خبير يكشف مفهوم الكوليسترول الضار والجيد بالغذاء

كشف خبير التغذية الروسي الدكتور أنطون بريكين أن الكوليسترول مادة تذوب في الدهون الموجودة بكل خلية من خلايا جسم الإنسان، وتساهم في بناء أغشية الخلايا وتركيب الهرمونات وأحماض الصفراء وفيتامين D. وأن حوالى 80 في المئة منه ينتجه الكبد والباقي يحصل عليه الإنسان من الأطعمة التي يتناولها.

وأوضح بريكين «يمكن في الحياة اليومية أن تجد مفاهيم مثل الكوليسترول الجيد والضار. في الواقع هما نفس المادة. لكن نوعيتها تحددها البروتينات الدهنية - عبوات تنقل الكوليسترول إلى جميع أنحاء الجسم». وذلك وفق ما نقلت شبكة أخبار «روسيا اليوم» عن صحيفة «إزفيستيا».

ويبين الخبير الروسي ان «الكوليسترول الجيد موجود في علب البروتينات الدهنية العالية الكثافة، وجزيئاته صغيرة جدا لذلك تمر عبر الأوعية الدموية بسهولة حتى أنها تلتقط الدهون الزائدة وتنقلها إلى الكبد لمعالجتها. أما الضار فموجود في علب منخفضة الكثافة، وجزيئاته كبيرة لذلك يعلق في الأماكن المتضررة داخل الأوعية الدموية ويلتصق بجدرانها. ومع مرور الوقت تتحول هذه التراكمات إلى لويحات تصلِّب الشرايين. وهذا يعني كلما زاد الكوليسترول الضار في الدم، زاد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

تعرف على أفضل نظام غذائي لخفض الكوليسترول وحماية القلب

توصلت دراسة جديدة إلى أن النظام الغذائي النباتي يخفض مستويات الكوليسترول في الدم ويقلل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد استندت الدراسة إلى نتائج 30 تجربة إكلينيكية عشوائية، بحثت في تأثير الأنظمة الغذائية المختلفة على جميع أنواع الكوليسترول، مع التركيز بشكل خاص على البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، الذي يُطلق عليه غالباً «الكوليسترول الضار»، لأن تراكمه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب.

ووجد الفريق أن مستوى الكوليسترول بشكل عام انخفض بنسبة 7 في المائة، في حين قل مستوى «الكوليسترول الضار» بنسبة 10 في المائة، وتراجعت مستويات البروتين الشحمي «ب» (المرتبط بمقدار الدهون والكوليسترول السيئ في الجسم) بنسبة 14 في المائة، لدى المشاركين الذين اتبعوا نظاماً غذائياً نباتياً مقارنة بأولئك الذين اتبعوا نظماً غذائية تحتوي على اللحوم.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة روث فريك شميدت، أستاذة الكيمياء الحيوية السريرية وكبيرة الأطباء في مستشفى ريغ هوسباتل في الدنمارك: «هذا يعادل ثلث تأثير تناول الأدوية الخافضة للكوليسترول، مثل العقاقير المخفضة للكوليسترول، وسيؤدي إلى انخفاض بنسبة 7 في المائة في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً لمدة خمس سنوات».

وأضافت شميت في بيان: «الأهم أننا وجدنا نتائج مماثلة عبر القارات والأعمار المختلفة، ومع اختلاف مؤشر كتلة الجسم».

وأكدت أنه إذا بدأ الناس في تناول وجبات نباتية منذ سن مبكرة، فإن احتمالية الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الناجمة عن انسداد الشرايين ستكون كبيرة.

وفي هذا الاطار، فان الكوليسترول الضار موجود بكثرة في الزبدة، حيث تحتوي 100 غرام منها على 185 مليغرام من الكوليسترول. وبالطبع الامتناع تماما عن تناول الزبدة غير صحيح. لأن الزبدة تحتوي على نسبة عالية من فيتامينات A و E و K و D و C و B ، بالإضافة إلى أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 الدهنية المتعددة غير المشبعة. لذا، للحصول على هذه المواد المفيدة، يكفي تناول 10-20 غراما من الزبدة في اليوم، حسب بريكين، الذي يؤكد «أن صفار البيض والمخ والكلى والكبد والمايونيز هي مواد غنية بالكوليسترول الضار. لذلك ينصح من يعاني من ارتفاع مستوى الكوليسترول في دمه بالامتناع عن تناول هذه المواد». مضيفا «يعتبر الجبن العالي الدسم مصدرا آخر للكوليسترول الضار، لذلك ينصح بتناول أنواع الجبن القليلة الدسم».

ويحض الخبير الروسي على تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم عن طريق ممارسة الرياضة والنشاط البدني واتباع نظام غذائي صحي يحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.

بدائل غذائية صحية قد تمنع الكوليسترول السيئ

من المهم خفض مستويات الكوليسترول لتجنب مشاكل القلب والسكتة الدماغية. وقد يكون من الصعب الحفاظ على نظام غذائي عن طريق إبعاد الرغبة الشديدة في تناول الطعام. ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب عليك تناول التوفو أو الشوفان فقط.
ووفقًا لدراسة نُشرت في أبريل (نيسان) 2021 بمجلة «BMC Medicine»، فإن الأشخاص الذين يتناولون نظامًا غذائيًا غنيًا بالسكر المعالج والزبدة والخبز منخفض الألياف مع كميات قليلة من الفواكه والخضروات يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لذا إليك بعض الأطعمة منخفضة الكوليسترول التي لن تدفعك للتنازل عن ذوقك؛ ذلك وفق «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

مقايضات صحية لتقليل نسبة الكوليسترول:

سمك مع الدجاج

يجب على الأشخاص غير النباتيين الذهاب لتناول الأسماك بدلاً من اختيار الدجاج. تعتبر الأسماك مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية الأساسية مثل اليود والثيامين والسيلينيوم وأحماض أوميغا 3 الدهنية. ونظرًا لأن الأسماك تحتوي على نسبة دهون مشبعة أقل من الأطعمة الأخرى، فإنها تعتبر مفيدة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

مكسرات مع وجبات خفيفة مقرمشة مالحة

عادة ما ينتهي الأمر بالناس إلى تناول وجبات خفيفة مالحة، ما قد يؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول في الدم. أما المكسرات فصحية للغاية وتحتوي على مضادات الأكسدة القوية والبروتين والألياف القابلة للذوبان والدهون غير المشبعة.

شوكولاتة داكنة مع شوكولاتة الحليب

يجب أن تختار الشوكولاتة الداكنة عندما تشتهي شيئًا حلوًا. الشوكولاتة الداكنة من مضادات الأكسدة القوية التي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
فقد وجدت دراسة نشرت عام 2020 بالمجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية أن تناول الشوكولاتة مرة واحدة في الأسبوع يقلل من خطر الإصابة بانسداد الشرايين بنسبة 8 %.

مايونيز مع زبادي قليل الدسم

يمكن أن يزيد المايونيز من محتوى الدهون في طعامك، سواء كنت تستخدمه لتزيين وجباتك أو إضافته كقاعدة لبرغر. يمكنك استبداله بالزبادي قليل الدسم.

فشار مع رقائق البطاطا

يميل معظم الناس إلى تناول رقائق البطاطا بشكل متكرر، وهي غير صحية ويمكن أن تسبب زيادة الوزن أيضًا. والفشار بديل صحي للرقائق التي يمكن أن تساعد في التحكم بمستويات الكوليسترول؛ إذ يحتوي على الألياف والدهون المتحولة وقليل السعرات الحرارية، ما يجعله مثاليًا لرغبتك الشديدة بالأكل في منتصف الليل. ومع ذلك، تأكد من عدم إضافة الكثير من الزبدة والملح للحفاظ على قيمتها الغذائية. ولإضفاء نكهة الفشار، استخدم جبنة البارميزان أو مكونات أخرى.
يجب أن تستهلك الأطعمة الغنية بالدهون الصحية وأحماض أوميغا 3 الدهنية والبذور والزيوت لخفض مستويات الكوليسترول. حيث يمكن خفض مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) عن طريق تناول نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة والمتحولة. من المعروف أن الأطعمة المصنوعة من النباتات تخفض مستويات الكوليسترول في الدم. لذلك، إذا كنت تستهلك عادة الأسماك واللحوم، فاستبدل وجبة نباتية كاملة بواحدة على الأقل من وجباتك. يجب عليك أيضًا استشارة طبيبك أو اختصاصي التغذية قبل إجراء أي تغييرات جديدة على نظامك الغذائي أو إذا كنت تتناول دواءً.

الدهون الأحادية غير المشبعة مفيدة للقلب ومخفضة للكوليسترول

في حين أن الدهون المشبعة والمتحولة يمكن أن تكون ضارة، فإن الدهون الأحادية وغير المشبعة المتعددة وخاصة دهون أوميغا 3، مفيدة لصحة قلبك ورفاهيتك بشكل عام.

ووفقًا لمؤسسة القلب الأسترالية، تساعد الدهون الصحية على تحسين مستويات الكوليسترول عن طريق خفض الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL). كما يمكن أن يساعد انخفاض مستويات الكوليسترول الضار في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

وحسب الدكتورة إدوينا راج رئيسة قسم التغذية العلاجية بمستشفى «Aster CMI» ببنغالورو، هناك قائمة بالدهون الصحية التي يمكنك تضمينها في نظامك الغذائي، وذلك وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص. وفيما يلي بعض الأمثلة على الدهون الصحية التي يمكنك دمجها في وجباتك:

الأفوكادو

الأفوكادو غني بالدهون الأحادية غير المشبعة التي يمكن أن تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

زيت الزيتون

زيت الزيتون هو عنصر أساسي في حمية البحر الأبيض المتوسط ويحتوي على الدهون الأحادية غير المشبعة. يمكن أن يساعد في تحسين ملف تعريف الكوليسترول لديك والحفاظ على صحة القلب.

المكسرات والبذور

اللوز والجوز وبذور الكتان وبذور الشيا وبذور القنب كلها مصادر رائعة للدهون الصحية للقلب. أنها توفر مزيجًا من الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة، جنبًا إلى جنب مع الألياف والعناصر الغذائية المفيدة الأخرى.

أوميغا 3

الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسلمون المرقط والسردين والتونة غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية. فقد ثبت أن دهون أوميغا 3 تقلل الالتهاب ومستويات الدهون الثلاثية وخطر الإصابة بأمراض القلب.

زيت جوز الهند

على الرغم من أن جوز الهند يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة. إلا أن زيت جوز الهند يحتوي على الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة (MCTs)، والتي يتم استقلابها بشكل مختلف في الجسم. ولكن من الأفضل استخدامه باعتدال.

زيوت البذور

كبذور الكتان وبذور الشيا وبذور القنب متوفرة أيضًا في شكل زيت. حيث تحتوي هذه الزيوت على كمية جيدة من أحماض أوميغا 3 الدهنية ويمكن استخدامها كصلصة للسلطة أو إضافتها إلى العصائر.

الشوكولاته الداكنة

تحتوي الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو على الدهون الصحية، بما في ذلك الدهون الأحادية غير المشبعة. كما أنها توفر مضادات الأكسدة التي يمكن أن تفيد صحة القلب.

وبينما يعد تضمين الدهون الصحية في نظامك الغذائي أمرًا مهمًا، فإن الاعتدال هو المفتاح. لا تزال الدهون الصحية تحتوي على سعرات حرارية؛ لذا انتبه لأحجام الحصص للحفاظ على وزن صحي ونظام غذائي متوازن بشكل عام.

من المهم أيضًا استشارة أخصائي رعاية صحية أو اختصاصي تغذية مسجل للحصول على مشورة شخصية بناءً على احتياجاتك الغذائية المحددة وظروفك الصحية.

تناول الأسماك الزيتية قد يخفض خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن

أكدت دراسة جديدة أن تناول حصتين على الأقل من الأسماك الزيتية مثل الماكريل والسردين والرنجة أسبوعياً يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن.
ويصيب مرض الكلى المزمن نحو 700 مليون شخص حول العالم، ويمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي والوفاة.
ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قام الباحثون بتجميع نتائج 19 دراسة سابقة أجريت في 12 دولة لفحص الروابط بين تناول الأشخاص لأحماض «أوميغا 3» الدهنية، الموجودة في الأسماك الزيتية والمأكولات البحرية الأخرى ومصادر نباتية مثل الجوز وفول الصويا، وتطور مرض الكلى المزمن لدى البالغين.
وتضمنت الدراسات التي تم تحليلها نحو 25 ألف مشارك، تتراوح أعمارهم بين 49 و77 عاماً.
وبعد حساب مجموعة من العوامل بما في ذلك العمر والجنس والعرق ومؤشر كتلة الجسم والتدخين وتناول الكحول والنشاط البدني وأمراض القلب والسكري، وجد فريق الدراسة علاقة قوية بين تناول أحماض «أوميغا 3» الدهنية الموجودة في الأسماك الزيتية والمأكولات البحرية وانخفاض خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن بنسبة 8 في المائة.

ووجد فريق الدراسة أيضاً صلة بين تناول مستويات عالية من الأسماك الزيتية وبطء انخفاض وظائف الكلى.
وأشار الباحثون إلى أنهم لم يرصدوا الفوائد ذاتها عند تناول الأشخاص أحماض «أوميغا 3» الدهنية المشتقة من النباتات.
ونُشرت النتائج التي توصل إليها الفريق الدولي من الباحثين، بقيادة معهد جورج للصحة العالمية وجامعة نيو ساوث ويلز، في مجلة «بي إم جي» العلمية.
وقال الدكتور ماتي ماركلوند، كبير الباحثين في معهد جورج للصحة العالمية، لصحيفة «الغارديان»: «لقد وجدنا أن أفضل النتائج الصحية المتعلقة بخفض خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن تأتي عند تناول حصتين على الأقل من الأسماك في الأسبوع، ويفضل أن تكون الأسماك الزيتية».
ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها قائمة على الملاحظة، مؤكدين أنهم بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات في هذا الشأن.

باحثون يثبتون علميا فوائد زيت الزيتون للصحة الإدراكية

توصل مجموعة من الباحثين بكلية هاريسون للصيدلة بجامعة أوزبورن بالولايات المتحدة ان لزيت الزيتون فوائد صحية للوظائف الإدراكية، وذلك خلال دراستهم لحالات 25 متطوعا يعانون من اضطرابات إدراكية خفيفة. حيث طلب منهم إضافة 30 مليلترا (ثلاث ملاعق طعام تقريبا) من زيت الزيتون إلى نظامهم الغذائي اليومي لمدة ستة أشهر. وتناول 13 منهم زيت الزيتون البكر الممتاز والـ 12 الآخرون تناولوا زيت الزيتون المكرر. علما أن النوع الأول من زيت الزيتون يحتوي على العديد من الفينولات (نوع من المركبات العضوية المحتوية على مجموعة الهيدروكسيل والبنزول)، وذلك وفق ما ذكرت مجلة «Nutrients» العلمية.
كما خضع جميع المشاركين قبل وبعد تناول زيت الزيتون إلى التصوير بالرنين المغناطيسي واختبارات معرفية وتحليل الدم لكشف المؤشرات الحيوية لمرض ألزهايمر.
وقد أظهرت النتائج أن نوعي زيت الزيتون المستخدم يحسنان الوظائف الإدراكية، وهذا ما انعكس في مؤشرات الخرف السريري والمعايير السلوكية الأخرى. وهذه النتائج تتوافق مع نتائج التجارب التي أجريت على الفئران المخبرية سابقا.
ولم يكن لنوعي الزيت التأثير نفسه على الصحة، فقد أفاد الباحثون بأن نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لم تكن هي نفسها في المجموعتين؛ إذ اتضح أن زيت الزيتون البكر يحفز عمل الحاجز الدموي الدماغي والتواصل بين مناطق الدماغ المختلفة، بينما زاد الزيت المكرر من التنشيط الوظيفي للدماغ في المناطق المسؤولة عن الإدراك، ما أدى إلى تحسين الذاكرة. إضافة الى ذلك تغيرت المؤشرات الحيوية لمرض ألزهايمر.

السردين بديل أفضل من حبوب زيت السمك

قدمت دراسة جديدة لباحثين من بريطانيا والبرازيل، مراجعة علمية من نوع آخر، وذلك للمقارنة بين جدوى تناول مزيد من أسماك السردين Sardines، مقابل تناول حبوب (كبسولات) مستحضرات زيت السمك الغنية بدهون أوميغا - 3 Omega - 3 وهي من نوع المقارنات العلمية «العملية» التي يحتاجها عموم الناس، بين وسيلة اتباع سبيل تناول منتجات غذائية «طبيعية» ومتوفرة وغير مُكلفة، لتغذية الجسم بكميات جيدة من دهون أوميغا ـ 3 الصحية، وبين الحصول الغذائي على تلك النوعية من الدهون الصحية عبر سبيل تتطلب تناول منتجات «مُصنّعة» لتلك الغاية. واحتوى عنوان دراسة الباحثين على إشارة إلى سبب هذا التفضيل.

ونشرت الدراسة ضمن عدد 14 أبريل (نيسان) من مجلة «الأحدث في علم التغذية» Frontiers in Nutrition، بعنوان «تناول مزيد من السردين بدلاً من مكملات زيت السمك: ما وراء الحصول على أوميغا - 3 مصفوفة من العناصر الغذائية ذات الفوائد القلبية الوعائية».

دهون صحية

ودهون أوميغا - 3 هي أحد أنواع الدهون المتعددة غير المُشبّعة PUFA، وتعتبر من أنواع الدهون ذات التأثيرات الصحية العالية في الجسم. والأسماك والحيوانات البحرية الأخرى، من أفضل مصادرها «الطبيعية» للتغذية اليومية.

ولكنها أيضاً تتوفر بهيئة «مُصنّعة» من خلال أنواع كثيرة من كبسولات تحتوي على دهون أوميغا - 3، أو ما يُعرف بزيت السمك أو زيت كبد الحوت. وذلك بالأصل للأشخاص الذين لا يتمكنون من تناول المنتجات الطبيعية المحتوية على دهون أوميغا ـ 3، أو للحالات المرضية التي تتطلب تناول جرعات علاجية عالية منها.

واعتمد الباحثون في نهجهم المقارن خلال دراستهم العلمية هذه أسلوباً طبياً منطقياً وبسيطاً، حيث تناولوا أولا جانب أهمية تزويد الجسم بدهون أوميغا - 3، ثم تطرقوا إلى عناصر من الصعوبات والمعوقات لتناول كبسولات ومستحضرات زيت السمك، ثم عرضوا عدة جوانب إيجابية في الحصول على أوميغا - 3 وغيرها من العناصر الغذائية (التي لا تتوفر بالطبع في كبسولات دهون أوميغا - 3 الدوائية) من تناول أسماك السردين نفسها.

وأشار الباحثون إلى دور دهون أوميغا ـ 3 في السردين، على جانبين من جوانب صحة القلب والأوعية الدموية، وهما ضغط الدم واضطرابات الدهون والكولسترول، بقولهم: «لقد أظهر السردين، كمصدر غذائي لدهون أوميغا ـ 3، فوائد لضغط الدم وتطبيع اضطرابات الدهون. وعلاوة على ذلك، يعتبر السردين مصدراً للبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك، وهي عناصر مغذية لها خصائص ملحوظة لخفض ضغط الدم، وكذلك النياسين والزنك، وهذه العناصر بدورها مرشحة لتحسين مستويات الدورة الدموية للدهون والبروتينات الدهنية». وأحالوا إلى أربع دراسات إكلينيكية تأثير هذه العناصر في صحة القلب وضغط الدم، ولكن لا مجال للاستطراد في ذكرها.

حبوب زيت السمك

وفي جانب التأثيرات الصحية على الجسم، تُفرّق أوساط التغذية الإكلينيكية ما بين تناول حبوب مستحضرات أوميغا - 3 (كبسولات زيت السمك) من جهة، وبين الحصول على دهون أوميغا - 3 الطبيعية بتناول الأسماك مباشرة، من جهة أخرى. وهذا التفريق له أسباب وجيهة عدة، كما سيأتي. ولهذا قال الباحثون في مقدمة عرض نتائج دراستهم، وبوضوح: «تلعب دهون أوميغا - 3 دوراً مهماً في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. وهي الأمراض المرتبطة بحالات تحصل فيها حالات مزمنة من الالتهابات الخفيفة في الجسم، بما في ذلك مرض السكري من النوع 3، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الدهون الثلاثية في الدم، وأمراض الكبد الدهنية». إلا أنهم أضافوا أمرا ذا دلالة إكلينيكية بقولهم: «ولكن تأثيرات تناول مستحضرات (كبسولات) أوميغا - 3 على وجه التحديد، لا تزال مثيرة للجدل فيما يتعلق بجدواها الصحية في الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وإضافة إلى هذا الجانب، ذكر الباحثون جانبين آخرين، بقولهم: «وهي مُستحضرات دوائية (كبسولات زيت السمك) مُكلفة مادياً على المستهلك، و(وضعها ضمن الأدوية اليومية للشخص) يمكن أن يؤدي إلى (احتمالات الأخطاء في تناول أحد أصناف الأدوية عندما) تتعدد الأدوية لدى المرضى الذين يتعين عليهم يومياً تلقي أنواع من العلاج الدوائي».

وأضافوا جانباً رابعاً بقولهم: «علاوة على ذلك، الآثار الجانبية شائعة (لدى متناولي كبسولات زيت السمك)، بما في ذلك التجشؤ المرتبط بالطعم السمكي والغثيان. وكذلك لا يمكن إهمال قدرة المعدة لدى الشخص (في تحمّل تناول كبسولات زيت السمك)، نظراً لأنه يجب تناول كمية كافية من الماء مع الكبسولات للسماح بخلط مِعدي فعال. وقد يواجه المرضى المسنون، والمرضى الذين يعانون من مرض الارتجاع المعدي المريئي GERD، صعوبة في الامتثال للجرعة المثالية (المطلوب تناولها)، سواء تناولوها على معدة خالية أو بعد تناول وجبة الطعام».

والأهم كما أشار الباحثون «علاوة على ذلك، يحتوي السردين على مغذيات أخرى تقي من أمراض القلب (ولا تحتوي عليها كبسولات زيت السمك)».

وهو بالتالي يجعل «تناول السردين، المصدر المعروف والفعال، والمتدني التكلفة، (وسيلة عملية) للحصول على دهون أوميغا ـ 3، وبالتالي قد يقلل من ضرورة تناول كبسولات مستحضرات أوميغا - 3».

دهون أوميغا - 3 هي أحد أنواع الدهون المتعددة غير المُشبّعة ، وتعتبر من أنواع الدهون ذات التأثيرات الصحية العالية في الجسم. والأسماك والحيوانات البحرية الأخرى، من أفضل مصادرها «الطبيعية» للتغذية اليومية.

السردين ومرضى القلب

وعندما تطرّق الباحثون إلى أسماك السردين، قالوا: «السردين ليس فقط من أنواع الأسماك الغنية بدهون أوميغا ـ 3، بل يعتبر أيضاً السردين مصدراً لكثير من العناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك المعادن والفيتامينات والأحماض الأمينية، التي قد تؤدي كمياتها الكبيرة (في أسماك السردين) إلى تحسين النتائج الإكلينيكية لدى المرضى المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية». والأهم أيضاً، هو أن أسماك السردين صغيرة في العمر وصغيرة في الحجم، ما يُقلل إلى حد بعيد من احتمالات وجود عنصر الزئبق فيها، وذلك مقارنة بأنواع الأسماك الأخرى الأطول عمراً والأكبر حجماً والأعلى سمكا في طبقة الجلد (حيث يتراكم الزئبق). وبالتالي فإن احتمالات دخول الزئبق إلى جسم الإنسان عند تناولها، أقل بكثير من تناول أسماك أخرى ذات حجم أكبر وعمر أطول.

وأضافوا «يحتوي السردين على الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والزنك والحديد والتوراين Taurine والأرجينين Arginineوغيرها من العناصر الغذائية، التي تعمل معاً على خفض نشاط الالتهاب الخفيف والمتواصل في الجسم، وتعطيل التأثيرات السلبية للإجهاد التأكسدي Oxidation Stress، وهي التي تُلاحظ ضمن عناصر آليات نشوء وتفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات التدفق الدموي الديناميكي Hemodynamic Flow في الأوعية الدموية. وفي الوجبة الشائعة من السردين، يتوفر الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم بكميات عالية وكافية للحصول على فوائد إكلينيكية. كما تتوفر فيها عناصر غذائية أخرى بكميات أقل، ولكن ذات قيمة صحية».

ورغم أن أعداداً قليلة من الدراسات الإكلينيكية تتبعت تأثيرات تناول السردين بالذات، دون غيره من أنواع الأسماك، على صحة الإنسان. فإن الباحثين قالوا: «ومع ذلك، ونظراً لتركيبته الغذائية من أنواع العناصر الغذائية المتنوعة، يمكن اعتبار السردين غذاء وظيفياً Functional Food (ذا تأثير وظيفي صحي في الجسم)، ومساعدا في إدارة معالجة أمراض القلب والأوعية الدموية ذات الخلفية الالتهابية. ويعتبر السردين مصدراً مهماً لدهون أوميغا - 3، بالإضافة إلى المكونات المعروفة بتأثيراتها الواقية للقلب، بما في ذلك الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والزنك والحديد والتوراين والأرجينين. وهذه العناصر الغذائية في التآزر، ضرورية لتعديل لتأثيرات الالتهاب والإجهاد التأكسدي على القلب والأوعية الدموية، والمشاركة في تحسين وظائف عضلة القلب والوظائف الديناميكية الدموية».

وتطرقوا كذلك إلى حقيقة احتواء السردين على كمية كبيرة من الحديد. وتحديداً، نحو 2.9 (اثنين فاصلة تسعة) ملغم حديد لكل 100 غرام من السردين. وهي أعلى نسبة حديد، مقارنة بأنواع الأسماك الأخرى الشائعة الاستهلاك، ومشابهة لما في اللحوم الحمراء، كما أفادوا. وقالوا: «وبالتالي، فإن استهلاك السردين هو أحد خيارات الوصول إلى تلبية الاحتياج اليومي من الحديد، ومفيد بشكل خاص لأولئك الذين لا يأكلون اللحوم.

وبالنظر إلى العلاقة الراسخة بين فقر الدم الناجم عن نقص الحديد وأمراض القلب والأوعية الدموية، لا ينبغي إهمال تناول الحديد عند معالجة مرضى القلب والأوعية الدموية، إذ إن نقص الحديد هو عامل مساهم في النتائج السلبية في المرضى الذين يعانون من أمراض الشرايين التاجية وفشل القلب وارتفاع ضغط الدم الرئوي، حيث يكون كبار السن والذين يعانون من الأمراض المزمنة المتزامنة أكثر عرضة للإصابة».

ارتفاع ضغط الدم... عناصر غذائية مفيدة في السردين

عند الحديث عن ارتفاع ضغط الدم، ثمة طرق إكلينيكية واضحة ومعتمدة لخفضه. وهي التي تشمل تناول الأدوية التي يصفها الطبيب، واتخاذ السلوكيات الصحية في عيش الحياة اليومية. وذلك في جوانب ممارسة الرياضة اليومية، وخفض الوزن، والامتناع عن التدخين، وتناول التغذية الصحية، وتقليل تناول الصوديوم، وخفض مستوى التوتر النفسي.

وتمثل بعض المنتجات الغذائية «عوامل مساندة» ضمن مكونات التغذية الصحية، وليس «وسيلة علاجية» مباشرة. ومن ذلك تناول الأسماك، على أقل تقدير في وجبتين أسبوعياً، والسردين ضمنهما.

وضمن مراجعتهم العلمية الحديثة، وتحت عنوان «المغذيات الدقيقة من السردين في أمراض القلب والأوعية الدموية»، عرض الباحثون البريطانيون والبرازيليون دور عنصر الكالسيوم في أسماك السردين، وقالوا: «محتوى الكالسيوم في 100 غرام من السردين يعادل الكمية الموجودة في 400 ملّيلتر من الحليب، وبالتالي فهو بديل للأفراد الذين لا يستطيعون تحمل منتجات الألبان أو تناول كمية الحليب بهذا الحجم. وأيضاً هو خيار لمن يحتاجون إلى مكملات الكالسيوم بشكل عام. وبشكل أكثر تحديداً، يوفر 100 غرام من السردين 382 ملغم / يوم من الكالسيوم، وهو ما يمثل 38 في المائة من الحصة الغذائية المُوصى بتناولها يومياً RDA (للشخص البالغ)، التي هي نحو 1000 ملغم / يوم».

وزادوا في التوضيح بقولهم: «الكالسيوم عنصر غذائي أساسي في المسارات الكيميائية الحيوية للقلب والأوعية الدموية Cardiometabolic. وذلك ما يظهر بوضوح من خلال دوره الرئيسي في عملية انقباض عضلة القلب. والكالسيوم لا غنى عنه لصحة العظام، وما يقرب من 99 في المائة من محتوى الجسم من الكالسيوم موجود في أنسجة العظام، مع 1 في المائة المتبقية مخزنة في أنسجة أخرى وتقوم بأدوار كيميائية حيوية متنوعة ومهمة. وبصرف النظر عن الكالسيوم، يعتبر السردين مصدراً مهماً للمغنيسيوم والفوسفور وفيتامين «دي»، التي تساهم بشكل جماعي في صحة العظام، وأيضاً هو مهم لصحة القلب والأوعية الدموية».

وذكروا عنصراً آخر، وهو البوتاسيوم، حيث يمكن اعتبار السردين مصدراً مهماً للبوتاسيوم، على حد قولهم. وأوضحوا أن تناول البوتاسيوم بكمية يومية كافية، لا يؤدي فقط إلى تطبيع ارتفاع ضغط الدم عن طريق زيادة إخراج الصوديوم مع البول، بل أيضاً يُحسّن البوتاسيوم من الأداء الوظيفي لبطانة الشرايين Endothelial Function وإطلاق مزيد من أكسيد النتريك Nitric Oxide. وذلك يُسهم في توسيع الأوعية الدموية وخفض ارتفاع ضغط الدم داخلها. كما يمكن للبوتاسيوم أن يخفف من نشاط الجهاز العصبي الودي Sympathetic (اللاإرادي)، مما يؤدي إلى استرخاء عضلات الأوعية الدموية، وبالتالي خفض ضغط الدم المرتفع. وقالوا: «بالنظر إلى هذا، تنظر الإرشادات الطبية الحالية في زيادة البوتاسيوم الغذائي، على أنها توصية من الدرجة الأولى لتقليل ضغط الدم. وبشكل عام، يمكن اعتبار السردين غذاء مرشحا للمساهمة في المدخول الغذائي اليومي الأمثل من البوتاسيوم».