اكتشاف خميرة قد توقف الالتهابات الفطرية

اكتشاف خميرة قد توقف الالتهابات الفطرية
TT

اكتشاف خميرة قد توقف الالتهابات الفطرية

اكتشاف خميرة قد توقف الالتهابات الفطرية

اكتشف علماء نوعًا جديدًا من الخميرة في أمعاء الفئران والبشر يمكن أن تكون لها فوائد صحية ملحوظة.

ويبدو أن النوع الجديد الذي أطلق عليه الباحثون اسم «Kazachstania weizmannii»، يقاوم خميرة أخرى تسمى Candida albicans، والتي لديها القدرة على الانتشار إلى عدوى فطرية خطيرة.

وتعيش (المبيضة البيضاء) على جلد العديد من الأشخاص والأغشية المخاطية دون إزعاج كبير، على الرغم من أن فرط نموها يمكن أن يسبب حالة مزعجة من داء المبيضات (المعروف عادة باسم مرض القلاع).

وفي بعض الظروف، كما هو الحال عند الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، يمكن أن تسبب المبيضات البيضاء «داء المبيضات الغازي»؛ وهي عدوى حادة ومميتة في كثير من الأحيان للأعضاء الداخلية والتي تنتشر بسهولة في أماكن الرعاية الصحية.

ومن المبشر أن «K. weizmannii» يبدو أنه يساعد في إبقاء C. albicans تحت السيطرة، حتى في الفئران ذات الأجهزة المناعية الضعيفة.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة عالم المناعة ستيفن يونج «قد يكون لهذه المنافسة بين أنواع كازاخستان والمبيضات قيمة علاجية لإدارة الأمراض البشرية التي تسببها المبيضة البيضاء. فالكائنات الحية الدقيقة التي تعيش فينا وعلينا دون التسبب في ضرر هي جزء من الميكروبيوم المتعايش. كما ان المعلومات الجينية، أو الميتاجينوم، التي تجعلنا بشرًا تأتي من الخلايا البشرية والميكروبيوم المتعايش». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن «Journal of Experimental Medicine».

وفي هذا الاطار، تمت دراسة الميتاجينوم من حيث البكتيريا العديدة التي تعيش على الأسطح المخاطية، لكن الفطريات تعيش هناك أيضًا، ولا يُعرف سوى القليل عن دورها في الصحة.

وتظهر الأدلة المتزايدة أن الفطريات المتعايشة، وخاصة المبيضة البيضاء، يمكن أن تقوي أجهزة المناعة لدى الثدييات. كما أنه قد يتم تطوير علاجات أفضل من خلال فهم أفضل لكيفية تأثير الفطريات المتعايشة على المناعة، وهذا ما بدأ الباحثون بالتحقيق فيه.

جدير بالذكر، تحتوي الفئران البرية على المبيضة البيضاء في المتفطرات الخاصة بها، لكن فئران المختبر التي يتم الاحتفاظ بها في ظروف معقمة نادرًا ما تحتوي عليها، وعادةً لا تسمح للمبيضة البيضاء باستعمارها دون علاج بالمضادات الحيوية لقتل البكتيريا الأخرى التي تمنعها. لكن يونج وزملاءه لاحظوا أن بعض نماذج الفئران التي تعاني من عوز المناعة لا يمكن استعمارها بالمبيضة البيضاء حتى بعد العلاج بالمضادات الحيوية. ثم وجدوا أن الكائنات الحية الدقيقة في أمعاء هذه الفئران تحمل أنواعًا غير محددة من الخميرة.

ويبين يونج «مع العلم أن المبيضة البيضاء يمكن أن تسبب مرضًا يهدد الحياة، قررنا إجراء مزيد من التحقيق في هذا الأمر. وبالفعل، فقد أتى هذا الخط من البحث بثماره، حيث وجدنا أن الخميرة الجديدة يمكن أن تمنع بقوة استعمار المبيضة البيضاء».

ولعل النتيجة الأكثر أهمية هي أن الباحثين اكتشفوا أن K. weizmannii يمكن أن يقلل من عدد بكتيريا C. albicans في أمعاء الفئران عن طريق التنافس معها على شغل الأمعاء؛ ففي الفئران التي تعاني من عوز المناعة، يمكن أن تتسلل المبيضة البيضاء عبر الحاجز المعوي. وأيضا يمكن أن يحدث داء المبيضات الغازي عندما تدخل الخميرة إلى مجرى الدم وتنتشر، ما يؤثر على العديد من أعضاء الجسم بما في ذلك العينان والعظام والقلب والدماغ. لكن إدخال K. weizmannii أدى إلى تأجيل انتشار داء المبيضات الغازي في هذه الفئران إلى حد كبير.

ويشرح يونج قائلا «بفضل قدرته على التنافس بنجاح مع المبيضة البيضاء في أمعاء الفأر، قلل K. weizmannii من وجود المبيضة البيضاء وخفف من تطور داء المبيضات في الحيوانات المثبطة للمناعة».

وقد حدد الفريق أيضًا K. weizmannii وأنواعًا مماثلة في عينات ميتاجينوم الأمعاء البشرية، حيث لم يتم العثور على نوعي Kazachstania وCandida معًا في كثير من الأحيان. وهذا يعني أن النوعين قد يتنافسان أيضًا في الأمعاء البشرية، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأدلة تزداد على أن الروائح قد تؤثر بشكل مباشر على الحالة المزاجية (رويترز)

باحثون يربطون بين حاسة الشم والاكتئاب... ما العلاقة؟

هناك ظاهرة أقل شهرة مرتبطة بالاكتئاب، وهي ضعف حاسة الشم، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تمارين تساعدك على زيادة سعة الرئة

تلعب الرئة دوراً مهماً في صحة الجهاز التنفسي واللياقة البدنية بشكل عام، وتشير سعة الرئة إلى الحد الأقصى من كمية الهواء التي يمكن أن تحتويها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

أوضح الباحثون بقيادة المركز الألماني لأبحاث السرطان، أن هذا البرنامج أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة، وتراجع كبير في التعب، وفق النتائج التي نشرت، الخميس، في دورية «Nature Medicine».

وسرطان الثدي النقيلي، أو المتقدم، هو نوع من السرطان ينتشر من الثدي إلى أجزاء أخرى في الجسم، ويتضمن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام والرئتين والكبد والدماغ، ويحدث هذا الانتشار عندما تنتقل الخلايا السرطانية من الورم الأصلي في الثدي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتعد المحافظة على جودة الحياة أو تحسينها وتخفيف التعب أهدافاً مهمةً في رعاية مرضى السرطان، إذ يؤثر المرض نفسه وعلاجاته على جودة الحياة، كما يعاني العديد من المرضى من متلازمة التعب، التي تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي المستمر.

وشملت الدراسة 355 امرأة ورجلين مصابين بسرطان الثدي النقيلي في ألمانيا، وقسموا إلى مجموعتين، الأولى انخرطت في البرنامج التدريبي، الذي شمل جلستين أسبوعياً على مدى 9 أشهر، فيما لم تشارك المجموعة الأخرى في البرنامج.

وتضمن البرنامج التدريبي الفردي تحت إشراف علاجي تمارين لتعزيز التوازن وقوة العضلات والقدرة على التحمل.

وحصل جميع المشاركين في الدراسة على توصيات أساسية لممارسة الرياضة، وتم تزويدهم بجهاز تتبع النشاط لتسجيل مقدار التمرين الذي قاموا به في حياتهم اليومية.

وجرى سؤال المشاركين عن جودة حياتهم باستخدام استبيان موحد يأخذ في الاعتبار الجوانب البدنية والعقلية والعاطفية لجودة الحياة في بداية الدراسة، وبعد 3 و6 و9 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثون استبياناً موحداً لتقييم أعراض التعب، وتم اختبار اللياقة البدنية في البداية، وفي فواصل زمنية مدتها 3 أشهر باستخدام جهاز الدراجة الثابتة.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى انخفضت لديها الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وأدى البرنامج التدريبي المنظم إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة وانخفاض كبير في التعب، حيث انخفضت شكاوى مثل الألم وضيق التنفس بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة. وكانت نتائج اختبار اللياقة البدنية في مجموعة التدريب أفضل من مجموعة التحكم.

وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسرطانات المتقدمة مثل سرطان الثدي النقيلي، اللاتي يتلقين العلاج طويل الأمد، يمكن أن يستفدن بشكل كبير من إدارة الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل جيد.

وأضافوا أن التأثيرات الإيجابية المشجعة للغاية للبرنامج التدريبي يمكن أن تجعل مرضى سرطان الثدي المتقدم يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بلياقة بدنية أكبر.