3 طُرق «أكثر فعالية» للإقلاع عن التدخين في 6 أشهر

الخطوة تتوقّف على أمور تتعلّق بالوسائل المُساعدة

الأدوية تزيد فرص نجاح الإقلاع عن التدخين (بابليك دومين)
الأدوية تزيد فرص نجاح الإقلاع عن التدخين (بابليك دومين)
TT

3 طُرق «أكثر فعالية» للإقلاع عن التدخين في 6 أشهر

الأدوية تزيد فرص نجاح الإقلاع عن التدخين (بابليك دومين)
الأدوية تزيد فرص نجاح الإقلاع عن التدخين (بابليك دومين)

الإقلاع عن التدخين قد يكون أحد أهم القرارات التي يتخذها الشخص لتحسين صحته، لكن نجاح هذه الخطوة يتوقف على أمور، من بينها «فعالية» الوسائل المُساعدة. وأثبتت مراجعة منهجية أجراها باحثون بريطانيون، لفعالية طرق الإقلاع عن التدخين، أن «هناك 3 طرق كانت (الأكثر فعالية) للإقلاع عن التدخين في 6 أشهر»، وفق دراسة حديثة نشر تفاصيلها موقع «ساينس أليرت»، أمس (السبت).

ووفق الباحثين، فإن «النيكوتين هو العنصر الرئيسي الذي يسبب الإدمان على التدخين». وأظهرت البيانات أنه «من دون وسائل مُساعدة، فإن نحو 6 من كل 100 شخص فقط لديهم فرصة للإقلاع عن التدخين بنجاح».

وأكد الباحث في الصحة العامة بجامعة أكسفورد البريطانية جيمي هارتمان بويس، أحد المشاركين في الدراسة، أن «أفضل ما يُمكن أن يفعله المدخن من أجل صحته هو الإقلاع عن التدخين»، مضيفاً: «التدخين السبب الرئيسي للأمراض والوفيات التي يمكن الوقاية منها حول العالم. ورغم رغبة كثيرين في الإقلاع عنه، فإنه قد يكون من الصعب القيام بذلك».

وراجع الباحثون بيانات 157179 مدخناً، في تحليل 319 تجربة، تتبعت النجاح في الإقلاع عن التدخين لمدة 6 أشهر على الأقل، ونُشرت بقاعدة بيانات «كوكرين» للمراجعات المنهجية.

وكشفت النتائج أن «فارينكلين» و«سيتيسين»، وهما عقاران يساعدان في الإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى السجائر الإلكترونية، كانت وسائل المُساعدة الأكثر نجاحاً بين التدخلات التي استعرضها الفريق. ويعمل «الفارينكلين» و«السيتيسين» عن طريق تنشيط مستقبلات النيكوتين في الدماغ، التي تطلق الدوبامين عند تنشيطها بالنيكوتين، وبالتالي منع النيكوتين من تنشيطها.

ووفق النتائج، فإن نحو 14 في المائة من المدخنين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين بمساعدة هذه الأساليب سينجحون لستة أشهر أو أكثر.

الوسائل المُساعدة مثل الأدوية تعزّز فرص الإقلاع عن التدخين (بابليك دومين)

وكانت الاستراتيجية التالية «الأكثر فعالية» هي الجمع بين نوعين من العلاج ببدائل النيكوتين، وهي منتجات تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين عبر توفير النيكوتين من دون التبغ، مثل لصقات النيكوتين والعلكة أو أقراص الاستحلاب. كما أثبتت النتائج أنّ استخدام شكل واحد من بدائل النيكوتين، مثل اللصقة أو العلكة وحدها، أدّى إلى عدد أقل من حالات الإقلاع عن التدخين الإضافية.

وتبين أنّ نحو 12 من كل 100 شخص يستخدمون نوعين من العلاج ببدائل النيكوتين معاً سيتوقفون عن التدخين بنجاح، مقارنة بنحو 9 من كل 100 شخص يستخدمون نوعاً واحداً فقط. وأظهرت البيانات أيضاً أن تقليل النيكوتين تدريجياً قد يكون «أكثر فعالية» من الإقلاع عن التدخين فجأة.

وانتهى الباحثون إلى أنّ «الفارينكلين» و«السيتيسين» والسجائر الإلكترونية كلها وسائل «فعالة» للإقلاع عن التدخين، وأن نسبة الأشخاص الذين تمكنوا من الإقلاع عن التدخين باستخدام إحدى هذه الوسائل كانت الضعف مقارنة بمَن لم يستخدموا وسائل مساعدة.


مقالات ذات صلة

حظر إعلانات التبغ يقلل عدد المدخنين الجدد بنسبة 37 %

يوميات الشرق حظر إعلانات التبغ يقود لانخفاض معدلات التدخين (رويترز)

حظر إعلانات التبغ يقلل عدد المدخنين الجدد بنسبة 37 %

أفادت دراسة تحليلية بأن حظر الإعلانات والترويج لمنتجات التبغ يرتبط بانخفاض احتمالية التدخين بنسبة 20 في المائة، وتقليل خطر البدء في التدخين بنسبة 37 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق يعد التدخين من العادات السيئة ذات التأثير المُدمر على الصحة (رويترز)

3 طرق للتخلص من العادات السيئة

يعاني أغلب الناس من عادة غير صحية واحدة على الأقل. ومن المحتمل أن الإنسان يدرك بالفعل أن هذه العادات غير صحية. ولكن المعرفة وحدها لا تسهّل التخلص منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك متسوقة ترتدي قبعة عيد الميلاد وتدخن سيجارة في أحد شوارع لندن (رويترز)

الساعات الذكية قد تساعد في الإقلاع عن التدخين... كيف؟

كشفت دراسة حديثة عن أن الساعات الذكية يمكن أن تستخدم لمساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك إذا لم يكن الإقلاع عن التدخين بشكل صارم يناسبك حاول التقليل تدريجياً (أ.ف.ب)

كم دقيقة يفقدها المدخن من حياته مع كل سيجارة؟

حثَّت دراسة المدخنين على الإقلاع عن التدخين مع بداية العام الجديد بعد أن أظهرت تحليلات جديدة عدد الدقائق التي يخسرها كل مدخن من حياته مع كل سيجارة يدخنها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.