قيادي في «العمال الكردستاني»: عقد مؤتمر لحل الحزب في ظل التصعيد التركي «مستحيل»

تحدّث عن «أزمة ثقة» تجاه جدية أنقرة في حل القضية الكردية بعد دعوة أوجلان

الآلاف خرجوا في مدن جنوب جنوب شرقي تركيا ابتهاجاً بدعوة أوجلان في 27 فبراير الماضي لحل حزب العمال الكردستاني (رويترز)
الآلاف خرجوا في مدن جنوب جنوب شرقي تركيا ابتهاجاً بدعوة أوجلان في 27 فبراير الماضي لحل حزب العمال الكردستاني (رويترز)
TT

قيادي في «العمال الكردستاني»: عقد مؤتمر لحل الحزب في ظل التصعيد التركي «مستحيل»

الآلاف خرجوا في مدن جنوب جنوب شرقي تركيا ابتهاجاً بدعوة أوجلان في 27 فبراير الماضي لحل حزب العمال الكردستاني (رويترز)
الآلاف خرجوا في مدن جنوب جنوب شرقي تركيا ابتهاجاً بدعوة أوجلان في 27 فبراير الماضي لحل حزب العمال الكردستاني (رويترز)

أعلن قيادي كبير في حزب العمال الكردستاني استحالة عقد مؤتمره العام لإعلان حلّ نفسه وإلقاء أسلحته استجابة لدعوة زعيمه التاريخي عبد الله أوجلان، في ظل استمرار القصف التركي على مواقع الحزب في شمال العراق.

وقال الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لاتحاد المجتمعات الكردستانية، جميل باييك، إنه «يستحيل» عقد مؤتمر لإعلان حل حزب العمال الكردستاني «في ظل الظروف الراهنة». ونقلت وكالة أنباء «فرات»، القريبة من حزب العمال الكردستاني، عن باييك قوله خلال لقاء مع قناة «ستريك» التلفزيونية: «كل يوم تحلّق طائرات استطلاع تركية، كل يوم يقصفون، كل يوم يهاجمون بالطائرات والدبابات والمدفعية»، مشدداً على أن عقد مؤتمر في هذه الظروف «مستحيل وخطير».

الرئيس المشارك لاتحاد المجتمعات الكردستانية القيادي في حزب العمال الكردستاني جميل باييك (إعلام تركي)

وكان من المنتظر أن يعقد حزب العمال الكردستاني مؤتمره العام في أبريل (نسيان) المقبل، حسب توقعات مصادر في حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيّد للأكراد، الذي يخوض جولات من الاتصالات مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، وقادة الأحزاب السياسية في تركيا، امتدت إلى قيادات إقليم كردستان العراق والحزبين الرئيسيين هناك، لكن باييك قال إن «المؤتمر سيُعقد إذا تمّ استيفاء الشروط».

دعوة أوجلان وموقف تركيا

وأطلق أوجلان الذي يُمضي عقوبة السجن مدى الحياة في حبس انفرادي بجزيرة إيمرالي منذ القبض عليه في كينيا قبل 26 عاماً، دعوة، في 27 فبراير (شباط) الماضي، لحل حزب العمال الكردستاني، وإلقاء جميع مجموعاته أسلحتها. وجاءت هذه الدعوة بموجب مبادرة أطلقها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي، الحليف الوثيق للرئيس رجب طيب إردوغان الذي أيّد المبادرة، كما رحّب بدعوة أوجلان وعدّها «فرصة تاريخية للتضامن بين الأتراك والأكراد ولهدم جدار الإرهاب في تركيا بعد 40 عاماً».

أوجلان خلال تلاوته بياناً تضمّن دعوته إلى حل «العمال الكردستاني» على وفد من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب وأحزاب كردية أخرى في سجن إيمرالي في 27 فبراير (إ.ب.أ)

وأعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني الذي تتحصّن قيادته الحالية في جبل قنديل في شمال العراق، قبولها دعوة أوجلان، لحلّ الحزب ووضع حدّ لـ40 عاماً من القتال ضد الدولة التركية، من أجل نيل حكم ذاتي للأكراد في جنوب شرقي البلاد، فقد فيها ما لا يقلّ عن 40 ألف شخص حياتهم.

وقال الحزب، في بيانه الصادر في الأول من مارس (آذار) الحالي، إنه أوقف إطلاق النار فوراً، ولن يرد إلا في حالة استهدافه، واشترط في الوقت ذاته، أن يترأس أوجلان «شخصياً» المؤتمر الذي سيؤدي إلى حل الحزب، وهو ما تؤكد السلطات التركية عدم إمكانية حدوثه.

ويواصل الجيش التركي، بلا توقف، عملية عسكرية اسمها «المخلب- القفل»، أطلقها ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، منذ أبريل 2022، يقول إن هدفها القضاء على تهديدات الحزب المصنّف من جانب تركيا وحلفائها الغربيين منظمة إرهابية.

الجيش التركي يواصل عملياته ضد مواقع «العمال الكردستاني» في شمال العراق (وزارة الدفاع التركية)

وأعلن متحدث عسكري تركي، الخميس، مقتل 24 من عناصر «العمال الكردستاني»، في شمال العراق، ووحدات حماية الشعب الكردية، التي تعدّها أنقرة امتداده في سوريا، في عمليات نُفّذت الأسبوع الماضي.

وتتمسّك أنقرة باستمرار عملياتها، وتقول إنه يجب على حزب العمال الكردستاني أن يلتزم، فوراً وبلا شروط، دعوة أوجلان لحل الحزب وإلقاء أسلحة جميع مجموعاته.

أزمة ثقة

وبعد تصريحات من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان، قال دولت بهشلي الذي يرأس حزب الحركة القومية الشريك الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في «تحالف الشعب» إن دعوة أوجلان إلى حل حزب العمال الكردستاني وإلقاء أسلحته «تشمل جميع تنظيماته»، وأنه يجب تنفيذها «فوراً ودون شروط».

وعدّ بهشلي -وهو صاحب مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب» التي دعا من خلالها أوجلان في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى توجيه نداء لحل «العمال الكردستاني» وإلقاء أسلحته- أن بيان «وقف إطلاق النار» الذي أصدره حزب العمال الكردستاني، في الأول من مارس، «لم يكن صحيحاً ومتوازناً ودقيقاً».

بهشلي خلال استقباله في يناير الماضي وفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب المعروف بـ«وفد إيمرالي» عقب لقاء مع أوجلان في سجنه (موقع الحزب)

وقال بهشلي، في بيان الأحد الماضي، إنه «لا توجد بيئة أخلاقية ومنطقية وشرعية وقانونية تسمح بإقامة علاقات متبادلة وصراع بين القوى المتساوية والمهيمنة للحديث عن نظام وقف إطلاق النار».

وقُوبلت تصريحات بهشلي بعدم ارتياح، عبّر عنه بعض قادة حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الذي يتوقّع أن يلتقي وفد منه كلّاً من بهشلي وإردوغان، الاثنين المقبل، في إطار جولة على قادة الأحزاب التركية لبحث الخطوات التي يتعيّن اتخاذها بناء على دعوة أوجلان.

وقال باييك: «يُلقي بعض الأشخاص في الدولة التركية خطاباتٍ مُعينة في مؤسساتهم، وفي الصحافة، وفي السياسة. ونرى من خلال خطاباتهم أنهم يُريدون خلق الفوضى وإرباك الأجواء، هذا لا يبعث على الثقة بأحد. إذا كانوا يُريدون حل القضية الكردية، وإذا كانوا يُريدون إنقاذ تركيا من الخطر، وإذا كانوا يُريدون أن تُصبح تركيا أكثر ديمقراطية؛ فعليهم التخلي عن هذه التصريحات. الجميع يُريد هذا ويتوقعه».


مقالات ذات صلة

قوات تركية تدمر الأنفاق وتطهّر الألغام في مناطق كانت تسيطر عليها «قسد» في شمال سوريا

المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً إلى دفعة جديدة من قوات الكوماندوز خلال حفل تخرجها الخميس (الرئاسة التركية)

قوات تركية تدمر الأنفاق وتطهّر الألغام في مناطق كانت تسيطر عليها «قسد» في شمال سوريا

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رغبة بلاده في تحقيق الاستقرار في سوريا وعدم وقوع أزمات جديدة في المنطقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان مصافحاً النائب سري ثريا أوندر خلال استقباله «وفد إيمرالي» الخميس الماضي (الرئاسة التركية)

تباعد في المواقف بين أنقرة و«الكردستاني» يهدد دعوة أوجلان

يلتقي «وفد إيمرالي» وزير العدل التركي، يلماظ تونتش، الجمعة، لبحث تنفيذ دعوة زعيم «العمال الكردستاني»، عبد الله أوجلان، لحلّ الحزب وإلقاء أسلحته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خرج الآلاف إلى الشوارع في ديار بكر جنوب شرقي تركيا في 27 فبراير رافعين صور أوجلان ابتهاجاً بدعوته لحل حزب العمال الكردستاني (أ.ف.ب)

حزب كردي يضغط على حكومة تركيا لإقرار تشريع لإطلاق سراح أوجلان

كثف حزب كردي في تركيا ضغوطه لإقرار تشريع يسمح بإطلاق سراح عبد الله أوجلان.ودعا رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي إلى الإسراع بمحاكمة أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية متظاهرون مؤيدون لإمام أوغلو احتشدوا حول سجن سيليفري الجمعة الماضي خلال نظر إحدى القضايا المتهم فيها (أ.ب)

تركيا: رفض طلب محامي إمام أوغلو لمحاكمته من خارج السجن

رفضت محكمة في إسطنبول الاعتراض المقدم من محامي رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المحتجز منذ نحو الشهر على ذمة تحقيق في قضية فساد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي وزير الدفاع التركي يسار غولر وقائد القوات المسلحة خلال اجتماع بالفيديو مع قادة وحدات الجيش داخل وخارج البلاد الاثنين (الدفاع التركية- إكس)

تركيا تؤكد استمرارها في دعم بناء القدرات الدفاعية والأمنية لسوريا

أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر استمرار دعم بلاده لبناء القدرات الأمنية والدفاعية في سوريا، وأنها ستواصل حربها ضد المنظمات الإرهابية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

صورة لما تقول عنه جماعة «الحوثي» اليمنية إنه إطلاق لصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» باتجاه إسرائيل (أرشيفية - جماعة «الحوثي» عبر «تلغرام»)
صورة لما تقول عنه جماعة «الحوثي» اليمنية إنه إطلاق لصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» باتجاه إسرائيل (أرشيفية - جماعة «الحوثي» عبر «تلغرام»)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

صورة لما تقول عنه جماعة «الحوثي» اليمنية إنه إطلاق لصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» باتجاه إسرائيل (أرشيفية - جماعة «الحوثي» عبر «تلغرام»)
صورة لما تقول عنه جماعة «الحوثي» اليمنية إنه إطلاق لصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين 2» باتجاه إسرائيل (أرشيفية - جماعة «الحوثي» عبر «تلغرام»)

أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة اعتراض صاروخ أطلق من اليمن حيث يستهدف الحوثيون المدعومون من إيران بانتظام الدولة العبرية بصواريخ ومسيّرات.

وأفاد الجيش عبر تلغرام أنه «بعد قليل عن انطلاق صفارات الإنذار، تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن».