فانس وويتكوف إلى إسرائيل وسط توترات حول «السيطرة الأمنية» و«الجثامين»

18 جثة بقيت في القطاع... و«فتح» ترفض «هدنة طويلة الأمد» و«سيطرة حماس الأمنية»

مقاتل من «حماس» في موقع تجري فيه عمليات البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (رويترز)
مقاتل من «حماس» في موقع تجري فيه عمليات البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (رويترز)
TT

فانس وويتكوف إلى إسرائيل وسط توترات حول «السيطرة الأمنية» و«الجثامين»

مقاتل من «حماس» في موقع تجري فيه عمليات البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (رويترز)
مقاتل من «حماس» في موقع تجري فيه عمليات البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (رويترز)

يزور نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، إسرائيل، يوم الاثنين، في محاولة لدفع اتفاق وقف النار في قطاع غزة قدماً، وسط أزمة متعلقة بتسليم «حماس» جثامين باقي الإسرائيليين القطاع، واتهامات للحركة بإعادة تنظيم صفوفها، ما يهدد الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

وقالت القناة «12» الإسرائيلية إن فانس سيركز على استكمال المرحلة «أ» من اتفاق إنهاء الحرب في غزة والانتقال إلى المرحلة «ب» من خطة الرئيس دونالد ترمب.

ويصل فانس بعد وصول مرتقب لمبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يعمل على متابعة الاتفاق بين إسرائيل و«حماس».

جرافة ثقيلة في موقع تجري فيه عمليات البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (رويترز)

وأكد مسؤول أميركي أن ويتكوف سيزور مصر وإسرائيل، ومن المرجح أن يزور غزة لمتابعة تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في القطاع.

وستكون زيارة فانس لإسرائيل الأولى بصفته نائباً للرئيس.

وقال مصدر مطلع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» تعليقاً على وصول فانس وويتكوف لإسرائيل، إن الولايات المتحدة حاضرة بكل قوتها في محاولة لتخفيف التوترات.

وأفادت مصادر تحدثت مع فريق ويتكوف بأنه يتابع عن كثب تنفيذ الاتفاق، ووعد بمواصلة العمل على إعادة القتلى (الإسرائيليين) بمن فيهم عدد من المواطنين الأميركيين.

وتتهم إسرائيل «حماس» بأنها لا تبذل جهوداً كافية لإعادة الجثامين من القطاع، وتقول إن الحركة تعرف مكان 10 جثامين آخرين على الأقل، لكنها تُفضّل استخدامهم ورقةَ مساومة.

مقاتل من «حماس» في موقع تجري فيه عمليات البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين في خان يونس بجنوب قطاع غزة السبت (رويترز)

وقال مسؤولون لـ«يديعوت أحرونت»: «بعد أن سلّمت إسرائيل الوسطاء الأدلة اللازمة للعثور على المختطفين... يمكن لـ(حماس) أن تبذل جهداً أكبر للنجاح في جلب الضحايا».

وأكدت «هيئة البث الإسرائيلية (كان)» أن إسرائيل غاضبة، وبناءً عليه وجهت الإدارة الأميركية رسالة إلى تل أبيب مفادها أنه «لا ينبغي فرض عقوبات على (حماس) في الوقت الحالي، بسبب أزمة إعادة المخطوفين القتلى»، حيث تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على الوسطاء في هذه القضية.

وسلمت «حماس»، الجمعة، جثة أخرى، وأعلنت السلطات الإسرائيلية، السبت، أنها تعرفت على هوية رفات إلياهو مارغاليت، وتم «التحقق من هويته».

وكان مارغاليت (75 عاماً) عندما قُتِل في كيبوتس نير عوز في هجوم «حماس»، بالسابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ونقل جثمانه إلى قطاع غزة.

مقاتلون من «كتائب القسام» يحرسون مركبات للصليب الأحمر وصلت لنقل جثث رهائن إسرائيليين بمدينة غزة الأربعاء الماضي (إ. ب.أ)

وقال مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل «لن تساوم ولن تألو جهداً حتى عودة كل الرهائن الأموات».

وبتسليم جثمان مارغليت تكون «حماس» سلمت 10 جثامين من أصل 28.

وتقول إسرائيل إنه على الحركة تسليم 18 آخرين فوراً، وفق الاتفاق، وأن ما يجري حالياً هو خرق للاتفاق، لكن «حماس» تقول إنها بحاجة إلى وقت إضافي للبحث عن الجثامين تحت الأنقاض، وإنها ملتزمة بالاتفاق.

وينص الاتفاق على تسليم «حماس» جميع الإسرائيليين الأحياء والأموات مقابل أسرى فلسطينيين وجثامين كذلك.

وتمت عملية تبادل الأحياء فوراً، لكن تعقدت مسألة تبادل الجثامين.

وأعادت إسرائيل، السبت، جثامين 15 فلسطينياً إلى غزة، ما يرفع العدد الإجمالي الذي سلمته إلى 135 جثماناً، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حركة «حماس» في القطاع.

وتسلم إسرائيل جثامين 15 فلسطينياً مقابل كل جثمان إسرائيلي تتسلمه، بحسب الاتفاق.

دبابات إسرائيلية تتجمع في موقع قرب حدود قطاع غزة الثاثاء الماضي (إ. ب. أ)

وكان مكتب نتنياهو هاجم «حماس» الجمعة، وقال إنها تعرف مكان الرهائن ولا تطلق سراحهم، مضيفاً أنه «يجب نزع سلاح (حماس) بلا شروط ولا استثناءات. لم تفعل ذلك. يجب على (حماس) الالتزام بالخطة المكونة من عشرين نقطة. الوقت ينفد أمامها».

«فتح» تهاجم «حماس»

وطلب إسرائيل تسلم الجثامين ونزع «حماس» لسلاحها جاء بعد تصريحات مثيرة للجدل للقيادي في الحركة، محمد نزال، قال فيها إن حركته تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية في غزة خلال الفترة الانتقالية، مضيفاً أنه لا يستطيع الجزم بنزع سلاح الحركة.

وسعى نزال إلى توضيح أن «(حماس) ستكون موجودة» في المنطقة أثناء انتقال السلطة، الذي قال إنه سيتم عبر الانتخابات.

واستفزت تصريحات نزال السلطة الفلسطينية وحركة «فتح».

وقال الناطق الرسمي باسم حركة «فتح»، عبد الفتاح دولة، السبت، إن تصريحات نزال تكشف بوضوح طبيعة توجهات الحركة ومقاربتها للمرحلة المقبلة.

وأضاف أن هذه المواقف تدلل مجدداً على أن «(حماس) ما زالت تقدم مصالحها الفئوية الضيقة ووجودها التنظيمي على حساب معاناة شعبنا الفلسطيني وتضحياته العظيمة... كان الأجدر بحركة (حماس) أن تنحاز إلى إرادة شعبها ومصالحه العليا، لا أن تواصل إدارة الظهر للواقع المأساوي الذي صنعه الانقلاب وسنوات الحكم الأحادي».

ورفضت «فتح» حديث نزال عن «هدنة طويلة الأمد»، لأن ذلك «يمسّ جوهر المشروع الوطني الفلسطيني، ويستبدل الحل السياسي الشامل القائم على قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس، بمشاريع إدارة محلية تحت سقف الاحتلال»، كما رفضت استمرار «سيطرة (حماس) الأمنية» في قطاع غزة بعد كل ما جرى، وقالت: «إنما ذلك يعني الإصرار على إعادة إنتاج الحكم بالقوة غير الشرعية».

وأكد الناطق باسم «فتح» أن ما ورد من إيحاءات حول استعداد «حماس» للاحتفاظ بسيطرتها مقابل التنازل عن سلاحها ليس جديداً؛ إذ سبق للحركة أن فاتحت أطرافاً إقليمية ودولية، بما فيها الإدارة الأميركية، في هذا الإطار، ووافقت على خطة الرئيس ترمب التي تضمنت بنداً واضحاً حول تسليم السلاح. وهو ما يعكس طبيعة المقايضات التي تسعى إليها «حماس» للحفاظ على بقائها لا على حقوق شعبها.

وحديث نزال عن سيطرة أمنية، ترافق مع اتهامات في إسرائيل لـ«حماس» بمحاولة تنظيم صفوفها من جديد.

وأكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون في القيادة الجنوبية لموقع «واللا» أن اليومين الماضيين شهدا زيادة حادة في نطاق الاحتكاك مع «حماس» والسكان الفلسطينيين على طول «الخط الأصفر»، على حدود قطاع غزة وقبالة سواحله. ويزعم المسؤولون العسكريون أن «حماس» في انتهاك للاتفاق «تعمل على تشكيل المنطقة الحدودية، واستعادة حريتها في العمل، والتأكيد على صمودها وإعادة بناء قوتها». ونقلت «واللا» عن الجيش أن جزءاً من الاحتكاك ناجم عن سكان فلسطينيين جاءوا للتحقق من نجاة منازلهم، ولكن في معظم الحالات، كان هؤلاء مسلحين من «حماس» جاءوا لإنقاذ الأسلحة والذخيرة، ومحاولة إثبات وجودهم، واستعادة البنية التحتية، وجمع المعلومات الاستخبارية، ومحاولة وضع قواعد جديدة. وقال تقرير في إذاعة «كان» إن «حماس» تستغل وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم صفوفها عسكرياً.

وبحسب التقرير «تصنع (حماس) تحت غطاء الصمت صواريخ وعبوات ناسفة وتُعيد (حماس) تنظيم جناحها العسكري، وتحاول اختبار الحدود مع الجيش».


مقالات ذات صلة

رئيس الأركان الإسرائيلي: «الخط الأصفر» في غزة يمثل «حدوداً جديدة»

شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (أ.ف.ب)

رئيس الأركان الإسرائيلي: «الخط الأصفر» في غزة يمثل «حدوداً جديدة»

أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، في بيان، اليوم الأحد، أن «الخط الأصفر» الفاصل في غزة هو الحدود الجديدة للقطاع مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية نتنياهو يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في القدس يوم الأحد (رويترز) play-circle 00:24

نتنياهو يرى أن المرحلة الثانية اقتربت في غزة... ويرهنها بـ «إنهاء حكم حماس»

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستنتقل قريباً إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في قطاع غزة، لكنه رهن ذلك بإنهاء حكم حركة «حماس».

المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في القدس (د.ب.أ) play-circle 00:24

 نتنياهو: إسرائيل و«حماس» ستبدآن قريباً المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «من المتوقع قريباً جداً أن تنتقل إسرائيل و(حماس) إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي 52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)

«صحة غزة» تحذر من النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع

حذَّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الأحد)، من النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية الذي وصفته بأنه عند «مستويات كارثية».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس اليوم (د.ب.أ)

نتنياهو: ضم الضفة الغربية لا يزال محل نقاش

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، إن الضم السياسي للضفة الغربية لا يزال محل نقاش، وإنه من المتوقع أن يبقى الوضع الراهن على حاله.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

رئيس الأركان الإسرائيلي: «الخط الأصفر» في غزة يمثل «حدوداً جديدة»

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (أ.ف.ب)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (أ.ف.ب)
TT

رئيس الأركان الإسرائيلي: «الخط الأصفر» في غزة يمثل «حدوداً جديدة»

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (أ.ف.ب)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (أ.ف.ب)

أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، في بيان، اليوم الأحد، أن «الخط الأصفر» الفاصل في غزة هو الحدود الجديدة للقطاع مع إسرائيل.

وقال زامير في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي إن «الخط الأصفر يشكل خط حدود جديداً، وخط دفاع متقدماً للمستوطنات، وخط هجوم».

ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر (تشرين الأول)، بتراجع القوات الإسرائيلية إلى ما وراء «الخط الأصفر» المحدّد للمنطقة التي انسحبت منها.


نتنياهو نحو حملة «تطهير» داخل «الليكود»

زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إلى جانب زوجته سارة يخاطب مؤيديه في مقر الحملة بالقدس خلال انتخابات 2022 (أ.ف.ب)
زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إلى جانب زوجته سارة يخاطب مؤيديه في مقر الحملة بالقدس خلال انتخابات 2022 (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو نحو حملة «تطهير» داخل «الليكود»

زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إلى جانب زوجته سارة يخاطب مؤيديه في مقر الحملة بالقدس خلال انتخابات 2022 (أ.ف.ب)
زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو إلى جانب زوجته سارة يخاطب مؤيديه في مقر الحملة بالقدس خلال انتخابات 2022 (أ.ف.ب)

بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التخطيط لحملة «تطهير» ضد المناوئين له داخل حزبه، وسيستهدف هذه المرة مؤسستَي الرقابة والقضاء داخل «الليكود».

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن نتنياهو قرر الاستفادة من الفرصة التي أعقبت الانتخابات لمؤتمر الحزب، واتخاذ خطوة إلى الأمام في المواجهة لإسكات الانتقادات الداخلية.

وأضافت أنه بعد أن قرر الحزب من أعلى القمة وقف التعاون مع مراقب «الليكود» (أمين المظالم)، شاي غليلي، بعد نشره عدة تقارير انتقادية، يخطط نتنياهو للسيطرة على منصب رئيس هذه الهيئة، إلى جانب منصب رئيس هيئة القضاء داخل الحزب التي يقودها ميخائيل كلاينر.

وقالت مصادر داخل الحزب: «إنهما معارضان بشدة لنتنياهو. كان رئيس المحكمة يفعل ما يخطر بباله؛ بل تشاور مع كبار مسؤولي (الليكود) الذين انتقدوا نتنياهو. أما مراقب (الليكود) فقد أجرى تحقيقات ونشر تقارير لم تكن ضمن اختصاصه».

وفي مناقشات مغلقة، ادَّعى مقرَّبون من نتنياهو أن هاتين الهيئتين أظهرتا «استقلالية مفرطة»؛ بل و«مواجهة» تجاه نتنياهو، عبر نشر تقارير التدقيق الداخلي والقرارات القضائية للمحكمة. وقد اتخذ نتنياهو قراره باستبدال مراقب حسابات «الليكود» ورئيس المحكمة، عقب الانتخابات الداخلية لمؤتمر «الليكود» التي عُقدت قبل نحو أسبوعين.

ووفقاً لدستور الحزب، ستُجرى انتخاباتٌ خلال 90 يوماً تقريباً من انتخابات المؤتمر العام للحزب، للمناصب الرئيسية في الحزب: رئيس اللجنة المركزية، ورئيس الأمانة العامة، ورئيس المكتب. وفي إطار العملية الانتخابية، يُمكن لمؤسسات «الليكود» استبدال مراقب حسابات «الليكود»، ورئيس محكمة الحزب.

مسيرة انتخابية لأنصار «الليكود» في سوق بالقدس (أ.ف.ب)

وزعمت مصادر في «الليكود» أن نتنياهو يسعى منذ فترة طويلة لاستبدالهما، رغم أن الهيئتين يُفترض أن تكونا مستقلتين تماماً، وقد نشر مراقب «الليكود» ورئيس المحكمة تقارير أو قرارات تتعارض مع موقف رئيس الحزب؛ بل أحرجته.

ويُعتبر غليلي ناقداً لاذعاً، ولم يتردد في مواجهة نتنياهو وأنصاره في «الليكود»، وقد نشر عدة تقارير انتقد فيها توزيع رواتب مساعدي رئيس الوزراء في «الليكود»، بينما أظهرت محكمة «الليكود» استقلاليتها. وعلى سبيل المثال، أكد كلاينر وجود صعوبة قانونية في إقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت من «الليكود»، رغم الرأي الذي قدمه المستشار القانوني للحزب والمقرب من نتنياهو، المحامي آفي هاليفي، وأعرب عن دعمه القاطع لإقالة غالانت.

وتناقش المحكمة طلب طرد غالانت من «الليكود» منذ أشهر، ولكنها ترفض حالياً البت في القضية. كما اتخذت المحكمة، قبيل انعقاد مؤتمر «الليكود»، عدة قرارات أضرت بقيادة الحزب.

وقال مصدر في «الليكود»: «لقد قضوا علينا بقراراتهم التي أعقبت مختلف الالتماسات التي قُدمت، وصعَّبوا انعقاد المؤتمر». وأكد أحد مساعدي نتنياهو أن رئيس الوزراء يعمل على استبدال الاثنين، وعلَّل ذلك بقوله: «نحن في (الليكود) نطالب بالحوكمة. ولا يُعقل ألا يكون هذا حتى في حزبنا».


نتنياهو يرى أن المرحلة الثانية اقتربت في غزة... ويرهنها بـ «إنهاء حكم حماس»

TT

نتنياهو يرى أن المرحلة الثانية اقتربت في غزة... ويرهنها بـ «إنهاء حكم حماس»

نتنياهو يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في القدس يوم الأحد (رويترز)
نتنياهو يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في القدس يوم الأحد (رويترز)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستنتقل قريباً إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في قطاع غزة، لكنه رهن ذلك بإنهاء حكم حركة «حماس» ونزع سلاحها، وواصفاً المرحلة بأنها «أكثر صعوبة».

وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريك ميرتس في إسرائيل، الأحد، «انتهينا من الجزء الأول؛ كما تعلمون، المرحلة الأولى. نحن على وشك الانتهاء. بعد عودة جثمان آخر رهينة، الرقيب ران غفيلي، تجب إعادته إلى هنا. نتوقع الانتقال قريباً إلى المرحلة الثانية، وهي أصعب، أو على الأقل بنفس صعوبة الأولى. لم يكن أحد يتوقع أن يضغط ترمب على (حماس) لإطلاق سراح الرهائن، لكننا نجحنا. والآن المرحلة الثانية، من أجل نزع سلاح (حماس) ونزع سلاح غزة. وهناك مرحلة ثالثة، وهي نزع التطرف من غزة».

وبحسب تقارير سابقة يُفترض أن يُعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية، قبل أعياد الميلاد.

وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً إضافياً من أجزاء من غزة، ونشر قوة دولية للاستقرار، وبدء العمل بهيكل الحكم الجديد الذي يتضمن «مجلس السلام» بقيادة ترمب.

ورأى نتنياهو أن «السلام الآن في متناول اليد، بعد الضربات الإسرائيلية ضد المحور الإيراني»، وقال إنه سيناقش هذه المسألة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سيلتقيه هذا الشهر كما سيناقش معه «كيفية إنهاء حكم (حماس) في غزة؛ لأن هذا جزء أساسي من ضمان مستقبل مختلف لغزة ومستقبل مختلف لنا».

كما جدد نتنياهو رفضه لفكرة وجود دولة فلسطينية، زاعماً أن «هدف الدولة الفلسطينية هو تدمير الدولة اليهودية الوحيدة».

وقال: «كان لديهم بالفعل دولة في غزة، دولة بحكم الأمر الواقع، واستُخدمت لمحاولة تدمير الدولة اليهودية الوحيدة. نعتقد أن هناك سبيلاً للدفع بسلام أوسع نطاقاً مع الدول العربية، وطريقاً آخر لإرساء سلام عملي مع جيراننا الفلسطينيين، لكننا لن ننشئ على عتبتنا هنا دولةً ملتزمةً بتدميرنا».

ميرتس يكسر العزلة

مثلت زيارة ميرتس كسراً لعزلة أوروبية على نتنياهو وحكومته على خلفية الحرب في غزة، وتجاهله لتفاهمات ومطالب فردية وجماعية بإدخال المساعدات إلى القطاع ووقف الحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني، فضلاً عن صدور مذكرة بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

سيدة فلسطينية في مخيم الشاطئ بغزة تحمل طفلها يزن أبو فول الذي يعاني من سوء تغذية حاد في يوليو الماضي (إ.ب.أ)

وقال ميرتس الذي أثار استياء السلطات الإسرائيلية بقراره في أغسطس (آب) الماضي، فرض حظر جزئي على صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل رداً على تكثيفها قصف غزة، «إن الوقوف إلى جانب هذا البلد (إسرائيل) يشكل جزءاً من جوهر سياسة جمهورية ألمانيا الاتحادية الثابت والأساسي، وسوف يظل كذلك». وأضاف ميرتس، الذي رفع هذا الحظر في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد وقف هش لإطلاق النار: «شكلت تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة بعض المعضلات بالنسبة لنا (...)، وقمنا بالرد عليها». ومع ذلك، فقد استبعد ميرتس توافر شروط اعتراف ألمانيا بدولة فلسطينية في «المستقبل المنظور». ورأى أن «المهم الآن هو تنفيذ خطة السلام خطوة خطوة».

وقال المستشار الألماني، إن توجيه دعوة إلى نتنياهو لزيارة ألمانيا «ليس مطروحاً في الوقت الحالي»، مضيفاً: «لا يوجد في الوقت الحالي داعٍ للحديث عن ذلك. إذا سمح الوقت، فقد أوجه دعوة كهذه في الوقت المناسب، لكن هذا ليس موضوعاً مطروحاً بالنسبة لكل منا في الوقت الحاضر».

لقاء سري مع بلير

في غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام عبرية عن لقاء سري، عُقد قبل أسبوع تقريباً، وجمع نتنياهو، برئيس وزراء بريطانيا السابق، توني بلير، لبحث ترتيبات اليوم التالي في غزة.

وقالت مصادر إسرائيلية لهيئة البث الرسمية «كان» إن بلير يعمل على «مبادرة تسمح بتولي السلطة الفلسطينية إدارة مناطق محددة في قطاع غزة؛ على أن يبدأ ذلك أولاً بشكل تجريبي، ويمكن أن يتحول إلى دائم في حال حقق نجاحاً».

وبحسب «كان» فإن «الجهات الأمنية في إسرائيل ناقشت المقترح، ولم يتم رفض المبادرة المطروحة بشكل قاطع»، لكن ديوان رئيس الوزراء امتنع عن التعليق بشأن هذا الموضوع.

وأكدت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عقد الاجتماع، وقال مصدر مطلع للصحيفة إن بلير يعمل بشكل وثيق مع المبعوث الأميركي جاريد كوشنر (صهر ومستشار ترمب) لتعزيز تشكيل هيئة انتقالية فلسطينية من المفترض أن تدير القطاع بدلاً من «حماس».

لكن المصدر نفى بشدة ما أوردته قناة «كان» حول عرض بلير خلال الاجتماع خطة لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة تدريجياً.

وجاء لقاء بلير بنتنياهو في كل الأحوال، بعد لقائه في رام الله حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، في نهاية الشهر الماضي.

الشيخ وفريقه يلتقي بلير وفريقه في رام الله نوفمبر الماضي (موقع الشيخ على إكس)

وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «الشيخ أبلغ بلير بأن السلطة لن تتنازل عن الحكم في قطاع غزة لأي جهة أو مسمى أو قوة». وأضاف أن الرسالة نفسها وصلت إلى الجانب الأميركي».

وشرح المصدر وجهة نظر رام الله بالقول: «من سيضبط الأمن في الشارع؟... من سيتعامل مع المواطنين أو يعتقل المخالفين للقانون، وينظم شؤون الحياة؟... لا يمكن لجهة أجنبية أن تقوم بذلك، ولن يسمح بالتعامل مع الفلسطينيين إلا من خلال فلسطيني».

وترى السلطة أن إدارة الشؤون الفلسطينية هي وظيفة اللجنة الإدارية والشرطة الفلسطينية التي ستحكم غزة، بينما يتولى «مجلس السلام»، والهيئة التنفيذية التي تحته تسوية قضايا أخرى متعلقة بضمان تطبيق الاتفاق بما يشمل انسحاب إسرائيل من القطاع، ودفع عملية إعادة الإعمار.

ووفقاً للمسؤولين الأميركيين، سيكون «مجلس السلام» بقيادة ترمب، والذي سيضم نحو 10 قادة من دول عربية وغربية، على قمة هيكل الحكم الجديد في غزة، وسيأتي تحته مجلس تنفيذي دولي يضم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ومستشاري ترمب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، إضافة إلى مسؤولين كبار من الدول الممثلة في «مجلس السلام».

أما الحكومة الفلسطينية في القطاع، فستكون «حكومة تكنوقراط» تعمل تحت المجلس التنفيذي، وستضم بين 12 و15 فلسطينياً ممن لديهم خبرة إدارية وتجارية وغير منتمين إلى الفصائل الفلسطينية.

وترى السلطة أن القوات الدولية «يجب أن تكون مهمتها مهمة الفصل بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وتقديم الحماية للشعب الفلسطيني».

وبحسب المصدر «لم يتم الاتفاق على ذلك حتى الآن، وتوجد عقبات من جهة إسرائيل، ولم يرد بلير بشكل واضح أو حاسم»، مشيراً إلى أن «بلير يفترض أن يعود إلى المنطقة في وقت قريب جداً، من أجل مزيد من المشاورات».