أكّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، على سعي بلاده لتعزيز العلاقات مع الجارة الغربية باكستان، فيما حثّ وزير الخارجية عباس عراقجي إسلام آباد على تنسيق أوثق لمواجهة ما وصفها بـ«التهديدات الإرهابية» المشتركة.
وغادر بزشكيان، السبت، طهران متوجهاً إلى باكستان، في زيارة رسمية تستغرق يومين، تهدف إلى تعزيز وتطوير التعاون الثنائي بين إيران وباكستان.
ومن المقرر أن يعقد بزشكيان، الأحد، لقاءات مع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورؤساء الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الباكستاني.
وقبيل مغادرته إسلام آباد، قال بزشكيان إن بلاده تهدف إلى زيادة حجم التجارة بين البلدين إلى ما يقارب 10 مليارات دولار.
وأضاف: «في هذه الزيارة، تعدّ قضايا الأمن الإقليمي والحدود بالغة الأهمية لنا ولإخواننا الأعزاء في باكستان. سنسعى جاهدين لإرساء الأمن الإقليمي من خلال التنسيق اللازم»، بحسب وكالة «مهر» الحكومية.
وقال بزشكيان: «نسعى لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع باكستان خلال زيارتنا. الأسواق الحدودية والاتصالات الجوية والبحرية تتيح مجالات أوسع للتعاون. كما أننا، من خلال ربطنا بطريق الحرير الجاري تنفيذه حالياً بين الصين وباكستان، يمكننا الوصول إلى أوروبا عبر إيران».
وهذه الزيارة ستكون الثانية لرئيس إيراني إلى باكستان خلال العامين الماضيين. ففي أبريل (نيسان) 2024، زار الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي باكستان لـ3 أيام. وكان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف قد زار طهران قبل نحو شهرين في إطار جولة إقليمية.
وكتبت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن الزيارة «تتجاوز الإطار البروتوكولي والحوارات السياسية التقليدية، حيث تُعدّ جزءاً من استراتيجية إيران في مواجهة نفوذ إسرائيل في منطقة شرق إيران».

«قرون من التجربة المشتركة»
بحسب «تسنيم»، أكّد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية لإيران إقامة علاقات مستقرة وقوية قائمة على المصالح المشتركة مع دول الجوار، معتبراً أن العلاقة مع باكستان تعود إلى قرون من التجربة المشتركة، والتقارب الديني، والروابط الثقافية، والمصالح الاستراتيجية المتقاربة.
وأشار عراقجي إلى أن التهديدات العابرة للحدود، ولا سيما الإرهاب، تشكّل خطراً مشتركاً على البلدين، مؤكداً أن التنسيق في مكافحته لم يعد خياراً، بل ضرورة لا بد منها. وشدّد على أهمية المواقف الموحدة في المحافل الدولية ضد إسرائيل والهجمات الأخيرة على الأراضي الإيرانية.
ويُلمّح حديث عراقجي عن التهديدات الإرهابية إلى جماعة «جيش العدل» التي تحاول كل من طهران وإسلام آباد معالجتها أمنياً، خصوصاً في المناطق المشتركة في إقليم بلوشستان، الذي يُعدّ من مناطق إيران المضطربة، ويقطنه عدد كبير من البلوش السنّة الذين لطالما اشتكوا من التمييز والإقصاء السياسي والتهميش الاقتصادي.
وتشهد المنطقة بانتظام مواجهات بين القوات الحكومية والمسلحين، إلى جانب عمليات تهريب معقّدة عبر الحدود مع باكستان وأفغانستان.
وتنشط جماعة «جيش العدل» منذ سنوات، وتقول إنها تدافع عن حقوق البلوش في وجه ما تصفه بـ«الاضطهاد السياسي»، وقد تبنّت سابقاً عدة هجمات استهدفت قوات «الحرس الثوري» والمؤسسات الحكومية.






