عالم مصري يتوقع الوصول لعلاج للشيخوخة خلال 10 سنوات

العالم توصل من خلال خريطته إلى فهم أسباب مظاهر شيخوخة الخلايا في جسم الإنسان (رويترز)
العالم توصل من خلال خريطته إلى فهم أسباب مظاهر شيخوخة الخلايا في جسم الإنسان (رويترز)
TT

عالم مصري يتوقع الوصول لعلاج للشيخوخة خلال 10 سنوات

العالم توصل من خلال خريطته إلى فهم أسباب مظاهر شيخوخة الخلايا في جسم الإنسان (رويترز)
العالم توصل من خلال خريطته إلى فهم أسباب مظاهر شيخوخة الخلايا في جسم الإنسان (رويترز)

تمكن باحث مصري في علم الجينوم من رسم خريطة وراثية تقود لفهم آلية ربما تساعد في الوصول لعلاج للشيخوخة خلال بضع سنين.

وفي حديث مع «وكالة أنباء العالم العربي» (AWP)، توقع الباحث الدكتور هيثم شعبان، التوصل إلى أدوية لعلاج مظاهر الشيخوخة خلال 10 سنوات، مشيراً إلى التطور الكبير في مجال الجينوم في السنوات الأخيرة.

وأضاف شعبان، وهو مدير مشروع عن أبحاث السرطان بمركز أجورا في مدينة لوزان وكلية الطب بجامعة جنيف في سويسرا، أنه توصل من خلال خريطته إلى فهم أسباب مظاهر شيخوخة الخلايا في جسم الإنسان، التي تشمل إلى جانب عامل السن العديد من المؤثرات الأخرى مثل الضغوط العصبية والأسباب الوراثية.

والخريطة تقود أيضاً لفهم آلية استعادة الخلايا الشائخة لمرحلة الشباب، وذلك من خلال إعادة تنظيم الجينوم باستخدام تقنيات حديثة من ابتكاره.

ونُشرت دراسته في مجلة Cell Death and Differentiation، أو (موت الخلايا وتمايزها)، وهي إحدى المجلات التابعة لمجموعة Nature الطبية العالمية.

وقال: «مع تقدم العمر تتراكم الخلايا الشائخة في الجسم، تتوقف عن التكاثر لكنها لا تموت».

وتابع أن هذه الخلايا تبقى في الجسم وتستمر في إطلاق المواد الكيميائية التي تؤدي إلى الالتهاب، وبدورها تسهم في تطور أمراض مثل الشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر بما في ذلك السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتنكس العصبي وهو الفقد التدريجي لوظائف الخلايا العصبية.

شيخوخة الخلايا

تحدث الدكتور شعبان عن مشروعه البحثي الذي قال إنه أتاح تطوير تقنيات تصوير الجينوم البشري في الخلايا الحية لدراسة التفاعلات الجينية والتغير في هياكل المادة الوراثية.

وقال: «هذه التقنيات سوف تكشف عن العديد من الأسرار التي ترتبط بإعادة تنظيم كامل للجينوم الحادث في الخلايا الشائخة ولم يتم التطرق إليها في دراسات سابقة لعدم توفر هذه التقنيات».

وأشار إلى التطور الكبير في العلاج عبر الخلايا، قائلاً: «تم الوصول إلى علاج لبعض الخلايا مثل خلايا البنكرياس التي يتم علاجها فيعود البنكرياس للعمل مرة أخرى بصورة طبيعية بعد إزالة الخلايا الشائخة».

كما تحدث عن استخدام الخلايا الشائخة في علاج أمراض مثل السرطان، حيث يتم حقن الخلايا السرطانية بخلايا شائخة مما يتسبب في وقف انقسامها وتكاثرها.

وذكر شعبان أن دراسته تأتي استكمالاً لأبحاث سابقة، موضحاً: «في عام 2016 تم الوصول إلى البروتينات الأربعة التي تتسبب في شيخوخة الخلايا، وتم إجراء تجارب على فئران أمكن فيها معالجة الخلايا الشائخة في 30 في المائة من هذه الفئران، بينما لم يتم الوصول إلى أي نتيجة في 70 في المائة أو معرفة أسباب عدم استجابة هذه الخلايا».

وقال إنه في بحثه استطاع الوصول إلى آليات تفاعل الخلايا الشائخة، وهو ما يفتح الباب أمام استجابة كل هذه الخلايا في مرحلة ما.

وأضاف أن خلايا الشيخوخة التي تتوقف عن الانقسام تتسبب في الإضرار بالخلايا المجاورة مما ينتج عنه العديد من الأمراض مثل ألزهايمر والسرطان، كما يسبب تراكمها الهِرم.


مقالات ذات صلة

مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن «سد النهضة»

شمال افريقيا سد «النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)

مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن «سد النهضة»

وجه وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إثر التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أحد أحياء وسط العاصمة المصرية القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

الحكومة المصرية تواجه «سرقة الكهرباء» بإلغاء الدعم التمويني

شددت الحكومة المصرية من إجراءات مواجهة «سرقة الكهرباء» باتخاذ قرارات بـ«إلغاء الدعم التمويني عن المخالفين»، ضمن حزمة من الإجراءات الأخرى.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

تطوّر اختبار «اللهجة الفلاحي» إلى «وصم اجتماعي» في مصر بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، مع انتشاره عبر مواقع التواصل.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

أعادت تصريحات تلفزيونية جديدة وُصفت بأنها «صادمة» المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى دائرة الجدل، حين تحدثت عن عدم ارتباطها بزواج عرفي لكنها عاشت «المساكنة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً.

أحمد عدلي (القاهرة )

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
TT

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)
يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

أظهر مسح جديد شمل 1563 شخصاً بالغاً، ونشر نتائجه موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

ويحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات مثل حل الكلمات المتقاطعة وتناول المكملات الغذائية لتجنب «الخرف» – وهو مصطلح يُطلق على مجموعة من الأعراض التي تصيب قدرات الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية – لكن هل تأتي هذه الأساليب والاستراتيجيات بنتيجة؟

تُظهر الأبحاث أنه من الممكن منع أو تأخير 45 في المائة من حالات الخرف من خلال سلسلة من التغييرات الشخصية والمجتمعية، وفق «سيكولوجي توداي».

ويسلط تقرير جديد في مجلة «لانسيت» العلمية، نشر بتاريخ 31 يوليو (تموز) 2024، الضوء على عاملين جديدين «قابلين للتعديل» من عوامل الخطر التي قد تسبب الخرف، وهما فقدان البصر وارتفاع نسبة الكوليسترول، ما يرفع إجمالي عوامل الخطر المعروفة إلى 14.

ووفقاً لتقرير عام 2024، الذي أعدته «لجنة لانسيت للخرف»، والذي يسلط الضوء عوامل الخطر المتعلقة بالخرف وكيفية الوقاية منها، فإن العوامل الـ14 هي: «قلة التعليم، وحدوث إصابة في الرأس، وقلة النشاط البدني، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول، وارتفاع ضغط الدم، والسِمنة، والإصابة بمرض السكري، وفقدان السمع، والاكتئاب، وقلة التواصل الاجتماعي، وتلوث الهواء، وفقدان البصر، وارتفاع نسبة الكوليسترول».

ووفق «سيكولوجي توداي»، فإن ضبط وتعديل جميع عوامل الخطر الـ14 من شأنهما أن يؤخرا أو يمنعا 45 في المائة من حالات الخرف، سواء كان الشخص يحمل جين «ألزهايمر» أم لا.

وتوصي «لجنة لانسيت» بعدة ممارسات للوقاية من الخرف أو تأخيره، مثل: «ضمان توفير التعليم الجيد للجميع، وتشجيع الأنشطة المحفزة للإدراك في منتصف العمر لحماية الإدراك، وجعل الأدوات المُعينة على السمع في متناول الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع، وتقليل التعرض للضوضاء الضارة، وعلاج الاكتئاب بشكل فعال، وتشجيع استخدام الخوذات، وحماية الرأس في الرياضات وعند استخدام الدراجة، وتشجيع ممارسة الرياضة، والحد من التدخين، والحفاظ على وزن صحي وعلاج السمنة، وجعل الفحص والعلاج لأمراض ضعف البصر متاحين للجميع، والحد من التعرض لتلوث الهواء».

وتوصي اللجنة بأنه يجب على الأشخاص وضع اعتبار جاد حيال الاهتمام بالوقاية من عوامل الخطر بدءاً من وقت مبكر من الحياة، وأن يظل هذا الانتباه مستمراً معنا طوال الحياة.