البرلمان الإيراني يؤجل التصويت على حجب ثقة وزير الاقتصاد

قاليباف يعارض استجواب همتي

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني لوزير الاقتصاد عبد الناصر همتي
صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني لوزير الاقتصاد عبد الناصر همتي
TT

البرلمان الإيراني يؤجل التصويت على حجب ثقة وزير الاقتصاد

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني لوزير الاقتصاد عبد الناصر همتي
صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني لوزير الاقتصاد عبد الناصر همتي

أعلن البرلمان الإيراني، الأربعاء، تأجيل جلسة استجواب وزير الاقتصاد ومنحه مهلة مدتها عشرة أيام، وفقاً لما ذكره التلفزيون الرسمي. ويواجه الوزير عبد الناصر همتي خطر الإقالة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية، لا سيما التدهور الحاد في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار.

وقال النائب في البرلمان أحمد نادري، خلال جلسة برلمانية متلفزة: «تلقت إدارة البرلمان إجراءً لإقالة وزير الاقتصاد والمال عبد الناصر همتي»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكن صحيفة «آرمان ملي» ذكرت أنه كان «من المقرر عقد جلسة استجواب وزير الاقتصاد في البرلمان، أمس، وفقاً للجدول المُعلن، حيث كان من المتوقع أن يستمع النواب إلى مداخلة الوزير عبد الناصر همتي قبل التصويت على بقائه في منصبه أو إقالته. إلا أن اجتماعاً غير علني عقده رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان مع نواب البرلمان في اليوم نفسه أدى إلى إلغاء جلسة التصويت».

وأضافت الصحيفة: «ترددت بعض التكهنات حول رغبة الأغلبية في البرلمان في استمرار (الوفاق). كما قيل في بهارستان (مقر البرلمان)، إن محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان يعارض الاستجواب».

من جهة أخرى، أعلن همتي أنه قادر على «إقناع النواب بالثقة به واستمرار دعمه». وقال لموقع البرلمان، بعد جلسة مغلقة مع النواب الثلاثاء: «كانت جلسة جيدة، حيث طرح الأصدقاء نقاطهم (...) وقد قدمت توضيحات حول كل هذه الأمور»، وأضاف: «تمت مناقشة القضايا الاقتصادية بشكل رئيسي، بما في ذلك حالة التضخم، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وسعر الصرف».

ويقضي القانون الإيراني بمثول الوزير أمام البرلمان خلال مهلة عشرة أيام، وتوضيح موقفه أمام النواب، قبل التصويت على حجب الثقة عنه.

وعقد همتي اجتماعاً مغلقاً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان؛ لمناقشة الحد من التدهور السريع للوضع الاقتصادي.

وتسارعت وتيرة انخفاض قيمة العملة الإيرانية (الريال) بشكل خاص بعد فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب بولاية ثانية في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الأساسي لإيران، في ديسمبر (كانون الأول).

وبلغ سعر الدولار في السوق السوداء عشية الإطاحة بالأسد نحو 717 ألف ريال، بحسب الموقع المرجعي لرصد العملات الأجنبية «آلان جند».

والأربعاء، ارتفع سعر الصرف في طهران ليصل إلى 925 ألف ريال، وهو ما يناهز أعلى مستوى له على الإطلاق.

وكان يتم تداول الدولار في السوق السوداء بنحو 600 ألف ريال في يوليو (تموز) عندما تسلم بزشكيان منصبه.

وتشهد إيران أزمة اقتصادية خطيرة منذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات مشددة عليها في عام 2018، بعد انسحاب ترمب من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي.

ومنذ ذلك الحين، يعاني الاقتصاد الإيراني من التضخم المتزايد والانخفاض المستمر في قيمة العملة، وهو ما يثقل كاهل معيشة الإيرانيين.

في أبريل (نيسان) 2023، صوت البرلمان على إقالة وزير الصناعة والمناجم والتجارة آنذاك رضا فاطمي أمين بسبب ارتفاع الأسعار المرتبط بالعقوبات الدولية.


مقالات ذات صلة

طهران ترفض الكشف عن مضمون رسالة ترمب... والرد قيد الدراسة

شؤون إقليمية وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين يوم 14 مارس 2025 (رويترز)

طهران ترفض الكشف عن مضمون رسالة ترمب... والرد قيد الدراسة

رفضت إيران الإفصاح عن مضمون رسالة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ونفت أي صلة بين الرد عليها وزيارة وزير خارجيتها، عباس عراقجي، سلطنة عُمان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية 
رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف (أ.ف.ب)

إيران تربط التفاوض مع أميركا بـ «المنافع»

ربطت إيران جلوسها إلى طاولة مفاوضات مع الإدارة الأميركية، بالحصول على «منافع اقتصادية»، وأكدت أنها تعمل على صياغة ردٍّ على رسالة الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية سفينة دورية لوكالة الأمن البحري الإندونيسية تتفقد الناقلة «إم تي أرمان» الإيرانية أثناء نقل شحنتها لسفينة أخرى في يوليو 2023 (أرشيفية - رويترز) play-circle

مجموعة سيبرانية تعطل اتصالات أسطول النفط الإيراني

أفاد تقرير صحافي بأن مجموعة سيبرانية تمكنت من اختراق شبكة الاتصال لناقلات نفط تابعة لشركتين إيرانيتين تخضعان للعقوبات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني (أ.ف.ب)

إيران تصف تصريحات ترمب بأنها «متهورة واستفزازية» في رسالة لمجلس الأمن

أبلغت إيران مجلس الأمن الدولي في رسالة، الاثنين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسؤولين أميركيين آخرين أدلوا بتصريحات «متهورة واستفزازية».

«الشرق الأوسط»
شؤون إقليمية غروسي خلال مؤتمر صحافي في فيينا 3 مارس 2025 (رويترز)

طهران تشترط استقلالية «الذرية الدولية» للتعاون معها

صرح نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي بأن بلاده ملتزمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشرط أن تثبت الوكالة استقلاليتها.

«الشرق الأوسط» (طهران - لندن)

طهران ترفض الكشف عن مضمون رسالة ترمب... والرد قيد الدراسة

وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين يوم 14 مارس 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين يوم 14 مارس 2025 (رويترز)
TT

طهران ترفض الكشف عن مضمون رسالة ترمب... والرد قيد الدراسة

وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين يوم 14 مارس 2025 (رويترز)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي لدى لقائه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني كاظم غريب آبادي في بكين يوم 14 مارس 2025 (رويترز)

رفضت إيران الإفصاح عن مضمون رسالة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ونفت أي صلة بين الرد عليها وزيارة وزير خارجيتها، عباس عراقجي، سلطنة عُمان.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد كشف في 7 مارس (آذار) الحالي عن أنه بعث برسالة إلى القيادة الإيرانية يضغط فيها للتفاوض بشأن الملف النووي، أو مواجهة عمل عسكري محتمل.

وسلّمت سلطنة عُمان الرسالة الموجّهة من ترمب إلى المرشد علي خامنئي، الذي استبعد عقد محادثات مع الولايات المتحدة، وأفاد بأن المفاوضات المقترحة «لن تؤدي إلى رفع العقوبات، بل ستتسبب في تشديدها».

ونقلت وكالة «مهر» الحكومية، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن «إيران لا ترى أي مبرر لنشر رسالة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب»، وأشار إلى أن «ما نشر بوسائل الإعلام هو مجرد تكهنات في معظمها، ومحتوى الرسالة لا يختلف كثيراً عن التصريحات العلنية التي أدلى بها ترمب».

وأكد بقائي أن إيران سترد على الرسالة بعد إكمال دراستها.

إلى ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «أي صلة بين زيارة وزير الخارجية إلى عُمان ورسالة ترمب».

وكان عراقجي ونظيره العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، قد أكدا «أهمية تهيئة الظروف الداعمة للحلول الدبلوماسية»، واستخدام «قنوات الحوار والوسائل السلمية لمعالجة القضايا وتخفيف التوترات»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء العمانية».

وتُعدّ عمان من الوسطاء التقليديين بين الولايات المتحدة وإيران، خصوصاً في الملف النووي خلال السنوات الأخيرة.

وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي خلال استقباله نظيره الإيراني عباس عراقجي في مسقط (العمانية)

وبشأن قبول إيران عرضاً بالتفاوض مع الأميركيين، أوضح بقائي أن «المفاوضات الدبلوماسية يجب أن تستند إلى قبول المصالح المتبادلة من الطرفين، على أساس الاحترام المتبادل، والأهم من ذلك الوفاء بالالتزامات».

وتابع الدبلوماسي الإيراني: «لقد كان أداء أميركا غير لائق في جميع الحالات، وأظهرت أنها غير وفية لتعهداتها، ذلك أنها تعدّ الحوار مجرد أداة سياسية للضغط. وما دام الأمر كذلك، فجوابنا واضح».

وشدد بقائي على أن «إيران سترد بحزم على أي تهديد لسلامة أراضيها ومصالحها الوطنية».

واشترطت إيران التأكد من وجود «منافع اقتصادية» قبل الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع الإدارة الأميركية، في حين أكدت أنها تعمل على صياغة ردٍّ على رسالة الرئيس دونالد ترمب.

العلاقة مع تركيا

إقليمياً، أوضح بقائي أن التفاعل مستمر بين إيران وتركيا، وقال إن البلدين «على وعي كافٍ بأهمية علاقتهما»، مشيراً إلى أن «الخلافات بشأن الأوضاع في سوريا، يجب أن تناقش من خلال الحوار».

إلى ذلك، أعربت روسيا عن أملها في استمرار المشاورات والتنسيق مع إيران بشأن «القضايا المهمة دولياً وإقليمياً».

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأربعاء، إنه هنأ نظيره الإيراني عباس عراقجي بحلول عيد «النوروز» في إيران.

وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» بأن لافروف شجع «تعزيز مستوى العلاقات بين روسيا وإيران»، مشيراً إلى توقيع «معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة» بين البلدين، وإلى الزيادة السريعة في التبادلات التجارية وتنفيذ المشروعات المشتركة في قطاعات البنية التحتية.