اللقاحات... رحلة ابتكار وبحث وتطوير لصحة البشرية

«الشرق الأوسط» تزور أكبر موقع لتصنيعها في العالم

اللقاحات... رحلة ابتكار وبحث وتطوير لصحة البشرية
TT

اللقاحات... رحلة ابتكار وبحث وتطوير لصحة البشرية

اللقاحات... رحلة ابتكار وبحث وتطوير لصحة البشرية

يعكف الباحثون في مختبراتهم بحثاً عن طرق جديدة ومبتكرة لحماية الأشخاص من الأمراض المعدية - ويسعون للحصول على لقاحات فعالة لمحاربة البكتيريا والفيروسات التي استعصت عليهم لعقود من الزمن. وقد كانت التكنولوجيا المستخدمة لإنتاج اللقاحات في وقت قياسي خلال الوباء الأخير لكورونا بمنزلة بداية عصر جديد في مجال تطوير اللقاحات.

اليوم، يتجه العلماء إلى مجموعة من الأساليب الجديدة للوقاية من الأمراض التي تهدد الحياة. وتشمل طموحاتهم استهداف المزيد من الكائنات والسلالات المسببة للأمراض بإنتاج لقاحات تحفز استجابات مناعية أقوى وتوفر حماية أطول أمداً وتساعد في معالجة الأمراض المعدية التي تتسبب في خسائر فادحة في جميع أنحاء العالم على الرغم من التقدم الهائل.

للتعرف على بعضٍ من أسرار اللقاحات وأهميتها وطريقة تصنيعها وإنتاجها، لبينا الدعوة المقدمة من «جي إس كي» (gsk) شركة الأدوية البيولوجية العالمية العريقة، وهي من أكبر مصنّعي ومنتجي اللقاحات، وتعمل على مكافحة الأمراض، وتهدف إلى التأثير بشكل إيجابي في صحة 2.5 مليار شخص على مدى السنوات العشر المقبلة. وضمن لقاء وحدث علمي وتعليمي، زرنا أكبر موقع تصنيع للقاحات في العالم في مدينة وافر التي تلقب بـ«قلب إنتاج اللقاحات»، في بلجيكا، حيث افتُتح الموقع عام 1995، وأجرينا عدداً من اللقاءات العلمية مع كبار العلماء والباحثين المسؤولين عن اللقاحات.

قصة اللقاحات

تحدثت الدكتورة مادلين بريكون (Madeleine Breckon)، نائبة الرئيس لخطوط إنتاج اللقاحات والشؤون الحكومية، مؤكدة أن التطعيمات تساعد على حماية الأشخاص في جميع مراحل حياتهم، من الرضاعة والطفولة والمراهقة إلى مرحلة البلوغ والشيخوخة، وهي تدرأ من 3.5 إلى 5 ملايين حالة وفاة على مستوى العالم كل عام. وقد وُجد أن العائد المقدر لكل دولار يتم استثماره في التطعيم يزيد على 52 دولاراً في 94 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل للفترة (2011- 2030)، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وأضافت أن مجموعة اللقاحات الواسعة المتوفرة تستهدف الأمراض المعدية في كل مرحلة من مراحل الحياة، ما يساعد على حماية الأشخاص من أمراض خطيرة، مثل التهاب السحايا، والقوباء المنطقية، والإنفلونزا، وشلل الأطفال، والحصبة، وغيرها. هناك، حالياً، أكثر من 20 لقاحاً متوفراً و20 لقاحاً آخر مرشحاً في طور التنفيذ.

وتحدث الدكتور رودي روزولين (Rudi Rosolen)، نائب الرئيس ورئيس العمليات في بلجيكا، مؤكداً أن الحاجة إلى لقاحات تنمو باستمرار مع نمو سكان العالم المتزايد، وأفضل مثال هو ولادة 25 مليون طفل سنوياً في الهند، والوصول إلى أكثر من ملياري شخص فوق سن 60 عاماً في 2050.

إن حماية الأفراد تعني حماية المجتمعات والدول، هناك 4 من 10 أطفال في العالم يتلقون التطعيم سنوياً، وأكثر من 500 مليون جرعة لقاح أنتجتها «جي إس كي» وحدها للعالم عام 2022، والمطمْئن في الأمر أن 90 في المائة من اللقاحات التي استُخدمت كان مستوى فعاليتها 90 في المائة.

أعباء الأمراض المعدية

تحدث الدكتور يان سيرجيري (Yan Sergerie)، نائب الرئيس وقائد الإنتاج الطبي العالمي، واصفاً العبء العالمي للأمراض المعدية بأنه لا يزال مرتفعاً، وهذه بعض الأمثلة:

* فيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus, HSV): يصيب ما يُقدر بنحو نصف مليار شخص من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً بالنوع 2، ويصيب 3.7 مليار شخص أقل من 50 عاماً بالنوع 1.

* القوباء المنطقية (Shingles): تشير التقديرات، بشكل عام، إلى أن 1 من كل 3 أشخاص سوف يصاب بالمرض في حياته بالولايات المتحدة.

* الملاريا (Malaria): أدت إلى نحو 619000 حالة وفاة عام (2021).

* المطثية العسيرة (Clostridium Dificile): نحو 500000 مريض و30000 حالة وفاة سنوياً بالولايات المتحدة.

* التهاب السحايا (Meningitis, ABCWY): يموت نحو 1 من كل 6 أشخاص يصابون بهذا النوع الجرثومي، و1 من كل 5 يصاب بمضاعفات شديدة.

* التهاب الكبد المزمن بي (Chronic Hepatitis B): 820000 حالة وفاة سنوية بسبب تليف الكبد أو سرطان الكبد.

* الفيروس المخلوي التنفسي (Respiratory Syncytial Virus, RSV): يُقدر تنويم 470000 بالمستشفيات، و33000 حالة وفاة للبالغين الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً في البلدان ذات الدخل المرتفع.

* المكورات الرئوية (Pneumococcal): أكثر من 800000 حالة وفاة للأطفال كل عام (عالمياً)، ونحو 150000 ينومون بالمستشفيات كل عام بالولايات المتحدة.

منصات اللقاحات

اللقاحات تحفز المناعة عن طريق تقليد العدوى الطبيعية، ومع ذلك قد تتضاءل المناعة من التطعيم بمرور الوقت، لذلك قد يكون الحفاظ على المناعة من خلال تعزيزها ضرورياً لتوليد استجابة مناعية دون التسبب في المرض.

يتم تحديد اختيار منصة اللقاح من خلال عاملين؛ أولهما ما يوفر النتائج المثلى من حيث السلامة/ المناعة، وثانيهما ما يمكن تحقيقه باستخدام التكنولوجيا المتاحة.

واللقاحات على أنواع:

* لقاحات الفيروسات الكاملة (whole virus vaccine): تُعطَّل الفيروسات باستخدام المواد الكيميائية والحرارة والأشعة فوق البنفسجية. ومنها الفيروسات الضعيفة (attenuated) المضعفة عن طريق المرور في مزرعة الخلايا أو التلاعب الجيني لإنتاج طفرات تحد من قدرتها على التسبب في المرض.

* لقاحات ناقلات الفيروس (viral vector vaccine): تُضعف الفيروسات بحيث لا يمكنها التسبب في المرض، ويتم تعديلها وراثياً للسماح بإنتاج البروتينات المستهدفة داخل الخلايا. مثل الحصبة والفيروسات الغدية.

* لقاحات DNA وRNA: يُدخل DNA أو RNA الذي يشفر الببتيد الخاص بمسبب المرض، والذي يعزز الاستجابة المناعية في الخلايا البشرية، والتي تنتج بعد ذلك كميات كبيرة من الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي (RNA) المحدد، ومنها لقاح الحمض النووي الريبوزي (مع طبقة دهنية)، ولقاح الحمض النووي.

* لقاحات الوحدة الفرعية (subunit vaccine): تُستخدم وحدات فرعية من البروتين الببتيدات المشتقة من مسببات الأمراض مباشرة مع/ من دون مادة مساعدة، على سبيل المثال: بروتين سبايك؛ جسيم شبيه بالفيروس يحاكي بنية العامل الممرض المستهدف، ولكنه يفتقر إلى المادة الوراثية.

اللقاحات مقابل الأدوية

هناك احتمالية أقل للمخاطر مع اللقاحات مقارنة بالأدوية. تُعد برامج المراقبة الكبيرة ضرورية للكشف عن الأحداث السلبية البسيطة والتحقيق فيها. وتختلف عتبة تغطية التطعيم المطلوبة لوقف انتقال العدوى بين الأمراض المعدية كالتالي:

* نسبة السكان الذين يجب تطعيمهم لتوفير الحماية الكاملة للقطيع (للمجتمع) يعتمد على قابلية انتقال العامل الممرض، والخصائص الديموغرافية للسكان.

* توفر مناعة القطيع، من خلال التطعيم، حماية غير مباشرة للأفراد غير المحصنين بين السكان.

* تؤدي إصابة الفرد بمسبب المرض إلى زيادة خطر إصابة الأفراد الآخرين بالعدوى عن طريق زيادة احتمالية تعرضهم.

* بالنسبة إلى مسببات الأمراض العديدة، يجب أن تكون نسبة عتبة تعرض السكان لانتشار العامل الممرض ناجحة، فإذا تجاوزت نسبة السكان المحصنين (عن طريق التطعيم أو العدوى الطبيعية) العتبة، فسوف ينخفض معدل الإصابة بالمرض. ويستفيد الأفراد المعرضون للإصابة بالمرض من الحماية غير المباشرة عن طريق تحصين الأفراد المحيطين بهم.

* يوفر التطعيم فوائد صحية واجتماعية واقتصادية كبيرة، مباشرة وغير مباشرة، للأفراد والمجتمع، من خلال الوقاية من المرض، وزيادة الإنتاجية على المدى الطويل، وتقليل التغيب عن العمل، وزيادة متوسط العمر المتوقع، وزيادة نسبة العمال إلى المعالين، وتحسين الالتحاق بالمدارس، وارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص عمل أكبر، وقوى عاملة أفضل تعليماً.

إن الحفاظ على معدلات تحصين عالية في جميع مراحل العمر يقي من الأمراض من خلال:

- توسيع نطاق الحماية إلى ما هو أبعد من المريض من خلال حماية القطيع.

- المساهمة في الوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات.

- التأثير بشكل مفيد على النمو والإنتاجية ومشاركة القوى العاملة.

«مشهد لقاحي» متغير للشيخوخة

تحدثت الدكتورة بيالي موخيرجي (Piyali Mukherjee)، نائب الرئيس ورئيس الشؤون الطبية العالمية للقاحات، عن الاتجاه الديموغرافي لشيخوخة السكان الذي بات كبيراً ومتزايداً، ومن المتوقع أن يرتفع متوسط العمر المتوقع بمقدار 4.4 سنة بين عامي 2016 و2040. ومن المتوقع أيضاً أن يفوق عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً بحلول عام 2050. أما بحلول عام 2100، فسيكون عمر 30 في المائة من السكان، تقريباً، أكبر من 60 عاماً.

إن التطعيمات سوف توفر إجراءً وقائياً إضافياً إلى الصحة لدى هؤلاء كبار السن، ويمكنها أن تدعم الشيخوخة الصحية لديهم إلى جانب عوامل نمط الحياة الأخرى مثل: الإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة.

ويتغير جهاز المناعة على مدى حياة الفرد، فيتطور عند الأطفال حديثي الولادة خلال مرحلة الطفولة وحتى مرحلة البلوغ، ثم يضعف تدريجياً مع تقدم العمر، في عملية تسمى انخفاض المناعة المرتبط بالعمر. ويعد التقدم في السن أحد عوامل خطر دخول المستشفيات والوفاة.

- كانت معدلات العواقب الوخيمة لكوفيد-19 عالية عند كبار السن، وساهم ارتفاع المخاطر في وجود أمراض مصاحبة وتأثيرات تراكمية لأنماط الحياة غير الصحية.

- معدلات دخول المستشفى والوفيات بسبب الإنفلونزا هي الأعلى عند كبار السن.

- معدل الإصابة بمرض الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) أعلى عند الرضع والأطفال الصغار، ولكن معدل الوفيات يكون أعلى عند كبار السن، مع زيادة خطر دخول المستشفى مع تقدم العمر والحالات الطبية المزمنة.

- معدل الوصول إلى الاستشفاء أعلى بين كبار السن الذين يعانون من حالات طبية مزمنة معينة.

- تزداد نسبة الإصابة بالهربس النطاقي ونسبة حالات الألم العصبي التالي مع تقدم العمر.

كما يُعد التقدم في السن أحد عوامل خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل:

- عدوى الإنفلونزا الحادة، قد تساهم في أمراض القلب والأوعية الدموية عند الأشخاص المعرضين للخطر، فتصبح الشرايين التاجية ملتهبة ومقيدة، وتتلف بطانات الشرايين ويبدأ حدوث التجلط، وتنخفض مستويات الأكسجين وضغط الدم. إن الوقاية من مرض الإنفلونزا من خلال التطعيم قد تقلل من خطر حدوث أحداث سلبية كبيرة على القلب والأوعية الدموية لدى المرضى الذين يعانون من متلازمة الشريان التاجي الحادة واحتشاء الدماغ - حتى بعد سنوات من التطعيم.

- عدوى الجهاز التنفسي (RTI)، يمكن أن ترفع معدلات احتشاء القلب (MI) بمقدار (3- 5) مرات، وتظل مرتفعة حتى 91 يوماً.

- الأمراض المعدية، تؤدي إلى تفاقم الحالة المزمنة وتعرضها لمضاعفات أكثر احتمالية بسبب العدوى. الوقاية هي المفتاح لتجنب المضاعفات.

وقد ثبت أن الوقاية من الأمراض المعدية تساعد على:

- تقليل مخاطر التأثيرات النهائية التي قد تتبع العدوى الحادة، ومنها التأثير المحتمل للوقاية من عدوى الإنفلونزا.

- انخفاض إجمالي خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 56 في المائة، وتقليل خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب بنسبة 14 في المائة، وانخفاض إجمالي خطر الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 16 في المائة.

- تقليل التأثير المحتمل للوقاية من عدوى القوباء المنطقية.

كبار السن واللقاحات

هناك عدد من اللقاحات يوصى بها حالياً لكبار السن من أجل تعزيز الشيخوخة الصحية، وتجنب المضاعفات الثانوية وتقليل العبء على أنظمة الرعاية الصحية:

- يوصَى ببعض اللقاحات من أجل تقليل مخاطر الوفيات: المكورات الرئوية والكزاز والدفتيريا، والتهاب الكبد أيه و بي و RSV والإنفلونزا.

- ينصح ببعض اللقاحات من أجل الحفاظ على نوعية الحياة: السعال الديكي، والقوباء المنطقية.

- يوصى بلقاح التهاب الكبد ب لكبار السن المعرضين لخطر الإصابة.

- القوباء المنطقية: قدم الدكتور راوناك باريك (Raunak Parikh) المدير الطبي للشؤون الطبية العالمية - دراسة لحالة مرض القوباء المنطقية، وأنه مرض شائع يتصف بالألم الشديد وطفح وبثور على الجلد، ويسببه فيروس يبقى كامناً في الجهاز العصبي عند 90 في المائة من الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً ويكونون معرضين لخطر الإصابة في أي وقت. إن واحداً من كل ثلاثة سوف يصاب بهذا المرض في وقتٍ ما من حياته. قد يستمر الألم لأشهر أو حتى سنوات، وله مضاعفات طويلة الأمد، خصوصاً على الجهاز العصبي، كما يؤثر في العين (10- 25) في المائة من المصابين، وقد ينتهي الأمر بفقدان البصر، كما يؤثر في جهاز القلب والأوعية الدموية والتجلطات وفقدان السمع وتغير لون الجلد الدائم. يؤثر المرض في جودة الحياة، وله عبء اقتصادي كبير.

التطعيمات تساعد على حماية الإنسان في جميع مراحل حياته... من الرضاعة والطفولة إلى مرحلة الشيخوخة

ابتكار اللقاحات

تحدّث الدكتور يانيك فانلوبيك (Yannick Vanloubbeeck)، رئيس قسم المناعة والبحث والتطوير في بلجيكا، عن طول تاريخ قيادة الابتكار الذي يمتد إلى 140 عاماً من التنمية والحد من المرض وتحسين الصحة العامة بواسطة واحد وعشرين لقاحاً في 160 بلداً.

وتمضي استراتيجية ابتكار اللقاحات قدماً لتوحيد العلوم والتكنولوجيا والمواهب والتركيز على علم الجهاز المناعي، وعلم الوراثة، وتقدم التقنيات لتقديم لقاحات عالية التأثير.

هناك مجموعة من منصات تكنولوجيا اللقاحات المتعددة التي تمكّن من تطوير لقاحات جديدة لم يكن يُعتقد سابقاً أنها ممكنة. وتُختار أفضل منصة تقنية لتطوير اللقاح المناسب لكل مسببات الأمراض. ومن هذه المنصات: المواد المساعدة (Adjuvants)، م رنا (mRNA)، تصميم المستضد (Antigen) / الهيكلية الحيوية، مستضد متعدد نظام العرض (MAPS)، وحدات معممة لمستضد الغشاء (GAMMA)، والوحدة الفرعية المؤتلفة (subunit).

والبحث والتطوير هما محور المضي قدماً، فهناك 20 لقاحاً مرشحاً للتطوير والمساعدة على معالجة مجموعة من الأمراض المدمرة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ومن خلال الجمع بين الخبرة عبر مجموعة واسعة من التخصصات (علم المناعة، علم الفيروسات، علم الجراثيم، البيولوجيا البنيوية واللقاحات) والابتكار في الحياة والعلوم والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليل البيانات، سوف تُكتشف لقاحات تجعل الحياة في أفضل جودة.

وخلاصة القول، إن اللقاحات ذات صلة بالصحة طوال الحياة، ولها تأثير كبير في الوقاية من الأمراض، وإنقاذ ملايين الأرواح سنوياً! نجاح برامج التطعيم يعتمد على الحفاظ على استدامة التطعيمات وكفايتها. اللقاحات لها فوائد مباشرة وغير مباشرة للأفراد والمجتمع. سلامة اللقاحات، يتم مراقبتها في جميع الأوقات من خلال أنظمة المراقبة المحلية والعالمية.

* استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات (رويترز)

كيف تتخطين «اكتئاب ما بعد الولادة»؟

يُعدّ اكتئاب ما بعد الولادة من المشكلات النفسية المزعجة التي تعاني منها الأمهات، وقد تستمر معهن لأشهر طويلة، وتتطور لدى بعضهن إلى حد التفكير في الانتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)

5 نصائح لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق وسط برودة الطقس

ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)
ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

5 نصائح لتجنب الشعور بالتعب والإرهاق وسط برودة الطقس

ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)
ينصح الخبراء بأن حتى المشي السريع يعمل على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل خلال الشتاء (أرشيفية - أ.ف.ب)

مع دخول موسم الشتاء، يقل ضوء النهار، ويلاحظ البعض سرعة الشعور بالتعب والإرهاق... ينصح خبراء التغذية بنصائح عدة لزيادة النشاط وتجنب التعب في الشتاء.

وسواء أكان الأمر متعلقاً بصعوبة مغادرة السرير عندما تكون السماء مظلمة، أم بالإرهاق في العمل، أم بإغراء القيلولة بعد الاستمتاع بوجبة شهية، فإن أجمل وقت في العام يمكن أن يكون أيضاً الأشد إرهاقاً.

وتنصح إيمي جودسون، اختصاصية التغذية المسجلة ومستشارة التغذية الرياضية ومؤلفة كتاب «دليل التغذية الرياضية»، بضرورة وجود استراتيجيات تجمع بين الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والتخطيط المتوازن للوجبات وبعض عادات نمط الحياة؛ لتثبيت مستويات الطاقة والتغلب على التعب.

1- اشحن طاقتك بوجبات غنية بالبروتين

وتوصي جودسون بالبدء بقوة بوجبة غنية بالبروتين: «ابدأ يومك بوجبة إفطار متوازنة تتضمن البروتين للمساعدة في كسر صيام الليل وتغذية عضلاتك».

وتستطرد الخبيرة: «يجمع خيار مثل الشوفان اللذيذ بالنقانق واللحم البقري بين قوة البروتين عالي الجودة والشوفان الغني بالألياف. تساعد هذه الوصفة على استقرار نسبة السكر في الدم وتوفر طاقة ثابتة طوال الصباح».

ويوصي الخبراء بتناول وجبة الإفطار في غضون ساعة من الاستيقاظ من النوم لتنشيط عملية التمثيل الغذائي.

وأشارت الأبحاث التي أجريت عام 2019 إلى أنه من المفيد تناول وجبتين أو 3 وجبات يومياً - خصوصاً الإفطار - وتجنب تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل، وكذلك من المفيد الصيام لما بين 12 و16 ساعة.

ووفق صحيفة «نيويورك بوست»، فقد يؤدي اتباع هذا الجدول الزمني إلى تقليل الكولسترول والالتهابات والجوع مما يحسن الإيقاع اليومي، وهو الساعة البيولوجية التي تعمل على مدار 24 ساعة والتي تتحكم في نمط نومك، وإطلاق الهرمونات، والشهية، والهضم، ودرجة حرارة الجسم.

2- استقرار نسبة السكر في الدم

تقول جودسون إن الوجبات الخفيفة التي تجمع البروتينات، مثل لحم البقر الخالي من الدهون ومنتجات الألبان والبيض، مع الكربوهيدرات الغنية بالألياف، يمكن أن تساعد في منع انخفاض الطاقة والرغبة الشديدة في تناول الطعام، عبر تثبيت نسبة السكر في الدم طوال اليوم.

وتفسر: «الوجبات الخفيفة المتوازنة، مثل الزبادي مع التوت والغرانولا، والجبن مع البسكويت المصنوع من الحبوب الكاملة، ولحم البقر المجفف والفواكه، تحافظ على مستويات الطاقة ثابتة طوال اليوم».

ويعدّ تثبيت نسبة السكر في الدم أمراً ضرورياً للحفاظ على الطاقة؛ حيث يعمل الدماغ على الغلوكوز. فعندما نشعر بالجوع، ينخفض ​​مستوى السكر في الدم، وتنخفض طاقتنا العقلية معه. عندما يحدث هذا الانخفاض، يتعثر التحكم في الانفعالات والعواطف واتخاذ القرار.

ويمكن أن يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى إطلاق هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي، بعد أن يهدأ شعور «القتال أو الهروب»، يمكن أن تترك الجسم منهكاً.

3- ممارسة الرياضة لمقاومة التعب

إذا كنت تريد أن تشعر بالنشاط، فإن جودسون تنصح بأنه «يجب عليك أن تمشي خطواتك وأن تتدفق دماؤك».

وتزيد: «يمكن أن تعمل ممارسة الرياضة - حتى المشي السريع - على تعزيز الدورة الدموية ودعم الطاقة بشكل أفضل. حاول ممارسة نحو 150 دقيقة من الحركة متوسطة الشدة أسبوعياً؛ لمقاومة التعب وتحسين القدرة على التحمل».

4- أعطِ النوم الأولوية للبقاء مرناً

ووفقاً للصحيفة، ففي أحدث الاستطلاعات، يقول 6 من كل 10 أميركيين إن نمط نومهم يختلف خلال فصل الشتاء عن المواسم الأخرى.

كما وجدت دراسة أجريت عام 2023 أن نهاية التوقيت الصيفي لها تأثير خطر على النوم؛ إذ قال 48 في المائة من المشاركين بالاستطلاع إنهم يشعرون بالتعب في وقت مبكر، بينما يؤجل 41 في المائة وقت نومهم عندما يحل الظلام مبكراً.

كما أفاد نحو 4 من كل 5 من المشاركين (78 في المائة) بأنهم يستطيعون تمييز متى يختل إيقاعهم اليومي. وقال ربع الأشخاص إنه من الصعب للغاية الاستيقاظ خلال فصل الشتاء مقارنة بأي وقت آخر من العام. بالإضافة إلى ذلك، يجعل الشتاء الناس يشعرون بالتعب بشكل خاص (21 في المائة من المشاركين)، أو الحزن (20 في المائة)، وفقاً للاستطلاع.

وفي هذا الصدد، تقول جودسون إن البقاء نشطاً في أثناء النهار، والحفاظ على روتين مناسب للاسترخاء في المساء، هما استراتيجية رابحة للراحة المناسبة، كما أن استهداف ما بين 7 و9 ساعات من النوم في الليلة أمر بالغ الأهمية لاستعادة الطاقة. وأوضحت أن «الراحة الجيدة تسمح للجسم بالتعافي، وتحافظ على مرونتك في مواجهة التعب الموسمي».

5- ضرورة شرب المياه

قالت جودسون للصحيفة إن شرب المياه هو الحل الأمثل للطاقة؛ لأنه يسهل نقل وامتصاص العناصر الغذائية الحيوية. وأضافت أن «البقاء رطباً يدعم نقل العناصر الغذائية، ويساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة. حاول استهلاك ما بين 8 و10 أكواب من الماء يومياً؛ للمساعدة في إبعاد التعب، خصوصاً في أشهر الشتاء» التي لا يشعر فيها الشخص بالعطش كثيراً.