استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

تفاحة آدم

• ما وظيفة تفاحة آدم؟ وهل يمكن تصغير حجمها؟

- هذا ملخص أسئلتك. ولاحظ معي أن مصطلح «تفاحة آدم» يشير إلى النتوء المرئي في مقدمة حلق بعض الناس. وهو مصنوع من غضروف، مهمته توفير حماية أمامية لصندوق الصوت في الحنجرة. وغير وظيفة الحماية هذه لا يُعرف أن لهذا الغضروف وظيفة أخرى. ورغم اعتقاد بعض الباحثين أن كبر حجم «تفاحة آدم» يلعب دوراً في تعميق الصوت ونضجه، فإنه لا يوجد دليل علمي ملموس حتى الآن على ذلك. وكبر حجمها لا يجعل المرء يتحدث بشكل أوضح أو بصوت أعلى من المعتاد؛ بل عمق الصوت له علاقة بحجم صندوق الصوت.

وكل شخص لديه هذا الغضروف في هذه المنطقة أمام الحنجرة، ولكنه ينمو بشكل أكبر لدى بعض الذكور خلال فترة البلوغ. وإذا أراد المرء أن يعرف مكان هذا النتوء أمام الحنجرة، عندما لا يمكن رؤية النتوء في السطح الأمامي للرقبة، فإنه يمكن أن «يشعر» بمكان الحنجرة. ووسيلة الشعور بذلك تكون عبر لمس مقدمة السطح الأمامي للرقبة، وإصدار أصوات الهمهمة بصوت عالٍ، وعندما يجد المنطقة التي تكون فيها الاهتزازات ملموسة بشكل أقوى، فإن الحنجرة خلفها.

وللتوضيح: خلال فترة البلوغ تحصل للمراهقين عدة تغييرات جسدية، بما في ذلك نمو الحنجرة (صندوق الصوت). وعند الذكور يمكن أن يبرز الجزء الأمامي من غضروف الغدة الدرقية حول الحنجرة إلى الخارج، مكوناً «تفاحة آدم».

وتشريحياً، وإضافة إلى القصبة الهوائية، توجد 9 غضاريف في منطقة الحنجرة في الرقبة. أكبرها الغضروف الدرقي الذي يشكل «تفاحة آدم». وبقية الغضاريف الأخرى تكوّن الأجزاء الأخرى من الحنجرة. وهي: الغضروف الحلقي (تحت الغضروف الدرقي مباشرة)، وغضروف لسان المزمار (يغلق مدخل الحنجرة ويحميه أثناء عملية بلع الطعام، لكيلا يدخل الطعام إلى القصبة الهوائية)، وغضروفان هرميان (يكونان جزءاً من الحنجرة وتشد إليهما الحبال الصوتية)، وغضروفان قَرينيان، وغضروفان إسْفينيان.

وتبدو «تفاحة آدم» من الخارج كنتوء صغير مستدير في مقدمة الحلق. وفي داخل الجسم يحتوي الغضروف الدرقي المحيط بـ«تفاحة آدم» على صفيحتين من الغضروف. وتلتحم هاتان الصفيحتان في مقدمة الحلق، وتشكلان شكل حرف «V» بالإنجليزية.ورغم اختلاف حجم «تفاحة آدم» من شخص لآخر، فإنها عادة ما تكون بحجم أكبر لدى الذكور مقارنة بالنساء. وحتى لدى الرجال غالباً ما تكون غير مرئية إلا لدى البعض منهم. ولكن في كل الأحوال، لا تأثير للأمر على صحة الإنسان، إلا أن بعض الأشخاص قد يختار إجراء جراحة تجميلية لجعل «تفاحة آدم» أصغر. وهذا ممكن، وله تقنية جراحية معروفة لدى الجراحين.

ولكن هناك حالات أو اضطرابات مرضية قد تؤثر على «تفاحة آدم». ومن الممكن تبعاً لذلك الشعور بألم فيها. وذلك نتيجة إما التهاب الحلق، وإما نزلة برد الزكام، وإما التهاب الغدة الدرقية الحاد، وإما تضخم الغدة الدرقية، وإما التهاب المريء، وحالات أخرى. وربما ترافق ذلك صعوبات في البلع أو صفير أثناء أخذ النفس أو السعال أو غيرها من الأعراض. وحينها قد تجدر مراجعة الطبيب إذا استمرت هذه الأعراض.

تليّف وتشمّع الكبد

• لماذا يحصل تليف الكبد؟ وهل هو شيء مختلف عن تشمع الكبد؟ وما أضرار ذلك؟

- هذا ملخص أسئلتك عن إصابة أحد أفراد أسرتك بتليف الكبد. ويعتقد الطبيب أن ذلك بسبب الالتهاب المزمن في الكبد بفيروس «سي». ولاحظ معي أن التليُّف هو تشكُّل كمية كبيرة (وبشكل غير طبيعي) من الأنسجة النَّدبية (الليفية) في الكبد. وهذا التراكم غير الطبيعي للأنسجة الليفية يحصل عندما يحاول الكبد إصلاح نفسه واستبدال الخلايا المُتضرِّرة، نتيجة أسباب مرضية التهابية عدة، ألحقت الضَّرر بالكبد.

ويؤدي تطور هذا التندُّب الليفي إلى درجة شديدة، إلى تشمع الكبد. والتليُّف في حدِّ ذاته لا يتسبب في ظهور أي أعراض، أما التشمّع فيمكن أن يُسبب أعراضاً. أي أن تليُّف وتشمُّع الكبد هما نتيجة لأسبابٍ أخرى لتضرُّر الكبد، وتشمّع الكبد مرحلة متقدمة من تليّف الكبد.

ويستطيع الأطباء تشخيص وجود التليف، وتقدير مدى شدَّته، وفق نتائج اختبارات الدَّم وفحوصات الأشعة، ونتيجة إجراء خزعة (عينة) الكبد.

وثمة أسباب عدة لتليّف الكبد، مثل التهابات الكبد الفيروسية المزمنة، وتناول أنواع من الأدوية، والإفراط لفترات طويلة في تناول الكحول، وحالة الكبد الدهني، واضطرابات مرضية عدة في قنوات الصفراء المرارية، وغيرها.

وفي الخلفية، تنشأ حالة التليُّف عندما يتضرَّر الكبد بشكل متكرِّرٍ أو مستمر، من عمليات الالتهابات، وليس مجرد إصابة واحدة وإن كانت شديدة، كالتهاب الكبد الحاد. وهذه الالتهابات إما بسبب ميكروبات (كالفيروسات)، وإما مواد كيميائية (كحول أو حديد أو نحاس أو مركبات كيميائية أخرى)، وإما تفاعلات اضطرابات المناعة الذاتية، وإما تراكم الشحوم في الكبد، وإما غيرها. وفي كل مرة يتكرر فيها تضرر الكبد، يقوم الكبد بإصلاح نفسه عبر صنع خلايا كبديَّة جديدة، وربطها بمزيد من الألياف في شبكة النسيج الضام في بنيته الداخلية.

وكبر حجم الأنسجة الليفية يبقى دائماً، أما خلايا الكبد فإنها تتلف وتموت. ومع تكرار حالات تضرر الكبد (كما يحصل في التهاب الكبد المُزمن)، تقل المساحة المتاحة لوجود خلايا الكبد بسبب ازدياد حجم وانتشار الأنسجة الليفية في الكبد. والأنسجة الليفية لا تؤدي أي مهمة مفيدة للجسم؛ بل تشوه بنية الكبد الداخلية، وتعيق تدفق الدم خلال أنسجته، ما يتسبب في موت مزيد من خلايا الكبد، وحصول مزيد من الضعف في قدرات الكبد على أداء وظائفه المهمة والمتعددة والمطلوب إجراؤها طوال الوقت.

ومع تطور الحالة إلى تشمّع الكبد (التندُّب الشديد)، تبدأ أعراض ضعف الكبد وتداعياته على أجهزة وأعضاء الجسم الأخرى.

وهناك تداعيات وظيفية وتداعيات أخرى هيكلية، تصيب كلاً من الكبد وأجزاء الجسم الأخرى. ومن تلك التداعيات: زيادة ضغط الدَّم في الوريد الذي ينقل الدَّم من الأمعاء إلى الكبد (الوريد البابي). وبالتالي حصول دوالي (تضخم وتوسع الأوردة) في أسفل المريء، وزيادة احتمال حصول النزيف الدموي الشديد منها، وتراكم السوائل في الساقين. كما يتسبب ارتفاع ضغط الدم البابي في تراكم مزيد من الدم في الطحال. والأهم، في حبس خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في الطحال. وهذا يجعل الطحال متورماً، وهي حالة تُعرف بتضخُّم الطحال. يمكن أن يكون انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية في الدم أولى علامات التشمع.

وأيضاً تحصل حالة اليرقان عندما يعجز الكبد المريض عن التخلص بكفاءة من مركبات البيليروبين من الدم. ويسبب اليرقان اصفرار الجلد وبياض العينين وغمق لون البول.

كما أن تراكم المواد الكيميائية التي على الكبد السليم التخلص منها، يضر بالقدرات الذهنية والدماغية. وللتوضيح، فإن الكبد التالف بفعل التشمع لا يستطيع تنقية الدم من السموم كما يفعل الكبد السليم. وحينئذٍ يمكن لهذه السموم أن تتراكم في الدماغ، وتسبب التشوش الذهني وصعوبة التركيز. وتُعرف هذه الحالة باسم الاعتلال الدماغي الكبدي. ويمكن أن يتطور الاعتلال الدماغي الكبدي مع الوقت إلى عدم التجاوب أو الغيبوبة.


مقالات ذات صلة

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

علوم الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

الأطعمة فائقة المعالجة قد تتسبب في ظهور أسنان بارزة لدى الأطفال

تقود إلى عيوب في ابتسامة الطفل تعرضه للتنمر

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)
صحتك توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

تؤكد دراسة جديدة أجريت في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية على أهمية الألياف الغذائية، حيث قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بتغيير نشاط الجينات.

يوميات الشرق آلام الظهر المزمنة مشكلة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم (جامعة سيدني)

برنامج علاجي شامل لتخفيف آلام الظهر المزمنة

كشفت دراسة أسترالية عن فاعلية برنامج علاجي شامل في تخفيف آلام الظهر المزمنة، وتحسين جودة حياة المرضى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يحذر العلماء من مخاطر تناول بعض الأطعمة بسبب تأثيرها المحتمل على الصحة (دورية ميديكال نيوز توداي)

هل تؤثر الأطعمة فائقة المعالجة على شكل الفك؟

يحذر العلماء حالياً من مخاطر تناول الأطعمة فائقة المعالجة بسبب تأثيرها المحتمل على صحة الإنسان، لكن، الأخطر من ذلك هو تأثيرها المحتمل على كيفية تطور أجسامنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شرب الشاي الأخضر يخفض عدد آفات الدماغ المرتبطة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

الشاي الأخضر قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف

ربطت دراسة يابانية جديدة بين شرب الشاي الأخضر وانخفاض عدد آفات الدماغ المرتبطة بالخرف.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
TT

«الارتباط المباشر» بين تناول الألياف وتأثيرات مكافحة السرطان - أي الأطعمة هي الأفضل؟

توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)
توصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف يومياً (رويترز)

تؤكد دراسة جديدة أجريت في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأميركية على أهمية الألياف الغذائية، حيث قد تقلل من خطر الإصابة بالسرطان بتغيير نشاط الجينات. ووفقا لموقع «نيويورك بوست» الأميركي، عندما نستهلك الألياف، تقوم البكتيريا في أمعائنا بتفكيكها إلى جزيئات صغيرة تسمى الأحماض الدهنية القصيرة.

فحص باحثو جامعة ستانفورد اثنين من هذه المنتجات الثانوية ووجدوا أن هذه المركبات يمكن أن تساعد في تغليف الحمض النووي، مما يجعل الحمض النووي أكثر سهولة في الوصول إليه ويؤثر على التعبير الجيني. هذا يعني أنه من الممكن قمع الجينات التي تعزز السرطان وتنشيط الجينات الكابتة للأورام.

ويوضح أستاذ علم الوراثة بجامعة ستانفورد مايكل سنايدر: «لقد وجدنا رابطاً مباشراً بين تناول الألياف وتعديل وظيفة الجينات التي لها تأثيرات مضادة للسرطان، نعتقد أن هذه الآلية عالمية على الأرجح لأن الأحماض الدهنية القصيرة الناتجة عن هضم الألياف يمكن أن تنتقل إلى جميع أنحاء الجسم». وتتبع فريق سنايدر التأثيرات على خلايا القولون السليمة والسرطانية وخلايا أمعاء الفئران التي تتغذى على أنظمة غذائية غنية بالألياف. وقال سنايدر: «يمكننا أن نفهم كيف تمارس الألياف تأثيراتها المفيدة وما الذي يسبب السرطان».

ونظراً لارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم، خاصة بين الشباب، يقترح سنايدر تحسين الأنظمة الغذائية بالألياف لتحسين الصحة وتقليل خطر الإصابة بالأورام، فالألياف تعزز حركة الأمعاء المنتظمة، وتساعد في استقرار مستويات السكر في الدم، وخفض الكوليسترول، وتساهم في صحة القلب بشكل عام. وتوصي جمعية القلب الأميركية بالحصول على ما لا يقل عن 25 إلى 30 غراماً من الألياف يومياً من الطعام.

يضيف سنايدر: «النظام الغذائي للأغلبية حاليا فقير جداً بالألياف، وهذا يعني أنه لا يتم تغذية ميكروبيوم المعدة بشكل صحيح ولا يمكن صنع العديد من الأحماض الدهنية القصيرة كما ينبغي وهذا لا يفيد صحتنا بأي شكل من الأشكال».

خمسة أطعمة أساسية للحصول على المزيد من الألياف في نظامك الغذائي:

  • الحبوب الكاملة: مثل دقيق الشوفان والشعير والبرغل.
  • الفاصوليا والبازلاء والبقوليات: مثل الفاصوليا السوداء والفاصوليا البحرية والعدس والبازلاء المجففة.
  • الفواكه: التوت والتوت الأسود والكمثرى والتفاح.
  • الخضراوات: مثل البروكلي والهليون والخرشوف وبراعم بروكسل.
  • المكسرات والبذور: مثل بذور الشيا وبذور الكتان وبذور اليقطين واللوز.