ما هي أقصى درجة حرارة يمكن لجسم الإنسان تحملها؟

رجل يبرد جسده من الموجة الحارة في إسبانيا (أ.ف.ب)
رجل يبرد جسده من الموجة الحارة في إسبانيا (أ.ف.ب)
TT

ما هي أقصى درجة حرارة يمكن لجسم الإنسان تحملها؟

رجل يبرد جسده من الموجة الحارة في إسبانيا (أ.ف.ب)
رجل يبرد جسده من الموجة الحارة في إسبانيا (أ.ف.ب)

قبل أيام، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن «عصر الغليان العالمي» قد بدأ واصفاً موجات الحر في نصف الكرة الأرضية الشمالي بأنها «مرعبة».

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومرصد المناخ التابع للاتحاد الأوروبي «كوبرنيكوس»: «من المرجّح جداً أن يكون يوليو (تموز) 2023 أكثر شهور يوليو سخونةً، وأكثر الشهور المسجّلة سخونة على الإطلاق».

فماذا يعني تغير المناخ لأجسامنا وصحتنا؟

نقلت شبكة «بي بي سي» البريطانية تفاصيل تجربة أجراها البروفيسور داميان بيلي، من جامعة جنوب ويلز، عن تأثير الموجة الحارة على أجسامنا وحالتنا الصحية.

ووضع بيلي المشاركين تحت تأثير درجات حرارة مختلفة بدأت عند 21 درجة مئوية ثم عند 35 درجة مئوية، ثم أخيرًا عند 40.3 درجة مئوية، التي تعادل اليوم الأكثر سخونة في المملكة المتحدة.

وكان المشاركون جميعاً متصلين بمجموعة مذهلة من الأدوات التي تتبع درجة حرارة بشرتهم وأعضائهم الداخلية ومعدل ضربات القلب وضغط الدم لديهم، كما تفحص تدفق الدم إلى العقل عبر الشرايين السباتية في رقبتهم.

ويقول بيلي: «كان الهدف الرئيسي لأجساد المشاركين هو الحفاظ على درجة حرارة القلب والرئتين والكبد والأعضاء الأخرى عند 37 درجة مئوية تقريبًا. يتم ذلك عن طريق منظم الحرارة في الدماغ الذي يقوم بتتبع درجة الحرارة باستمرار، ثم يرسل إشارات للجسم لمحاولة الحفاظ على ذلك».

وأشار البروفيسور البريطاني إلى أنه حين تعرض المشاركون لدرجة حرارة 35 درجة مئوية، كانت هناك بعض التغييرات في جسدهم بشكل واضح. فقد بدت أجسامهم أكثر احمرارًا لأن الأوعية الدموية القريبة من سطح البشرة كانت تنفتح لتسهيل عملية تسرب الحرارة من الدم إلى الهواء.

وزاد تعرق المشاركين بشكل واضح، حيث جعلهم تبخر العرق يشعرون بالبرودة.

ووصف بيلي تعرض المشاركين لدرجة حرارة 40.3 درجة مئوية بأنها تحدٍ أكبر بكثير من الناحية الفسيولوجية. وفقد المشاركون أكثر من ثلث لتر من الماء أثناء التجربة. وزاد معدل ضربات القلب لديهم بشكل ملحوظ.

وقال بيلي إن هذا الضغط الإضافي على القلب هو سبب زيادة الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية عند ارتفاع درجات الحرارة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه ينخفض تدفق الدم إلى الدماغ بشدة، وكذلك تنخفض الذاكرة قصيرة المدى، وذلك من أجل الحفاظ على درجة الحرارة عند حوالي 37 درجة مئوية.

إذن، ما هي أقصى درجة حرارة يمكن أن يتحملها جسم الإنسان؟

يقول بيلي إن جسم الإنسان تم بناؤه ليعمل في درجة حرارة أساسية تبلغ حوالي 37 درجة مئوية. وإنه حين يتعرض لحرارة 40 درجة مئوية يصبح أكثر عرضةً للإغماء، وتصبح أنسجة الجسم والدماغ وعضلات القلب أكثر عرضة للتلف، الأمر الذي قد يصبح مميتاً في النهاية.

وأضاف قائلاً: «بمجرد أن ترتفع درجة الحرارة الأساسية إلى حوالي 41 - 42 درجة مئوية، تبدأ المشكلات الكبيرة حقاً، وإذا لم تتم معالجتها سريعاً، فسوف يموت الفرد نتيجة لذلك».

وتختلف قدرة الناس على التعامل مع الحرارة، لكن العمر واعتلال الصحة يمكن أن يجعلانا أكثر عرضة للخطر. فالشيخوخة وأمراض القلب وأمراض الرئة والخرف وتناول بعض الأدوية تعني أن الجسم يعمل بجهد أكبر أثناء محاولته الحفاظ على درجة حرارته.

ويقول العلماء إن الخطر الأكبر يقع عند ارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء، فعندما تكون هناك مستويات عالية من الماء في الهواء، يصعب على العرق أن يتبخر.

وبالإضافة لتجربة بيلي، اختبر فريق من جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة مجموعة من الشباب الأصحاء في درجات حرارة ورطوبة مختلفة، حيث كانوا يبحثون عن اللحظة التي بدأت فيها درجة حرارة الجسم الأساسية في الارتفاع بسرعة.

وتقول الباحثة الرئيسية راشيل كوتل: «حين تبدأ درجة حرارة الجسم الأساسية في الارتفاع، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل الأعضاء. ويمكن أن يتم الوصول إلى نقطة الخطر هذه عند درجات حرارة منخفضة عندما تكون الرطوبة عالية».

وتابعت: «ما نريد أن نقوله هو أن القلق لا يكمن فقط في الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، بل في زيادة الرطوبة أيضاً».

كيف يمكننا التعامل مع درجات الحرارة المنخفضة؟

ينصح العلماء بالبقاء في الظل، وارتداء ملابس فضفاضة، وتجنب شرب الكحول، والحفاظ على المنزل باردًا، وعدم ممارسة الرياضة في أكثر فترات اليوم حرارة، والحفاظ على رطوبة الجسم عن طريق شرب الماء والسوائل.

وينصح بيلي الأشخاص بمحاولة عدم التعرض لحروق الشمس، قائلاً إن حروق الشمس الخفيفة يمكن أن تقضي على قدرة الجسم على تنظيم الحرارة أو التعرق لمدة تصل إلى أسبوعين.


مقالات ذات صلة

مرصد: عام 2023 سيكون «الأكثر حرّاً» في التاريخ المسجّل

بيئة شخص يبرِّد رأسه من موجة حارة في روما يوليو الماضي (رويترز)

مرصد: عام 2023 سيكون «الأكثر حرّاً» في التاريخ المسجّل

أعلن «مرصد كوبرنيكوس» الأوروبي اليوم (الأربعاء) أنّ عام 2023 سيكون «الأكثر حرّاً» في التاريخ المسجّل.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا بائع يقف بجوار الأسماك المجمدة في سوق بالهواء الطلق وسط يوم بارد في ياكوتسك (رويترز)

الحرارة دون 58 درجة تحت الصفر في سيبيريا

اجتاح الطقس القطبي مساحات شاسعة من روسيا (الثلاثاء)، حيث انخفضت درجات الحرارة في براري سيبيريا إلى 58 درجة مئوية تحت الصفر.

«الشرق الأوسط» (ياكوتسك)
بيئة سجّل عام 2023 سلسلة من المستويات القياسية في الحرارة (أ.ب)

2023 أكثر السنوات حرّاً

توقعت الأمم المتحدة الخميس أن يكون العام 2023 أكثر السنوات حرا مع تسجيله سلسلة من المستويات القياسية تبرز الحاجة الملحة إلى التحرك لمكافحة الاضطرابات المناخية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق الدراسة قدّرت الوفيات المرتبطة بالحرارة في أوروبا خلال 2022 (معهد برشلونة للصحة العالمية)

الحرارة أنهت حياة 70 ألف شخص في أوروبا العام الماضي

كشف باحثون في معهد برشلونة للصحة العالمية بإسبانيا عن أنّ عبء الوفيات المرتبطة بالحرارة خلال صيف 2022 في أوروبا تجاوز 70 ألف حالة.

محمد السيد علي (القاهرة )
يوميات الشرق مقياس للحرارة (رويترز)

لأول مرة... ارتفاع معدل الحرارة العالمية ليتجاوز درجتين مئويتين

ارتفع معدل الحرارة العالمية يوم الجمعة لأكثر من درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، في سابقة هي الأولى من نوعها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

دراسة تحذر: تناول الأطعمة غير الصحية لتخفيف التوتر قد يأتي بنتائج عكسية

يلجأ كثير من الناس إلى الأطعمة غير الصحية عندما يشعرون بالتوتر (رويترز)
يلجأ كثير من الناس إلى الأطعمة غير الصحية عندما يشعرون بالتوتر (رويترز)
TT

دراسة تحذر: تناول الأطعمة غير الصحية لتخفيف التوتر قد يأتي بنتائج عكسية

يلجأ كثير من الناس إلى الأطعمة غير الصحية عندما يشعرون بالتوتر (رويترز)
يلجأ كثير من الناس إلى الأطعمة غير الصحية عندما يشعرون بالتوتر (رويترز)

أكدت دراسة علمية جديدة أن تناول الأطعمة غير الصحية عند الشعور بالتوتر يمكن أن يعوق تعافي الجسم من هذه المشكلة النفسية، ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.

ويلجأ كثيرون من الناس إلى الأطعمة غير الصحية، مثل الشوكولاته أو رقائق البطاطس أو الأطعمة الجاهزة، عندما يشعرون بالتوتر والضغط النفسي، لكن الباحثين وجدوا أن هذا يمكن أن يقلل تدفق الدم إلى الدماغ ويسبب ضعفاً بوظيفة الأوعية الدموية، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة العقلية والإدراك، كما يمكن أن يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أُجريت الدراسة على مجموعة من الشباب الأصحّاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، حيث جرى إعطاؤهم قطعتين من مخبوزات الكرواسون المغطاة بالزبد على الإفطار، ثم طُلب منهم إجراء عمليات حسابية ذهنية سريعة لمدة ثماني دقائق، مع تنبيههم عند إطلاقهم إجابات خاطئة.

ووجد الباحثون أن تناول المشاركين الكرواسون قبل تعرضهم للضغط النفسي الناتج عن الاختبارات التي خضعوا لها، قلل من وظيفة الأوعية الدموية وقدرتها على العمل بشكل سليم في توصيل الأكسجين والمواد المُغذّية إلى جميع أجزاء الجسم، بنسبة 1.74 في المائة.

وأظهرت دراسات سابقة أن انخفاض وظيفة الأوعية الدموية بنسبة 1 في المائة يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 13 في المائة.

وقالت مؤلفة الدراسة، روزاليند باينهام، الأستاذة بجامعة برمنغهام: «جرى تصميم التجربة لمحاكاة التوتر اليومي الذي قد نضطر إلى التعامل معه في العمل أو في المنزل. وقد وجدنا أن وظيفة الأوعية الدموية لدينا تنخفض بعد تناول الأطعمة غير الصحية عند الشعور بالتوتر».

ولفت فريق الدراسة أن هذه النتائج مهمة بشكل خاص لأولئك الذين يعملون في وظائف ضاغطة والمعرَّضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

واقترح الباحثون على الأشخاص مقاومة إغراء الحلوى والشوكولاته والأطعمة غير الصحية عن طريق تناول الفواكه والخضراوات بدلاً منها.


دراسة: الجينات التي تعزز الخصوبة قد تقصر العمر

الجينات التي تعزز الخصوبة لدى البشر ترتبط بأضرار جسدية تقصر العمر في وقت لاحق من الحياة (رويترز)
الجينات التي تعزز الخصوبة لدى البشر ترتبط بأضرار جسدية تقصر العمر في وقت لاحق من الحياة (رويترز)
TT

دراسة: الجينات التي تعزز الخصوبة قد تقصر العمر

الجينات التي تعزز الخصوبة لدى البشر ترتبط بأضرار جسدية تقصر العمر في وقت لاحق من الحياة (رويترز)
الجينات التي تعزز الخصوبة لدى البشر ترتبط بأضرار جسدية تقصر العمر في وقت لاحق من الحياة (رويترز)

قالت دراسة جديدة إن الجينات التي تعزز الخصوبة لدى البشر ترتبط بأضرار جسدية تقصر العمر في وقت لاحق من الحياة.

وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد نظر فريق الدراسة في بيانات أكثر من 270 ألف شخص، والمسجلة في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهو قاعدة بيانات تحتوي على المعلومات الوراثية والصحية لنصف مليون متطوع في بريطانيا.

وبحث العلماء في العلاقة بين الاختلافات الجينية وبعض العادات والمشكلات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم والفصام والتدخين. ووجد الفريق أن الاختلافات الجينية المرتبطة بالخصوبة، مثل عدد الأطفال الذين ينجبهم المتطوع، كانت مرتبطة بقصر العمر.

وكتبوا في دراستهم، التي نشرت في مجلة «Science Advances»: «لقد وجدنا أن الخصوبة وعمر الإنسان مرتبطان ارتباطاً سلبياً، مما يعني أن الطفرات الجينية التي تعزز الخصوبة تميل إلى تقصير العمر». وأضافوا: «بشكل أكثر دقة، فقد وجدنا أن الجينات والمتغيرات الجينية المرتبطة بالخصوبة كانت أكثر احتمالية بخمس مرات تقريباً للتأثير سلبا على طول العمر، حيث إنها ترتبط بعدد من المشكلات والأضرار الجسدية». وتابعوا: «بالإضافة إلى ذلك، فإن الأفراد الذين يحملون طفرات تزيد من قدراتهم الإنجابية، لديهم احتمالات أقل للعيش حتى سن 76 عاما مقارنة بأولئك الذين يحملون طفرات تقلل نسبيا من قدراتهم الإنجابية».

مع ذلك، حذر المؤلفون من أن الخصوبة وعمر الإنسان يتأثران أيضا بعوامل أخرى بعيدا عن الجينات، من بينها التقدم الطبي في الدولة التي يعيش فيها الفرد.

يذكر أن هناك دراسة نشرت في عام 2007 وجدت أن هناك زوجاً من الطفرات التي تطيل عمر الديدان تخفض من متوسط عدد نسلها.


تقرير: انتشار مقلق لـ«مقاومة المضادات الحيوية» في أوكرانيا

بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)
بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)
TT

تقرير: انتشار مقلق لـ«مقاومة المضادات الحيوية» في أوكرانيا

بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)
بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)

ذكر تقرير جديد أن المستشفيات والمرافق الصحية في أوكرانيا تواجه «زيادة مثيرة للقلق» في حالات العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية وسط الحرب مع روسيا.

وحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قال التقرير الصادر عن المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن انتشار مقاومة المضادات الحيوية، وهي الحالة التي تحدث عندما لا تستجيب البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات للأدوية التي تعالجها، هو «أزمة عاجلة» في أوكرانيا «تجب معالجتها».

وكتب الباحثون في التقرير الذي اعتمد على مسوحات أجريت في 3 مستشفيات إقليمية في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 2022: «في جميع أنحاء العالم، تشير التقديرات إلى أن مقاومة المضادات الحيوية تسبب وفيات أكثر من فيروس نقص المناعة البشرية أو الملاريا. ويُعترف بها باعتبارها تهديداً عالمياً رئيسياً للصحة العامة».

وأضافوا: «وفي أوكرانيا، ارتفعت معدلات حالات الإصابة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بعد الحرب، الأمر الذي ينذر بانتشارها في أوروبا كلها».

حقائق

أكثر من مليون حالة وفاة

حول العالم في عام 2019 نتجت عن مقاومة المضادات الحيوية

ولفت التقرير إلى أن هذه الزيادة جاءت نتيجة تراجع سبل مراقبة العدوى وتنفيذ تدابير الوقاية، مثل نظافة اليدين، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وأشار الباحثون إلى العواقب طويلة المدى لانتشار هذه المشكلة الصحية على المدنيين والعسكريين، مؤكدين الضرورة الملحة للتصدي لها، حتى وسط استمرار الحرب.

وذكر تقرير منفصل نشرته مراكز السيطرة على الأمراض في أغسطس (آب) أنه تم العثور على 6 أنواع من البكتيريا مقاومة للأدوية في جندي مصاب واحد في أوكرانيا.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى مقاومة مضادات المضادات الحيوية باعتبارها «واحدة من أكبر التهديدات العالمية للصحة العامة والتنمية».

وقد تسببت هذه المشكلة الصحية في أكثر من مليون حالة وفاة حول العالم في عام 2019، حسب أحدث التقديرات.

ومن بين الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض المقاومة للأدوية: إساءة استخدام الأدوية المضادة للميكروبات، والإفراط في استخدامها بشكل مباشر من قبل البشر، أو غير مباشر في الزراعة.


علاج فعّال للسيطرة على الربو الحاد

تفاقم الأعراض يعزّز الحاجة إلى أدوية «الستيرويدات» المستنشقة (جامعة إديث كوان الأسترالية)
تفاقم الأعراض يعزّز الحاجة إلى أدوية «الستيرويدات» المستنشقة (جامعة إديث كوان الأسترالية)
TT

علاج فعّال للسيطرة على الربو الحاد

تفاقم الأعراض يعزّز الحاجة إلى أدوية «الستيرويدات» المستنشقة (جامعة إديث كوان الأسترالية)
تفاقم الأعراض يعزّز الحاجة إلى أدوية «الستيرويدات» المستنشقة (جامعة إديث كوان الأسترالية)

كشفت دراسة بريطانية أنه يمكن السيطرة على الربو الحاد باستخدام العلاج البيولوجي «بنراليزوماب»، من دون الحاجة إلى جرعات عالية من أدوية «الستيرويدات» المستنشقة التي يمكن أن تكون لها آثار جانبية خطيرة.

وأظهرت النتائج أنّ المرضى الذين يستخدمون «بنراليزوماب» يمكنهم تقليل جرعة «الستيرويد» المستنشقة بأمان، ونشرت النتائج، الجمعة، في دورية «لانسيت».

ويُعدّ الربو أحد أمراض الجهاز التنفسي الأكثر شيوعاً في العالم، حيث يؤثر في نحو 300 مليون شخص، ويعاني نحو 3 إلى 5 في المائة منهم من الربو الحاد.

ويؤدّي ذلك إلى ظهور أعراض يومية، تتمثّل في ضيق التنفس، وضيق الصدر، والسعال، إلى نوبات الربو المتكرّرة التي تتطلّب دخول المستشفى بشكل متواصل.

وعندما تتفاقم أعراض الربو الحاد، يحتاج المريض إلى أدوية إضافية مثل «الستيرويدات» المستنشقة (البخاخات) بشكل يومي، لكنها قد تُسبّب آثاراً خطيرة، مثل هشاشة العظام وكسورها، وإعتام عدسة العين.

وأجريت الدراسة على 208 من مرضى الربو الحاد، في 4 دول، هي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا.

وراقب الفريق تأثير «بنراليزوماب» حيال خفض جرعات «الستيرويدات» المستنشقة.

و«بنراليزوماب» هو علاج بيولوجي يقلّل عدد الخلايا الالتهابية التي تُسمّى «اليوزينيات» المُنتَجة بأعداد كبيرة في مجرى الهواء لدى المرضى الذين يعانون الربو الحاد، ويشارك بشكل حاسم في تطوّر نوبات الربو. ويُحقَن «بنراليزوماب» كل 4 إلى 8 أسابيع.

ووجد الباحثون أنّ نحو 90 في المائة من المشاركين لم يعانوا أي تفاقم في أعراض الربو طوال فترة الدراسة التي استمرت 48 أسبوعاً، وأنّ 92 في المائة من المرضى الذين يستخدمون «بنراليزوماب» يمكنهم تقليل جرعة «الستيرويد» المستنشقة بأمان، في حين يستطيع أكثر من 60 في المائة التوقّف عن استخدامها بالكامل.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة، وأستاذ طب الجهاز التنفسي في جامعة «كينغز كوليدج لندن» البريطانية، البروفيسور ديفيد جاكسون: «أحدثت العلاجات البيولوجية مثل (بنراليزوماب) ثورة في علاج الربو الحاد بطرق عدّة، وتظهر نتائج هذه الدراسة للمرة الأولى أنه يمكن تجنب الضرر المرتبط بـ(الستيرويد) بالنسبة إلى غالبية المرضى الذين يستخدمون هذا العلاج».

وأضاف عبر موقع الجامعة أنّ نتائج الدراسة يمكن أن تمثل نقطة تحوّل بالنسبة إلى مرضى الربو الحاد عن طريق تقليل الآثار الجانبية لـ«الستيرويدات» المستنشقة.


دراسة: ارتفاع ضغط الدم قد يكون «معدياً» بين الأزواج

جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: ارتفاع ضغط الدم قد يكون «معدياً» بين الأزواج

جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)
جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن أن إصابة أحد الزوجين بارتفاع ضغط الدم قد تتسبب في معاناة شريكه من هذه المشكلة الصحية أيضاً.

ووفق شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد فحص فريق الدراسة التابع لجامعات: ميشيغان، وإيموري، وكولومبيا، بيانات 1086 من الأزواج في إنجلترا؛ و3989 في الولايات المتحدة؛ و6514 في الصين، ونحو 22 ألفاً في الهند، وذلك في الفترة بين عامي 2015 و2019.

ونظر الباحثون على وجه التحديد في عدد الأزواج الذين يعانون من «ارتفاع ضغط الدم المتوافق»، مما يعني أن كلاً من الزوج والزوجة يعانيان من ارتفاع ضغط الدم.

ووجد الباحثون أنه، في جميع البلدان الأربعة التي شملتها الدراسة، تسببت إصابة أحد الزوجين بارتفاع ضغط الدم في إصابة شريكه به.

وأظهرت البيانات أن 47.1 في المائة من الأزواج في إنجلترا مصابون بـ«ارتفاع ضغط الدم المتوافق»، مقارنة مع 37.9 في المائة بالولايات المتحدة، و20.8 في المائة بالصين، و19.8 في المائة بالهند.

ولفت الباحثون إلى أن دراستهم هي الأولى من نوعها التي تدرس ارتفاع ضغط الدم المتوافق بين الأزواج.

وأكدوا أن نتائجهم قد تساعد في التوصل لطرق لإدارة المرض لدى الأزواج، مثل الخضوع لفحص ارتفاع ضغط الدم معاً، وحضور دروس التمارين الرياضية معاً، وتشجيع كليهما على اتباع نظام غذائي صحي.

ويعدّ ارتفاع ضغط الدم من أكبر عوامل الخطورة لأمراض القلب والأوعية الدموية، فهو يؤدي إلى نحو 45 في المائة من الوفيات لهذه الأمراض.

ويعاني نحو 1.28 مليار بالغ تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاماً في جميع أنحاء العالم من ارتفاع ضغط الدم، ويعيش ثلثاهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.


الغلوتين في الحبوب يتسبب في اضطرابات مَرضية متعددة

الغلوتين في الحبوب يتسبب في اضطرابات مَرضية متعددة
TT

الغلوتين في الحبوب يتسبب في اضطرابات مَرضية متعددة

الغلوتين في الحبوب يتسبب في اضطرابات مَرضية متعددة

قد يشكو أحدهم لسنوات من أعراض مزعجة في جهازه الهضمي، ويظل يتنقل من طبيب إلى طبيب ربما لسنوات دونما جدوى في الوصول إلى تشخيص طبي. أو أن يتم تشخيصه في آخر الأمر بـ«القولون العصبي»، ثم يتنبه أحد الأطباء بعناية للحالة، ويكون الأمر بسبب الغلوتين في القمح، وليس القولون العصبي.

إن معاناة البعض بعد تناول القمح أو أي أطعمة أو مشروبات تحتوي عليه، كالخبز أو المعجنات أو المعكرونة أو خلّ القمح أو البيرة (بخلاف المشروبات الكحولية المقطرة الصافية المستخلصة من القمح Wheat، مثل الفودكا أو الجن أو الويسكي)، هي غالباً بسبب وجود بروتين الغلوتين Gluten. وهو بروتين يوجد أيضاً في الشعير Barley والجاودر Rye.

تفاعلات الغلوتين

والواقع، أن الاضطرابات المَرضية التي يتسبب بها تناول الغلوتين، هي بالفعل ذات أهمية لأربعة أسباب رئيسية، وهي:

* الأطعمة المشتقة من القمح هي، وببساطه شديدة، من أكثر المنتجات الغذائية تناولاً، والغلوتين يشكل نسبة 80 في المائة من البروتينات في الخبز والمعكرونة. وكما يقول أطباء كليفلاند كلينك: «الغلوتين موجود في عدد لا يحصى من الأطعمة والمشروبات، وغيرها من المنتجات».

* الأمراض المرتبطة بالقمح شائعة لدرجة تقارب أو تفوق انتشار أمراض شرايين القلب أو ارتفاع الكوليسترول أو مرض السكري (كما سيأتي). ومع ذلك، قلما يُلتفت إلى احتمالات تسببه بأي مشاكل صحية أو تداعياتها، على الرغم من تنبه الأطباء القدماء جداً إلى هذا الأمر، مثل إشارة أريتايوس القبادوقي (واحد من أشهر الأطباء الإغريق القدماء) في عام 250 بعد الميلاد، إلى حالة كوييلياكوس Koiliakos (كويليا Koelia كلمة يونانية تعني البطن) مرتبط بتناول القمح.

* تفاعل الجسم سلبياً مع دخول الغلوتين يختلف بين الناس، ويأخذ طيفاً واسعاً من الحالات المرضية المختلف بعضها عن بعض. وبالتالي، يتخذ هيئات مرضية «مُربكة» في التصنيف الطبي (مع عدم وجود اتفاق طبي واضح في تصنيفاتها)، وكذلك في التشخيص الإكلينيكي وكيفية التيقن من ذلك. وهذا كله نتيجة «وضوح» جوانب و«غموض» جوانب أخرى في آليات الفسيولوجيا المَرضية Pathophysiology التي تحصل في أجسام بعض الناس بعد تناول أي نوع من الأطعمة المحتوية على الغلوتين.

* تشابه أعراض الجهاز الهضمي بعد تناول القمح، لدى البعض الذين لديهم «مشكلة» مع تناول الغلوتين، يجعل الكثير منهم يُصنفون مرضى مُصابين بـ«القولون العصبي»، وهم ليسوا كذلك بالفعل (كما سيأتي توضيحه).

حالات الغلوتين المرضية

وما هو معروف طبياً حتى اليوم من هيئات الحالات المرضية التي يتسبب بها تناول القمح المحتوي على الغلوتين هو:

- إما على هيئة مرض سيليك Celiac Disease لنوعية محددة من «حساسية» الغلوتين.

- أو على هيئة «حساسية غير سيليك للغلوتين» NCGS، كنوع من حساسية الطعام العامة.

- أو على هيئة حالة «عدم تحمل» بروتين الغلوتين Gluten Intolerance، دون وجود تفاعلات حساسية بالمعنى الدقيق.

- أو على هيئة ترنح الغلوتين Gluten Ataxia.

- أو على هيئة التهاب الجلد الحلئي الشكل Dermatitis Herpetiformis.

وفي إحدى المراجعات العلمية (المكتبة الوطنية الطبية الأميركية National Library of Medicine، أكتوبر/ تشرين الثاني 2022) لكتاب طبي بعنوان «المشاكل الطبية المرتبطة بالغلوتين»، كتبه باحثون من جامعة ولاية ميشيغان وجامعة نيفادا، أفادوا بالقول: «الغلوتين هو موضوع حديث، يحظى باهتمام وأبحاث كبيرة. والغلوتين مهم للأطباء؛ لأنه يحتوي على مجموعة من الأمراض المرتبطة به. ولقد أصبح محبوباً من قِبل وسائل الإعلام على مدى السنوات القليلة الماضية؛ وذلك لمجموعة متنوعة من الأسباب الطبية وغير الطبية. وقد أدى الاهتمام إلى ظهور مجموعة كبيرة من المؤلفات والمعلومات التي تكون مربكة ومضللة في بعض الأحيان. وتحتاج الأمراض المرتبطة بالغلوتين إلى تصنيف بناءً على الحقائق الطبية المؤكدة».

وبالتالي، يشكل هذا «الارتباك»، إشكالية في التشخيص والمتابعة الطبية، ودرجة إجراء الفحوص، وأيضاً في طريقة المعالجة، والمضاعفات والتداعيات المستقبلية.

وفي مراجعة طبية بعنوان «حساسية غير سيليك للغلوتين: العرض الإكلينيكي والمسببات والتشخيص التفريقي»، (عدد أغسطس/ آب - سبتمبر/ أيلول الماضيين من مجلة «طب الجهاز الهضمي والكبد» Gastroenterology & Hepatology) أفاد باحثون من إسبانيا بأن: «حساسية غير سيليك للغلوتين هي أحدث الأمراض المدرجة في مجموعة الاضطرابات المرتبطة بالغلوتين». وبعد استعراضهم ما هو متوافر من معلومات علمية وإكلينيكية حتى اليوم عن هذه الحالة الحديثة الوصف طبياً، قال الباحثون: «هناك حاجة إلى مزيد من البحوث حول حساسية غير سيليك للغلوتين؛ لتحسين فهم مسبباتها المرضية والسمات الإكلينيكية».

وأكد على هذا الواقع من عدم الوضوح لدى الأوساط الطبية، باحثون من كليفلاند كلينك في دراستهم بعنوان «الاضطرابات المرتبطة بالغلوتين من المقعد (في المختبر) إلى السرير (في غرفة المريض)»، والمنشورة ضمن عدد أكتوبر الماضي من مجلة «علم أمراض الكبد والجهاز الهضمي الإكلينيكي» Clin Gastroenterol Hepatol. وقال فيها الباحثون الأميركيون: «يشكل كل من مرض سيليك، وحساسية غير سيليك للغلوتين، وحساسية القمح، ثلاث من الحالات الرئيسية التي يحفز الأعراض فيها (تناول) الأطعمة التي تحتوي على القمح والغلوتين. إن التميز بين هذه الحالات قد يكون أمراً شاقاً».

انتشار الإصابات وصعوبة التشخيص

واللافت في الأمر، أن هذه الحالات بعمومها ليست نادرة، ولكن لا يتم بشكل واضح تشخيصها. وبلغة الإحصاء والأرقام، فان إجمالي معدلات الإصابات بين الناس بها، كما تفيد بعض المصادر الطبية، تفوق في الواقع معدلات انتشار الإصابات بأمراض شرايين القلب. وتشير بعض المصادر الطبية إلى أن انتشار كل أنواع المعاناة من الغلوتين، قد تصل إلى 13 في المائة من الناس في بعض المجتمعات.

وفي التفصيل، فإن معدل انتشار مرض سيليك في عموم الناس من بعض مناطق العالم (بناءً على نتائج اختبارات تحاليل الدم المصلية Serologic Test) يبلغ ما بين 1.5 في الولايات المتحدة و2 في المائة كل من إيطاليا وفنلندا. ولكن، ووفق ما تفيد به مؤسسة مرض سيليك في كاليفورنيا Celiac Disease Foundation: «يتم تشخيص نحو 30 في المائة فقط منهم بشكل صحيح». وأن 83 في المائة يتم تشخيصهم بشكل خاطئ بأمراض أخرى في الجهاز الهضمي، وخاصة القولون العصبي. وتضيف الإحصائيات الأميركية، أن المريض بسيليك يُمضى ما بين 6 و8 سنوات وهو يتنقل بين الأطباء، كي يصل إلى طبيب يُشخص حالته بشكل صحيح. وأن الواحد من هؤلاء الذين لم يتم بعد تشخيصهم بمرض سيليك، يُنفقون على صحتهم مبلغ 5 آلاف دولار سنوياً أكثر من غيرهم، مقارنة بالناس الأصحاء. وأن معدل الانتشار العالمي لمرض سيليك يتراوح ما بين 5 و10 في المائة بين المجموعات المعرضة بشكل أعلى للإصابة به، أي الذين لديهم إما متلازمة داون Down Syndrome أو متلازمة تيرنر Turner Syndrome، أو مرض السكري من النوع 1 T1DM، وأمراض الغدة الدرقية الناجمة عن اضطرابات المناعية الذاتية. وتشير بعض الدراسات الشرق أوسطية إلى أن معدل انتشار مرض سيليك بين المصابين بمرض السكري من النوع 1 هي 12 في المائة، أي ضعف معدل الانتشار العالمي البالغ 6 في المائة.

وفي معدلات انتشار حالات عدم تحمل الغلوتين، يقول أطباء كليفلاند كلينك على موقعها الإلكتروني: «يعاني نحو 6 في المائة من سكان الولايات المتحدة حالة عدم تحمّل الغلوتين».

مرض سيليك... آليات مَرَضية واضحة

يحدث مرض سيليك نتيجة رد فعل مناعي في الأمعاء الدقيقة، تجاه تناول بروتين الغلوتين في القمح، نتيجة وجود استعداد جيني لدى الشخص.

وعندما يتفاعل الجهاز المناعي للجسم بشكل مفرط مع الغلوتين الموجود بالطعام، فإن هذا التفاعل يتلف النتوءات الشعرية الصغيرة، الزغابات، التي تبطّن الأمعاء الدقيقة. والزغابات هي المكان الذي تُمتص فيه الفيتامينات والمعادن والعناصر المغذية الأخرى من الطعام الذي نأكله.

وفي حال تضرر وضمور الزغابات Villous Atrophy، لن يمكننا الحصول على ما يكفينا من العناصر المغذية، بغض النظر عن مقدار ما نتناوله من الأطعمة المحتوية عليها. وبالتالي، كما تفيد الكثير من مصادر طب الجهاز الهضمي والمناعة، يتسبب هذا التلف المعوي غالباً في ظهور أعراضٍ لها علاقة من جوانب عدة بسوء الامتصاص Malabsorption، مثل الإسهال، أو التعب، أو فقدان الوزن، أو الانتفاخ، أو فقر الدم، أو فقدان كثافة العظام، أو تنميل ووخز في القدمين واليدين، أو الإصابة بمشكلات محتملة في التوازن، أو ضعف الإدراك. ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى مضاعفات أبعد (مثل العقم)، في حال عدم علاجه أو السيطرة عليه.

وثمة طريقة طبية منهجية واضحة الخطوات، في تشخيص هذه الحالات، وصولاً إلى التشخيص بشكل يقيني.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج دوائي محدد يشفي من مرض سيليك، فمن الممكن أن يساعد اتباع نظام غذائي «صارم» و«خالٍ تماماً» من الغلوتين، في علاج الأعراض وتعافي الأمعاء لدى معظم المصابين.

بين «حساسية غير سيليك» ضد الغلوتين وعدم تحمله

إضافة إلى مرض سيليك ذي التصنيف الطبي الواضح، يوضح أطباء كليفلاند كلينك، أن المرء قد يكون مصاباً بحالة «عدم تحمل الغلوتين» Gluten Intolerance إذا شعر بالتعب أو الغثيان أو الانتفاخ بعد تناول الأطعمة المحتوية على الغلوتين، وخاصة الخبز أو المعكرونة. أي بأعراض شبيهة بتلك التي تصاحب «القولون العصبي».

كما أن البعض الآخر قد تظهر لديه، بعد تناول الغلوتين، حالة ثالثة، هي «حساسية غير سيليك للغلوتين» NCGS.

وأضافوا: «يسبب عدم تحمل الغلوتين والحساسية من الغلوتين، الكثير من الأعراض نفسها التي يسببها مرض سيليك، ولكنهما ليسا الحالة نفسها. والأشخاص الذين يعانون عدم تحمل الغلوتين ليس لديهم حساسية فعلية للغلوتين، وليس لديهم جين غير طبيعي، ولا تظهر في دمائهم أجسام مضادة ضد الغلوتين».

والأسباب الدقيقة لعدم تحمل الغلوتين ليست مفهومة جيداً. وتظهر بعض الأبحاث أن هؤلاء الأشخاص قد لا تكون لديهم مشكلة مع بروتين الغلوتين نفسه، ولكن تجاه أنواع أخرى من الكربوهيدرات الموجود في الكثير من الأطعمة التي يتواجد فيها الغلوتين. وأجسادهم لا تهضم وتمتص هذه الكربوهيدرات كما ينبغي. وبالتالي؛ عندما تصل تلك الكربوهيدرات إلى الأمعاء الغليظة (القولون) وتتخمر فيها، تظهر أعراض هضمية مزعجة. ولذا؛ يتم في الغالب تشخيصهم خطأً بمرض القولون العصبي.

وحول سؤال: هل عدم تحمل الغلوتين هو حساسية الغلوتين؟، أفاد أطباء كليفلاند كلينك بالقول: «عدم تحمل الطعام وحساسية الطعام ليسا الشيء نفسه. تحدث حساسية الطعام، مثل حساسية القمح، عندما يبالغ جهازك المناعي في رد فعله بعد تناول طعام معين. وقد تسبب الحساسية الحكة أو القيء أو ضيق التنفس».

الـ«حساسية» من طعام معين تختلف عن «عدم تقبل» الجسم له

إن ظهور تفاعلات ومظاهر الـ«حساسية» في الجسم بعد تناول طعام معين، هو نتيجة تفاعل الجهاز المناعي.

أما ظهور أعراض ومظاهر «عدم تقبل» الجسم لتناول طعام معين، فهو نتيجة تفاعل الجهاز الهضمي.

ومظاهر «الحساسية» يمكن أن تظهر إما في الجهاز الهضمي أو على مناطق مختلفة من الجسم خارج الجهاز الهضمي. ولكن مظاهر «عدم التقبل» تظهر غالباً في الجهاز الهضمي وحده.

والحساسية بالأصل، ردة فعل يُبديها جهاز المناعة تجاه مركبات كيميائية معينة موجودة في الطعام. وغالب تلك المركبات الغذائية هي «بروتينات». مثل الحساسية من الفول السوداني أو البيض أو الأسماك أو السمسم أو الموز، وغيرها. ولذا؛ فإن تناول، ولو كميات صغيرة من ذلك الطعام الذي يحتوي على المركبات المسببة للحساسية، يمكن أن يؤدي إلى ظهور مجموعة مختلفة من الأعراض، والتي يمكن أن تكون حادة أو مهددة للحياة.

ولكن في المقابل، تعكس أعراض حالات «عدم تحمل» طعام معين، معانة المرء من صعوبة تواجه الجهاز الهضمي في إتمام عمليات هضم ذلك الطعام المعين أو مجموعة غذائية معينة فيه.

ومن أشهر أمثلة ذلك، عدم تحمل سكر اللاكتوز Lactose Intolerance. وسكر اللكتوز هو السكر الرئيسي في الحليب؛ ما يعني أن الأشخاص الذين لديهم حالة «عدم تحمل اللكتوز» سيواجهون صعوبة في هضم الحليب ومشتقات الألبان (ما عدا لبن الزبادي).


اكتشاف الخلايا المسببة للعيوب الخلقية في قلوب الأجنة

اكتشاف الخلايا المسببة للعيوب الخلقية في قلوب الأجنة
TT

اكتشاف الخلايا المسببة للعيوب الخلقية في قلوب الأجنة

اكتشاف الخلايا المسببة للعيوب الخلقية في قلوب الأجنة

تُعد العيوب الخلقية في القلب «congenital heart defect» من أشهر المشكلات الخلقية شيوعاً في الأطفال، ويمكن أن تحدث في عضلة القلب نفسها أو في الشرايين. وبطبيعة الحال فإن لها توابع مؤثرة في المستويَين العضوي والنفسي، لا على الطفل فحسب، ولكن على عائلته كلها.

وبعض هذه العيوب يحمل أعراضاً بسيطة يمكن التعايش معها، وتتحسن تلقائياً مع تقدم الطفل في العمر، وبعضها الآخر يمكن أن يحمل عواقب صحية وخيمة ويحتاج إلى تصحيح جراحي.

عيوب خَلقية

على الرغم من عدم معرفة الأسباب الأكيدة لحدوث هذه العيوب، فإن إصابة الأم بالسكري سواء من النوع الأول أو النوع الثاني قبل الحمل، تزيد من فرصة حدوثها لأطفالها بنسبة تصل إلى 5 أضعاف الأم غير المصابة، (ولا يُعد السكري الذي يحدث نتيجة للحمل gestational diabetes سبباً في ذلك)، بجانب عديد من العوامل البيئية الأخرى مثل العامل الجيني.

ولعلاج حالات التشوه الخلقي في القلب والأوعية الدموية يجب محاولة معرفة الأسباب لكي يمكن تجنبها.

في أحدث دراسة نُشرت في مجلة «نيتشر لأبحاث أمراض القلب والأوعية الدموية (Nature Cardiovascular Research)» في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، توصّل العلماء من معاهد غلادستون بالولايات المتحدة Gladstone Institutes إلى اكتشاف خلايا معينة في قلوب الأجنة الموجودة في رحم السيدات المصابات بمرض السكري، التي كان من المفترض أن تصبح جزءاً من الشريان الأورطي والشريان الرئوي لقلب الأجنة، لديها مستويات عالية من حمض معين «الريتينويك (retinoic)» يغير من خصائص هذه الخلايا ويجعلها تتصرف مثل الخلايا الموجودة في أماكن أخرى من القلب.

أوضح العلماء أن الطريقة التي يتم بها تكوين خلايا الجنين في الفئران والأجنة البشرية، على السواء، تكاد تكون متطابقة (لذلك أُجريت الدراسة على الفئران). وهي عبارة عن استجابة ملايين الخلايا لإشارات كيميائية دقيقة معينة تنبعث كل منها في المكان المناسب والوقت المناسب لتكوين عضلة القلب.

وفي حالة تلقي أي خلايا، مهما قلّ عددها، إشارات كيميائية خاطئة سواء في التوقيت أو المكان، يحدث نمو لخلايا القلب أو الأوعية الدموية القريبة بشكل غير صحيح؛ مما يؤدي إلى عيوب خلقية، والمشكلة أنه نظراً للعدد الهائل من الخلايا وتعقيد تركيبتها يكون من الصعب جداً تحديد الخلية التي حدثت فيها الإشارة الخاطئة والتشوه الخلقي.

سكري الأمهات والأجنة

في محاولة لفهم الكيفية التي يؤثر بها مرض السكري لدى الأمهات على حدوث عيوب خلقية في القلب، قام الباحثون بعمل التجارب على فئران مصابة بمرض السكري، وأيضاً كان لديها ارتفاع لمعدلات حدوث عيوب خلقية سابقة في القلب في نسلها.

وقاموا بجمع أكثر من 30 ألف خلية مختلفة من قلوب الأجنة، ثم بعد ذلك قاموا بتحليل ثلاثي الأبعاد للحمض النووي (DNA)، وكذلك قاموا بقياس مستويات جزيئات mRNA المختلفة في كل خلية على حدة، ومن خلال الشفرة الجينية الموجودة في الخلية، التي تكون عبارة عن بروتينات معينة يمكن تمييز خلية معينة.

وأوضح الباحثون أن مرض السكري يقوم بتغيير الصفات الجينية المميزة لكل خلية، وبالتالي تصبح مختلفة عن بقية الخلايا. وفي وقت الانقسام تعطي نسيجاً مختلفاً وهو ما يحدث عيوباً وظيفية في العضو الذي يحدث فيه الاختلاف ولا يستطيع القيام بوظيفته بشكل جيد. ومثال ذلك العيوب التي تحدث في الجدار الذي يفصل نصف القلب الأيمن عن النصف الأيسر ويؤدي إلى عدم اكتماله وحدوث ثقب يترتب عليه خلل في الدورة الدموية.

وقال الباحثون إن أهمية الدراسة تكمن في أنها يمكن أن تؤدي في المستقبل إلى عمل تدخلات علاجية معينة في هذه الخلايا تقلل من فرصة حدوث التشوهات الخلقية في القلب للأطفال المولودين لأمهات مصابات بالسكري بجانب أنها تمهد الطريق لإجراء أبحاث مماثلة على عديد من العيوب الخلقية الأخرى.

قام الباحثون بدراسة الكيفية التي تتغير بها تركيبة الحمض النووي (DNA) نتيجة لاستخدامها بنشاط مكثف في خلايا الفئران، ووجدوا أكثر من 4000 اختلاف بين الفئران التي تتطور أجنتها بشكل طبيعي وأجنة الفئران لأمهات مصابات بمرض السكري. واللافت للنظر أن 97 في المائة من هذه الاختلافات كانت في مجموعتين فرعيتين من الخلايا؛ إحداهما تنقسم لتكون نسيجاً مهماً جداً في عضلة القلب يفصل بين الشريان الأورطي والشريان الرئوي وبقية غرف القلب الأخرى. والمجموعة الثانية من الخلايا تنقسم لتكون نسيج الوجه وهذه المجموعات الفرعية من الخلايا لها نشاط أعلى من المعتاد في جين معين يُسمى «ALX3» يتحكم في نشاط عديد من الجينات الأخرى.

تبين أن هذه المجموعة الفرعية من الخلايا لديها مستويات نشاط عالية من جزيء حمض «الريتينويك (retinoic)»، الذي يمكن أن يسبب تشوهات خلقية وفي الأغلب توجد مستويات أعلى من حمض «الريتينويك» فقط في الخلايا الموجودة في الجزء السفلي أو الخلفي من المنطقة التي تقوم بتكوين نسيج القلب، ولكن في مرض السكري يمكن أن توجد النسب العالية في المناطق الأمامية التي تنقسم بعد ذلك لتكون الشريانين الرئوي والأورطي.

قال العلماء إن الدراسات السابقة على الرغم من رصدها للمجموعات الفرعية، فإنه لم يتم التعرف عليها على أنها مختلفة عن الخلايا المحيطة بها. لذلك كان من المفاجئ لهم اكتشاف أن تلك الخلايا كانت أكثر حساسية لمرض السكري عند الأمهات سواء من النوع الأول أو الثاني، وتعدّ مسؤولة عن العيوب التي حدثت في أثناء انقسام خلايا الجنين وتكوين الأعضاء، ومنها القلب على وجه التحديد.

• استشاري طب الأطفال


الإنفلونزا الموسمية... الوقاية والمكافحة بالتحصين

الإنفلونزا الموسمية... الوقاية والمكافحة بالتحصين
TT

الإنفلونزا الموسمية... الوقاية والمكافحة بالتحصين

الإنفلونزا الموسمية... الوقاية والمكافحة بالتحصين

يشكّل تغيّر المناخ تهديداً أساسياً لصحة الإنسان؛ إذ يؤثّر على البيئة المادية، وعلى جميع جوانب النظم الطبيعية والبشرية، بما في ذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وأداء النظم الصحية. ولذلك، فهو عامل مضاعِف للتهديد يقوّض عقوداً من التقدم الصحي، ويُحتمل أيضاً أن يعكس اتجاه هذا التقدم. ومع تغير الظروف المناخية، يُلاحظ حدوث ظواهر جوية ومناخية أكثر تواتراً وكثافة، بما في ذلك العواصف والبرد القارس والحرارة الشديدة والفيضانات وحالات الجفاف.

وتؤثر هذه المخاطر الجوية والمناخية على الصحة بشكل مباشر وغير مباشر، مما يزيد من خطر الوفيات، والأمراض غير السارية، وظهور الأمراض المعدية وانتشارها، وحدوث حالات الطوارئ الصحية، ومنها ما تشهده، هذه الأيام، مستشفياتنا ومراكز تقديم الرعاية الصحية من حالات «الإنفلونزا الموسمية الشديدة».

تشير أبحاث منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن 3.6 مليار شخص يعيشون بالفعل في مناطق شديدة التعرض لتغير المناخ، ومن المتوقع، في الفترة من عام 2030 إلى عام 2050، أن يسبب تغير المناخ نحو 250 ألف حالة وفاة إضافية كل عام. وتشير التقديرات إلى أن التكاليف المباشرة للضرر على الصحة تتراوح بين 2 و4 مليارات دولار أميركي في العام، بحلول عام 2030. وستكون المجالات التي تفتقر إلى البنية التحتية المتينة في مجال الصحة -ومعظمها في البلدان النامية- أقل قدرة على المواجهة، دون الحصول على مساعدة من أجل التأهب والاستجابة.

الإنفلونزا الموسمية

الإنفلونزا الموسمية (the flu) هي عدوى تنفسية حادة تسببها فيروسات الإنفلونزا، وهي شائعة في جميع أنحاء العالم، وتنتشر بسهولة بين الأشخاص عند السعال أو العطاس. يتعافى معظم الناس منها دون علاج، والتطعيم هو أفضل طريقة للوقاية من المرض. يمكن لجميع الفئات العمرية أن تتأثر بالمرض، ولكن هناك مجموعات أكثر عرضة للخطر من غيرها، منها:

- الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض وخيم أو مضاعفات وخيمة عند الإصابة بالإنفلونزا: النساء الحوامل، والأطفال دون سن الخامسة، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من حالات طبية مزمنة (مثل أمراض القلب المزمنة، أو أمراض الرئة أو الكلى أو الأيض أو النمو العصبي أو الكبد أو الدم) والأفراد الذين يعانون من حالات كابتة للمناعة (مثل فيروس نقص المناعة البشرية، أو تلقي العلاج الكيميائي أو الستيرويدات، أو الإصابة بالأورام الخبيثة).

- يتعرّض العاملون في مجال الرعاية الصحية لخطر كبير بالإصابة بعدوى فيروس الإنفلونزا، بسبب زيادة التعرّض للمرض والاختلاط بالمرضى، وزيادة نشر المرض بشكل خاص بين الأفراد المعرضين للخطر. ويمكن للتطعيم أن يحمي العاملين الصحيين والأشخاص المحيطين بهم.

توصيات الموسم الجديد

صرح المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية، الدكتور محمد العبد العالي، بأن 80 في المائة من المنوَّمين في العناية المركزة، بسبب الإنفلونزا الموسمية منذ بداية الموسم، لم يأخذوا اللقاح.

وتشير تقارير مركز السيطرة على الأمراض (CDC) الأميركية، إلى أن هناك أمرين مختلفين بالنسبة للموسم الجديد للإنفلونزا (2023- 2024):

الأول: تحديث تركيبة لقاحات الإنفلونزا لموسم 2023- 2024 مع توصيات جديدة تتضمن تحديثاً واحداً، مقارنة بتركيبة لقاح الإنفلونزا الأميركي للفترة 2022- 2023. وتم تحديث مكون فيروس لقاح الإنفلونزا A(H1N1)pdm09 من أجل لقاحات الإنفلونزا القائمة على البيض أو الخلايا المؤتلفة.

الثاني: قد يحصل الأشخاص المصابون بحساسية البيض على أي لقاح (يعتمد على البيض أو لا يعتمد على البيض) يكون مناسباً لسنهم وحالتهم الصحية. في السابق، كان يوصى بتطعيم الأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة تجاه البيض (أولئك الذين لديهم أي أعراض غير الحساسية الناتجة عن التعرض للبيض) في العيادات الطبية الداخلية أو الخارجية. بدءاً من موسم 2023- 2024، لم يعد يوصى بإجراءات أمان إضافية لتطعيم الإنفلونزا للأشخاص الذين يعانون من حساسية البيض، بما يتجاوز تلك الموصى بها لتلقي أي لقاح، بغض النظر عن شدة رد الفعل السابق تجاه البيض. يجب إعطاء جميع اللقاحات في الأماكن التي يمكن فيها التعرف على ردود الفعل التحسسية ومعالجتها بسرعة.

أنماط الفيروس

هناك 4 أنماط من فيروس الإنفلونزا: A وB وC وD. وينتشر نمطا فيروس الإنفلونزا A وB مسببان أوبئة موسمية.

• تُصنّف فيروسات الإنفلونزا من النمط A أيضاً إلى أنماط فرعية، وفقاً لمجموعات البروتينات الموجودة على سطح الفيروس. وينتشر حالياً بين البشر النمطان الفرعيان A(H1N1) وA(H3N2) من فيروسات الإنفلونزا. ويُكتب اسم النمط A(H1N1) أيضاً بالطريقة التالية: «A(H1N1)pdm09»، وذلك لأنه تسبب في حدوث جائحة عام 2009 وحلّ محل الفيروس السابق A(H1N1) الذي كان منتشراً قبل عام 2009. وفيروسات الإنفلونزا من النمط A هي الوحيدة التي تُعرف بأنها تتسبب في حدوث جوائح.

• لا تُصنّف فيروسات الإنفلونزا من النمط B إلى أنماط فرعية، ولكن يمكن تقسيمها إلى سلالات. وتنتمي فيروسات الإنفلونزا من النوع B إلى السلالة B/Yamagata أو السلالة B/Victoria.

• يُكشف عن الإصابة بفيروس الإنفلونزا من النمط C بوتيرة أقل، ويسبب عادة حالات عدوى خفيفة، وبالتالي ليس له أهمية بالنسبة إلى الصحة العامة.

• تؤثر فيروسات الإنفلونزا من النمط D في المقام الأول على الماشية، ولا تُعرف أنها تصيب البشر أو تسبب المرض لديهم.

العلامات والأعراض

تبدأ أعراض الإنفلونزا عادةً بعد نحو يومين من اكتساب العدوى من شخص مصاب بالفيروس. وتشمل الأعراض ما يلي:

- بداية حادّة للحمّى.

- سعال (جاف عادة) ويمكن أن يكون شديداً، وقد يستمر لأسبوعين أو أكثر.

- صداع، وآلام في العضلات والمفاصل، وشعور بوعكة شديدة.

- التهاب الحلق وسيلان الأنف.

يمكن أن تسبب الإنفلونزا مرضاً وخيماً أو تؤدي إلى الوفاة؛ خصوصاً لدى الأشخاص المعرضين لخطر كبير.

ويمكن أن تفاقم الإنفلونزا من أعراض الأمراض المزمنة الأخرى. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي الإنفلونزا إلى الالتهاب الرئوي والإنتان. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من مشكلات طبية أخرى أو الذين يعانون من أعراض وخيمة التماس الرعاية الطبية.

وبشكل رئيسي، يحدث دخول المستشفى والوفاة بسبب الإنفلونزا في صفوف الفئات المعرضة لخطر شديد.

وفي البلدان الصناعية، تحدث معظم الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر.

ولا تُعرف الآثار الناجمة عن أوبئة الإنفلونزا الموسمية في البلدان النامية معرفة تامة، ولكن التقديرات الواردة في البحوث تفيد بأن البلدان النامية تستأثر بنسبة 99 في المائة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة، المصابين بعدوى الجهاز التنفسي السفلي المرتبطة بالإنفلونزا.

أما عن انتقال المرض، فإن الإنفلونزا الموسمية تنتشر بسهولة وتنتقل عدواها بسرعة في الأماكن المزدحمة، بما فيها المدارس ودور التمريض. وعندما يسعل الشخص المصاب بالعدوى أو يعطس، ينتشر الرذاذ الحاوي للفيروسات (الرذاذ المعدي) في الهواء، ويمكن أن يصيب الأشخاص الموجودين على مقربة من الشخص المصاب. ويمكن أن ينتشر الفيروس أيضاً عن طريق الأيدي الملوثة بفيروسات الإنفلونزا.

وللوقاية من سريان العدوى، ينبغي للأشخاص تغطية أفواههم وأنوفهم بمنديل عند السعال وغسل أيديهم بانتظام. وفي المناطق معتدلة المناخ تحدث أوبئة الإنفلونزا الموسمية بشكل رئيسي خلال فصل الشتاء، في حين أنه يمكن أن تحدث الأوبئة في المناطق المدارية طيلة العام مسببة فاشيات أقل تواتراً.

كما أن الفترة التي تفصل بين اكتساب العدوى وظهور المرض، والتي تُعرف بفترة الحضانة، تبلغ مدتها يومين، ولكنها تتراوح بين يوم وأربعة أيام.

التشخيص

تُشخّص معظم حالات الإنفلونزا البشرية سريرياً. ومع ذلك، خلال الفترات التي ينخفض فيها نشاط الإنفلونزا أو خارج حالات الأوبئة، يمكن أن تظهر عدوى لفيروسات أخرى تصيب الجهاز التنفسي (مثل فيروس «كورونا»- سارس-2، والفيروس الأنفي، والفيروس المخلوي التنفسي، والفيروسات نظيرة الإنفلونزا، والفيروس الغدي) وتسبب أمراضاً شبيهة بالإنفلونزا، ما يجعل التمييز السريري بين الإنفلونزا ومسببات الأمراض الأخرى أمراً صعباً.

ويلزم جمع عينات مناسبة من الجهاز التنفسي، وتنفيذ اختبار تشخيصي مختبري، من أجل تحديد التشخيص النهائي. ويعد جمع عينات من الجهاز التنفسي وتخزينها ونقلها بشكل صحيح الخطوة الأولى الأساسية من أجل الكشف المختبري عن حالات العدوى بفيروس الإنفلونزا. ويتم التأكيد المختبري عادة باستخدام الكشف المباشر عن المستضد، أو عزل الفيروس، أو الكشف عن الحمض النووي الريبي الخاص بالإنفلونزا عن طريق اختبار تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي (RT-PCR).

وتُستخدم الاختبارات التشخيصية السريعة في السياقات السريرية، بيد أنها تنطوي على حساسية أقل مقارنة بالأساليب القائمة على اختبار تفاعل البوليميراز التسلسلي بالانتساخ العكسي، وتتوقف موثوقيتها إلى حد كبير على الظروف التي يتم استخدامها فيها.

العلاج

يتعافى معظم الناس من الإنفلونزا من تلقاء أنفسهم. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من أعراض وخيمة أو حالات طبية أخرى التماس الرعاية الطبية. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة عمل الآتي:

- البقاء في المنزل من أجل الاستراحة؛ وتجنّب إصابة الآخرين.

- شرب كميات كافية من السوائل.

- علاج الأعراض الأخرى مثل الحمى.

- التماس الرعاية الطبية عند ظهور الأعراض.

- ينبغي علاج الأشخاص المعرّضين لخطر كبير، أو الذين يعانون من أعراض وخيمة، بالأدوية المضادة للفيروسات في أقرب وقت ممكن. وترصد الشبكة العالمية لترصّد الإنفلونزا والتصدي لها (GISRS) التابعة للمنظمة مقاومة مضادات الفيروسات بين فيروسات الإنفلونزا الدائرة، لتوفير البينات في الوقت المناسب من أجل السياسات الوطنية المتعلقة بالاستخدام المضاد للفيروسات.

الوقاية

أولاً- توصي اللجنة الاستشارية للتحصين (ACIP) بشأن لقاح الإنفلونزا لموسم 2023- 2024، بإعطاء التطعيم للفئات التالية: النساء الحوامل، والأطفال الذين تتراوح سنهم بين 6 أشهر و5 أعوام، والأشخاص الذين تزيد سنهم على 65 عاماً، والأشخاص المصابون بحالات طبية مزمنة؛ والعاملون الصحيون.

ويتوفر كثير من لقاحات الإنفلونزا المعطّلة ولقاحات الإنفلونزا المؤتلفة في شكل حقن. وتتوفر لقاحات الإنفلونزا الحية الموهنة على شكل بخاخ للأنف. قد يكون اللقاح أقل فعالية لدى كبار السن؛ لكنه سيجعل المرض أقل حدة، ويقلّل من فرصة حدوث المضاعفات والوفاة. التطعيم مهم بشكل خاص بالنسبة إلى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا، ومقدمي الرعاية لهم.

ثانياً- طرق أخرى للوقاية:

- تنظيف اليدين وتجفيفهما بانتظام.

- تغطية الفم والأنف عند العطاس والسعال.

- التخلص من المناديل بشكل صحيح.

- البقاء في المنزل عند الشعور بتوعك.

- تجنّب الاتصال الوثيق بالمرضى.

- تجنّب لمس العينين والأنف والفم.

ثالثاً- تقوم منظمة الصحة العالمية باستمرار، من خلال البرنامج العالمي لمكافحة الإنفلونزا، والشبكة العالمية لترصّد الإنفلونزا والتصدي لها التابعة للمنظمة، وبالتعاون مع شركاء آخرين، برصد فيروسات الإنفلونزا ونشاطها على المستوى العالمي، وتوصي المنظمة بتركيبات لقاح الإنفلونزا الموسمية مرتين في السنة لمواسم الإنفلونزا في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، وتقدم إرشاداتها للبلدان في المناطق المدارية وشبه المدارية، بشأن تركيبة اللقاحات التي ينبغي استخدامها، وتدعم القرارات المتعلقة بتوقيت حملات التطعيم، وتدعم الدول الأعضاء في وضع استراتيجيات للوقاية والمكافحة.

وتعمل المنظمة على تعزيز قدرات الاستجابة للإنفلونزا على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، بما في ذلك وسائل التشخيص، ورصد الحساسية لمضادات الفيروسات، وترصّد الأمراض، والاستجابة للفاشيات؛ وتعمل كذلك على زيادة تغطية اللقاحات بين الفئات المعرضة لخطر شديد، ودعم البحث والتطوير في مجال العلاجات الجديدة وغيرها من التدابير المضادة.

* استشاري طب المجتمع


عقار لعلاج التهاب المفاصل قد يمنع تطوُّر السكري

يوصف هذا العقار حالياً لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي (أرشيفية)
يوصف هذا العقار حالياً لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي (أرشيفية)
TT

عقار لعلاج التهاب المفاصل قد يمنع تطوُّر السكري

يوصف هذا العقار حالياً لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي (أرشيفية)
يوصف هذا العقار حالياً لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي (أرشيفية)

أظهر باحثون من معهد «سانت فنسنت للبحوث الطبية» في أستراليا أنّ دواء لالتهاب المفاصل الروماتويدي يوصف بشكل شائع قد يمنع تطوّر مرض السكري من النوع الأول.

وكشفت نتائج الدراسة التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية، وأشرف عليها البروفيسور توماس كاي من المعهد، أنّ عقاراً يُسمّى «باريسيتينب» يمكنه الحفاظ على إنتاج «الأنسولين» في الجسم بشكل آمن وفعال قمع تطوُّر مرض السكري من النوع الأول خلال 100 يوم من التشخيص.

وتُعدّ هذه التجربة التي أجريت على البشر الأولى على مستوى العالم.

وقال البروفيسور كاي: «عندما يُشخَّص مرض السكري من النوع الأول، للمرة الأولى، يكون لا يزال ثمة عدد كبير من الخلايا المنتجة لـ(الأنسولين). أردنا أن نرى ما إذا كان بإمكاننا حماية مزيد من تدمير هذه الخلايا».

وأضاف: «أظهرت نتائجنا أنّ (البارسيتينب) آمن وفعال في إبطاء تطوّر مرض السكري من النوع الأول لدى الأشخاص الذين شُخِّصوا منذ وقت ليس ببعيد».

ويُظهر البحث نتائج واعدة كأول علاج من نوعه لعكس تطوّر مرض السكري من النوع الأول، ويمكن تقديمه على شكل أقراص.

وشدّد البروفيسور كاي على أنه «من المثير أن نكون أول مجموعة بحثية في العالم تختبر فاعلية هذا العقار علاجاً مُحتملاً لمرض السكري من النوع الأول».

وأوضح: «أظهرت تجربتنا أنه إذا بدأنا بتعاطي هذا الدواء في وقت مبكر بما فيه الكفاية بعد التشخيص، فإن إنتاج المرضى الطبيعي لـ(الأنسولين) سيستمر».

وتُعدّ إدارة المرض مدى الحياة أمراً مرهقاً بشكل كبير على الأشخاص الذين يُشخَّصون، ما يتطلب مراقبة دقيقة لـ«الغلوكوز» وإدارة «الأنسولين» ليلَ نهار، للبقاء على قيد الحياة.

وحتى اكتشاف «الأنسولين» قبل أكثر من 100 عام، كان السكري من النوع الأول حالة مرضية قاتلة. ورغم دوره في إنقاذ حياتهم، فإنّ العلاج عينه قد يكون خطيراً، إذا تم تناول كمية كبيرة جداً أو قليلة جداً منه. ولا تزال الحالات المرضية مصحوبة بمضاعفات طويلة المدى، بما فيها النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وضعف البصر، وأمراض الكلى، وتلف الأعصاب.

وقالت قائدة المرحلة ما قبل السريرية في التجربة، البروفيسور هيلين توماس: «نحن متفائلون بأنّ هذا العلاج سيصبح متاحاً سريرياً. وسيكون هذا بمثابة تغيير كبير في كيفية إدارة مرض السكري من النوع الأول».

وكان الباحثون قد راقبوا نسبة «الغلوكوز» في الدم، وإنتاج «الأنسولين» لدى 91 مشاركاً على مدار عام واحد.

ويمنع «البارسيتينب» إنزيماً يساعد عادةً على نقل الإشارات التي تنظّم جهاز المناعة والالتهابات. ويوصف هذا الدواء حالياً لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى. ويعتقد أنه يُخفف بالمثل الاستجابة المناعية ضدّ الخلايا المنتجة لـ«الأنسولين» لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول الذين شُخِّصوا حديثاً، وبالتالي تأخير ظهور الأعراض الكاملة للمرض، وتحسين التحكم في «الغلوكوز»، وتقليل احتمالية حدوث آثار ضارّة على المدى الطويل.


منجزات عظيمة لأدوية كبح الشهية الجديدة

منجزات عظيمة لأدوية كبح الشهية الجديدة
TT

منجزات عظيمة لأدوية كبح الشهية الجديدة

منجزات عظيمة لأدوية كبح الشهية الجديدة

يكاد يكون من المستحيل تجاهل الضجة المحيطة بالجيل الأحدث من الأدوية الخاصة بالسمنة التي بدأت شعبيتها تزداد بقوة، مع تواتر التقارير المذهلة عن معدلات فقدان الوزن في أوساط من يتناولون هذه الأدوية.

احتفاء «شعبي» بأدوية جديدة

على سبيل المثال، جرى الاحتفاء بدواء «سيماغلوتايد» Semaglutide -الذي جرى الترويج له بادئ الأمر باسم «أوزيمبيك» Ozempic لعلاج السكري، وجرى الترويج له لاحقاً باسم «ويغوفي» Wegovy لعلاج السمنة- باعتباره فتحاً كبيراً في مجال الدواء لقدرته على تحقيق متوسط فقدان في وزن الجسم يتراوح بين 15 في المائة و20 في المائة.

إلا أنه بدا واضحاً أن هذه الأدوية التي تتضمن داخل فئتها أدوية أخرى، وتحاكي هرموناً يفرز بشكل طبيعي يدعى «جي إل بي-1» GLP-1، ربما تحمل فوائد إضافية، تسهم في تخفيف الرغبة الشديدة في تناول أشياء أخرى بخلاف الطعام.

وقد أشار بعض الأشخاص ممن تناولوا «جي إل بي-1» إلى أنهم لاحظوا تراجعاً في اهتمامهم بأنماط السلوك الإدماني والقهري، مثل شرب الكحوليات والتدخين ولعب القمار والتسوق المفرط، وحتى قضم الأظافر.

وتستمع الدكتورة كارولين أبوفيان، مديرة مركز إدارة الوزن والعافية التابع لمستشفى «بريغهام آند ويمينز» بجامعة هارفارد، لشهادات مشابهة من مرضاها؛ خصوصاً فيما يتعلق بالرغبة الشديدة في تناول الكحوليات والحلوى.

والآن، ما السبب وراء ذلك؟ على ما يبدو، فإن أدوية «جي إل بي-1» التي تكبت الشهية وتعين الأشخاص على الشعور بالشبع، تعيق نشاط مسارات المكافأة في المخ. وعادة ما يجري تحفيز هذه المسارات بمواد مثل الطعام والكحول والنيكوتين، بجانب نشاطات ممتعة، مثل لعب القمار أو التسوق.

في هذا الإطار، أوضحت الدكتورة أبوفيان: «لسنا على ثقة كاملة من السبب؛ لكن هذه الأدوية تحدث تغييراً إيجابياً للغاية في السلوك. إن هذه أنباء سارة».

الأدوية الجديدة تقلل من السلوك الإدماني في لعب القمار

أبحاث مكثفة

تثمر أدوية «جي إل بي-1» بالفعل فوائد صحية مذهلة على المدى الطويل على أصعدة أخرى بخلاف فقدان الوزن؛ إذ قد يقلل «ويغوفي» مخاطر التعرض لمشكلات خطيرة في القلب، مثل الإصابة بنوبات قلبية والسكتة الدماغية بنسبة 20 في المائة، حسبما أعلنت الجهة المصنعة للدواء في أغسطس (آب) 2023.

وعلى ما يبدو، فإن التجربة التي شارك فيها 18 ألف شخص، تعد الأولى التي تظهر أن أدوية «جي إل بي-1» يمكن أن تحقق فوائد صحية تتعلق بالقلب لدى الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد؛ لكنهم لا يعانون من مرض السكري.

* رصدت حالات الحدّ من شرب الكحول والتدخين ولعب القمار والتسوق المفرط*

وبدأت أبحاث أخرى في كشف النقاب عن إمكانات هذه الأدوية في كبت تعاطي الكحوليات والتدخين. وخلصت دراسة نُشرت في سبتمبر (أيلول) 2022 بدورية «جيه سي آي إنسايت- JCI Insight»، شملت 127 بالغاً، إلى أن الأفراد الذين يعانون من كل من السكري واضطرابات تعاطي الكحوليات، وجرى علاجهم باستخدام دواء «جي إل بي-1» يدعى «إكسيناتيد» exenatide («بييتا» Byetta، «بيدوريون» Bydureon)، تناولوا كميات أقل بكثير من أولئك الذين تناولوا دواء وهمياً.

بجانب ذلك، فإن الأشخاص الذين تناولوا «إكسيناتيد» أظهروا نشاطاً أقل بكثير في نشاط مراكز المكافأة في المخ، لدى عرض صور مشروبات كحولية عليهم، عندما كانوا يخضعون لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.

إضافة لذلك، هناك تجربة صغيرة أخرى قيد التنفيذ تركز على 48 شخصاً يعانون من اضطراب تعاطي الكحول ممن يدخنون كذلك. وتهدف التجربة إلى تحديد ما إذا كان أولئك الذين يتلقون جرعات متزايدة من «سيماغلوتيد» على مدى شهرين سيتناولون الكحوليات ويدخنون بشكل أقل عن المشاركين الذين يتلقون حقنة «بلاسيبو».

وعبرت الدكتورة أبوفيان عن اعتقادها بأنه إذا أكدت الأبحاث الإضافية النتائج الأولية، فإننا سنشهد تزايداً في التدافع للحصول على هذه الأدوية. ومع ذلك، فمن المحتمل أن تستغرق موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدامات أخرى لأغراض غير مرض السكري والسمنة، عدة سنوات أخرى، وذلك بعد الانتهاء من التجارب السريرية الكبيرة. وأضافت: «أعتقد أننا سنلاحظ بالتأكيد مزيداً من الطلب الذي يشهد بالفعل ارتفاعاً هائلاً».

كبت الرغبات الشديدة

يمكن أن ينطوي نجاح أدوية «جي إل بي-1» في كبت مجموعة من الرغبات الشديدة، على وجود دليل على أن الإدمان وأنماط السلوك القهري تنبع من اضطرابات بالمخ، وليس من الافتقار إلى الإرادة، حسبما شرحت الدكتورة أبوفيان.

وقالت: «هل هذا إخفاق أخلاقي؟ علينا التخلص من تلك الوصمة. الفكرة الأساسية الكبرى هنا أن كل هذه الأمور هي أمراض».

وتقترح الدكتورة أبوفيان حال اهتمامك بتناول واحد من هذه الأدوية لكبت إدمان أو أحد أنماط السلوك القهري، باتباع الخطوات التالية:

اسعَ للحصول عليها. إذا كنت تواجه صعوبة في التخلص من السمنة ولا تتناول دواء «جي إل بي-1». ربما حان الوقت للبدء في تناوله. وأضافت الدكتورة أبوفيان: «بالتأكيد بمقدور شخص يعاني من السمنة، وكذلك من سلوك قهري تجاه الكحوليات أو القمار أو التدخين، تناول واحد من هذه الأدوية للتعامل مع السمنة، وبعد ذلك ربما يستفيد من تأثيرات أخرى للدواء».

ابحث عن بدائل أرخص. قد يكون «ويغوفي» وأدوية «جي إل بي-1» الجديدة الأخرى مكلفة وغير متوفرة بقدر كبير. إلا أن أدوية «جي إل بي-1» من الجيل الأول التي نالت الموافقة لاستخدامها في علاج السكري أو السمنة، بما في ذلك «دولاغلوتيد» dulaglutide («تروليسيتي» Trulicity) و«ليراغلوتايد» liraglutide («ساكسيندا» Saxenda)، ربما سيجري بيعها باعتبارها أدوية عامة خلال العام المقبل، الأمر الذي سييسر الحصول عليها بدرجة كبيرة.

وعن ذلك، قالت الدكتورة أبوفيان: «من الصعب التحلي بالصبر؛ لكن بعض أدوية (جي إل بي-1) أقل تكلفة، أو ربما ستصبح ذلك قريباً».

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»- خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً