«كأنه مسلسل تلفزيوني»... كيف أغرى نتنياهو ترمب لدعمه ضد إيران؟

هاجم خصومه الديمقراطيين... ووعده بإنهاء التصعيد على جبهات غزة وسوريا ولبنان

دخان يتصاعد إثر ضربة إسرائيلية في طهران يوم الأربعاء (رويترز)
دخان يتصاعد إثر ضربة إسرائيلية في طهران يوم الأربعاء (رويترز)
TT

«كأنه مسلسل تلفزيوني»... كيف أغرى نتنياهو ترمب لدعمه ضد إيران؟

دخان يتصاعد إثر ضربة إسرائيلية في طهران يوم الأربعاء (رويترز)
دخان يتصاعد إثر ضربة إسرائيلية في طهران يوم الأربعاء (رويترز)

هناك قناعة تامة في القيادة الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تمكن من إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن ينضم للحرب على إيران؛ في قصة على غرار المسلسلات التلفزيونية، لها حبكة وحلقات وأحداث درامية، تكون مثيرة أحياناً ومكررة ومملة في أحيان.

والآن يترقب الإسرائيليون «الحلقة الأخيرة»، بل ويريدون ضماناً بأن تكون هي آخر حلقة فعلاً، من دون تمهيد لجزء آخر، ربما يتغير فيه ممثلون وربما يختلف المخرج. وهم أيضاً ينشدون ضمانة بألا يستجد مسلسل آخر مع فريق عمل جديد... لكن لمصلحة المنتج نفسه.

ولنبدأ من النهاية؛ فقد أكد نتنياهو نفسه أنه «اشتغل» على الملعب الأميركي طويلاً وبعمق، وأن العمل مع ترمب في هذا الملف كان «الحلقة قبل الأخيرة». وروى كيف أقنع ترمب بوجهة نظره خلال عشرات المحادثات واللقاءات، وعرف كيف يلعب على وتر كراهيته لإدارات الحزب الديمقراطي.

ففي أحدث خطاباته، مساء الثلاثاء، هاجم نتنياهو بشدة الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما، ثم الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن. وحملت كلماته اتهاماً لأوباما بأنه هو الذي مهَّد الطريق للبرنامج النووي الإيراني عندما توصل إلى اتفاق معه.

قال: «أوباما خاف أن أقود هجوماً آخر، وأَقنع الجميع بالدخول في اتفاق فاضح مهَّد لهم طريقاً ذهبية بمئات المليارات من الدولارات ليتمكنوا من تخصيب اليورانيوم، وتطوير أجهزة طرد مركزي متطورة، والاقتراب من صنع القنبلة».

وأضاف: «كان عليَّ أن أكافح على هذه الجبهة. ذهبت إلى الكونغرس الأميركي وتحدثت، وكان هناك مَن لم يفهم حينها ما أفعله. كان هدفي الحفاظ على المعارضة الداخلية في الولايات المتحدة ضد الخطة الإيرانية».

رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب والمرشد الإيراني علي خامنئي (أ.ف.ب)

وواصل نتنياهو حديثه قائلاً: «رغم تحفظات البيت الأبيض، تصرَّفَت إسرائيل تحت قيادتي أيضاً بشكل مستقل في الحرب على المحور الإيراني برمته. في السنتين الأخيرتين، بدأت بالحرب على قطاع غزة رداً على مجزرة 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي تضمنت عمليات كثيرة رغماً عن إرادة بايدن، مثل الدخول إلى رفح واحتلال محور فيلادلفيا، ثم الحرب على (حزب الله) وخطة (البيجرز) وحتى اغتيال الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله، الذي شكَّل انعطافاً فارقاً».

وتابع: «كنت أعلم أن القضاء على نصر الله سيكون بداية لسقوط المحور كله. وقد سقط بالفعل»، مضيفاً: «لقد كان محور المحور».

وخلال لقائه مع القناة 14 للتلفزيون الإسرائيلي في المساء نفسه، قال نتنياهو إن خطواته تلك هي التي دفعت القيادة الإيرانية إلى الاندفاع نحو تطوير المشروع النووي في الاتجاه العسكري.

قال: «كان واضحاً لي أنه بعد القضاء على المحور الإيراني، لم يبقَ لهم سوى الاندفاع نحو الطاقة النووية المسلحة. وما كانوا يفعلونه ببطء بدأوا فجأةً في فعله بسرعة. بدأوا بتنظيم ما يسمى التسليح أي تحويل اليورانيوم المخصب إلى سلاح. كانت هناك حاجة وبمجرد أن يحصلوا عليها سيختلف الأمر. إنه خطر على وجودنا، ولهذا السبب أصدرت التوجيه بالتحرك فوراً لإحباط البرنامج النووي».

«تهديد رئيسي آخر»

كان ترمب يطرح على إيران مشروع اتفاق نووي جديداً يسمح لها بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.7 في المائة. ولا يتطرق إلى «التهديد الرئيسي الآخر»، وهو برنامج الصواريخ الباليستية. فتوجه نتنياهو إلى ترمب قائلاً: «كانوا يخططون لإنتاج 300 صاروخ شهرياً. في غضون عام واحد سيكون لديهم 3600 صاروخ، وفي غضون ثلاث سنوات سيكون عندهم أكثر من 11 ألف صاروخ، وفي 6 سنوات 22 ألف صاروخ باليستي، وهذا يعادل قنبلتين ذريتين، واحدة منهما فقط تكفي لقصف إسرائيل».

واقتنع ترمب بتعديل مشروع الاتفاق، وإلغاء التخصيب تماماً، ووقف تطوير الصواريخ.

ويبدو أن القيادة الإيرانية لم تقرأ الخريطة جيداً، ولم تفهم حقيقة ما يدور على خط تل أبيب - واشنطن الساخن. فقد اقتنع ترمب بأن «إسرائيل تواجه خطر إبادة»، ووعد بأنه لن يسمح بذلك، ومنح طهران مهلة 60 يوماً للوصول إلى اتفاق، وإلا «سيكون البديل سيئاً».

وكما كان نتنياهو يتمنى، لم تُقدّر القيادة الإيرانية أن التهديد جديّ. وعندها قرر ترمب ليس فقط منح إسرائيل الضوء الأخضر، بل أن يكون شريكاً في هذه الحرب من بعيد، فأرسل شحنة ضخمة من الصواريخ الحديثة وشارك في عملية خداع لطهران.

دخان يتصاعد إثر ضربة إسرائيلية في طهران يوم الأربعاء (رويترز)

وهنا انتقل زمام المبادرة إلى الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد، اللذين نجحا في مباغتة إيران بعمليات حربية صادمة بما حققته من نجاحات مذهلة. ومع أن الضربات الإسرائيلية لم تمس المشروع النووي الإيراني بشكل جوهري، فإنها كانت كافية لجعل الأميركيين يعبّرون عن إعجابهم بها.

«الصدمة الثانية»

وكانت الصدمة الثانية عندما بدت القيادة الإيرانية العسكرية «مكشوفة» أمام العمليات الإسرائيلية السرية والعلنية. فقد أظهرت قدراً من العجز والاختراق لا يلائم دولة. وكان نتنياهو يعرض على ترمب هذه المعلومات على أنها مكاسب إسرائيلية ماحقة، مؤكداً أن استمرار العمليات الإسرائيلية سيؤدي إلى إحباط النظام.

وعرض نتنياهو على الرئيس الأميركي أن يكون جزءاً من هذا النصر، أولاً لأن إسرائيل تحتاج إلى الشراكة مع الولايات المتحدة، وثانياً لأن هزيمة إيران فرصة تاريخية، وثالثاً لأن هذا النصر بات قاب قوسين أو أدنى وإسرائيل ترغب في مكافأة ترمب بجعله «خاتمة» لهذا النصر، تماماً كما يهوى.

ولكي يكون الأمر أكثر إغراءً، قال له إن سلاح الجو الإسرائيلي يسيطر تماماً على الأجواء الإيرانية بعدما أجهض عمل الصواريخ المضادة للطائرات، بحيث لم يعد هناك خطر على أي طائرات إسرائيلية أو أميركية تهاجمها. ثم وعده بأن يوقف الحرب في غزة وينسحب من لبنان وسوريا.

صورة نشرها المكتب الإعلامي للجيش الإيراني الأربعاء تظهر حطام ما قال إنه طائرة إسرائيلية مسلحة دون طيار أسقطها صاروخ أرض-جو في مدينة أصفهان بوسط إيران (أ.ف.ب)

وبحسب المصادر الإسرائيلية، التي تكلمت مع وسائل الإعلام العبرية، اقتنع ترمب. وقال رئيس فرع الحزب الجمهوري الأميركي في إسرائيل، ماك تسيل، إن الرئيس حسم أمره ووافق على المشاركة في الحرب.

لكن مصادر إسرائيلية أخرى تشير إلى أن ترمب يواجه معارضة شديدة جداً من داخل تيار قوي في الأجهزة الأمنية، خصوصاً المخابرات، وكذلك معارضة شديدة من داخل الحزب الجمهوري، كما أن هناك ضغوطاً قوية من فرنسا وبريطانيا.

ورطة أقسى من «العراق وأفغانستان»؟

والمعارضون يحذرون من أن الدخول في الحرب الإسرائيلية مع إيران قابل لأن يتحول إلى ورطة سياسية وعسكرية ربما تكون أقسى من ورطات الغرب في العراق وأفغانستان. ويقولون إن حشر إيران «في الزاوية الضيقة» قد يفجّر المنطقة برمتها، بما في ذلك تفعيل الأذرع المختلفة، مثل «حزب الله» في لبنان والعراق والحوثيين في اليمن وغيرهم.

ويشيرون إلى أنه ليس صدفة أن تتحدث إسرائيل عن خطر وقوع ما بين 800 و4000 قتيل لها في هذه الحرب إذا تفاقمت. ويقولون إن هذا يدل على أن إسرائيل تحسب حساب هذا التورط لكنها لا تريد أن تكون فيه وحيدة.

ويتحدث المعارضون كذلك عن التصريح الذي أدلى به المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، حين قال في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني يوم الثلاثاء: «إسرائيل تمتلك الشجاعة للقيام بالعمل القذر نيابة عنا جميعاً في الغرب».

ويتساءلون: «هل هذا مديح وإطراء أم دفع لنا للمزيد من التورط؟» و«هل يجب علينا أن نقبل بهذا الدور فعلاً، مع ما يحمله من ضحايا؟».


مقالات ذات صلة

باكستان تنفي ضرب أفغانستان بعد غارات أوقعت 10 قتلى

آسيا مدنيون من السكان المحليين يتفقدون الدمار في المنطقة الحدودية المستهدفة جيغي موغالغاي (إ.ب.أ)

باكستان تنفي ضرب أفغانستان بعد غارات أوقعت 10 قتلى

نفت باكستان، الثلاثاء، شن ضربات على أفغانستان بعدما اتهمتها حكومة «طالبان» باستهداف مدنيين وقتل 10 أشخاص؛ 9 منهم أطفال.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل)
رياضة عالمية احتشد آلاف من السكان قرب المطار لاستقبال ثلاثة رياضيين فقط (المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية الأفغاني)

أفغانستان تحتفل بأبطال دورة التضامن الإسلامي في مشاهد نادرة

لم تكن العودة من الرياض عادية بالنسبة للبعثة الأفغانية المشاركة في دورة ألعاب التضامن الإسلامي التي اختتمت الجمعة، بل تحوّلت إلى حدث اجتماعي نادر في كابل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
آسيا لاجئون أفغان ينتظرون على شاحنات تحمل أمتعتهم ترحيلهم إلى أفغانستان عند تشامان قرب الحدود مع باكستان (أ.ف.ب)

أفغانستان تؤكد أن الهدنة مع باكستان «ستصمد» رغم فشل المفاوضات

حذر وزير الحدود والشؤون القبلية الأفغاني نور الله نوري، اليوم (السبت)، باكستان من اختبار صبر أفغانستان، وحث على ضبط النفس، وإجراء حوار بعد انهيار محادثات السلام

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا لاجئون أفغان يتجمعون عند الحدود للعودة من باكستان إلى بلادهم (إ.ب.أ)

باكستان تُحمّل أفغانستان مسؤولية إطلاق النار... وتؤكد أنها ردّت بشكل «مدروس»

قُتل 5 أشخاص، الخميس، في إطلاق النار الذي وقع على الحدود بين أفغانستان وباكستان، وفق ما أفاد مسؤول في مستشفى على الجانب الأفغاني من الحدود.

«الشرق الأوسط» (كابل)
الخليج جانب من محادثات باكستان وأفغانستان في الدوحة (الخارجية القطرية)

قطر تعلن اتفاق باكستان وأفغانستان على «وقف فوري» لإطلاق النار

أعلنت وزارة الخارجية القطرية، اليوم (الأحد)، أن باكستان وأفغانستان اتفقتا على وفق «فوري» لإطلاق النار، في محادثات عُقدت بالدوحة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
TT

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)
اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)

اختتمت لجنة «التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» البرلمانية المعنية بوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني وعملية السلام في تركيا جلسات الاستماع الخاصة بالعملية.

وقال رئيس البرلمان التركي رئيس اللجنة، نعمان كورتولموش: «من الآن فصاعداً، سنُنجز أخيراً بعض واجباتنا الأساسية، وسنعرض النتائج التي حققناها على البرلمان»، مُعرباً عن أمله أن تثمر جهود اللجنة عن نتائج إيجابية. وأضاف كورتولموش، في مستهل أعمال الجلسة 19 للجنة التي عقدت بالبرلمان التركي، الخميس، أن عملية «تركيا خالية من الإرهاب» (الاسم الذي تستخدمه الحكومة التركية للإشارة إلى «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي» كما يسميها الأكراد)، لا تقتصر على عمل اللجنة، لكنه جزء منها فقط.

رئيس البرلمان التركي نعمان كوتولموش (حساب البرلمان في إكس)

وأشار كورتولموش إلى أنه «بعد إعلان المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) قرارها بحلّ نفسها - في 12 مايو (أيار) الماضي - وبدء عملية تسليم أسلحتها بمراسم رمزية، تسارعت وتيرة هذه العملية»، وأن «اللجنة البرلمانية، المؤلفة من 11 حزباً بالبرلمان، أوفت بمسؤولياتها، حتى وصلت العملية إلى المرحلة الحالية».

مرحلة حساسة

وذكر كورتولموش أن اللجنة استمعت، منذ تأسيسها في 5 أغسطس (آب) حتى الآن، إلى 134 فرداً ومنظمة من المجتمع المدني.

وتابع كورتولموش: «من الواضح أننا دخلنا مرحلة تتطلب من الجميع توخي المزيد من الحذر والتصرف بحساسية أكبر من الآن فصاعداً، واختيار الكلمات والأسلوب بعناية، لأن أي كلمة ممكن أن تؤثر على هذه العملية سلباً أو إيجاباً».

وخلال الاجتماع، استمع أعضاء اللجنة، في الجلسة التي عقدت بشكل مغلق أمام الصحافة، إلى إحاطة من وفدها الذي زار زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان في سجن إيمرالي في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

امرأة كردية ترفع صورة لأوجلان وهو يقرأ نداءه لحزب العمال الكردستاني في 27 فبراير الماضي خلال احتفالات عيد النوروز في تركيا في 21 مارس (رويترز)

وقال كورتولموش، خلال كلمته الافتتاحية، إنه «بهذه الزيارة، اختتمت لجنة التحقيق مرحلة الاستماع، وانتقلت إلى مرحلة إعداد التقارير»، مُعرباً عن أمله في إعداد تقرير نهائي يعكس رؤية اللجنة لتحقيق هدف «تركيا خالية من الإرهاب»، من خلال مراعاة الحساسيات والآراء المشتركة.

وأضاف أنه بإعداد هذا التقرير تكون هذه العملية «التاريخية» تجاوزت مرحلة حاسمة أخرى، وتكون اللجنة أوفت بمسؤولياتها، لافتاً إلى أنها «ليست عملية تفاوض، بل سياسة دولة».

موقف أوجلان

وفي تصريحات سبقت اجتماع اللجنة، قال كورتولموش إن اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان كان قراراً اتخذ بالأغلبية المطلقة داخل اللجنة، ولن يبقى مضمونه سراً.

وأكّد كورتولموش ضرورة اختتام العملية بنجاح، نظراً للظروف الإيجابية في تركيا وسوريا والعراق. ولفت إلى أن أوجلان لم يتخل عن الإطار العام المتمثل في «تلبية مطالب مواطنينا الأكراد بمعايير ديمقراطية أكثر تقدماً»، لكنه لم يقدّم أيّ مطالباتٍ بفيدرالية أو كونفدرالية أو دولة مستقلة، أو مناقشة المواد الأربع الأولى من الدستور التركي، التي تحدد شكل الجمهورية وهويتها وعلمها ولغتها.

بروين بولدان ومدحدت سانجار عضوا وفد إيمرالي (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس)

وعشية اجتماع اللجنة، أكّد أوجلان إرادته القوية وموقفه الحازم تجاه عملية السلام، رغم كل محاولات «الانقلاب» عليها، فيما يُعدّ رداً على إعلان قياديين في الحزب تجميد أي خطوات جديدة بإقرار قانون للمرحلة الانتقالية لـ«عملية السلام» التي بدأت في تركيا عقب دعوته لحل الحزب ونزع أسلحته.

وقال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، في بيان حول زيارة وفده لأوجلان، الثلاثاء، إن الأخير أكد ضرورة وضع قانون انتقالي لعملية السلام. وطالب الرئيس المشارك للحزب، تونجر باكيرهان، ضرورة الكشف عن محاضر اجتماع وفد اللجنة مع أوجلان.

وزير العدل التركي يلماظ تونتش (من حسابه في إكس)

في السياق، حذر وزير العدل، يلماظ تونتش، من أنه «في هذه المرحلة، قد يكون هناك من يسعى لتخريب العملية، ومن لا يريدها أن تستمر، ومن يريد عودة الإرهاب كما حدث في الماضي، ومن يريد نصب الفخاخ لتركيا وشعبها»، مؤكداً أن الدولة ستواصل توخي اليقظة.


«إكس» تكشف عن «الإنترنت الخاص» لكبار المسؤولين الإيرانيين

بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
TT

«إكس» تكشف عن «الإنترنت الخاص» لكبار المسؤولين الإيرانيين

بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)

يواجه الإيرانيون العاديون عقوبة قد تصل إلى السجن 10 سنوات أو حتى الإعدام إذا استخدموا منصة «إكس» لكتابة أي شيء تراه الحكومة انتقاداً لها. لكن ما لم يكن المواطنون يدركونه هو أنّ المسؤولين الحكوميين ومؤيدي النظام يستخدمون الموقع نفسه، رغم أنّه محظور داخل إيران.

وقد كُشف عن هذا الأمر بعد أن أطلقت منصة «إكس»، التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، تحديثاً يُظهر موقع كل مستخدم.

وفضح التحديث وزراء حكوميين، وشخصيات في وسائل الإعلام الرسمية، ومسؤولين سياسيين، وحسابات موالية للنظام، إذ ظهر أنهم يدخلون إلى المنصة المحظورة من داخل إيران باستخدام شرائح «وايت سيم» (الشرائح البيضاء) الخاصة.

كان من المفترض أن تساعد ميزة تحديد الموقع الجديدة على رصد الحسابات الوهمية، لكنها بدلاً من ذلك كشفت عن الفجوة الرقمية في إيران، التي تُعد إحدى أكثر دول العالم خضوعاً للرقابة، وفق ما ذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية.

ويصف منتقدو النظام هذه الفجوة بأنها نوع من «الفصل العنصري الرقمي»، حيث لا يستطيع الوصول الحر إلى الإنترنت إلا مجموعات معينة.

الإيرانيون العاديون

متسوقون في بازار بشمال طهران (أرشيفية - أ.ف.ب)

في المقابل، يضطر الإيرانيون العاديون إلى استخدام تطبيقات «في بي إن» (VPN) التي تُخفي موقعهم الحقيقي، لتجاوز الحظر. وإذا ضُبطوا وهم ينشرون على منصة «إكس» فإن السلطات الإيرانية تعاقبهم، وإن كانت منشوراتهم مناهضة لإيران أو مؤيدة لإسرائيل، فهم يواجهون الإعدام أو أحكاماً بالسجن.

أما الحسابات الحكومية والموالية للنظام فتستخدم شرائح الـ«وايت سيم» للحصول على دخول غير مقيّد إلى الإنترنت وتجاوز القيود التي يفرضونها هم أنفسهم.

أحمد بخشايش أردستاني، وهو سياسي إيراني وعضو في لجنة الأمن القومي، انتقد استخدام هذه الشرائح، قائلاً: «كثير من الناس يريدون استمرار الحجب لأنهم يريدون تطبيقات (في بي إن) والمتاجرة فيها».

وأضاف أن سوق هذه التطبيقات المستخدمة من قبل المواطنين العاديين «حجمها المالي كبير، وتتحكم به عصابات مافيا».

وعند الدخول إلى منصة «إكس» باستخدام تطبيقات «في بي إن»، يظهر الموقع الجغرافي للدولة التي يوجد فيها الخادم (Server) وليس الموقع الحقيقي للشخص المستخدم.

ومن المنصات المحظورة الأخرى في إيران: «فيسبوك»، و«يوتيوب»، و«تلغرام». وقال أحد المواطنين الإيرانيين لصحيفة البريطانية إن «هذا تمييز واضح في الحقوق العامة ويتعارض مع النص الصريح للدستور»، في إشارة إلى ضمان الدستور الإيراني للمساواة بين المواطنين.

وقال آخر: «عندما تستخدمون أنتم أنفسكم شرائح (وايت سيم) الخاصة، فكيف يمكن أن نتوقع منكم أن تفهموا معاناتنا مع الحجب؟ وكيف نتوقع منكم السعي لرفعه؟».

شخصيات وحسابات مستثناة

أرشيفية لوزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف خلال حضوره تأبيناً لدبلوماسيين إيرانيين (تسنيم)

وزير الاتصالات ستّار هاشمي، ووزير الخارجية السابق جواد ظريف، والمتحدثة الحكومية فاطمة مهاجراني، إضافة إلى عشرات الصحافيين العاملين في وسائل إعلام رسمية.

كما كُشف أيضاً عن شخصيات سياسية، ومنشدين دينيين يمدحون النظام الإيراني في المناسبات الرسمية، وحسابات ادّعت عبر الإنترنت أنها معارضة، بما في ذلك صفحات مَلَكية وانفصالية تعمل من داخل إيران على ما يبدو بموافقة رسمية.

ويقول محللون إن الهدف هو إبقاء أجزاء من الخطاب المعارض - الصفحات المَلَكية والانفصالية - تحت سيطرة المؤسسة الدينية الحاكمة. وكانت الفضيحة محرجة بشكل خاص للمسؤولين الذين سبق أن عارضوا علناً الامتيازات في الوصول إلى الإنترنت.

فقد ادّعت مهاجراني أنها تستخدم برامج «في بي إن»، مثلها مثل المواطنين العاديين، قائلة: «الإنترنت الطبقي لا أساس قانونياً له، ولن يكون أبداً على جدول أعمال الحكومة».

وقال مهدي طباطبائي، نائب وزير الاتصالات وله دور في متابعة رفع حجب الإنترنت، إن «تقسيم المجتمع إلى أبيض وأسود هو لعب في ملعب العدو». وشبّه الصحافي ياشار سلطاني الوضع برواية جورج أورويل «مزرعة الحيوان»، قائلاً: «عندما تُقنّن الحرية، فهي لم تعد حرية – إنها تمييز بنيوي».


تركيا تستدعي سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بشأن الهجمات في البحر الأسود

نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)
نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

تركيا تستدعي سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بشأن الهجمات في البحر الأسود

نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)
نيران ودخان كثيف يتصاعدان من ناقلة النفط «كايروس» التابعة لأسطول الظل الروسي والتي استهدفتها أوكرانيا في البحر الأسود 29 نوفمبر (أ.ف.ب)

قال نائب وزير الخارجية التركي بيريس إكينجي، الخميس، إن أنقرة استدعت سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بالإنابة إلى وزارة الخارجية للتعبير عن قلقها إزاء سلسلة من الهجمات على سفن مرتبطة بروسيا داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة في البحر الأسود.

وقال إكينجي، أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان: «شهدنا تصعيداً خطيراً للغاية في الأسابيع القليلة الماضية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث شهدنا هجمات متبادلة. وأخيراً، وقعت هجمات محددة في البحر الأسود داخل منطقتنا الاقتصادية الخالصة أيضاً».

وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء: «استدعينا أمس واليوم القائم بالأعمال الروسي بالإنابة وسفير أوكرانيا للتعبير عن قلقنا».

كان مسؤول من جهاز الأمن الأوكراني قال، السبت الماضي، إن أوكرانيا استهدفت ناقلتين من «أسطول الظل» الروسي بطائرات مسيَّرة في البحر الأسود.

وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن العملية المشتركة نفذها جهاز الأمن والبحرية الأوكرانية، وفق ما نقلته «رويترز».

وتابع: «تُظهِر لقطات الفيديو أن أضراراً جسيمة لحقت بالناقلتين بعد استهدافهما، وخرجتا من الخدمة فعلياً. وهذا سيوجه ضربة كبيرة لعمليات نقل النفط الروسي».

وذكر مسؤول تركي بارز، الأسبوع الماضي، أن ناقلتي نفط تردد أنهما جزء من «أسطول الظل»الروسي، اللتين اشتعلت فيهما النار، قبالة ساحل تركيا على البحر الأسود، ربما تعرضتا لهجوم بألغام أو طائرات مسيَّرة أو صواريخ.