التوقّف عن أدوية السمنة يُسرّع استعادة الوزن خلال عام

الحالة المزمنة تتطلّب علاجاً مستمراً

حاجة مُحتملة إلى الاستمرار في أدوية السمنة لتجنب الوزن الزائد (شاترستوك)
حاجة مُحتملة إلى الاستمرار في أدوية السمنة لتجنب الوزن الزائد (شاترستوك)
TT

التوقّف عن أدوية السمنة يُسرّع استعادة الوزن خلال عام

حاجة مُحتملة إلى الاستمرار في أدوية السمنة لتجنب الوزن الزائد (شاترستوك)
حاجة مُحتملة إلى الاستمرار في أدوية السمنة لتجنب الوزن الزائد (شاترستوك)

كشفت دراسة أميركية أنّ الفئة الحالية من الأدوية المضادة للسمنة أثبتت فاعليتها بشكل ملحوظ في خفض الوزن الزائد، لكنّ الأشخاص الذين توقّفوا عن تناولها استعادوا كثيراً من هذا الوزن في عام.

وأظهرت أنّ الاستمرار في تناول الدواء لا يؤدّي فقط إلى تعزيز فقدان الوزن الإضافي، بل يحافظ على التحسينات في صحة التمثيل الغذائي والقلب والأوعية الدموية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «الجمعية الطبية الأميركية».

وأجرى الفريق دراسته على عقار «تيرزيباتايد» (Tirzepatide) الذي ينتمي إلى فئة جديدة من الأدوية تُسمّى «ناهضات الببتيد المشابه للغلوكاجون1»، أو «GLP-1»، والتي طُوِّرت لعلاج السكري، وأدّت أيضاً إلى فقدان الوزن.

ويعمل العقار عن طريق محاكاة هرمون «GLP-1» الذي يفرزه الجسم بشكل طبيعي بعد تناول الوجبة للمساعدة على تنظيم نسبة السكر بالدم، كما أنه يقلّل الشهية عن طريق إبطاء الوقت الذي تستغرقه المعدة لإفراغها. وبما أنّ الدواء يحاكي الهرمونات التي تُنتَج في الجهاز الهضمي، فإنّ أبرز آثاره الجانبية تشمل الغثيان، أو القيء، أو الإسهال، أو الإمساك، وتختفي مع مرور الوقت.

وفي 2022، أظهرت دراسة أنّ «تيرزيباتايد» أدّى إلى انخفاض وزن الجسم بنسبة 20 في المائة على مدار 72 أسبوعاً، ودفعت هذه النتائج «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إلى الموافقة على الدواء لإنقاص الوزن.

ورغم أنّ التأثيرات الأولية كانت مثيرة، فإنّ الباحثين لم يكونوا متأكدين مما إذا كان فقدان الوزن سيستمر بعد فترة العلاج النشط؛ لذلك أجروا دراستهم الجديدة في الأرجنتين، والبرازيل، وتايوان، والولايات المتحدة، بين مارس (آذار) 2021 ومايو (أيار) 2023.

وتناول المشاركون الجرعة القصوى المسموح بها من الدواء لمدة 36 أسبوعاً، فأسفرت عن نتائج إيجابية، أبرزها تخفيض الوزن بنسبة 20.9 في المائة، مع تحسينات في ضغط الدم، ونسبة السكر في الدم، ومستويات الدهون.

ثم عُيِّن 670 مشاركاً، واصل نصفهم استخدام الدواء لمدة عام إضافي (52 أسبوعاً)، وتناول النصف الآخر دواءً وهمياً.

ووجد الباحثون، أنّ أولئك الذين استمروا في تناول «تيرزيباتايد» فقدوا نسبة 5.5 في المائة إضافية مقابل مجموعة الدواء الوهمي التي استعادت 14 في المائة من وزنهم.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة بكلية طب وايل كورنيل الأميركية، الدكتور لويس أرون: «دراستنا أثبتت أنّ أولئك الذين تناولوا العلاج الوهمي استعادوا نحو نصف الوزن الذي فقدوه، في حين أن أولئك الذين استمروا في تناول الدواء فقدوا 5 في المائة أخرى؛ لذلك كان إجمالي فقدان الوزن لديهم نحو 25 في المائة».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «الناس قد يحتاجون إلى استمرار تناول (تيرزيباتايد) لتجنب الوزن الزائد؛ لأنّ السمنة هي حالة مزمنة، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم؛ لذلك يجب علاجها بشكل مستمر».


مقالات ذات صلة

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك رحلة إنقاص الوزن ليست سهلة وتحتاج المزيد من الصبر والمثابرة (أرشيفية - رويترز)

أيهما أفضل لفقدان الوزن... تناول وجبات قليلة أم الصيام المتقطع؟

هناك عدة طرق يتبعها من يريد إنقاص وزنه. فأي الطرق أكثر فاعلية؟

صحتك حبات من التفاح (أرشيفية - أ.ب)

بدائل طبيعية ورخيصة الثمن لعقار «أوزمبيك» السحري لكبح الشهية

ترشح خبيرة تغذية أطعمة طبيعية ورخيصة الثمن لها تأثير مقارب من عقار «أوزمبيك» السحري لإنقاص الوزن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك قياس مستوى السكري لدى مريضة أثناء تلقيها العلاج الطبي في باكستان (إ.ب.أ)

دراسة: هرمونات التوتر هي المحرك الأساسي لمرض السكري المرتبط بالسمنة

أشارت دراسة حديثة إلى أن هرمونات التوتر قد تكون المحرك الأساسي لمرض السكري المرتبط بالسمنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك قطع من حلوى الدونتس في الولايات المتحدة (أرشيفية - رويترز)

بحث جديد: أحماضنا النووية مسؤولة عن شراهتنا للسكريات

إذا كنت تميل إلى تناول السكريات بشكل دائم فقد يكون الحمض النووي الخاص بك هو المسؤول عن ذلك، وفق بحث جديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
TT

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضةً للوفاة المبكرة.

وكتب باحثون في «المجلة الطبية البريطانية» أن الحالتين الشائعتين بين النساء مرتبطتان بمخاطر أكبر مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، لكن تأثيرهما على احتمال الوفاة قبل سن السبعين لا يزال غير واضح، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وتتبعت الدراسة نحو 110 آلاف امرأة كانت أعمارهن تتراوح بين 25 و42 عاماً في عام 1989، ولم يكن لديهن تاريخ في استئصال الرحم أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. وعانت حوالي 12 ألف امرأة من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة مزمنة تسبب ألماً نتيجة نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، بينما عانت 21 ألفاً و600 حالة من أورام ليفية، وهي أورام غير سرطانية تتكون في جدار الرحم.

وتوفيت 4356 امرأة قبل بلوغ سن السبعين على مدى الثلاثين عاماً التالية.

وكانت المعدلات السنوية للوفاة المبكرة بأي سبب، حالتي وفاة من بين كل ألف امرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة و1.4 من كل ألف امرأة لم تكن مصابة بهذه الحالة.

وبعد احتساب عوامل الخطر مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين، ارتبطت بطانة الرحم المهاجرة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 31 بالمائة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى السرطانات النسائية.

وارتبطت الأورام الليفية الرحمية بازدياد خطر الوفاة المبكرة من السرطانات النسائية، لكن ليس بمعدل أعلى من الوفاة لأي سبب.

وخلص الباحثون إلى أن «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية أن يأخذ مقدمو الرعاية الأولية هذه الاضطرابات النسائية في الاعتبار عند تقييمهم صحة المرأة».