دراسة: مستوى الأكسجين المنخفض في قمة إيفرست يطيل العمر

الباحث الرئيسي: تجاربنا تفسر الصحة الجيدة لجنود خدموا في المرتفعات

معسكر بقمة إيفرست (شاترستوك)
معسكر بقمة إيفرست (شاترستوك)
TT

دراسة: مستوى الأكسجين المنخفض في قمة إيفرست يطيل العمر

معسكر بقمة إيفرست (شاترستوك)
معسكر بقمة إيفرست (شاترستوك)

في «تجربة طبيعية» بالستينات والسبعينات من القرن الماضي، تم تكليف جنود من الجيش الهندي بخدمة 3 سنوات على ارتفاعات عالية جداً (3 أميال)، فوجد الباحثون أن هؤلاء الجنود كانوا محصنين من الإصابة بأمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، مقارنة برفاقهم الذين يخدمون في مستوى سطح البحر.

ومنذ ذلك التاريخ، لم يفهم الباحثون ما هي الأسباب التي منحتهم هذه الميزة، غير أن دراسة جديدة اقترحت أنه ربما يكون السبب، في انخفاض الأكسجين، أو «تقييد الأكسجين» في تلك المناطق، واختبروا هذا الاقتراح في فئران التجارب المسنة، التي وضعوها في بيئة منخفضة الأكسجين تعادل مستويات هذا العنصر فوق قمة مرتفعات «إيفرست».

وخلال التجارب، التي قادها روبرت روجرز من معهد هوارد هيوز الطبي وقسم البيولوجيا الجزيئية بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن بأميركا، ونُشرت في 23 مايو (أيار) في مجلة «بلوس بيولوجي»، تم مقارنة عمر الفئران التي تعيش في مستويات الأكسجين الطبيعية في الغلاف الجوي (حوالي 21 في المائة) مع أعمار الفئران التي تم نقلها، في عمر 4 أسابيع، إلى بيئة معيشية تحتوي على نسبة أقل من الأكسجين (11 في المائة، على غرار مرتفعات قمة إيفرست).

ووجد الباحثون أن الفئران في البيئة مقيدة الأكسجين عاشت حوالي 50 في المائة أطول من الفئران في مستويات الأكسجين العادية، بمتوسط عمر 23.6 أسبوع، مقارنة بـ15.7 أسبوع، كما تأخرت الفئران المقيدة بالأكسجين في ظهور العجز العصبي المرتبط بالشيخوخة.

ويقول روبرت روجرز، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم سابقاً إثبات أن تقييد الأكسجين يرتبط بعمر أطول في الخميرة والديدان الخيطية وذباب الفاكهة، وكانت آثاره على الثدييات غير معروفة، غير أن دراستنا الجديدة على فئران التجارب تدعم إمكانية مكافحة الشيخوخة عبر تقييد الأكسجين في الثدييات، بما في ذلك البشر».

وحول الأسباب التي تجعل تقييد الأكسجين أو ما يعرف بـ«نقص الأكسجة»، يؤدي هذه المزايا، يوضح أنه «في الوقت الحالي لا نعرف الآلية التي يؤدي بها نقص الأكسجة إلى إطالة العمر الافتراضي، ومطلوب مزيد من البحث في هذا الاتجاه».

ويضيف: «يذكرنا هذا الأمر بتقييد السعرات الحرارية، الذي اكتشف كسبب لإطالة العمر الافتراضي منذ ما يقرب من 90 عاماً، ومع ذلك ما زلنا لا نعرف الآلية الكاملة، ونعتقد أن تقييد الأكسجين قد يعمل بشكل مشابه عبر كثير من الآليات التي تؤثر على كثير من العمليات الخلوية وعلم وظائف الأعضاء الجهازي، ما يفسر التجربة التي تمت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي على جنود الجيش الهندي».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق
TT

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسةٌ، أجرتها جامعة جنوب فلوريدا الأميركية، إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة، وهم نحو 80 في المائة من الموظفين، يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق.

وقالت الجامعة إن الدراسة فحصت بيانات أكثر من 1000 موظف على مدى 10 سنوات، وتوصلت إلى أن الموظفين الذين يجلسون طويلاً يعانون زيادة بنسبة 37 في المائة في أعراض تشبه الأرق، في حين يواجه الموظفون، الذين يعملون وفق جداول غير تقليدية، خطراً أكبر بنسبة 66 في المائة في الحاجة إلى «تعويض النوم».

وتابعت أن الدراسة، التي أجرتها عالِمة النفس كلير سميث من الجامعة، ونُشرت حديثاً في مجلة علم نفس الصحة المهنية، أن هذين العاملين تسارعت وتيرة ظهورهما بسبب التغيرات التكنولوجية، مثل زيادة العمل باستخدام الكومبيوتر.

وقالت سميث: «إن الطريقة التي نصمم بها العمل تُشكل تهديدات خطيرة وطويلة الأمد للنوم الصحي، والذي يتضمن أكثر من مجرد الحصول على ثماني ساعات، إنه أيضاً النوم بسهولة، وطوال الليل والحصول على جدول نوم ثابت، ويجب أن تكون الشركات على دراية بمخاطر قلة النوم للعاملين».

وحدَّدت الدراسة، التي استندت إلى بيانات من دراسة سابقة أُجريت في الولايات المتحدة، ثلاث فئات لصحة النوم على مدى فترة 10 سنوات: الأشخاص الذين ينامون جيداً، والأشخاص الذين ينامون بشكل متقطع، والأشخاص الذين يعانون الأرق.

الجلوس الطويل مُضر بالصحة (رويترز)

ووجدت الدراسة أن العمل المستقر يرتبط ارتباطاً وثيقاً بفئة الأشخاص الذين يعانون الأرق، والتي تتميز بأعراض مثل صعوبة النوم، والنوم المتقطع، والتعب المتكرر أثناء النهار.

وفي الوقت نفسه، كان الموظفون، الذين لديهم جداول غير تقليدية، مثل العمل في نوبات ليلية، أكثر عرضة للوقوع في مجموعة الأشخاص الذين ينامون بشكل متقطع.

وقالت سميث إن الدراسة تشير إلى أن تحريك جسمك أثناء العمل والحد منه بعد ساعات العمل، قد لا يساعدك فحسب على النوم جيداً، بل يحمي أيضاً من مشاكل النوم المستمرة بعد عقد.

كما تُظهر الدراسة أن العاملين، الذين لديهم نمط من النوم السيئ بسبب وظائفهم، مثل ساعات العمل الطويلة المستقرة أو الجداول الزمنية غير المنتظمة، قد يتعرضون لمثل هذه الأنماط غير الصحية لسنوات.

شخص يعاني قلة النوم (رويترز)

فعلى سبيل المثال، استمرت أعراض الأرق لدى 90 في المائة من الأشخاص الذين يعانون الأرق، لمدة 10 سنوات.

وقالت سميث، التي قادت الدراسة بالتعاون مع فريق متعدد التخصصات من الخبراء في علم النفس والطب النفسي والشيخوخة والطب: «هذا مهم بشكل خاص لكل من أصحاب العمل والموظفين، حيث تُظهر الأبحاث أن ضعف صحة النوم معروف بتأثيره على الإنتاجية والصحة العامة».

وأضافت أن النتائج تشير إلى أن إعادة تصميم الوظائف مع مراعاة صحة النوم يمكن أن تكونا مفتاحاً لتحسين صحة العاملين وتؤكدا الحاجة إلى تدخلات في مكان العمل تعد صحة النوم قضية مؤثرة ومتعددة الأوجه.