخر الشيخوخة

أكدت دراسة جديدة أن السفر قد يؤخر أو يبطئ عملية الشيخوخة، ويعزز صحة الأشخاص البدنية والعقلية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك مرضى الاكتئاب يعانون من تضاعف حجم إحدى الشبكات بأدمغتهم (رويترز)

مرضى الاكتئاب لديهم شبكة دماغية أكبر بمرتين من حجمها الطبيعي

كشفت دراسة حديثة أن مرضى الاكتئاب يعانون من تضاعف حجم إحدى الشبكات بأدمغتهم، الأمر الذي قد يسهم في إيجاد علاجات جديدة وفعالة للمرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تجنّب الأطعمة المعالجة يقلّل خطر السكري

الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

تجنّب الأطعمة المعالجة يقلّل خطر السكري

الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

أفادت دراسة بريطانية بأن تجنّب الأطعمة فائقة المعالجة يقلّل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ونصح الباحثون بجامعة «إمبريال كوليدج لندن»، بضرورة استبدال الأطعمة الأقل معالجة بالأخرى فائقة المعالجة، للحماية من السكري، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية «لانسيت ريجونال هيلث».

يُذكر أن السكري من النوع الثاني حالة مزمنة تتسم بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لمقاومة الأنسولين، أو عدم إنتاج الجسم كمية كافية منه. ويتطور المرض غالباً بسبب نمط حياة غير صحي، بما في ذلك التغذية غير المتوازنة والسمنة وقلة النشاط البدني. ويمكن إدارة المرض من خلال تحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة بانتظام، وفقدان الوزن.

وأجرى الفريق دراسته للتحقق من العلاقة بين مستوى معالجة الأطعمة وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، مع تحديد أنواع الأطعمة فائقة المعالجة الأكثر خطورة.

ويجري تقييم درجة معالجة الأطعمة باستخدام تصنيف يقسّمها لأربع مجموعات هي: الأطعمة غير المعالجة، مثل: البيض والحليب والفواكه، والأطعمة المعالجة بشكل خفيف، مثل: الملح والزبدة والزيت، والأطعمة المعالجة مثل الأسماك المعلبة والجبن، والأطعمة فائقة المعالجة، مثل: الأطباق الجاهزة والوجبات الخفيفة المالحة والحلويات.

وشملت الدراسة تحليل النظام الغذائي والصحي لأكثر من 311 ألف شخص من ثماني دول أوروبية على مدى متوسط قدره 10.9 سنة، إذ أُصيب خلالها 14236 شخصاً بمرض السكري من النوع الثاني.

وأظهرت النتائج أن كل زيادة بنسبة 10 في المائة في تناول الأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري بنسبة 17 في المائة، إلا أن استبدال الأطعمة الأقل معالجة بفائقة المعالجة، قد يقلل من هذا الخطر.

وأشار الباحثون إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة الأكثر خطورة تشمل الوجبات الخفيفة المالحة، واللحوم المصنعة، والوجبات الجاهزة، والمشروبات المحلاة بالسكر أو المحلاة صناعياً.

وشكّلت هذه الأطعمة غير الصحية نحو 23.5 في المائة من إجمالي النظام الغذائي لمن يتناولونها، وكانت المشروبات المحلاة وحدها تشكّل ما يقرب من 40 في المائة من استهلاكهم للأطعمة فائقة المعالجة، و9 في المائة من إجمالي نظامهم الغذائي.

بينما أظهرت أطعمة أخرى، مثل: الخبز والبسكويت وحبوب الإفطار البديلة النباتية، تأثيراً أقل في زيادة خطر السكري.

وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لارتباط الأطعمة فائقة المعالجة بالسكري لم تُحدد بعد، فإن الباحثين يعتقدون أن عوامل مثل الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن تلعب دوراً.

وأشارت دراسة سابقة إلى أن زيادة الدهون شكّلت نحو نصف هذا الارتباط. كما أكدت الأبحاث أن زيادة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بزيادة خطر السمنة والأمراض المزمنة، مثل: السكري والاكتئاب.