بزشكيان يدعو لمحاكاة النهج الصيني في التعامل مع أميركا

مقرب لخامنئي حذر من دعوات «متسللين» لمفاوضات مباشرة مع واشنطن

بزشكيان يلقي خطاباً في جنوب البلاد اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يلقي خطاباً في جنوب البلاد اليوم (الرئاسة الإيرانية)
TT
20

بزشكيان يدعو لمحاكاة النهج الصيني في التعامل مع أميركا

بزشكيان يلقي خطاباً في جنوب البلاد اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يلقي خطاباً في جنوب البلاد اليوم (الرئاسة الإيرانية)

دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لاستلهام النموذج الصيني في إدارة المواجهة مع الولايات المتحدة، فيما حذر ممثل المرشد علي خامنئي في «الحرس الثوري» من «متسللين» يدعون إلى التفاوض المباشر مع إدارة دونالد ترمب.

وأعرب بزشكيان عن تأييده تبني نهج سلمي مع جميع الدول باستثناء إسرائيل، وشدد على ضرورة التواصل و«تبني لغة السلام، وليس الدخول في نزاعات مع الجميع»، مستثنياً إسرائيل. وقال: «يجب التعامل بمرونة مع الأصدقاء، ومداراة الأعداء»، وفقاً لمقاطع فيديو انتشرت على شبكة «تلغرام».

وأشار إلى العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة، قائلاً: «الصين، رغم عظمتها ورغم أنها تعتبر الولايات المتحدة عدوها الأول، وفقاً لما ورد في كتابها، تتعامل مع تهديد الولايات المتحدة بمرونة؛ لأنها تسعى لتحقيق أقصى قدر من الفائدة».

وتابع في خطاب ألقاه اليوم في جنوب غربي البلاد: «نحن لا نداري أنفسنا، ناهيك عن الجيران والعالم». واستند في جزء من تصريحاته على توصيات المرشد الإيراني علي خامنئي.

وقال: «المرشد يقول إن السياسة على أساس المصلحة والكرامة والحكمة، ويجب أن نرتبط بالجميع باستثناء إسرائيل».

وتعرض مسؤولون في إدارة بزشكيان لانتقادات من المحافظين على إثر دعوات للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعرب بزشكيان عن استعداد بلاده للتفاوض غير المباشر مع الولايات المتحدة. وقال في مقابلة مع شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية إن إيران «من حيث المبدأ منفتحة على الحوار مع إدارة ترمب الثانية».

لكنه أبدى شكوكه بشأن إجراء مفاوضات مباشرة ومفتوحة مع ترمب، الذي انتهج في ولايته الأولى استراتيجية «الضغوط القصوى». وقال إن «المشكلة ليست في الحوار، المشكلة في الالتزامات التي تنشأ عن نقاشات وعن هذا الحوار»، معرباً عن أسفه؛ لأن «الطرف الآخر لم يفِ بوعوده ولم يحترم التزاماته».

ونفى بزشكيان في المقابلة نفسها أي نيات لبلاده في اغتيال ترمب، انتقاماً للجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي قضي في غارة جوية أميركية. وأثار إنكار بزشكيان لتلك المحاولات غضب أوساط «الحرس الثوري».

وتخشى إيران من عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى سياسة «الضغوط القصوى» لإجبارها على تعديل سلوكها الإقليمي، خصوصاً مع تقدّم برنامجها النووي لمستويات تخصيب قريبة من إنتاج الأسلحة.

وتُثار تساؤلات حول نهجه تجاه طهران، حيث أرسل كلا الطرفين إشارات متباينة بشأن المواجهة أو التفاهم الدبلوماسي.

ووصف مسؤول إعلامي في مكتب المرشد الإيراني حينها الدعوات للتفاوض مع أميركا بأنها «خيانة للعالم أجمع».

وحذر عبد الله حاجي صادقي، ممثل المرشد الإيراني في «الحرس الثوري»، اليوم، من محاولات «الاختراق» عبر الأشخاص والتيارات. وقالت وكالة «مهر» الحكومية إن تعليقاته وردت رداً على طلبات التفاوض المباشر مع أميركا.

وقال: «اليوم، جميع قادة الكفر والاستكبار متحدون، ويقفون في مواجهة جبهة الثورة من خلال حرب هجينة ومعرفية». وأضاف: «يعمل العدو على نشر الخوف واليأس وإيحاء بعدم كفاءة نظام الحكم، بالإضافة إلى خلق الانقسامات واستقطاب المجتمع».

وأشار حاجي صادقي إلى أن «العدو يسعى إلى قطع الارتباط بين الأمة والولاية»، مضيفاً: «الثورة أكبر ممهد لظهور المهدي المنتظر، والالتزام بالولاية هو العامل الوحيد لبقاء الثورة وضمان مستقبلها».وختم قوله: «اليوم هناك من يدعو إلى التفاوض المباشر مع أميركا، ولكن يجب أن نحذر من خطر تسلل الأشخاص والأفكار والتيارات».

في 8 يناير (كانون الثاني) الماضي، حذر خامنئي من المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة. ودعا المسؤولين وصناع القرار في بلاده إلى «ألا يأخذوا طلبات ومواقف أميركا والصهاينة بعين الاعتبار؛ لأنهم أعداء للشعب والجمهورية الإسلامية، ويتمنون تدميرها».


مقالات ذات صلة

«مجموعة السبع» تحث إيران على خفض التصعيد

شؤون إقليمية صورة جماعية لوزراء خارجية الدول السبع الصناعية الكبرى في كندا يوم 13 مارس 2025 (رويترز)

«مجموعة السبع» تحث إيران على خفض التصعيد

قالت الدول السبع الصناعية الكبرى إن إيران مصدر رئيسي لعدم الاستقرار، وحذرت من لجوئها إلى اعتقال ومحاولة اغتيال أجانب كأداة للإكراه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كيبيك بكندا 13 مارس 2025 (أ.ب)

مجموعة السبع تتهم إيران باللجوء للاعتقال التعسفي ومحاولات اغتيال أجانب

حذّر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى من خطر لجوء إيران إلى الاعتقال التعسفي ومحاولات اغتيال شخصيات أجنبية بشكل متزايد كأداة للإكراه.

«الشرق الأوسط» (كيبيك)
شؤون إقليمية صورة لمفاعل بوشهر النووي الإيراني الرئيسي على بُعد 1200 كيلومتر جنوب طهران (أرشيفية - رويترز)

دعوة صينية لرفع العقوبات عن إيران

دعا نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاوشو، الجمعة، إلى رفع «العقوبات الأحادية غير المشروعة» عن إيران، في إطار محادثات تُجرى في بكين مع ممثلين عن طهران وموسكو.

«الشرق الأوسط» (بكين)
شؤون إقليمية صورة نشرتها الخارجية الإيرانية للمتحدث إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحافي

طهران: رسالة ترمب قيد الدراسة

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن طهران تعكف على دراسة محتوى رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مضيفاً أنها «ستتخذ القرار بشأن كيفية الرد».

شؤون إقليمية صورة من واجهة مبنى وزارة الخزانة الأميركية في واشنطن 20 يناير 2023 (رويترز)

أميركا تفرض عقوبات على وزير النفط الإيراني

فرضت الولايات المتحدة، الخميس، عقوبات على وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد وبعض السفن التي ترفع علم هونغ كونغ، بحسب وزارة الخزانة.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)

عائلات المحتجَزين في غزة تُطوّق وزارة الدفاع بتل أبيب

عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة خلال اعتصام في تل أبيب يوم 13 مارس الحالي (أ.ف.ب)
عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة خلال اعتصام في تل أبيب يوم 13 مارس الحالي (أ.ف.ب)
TT
20

عائلات المحتجَزين في غزة تُطوّق وزارة الدفاع بتل أبيب

عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة خلال اعتصام في تل أبيب يوم 13 مارس الحالي (أ.ف.ب)
عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة خلال اعتصام في تل أبيب يوم 13 مارس الحالي (أ.ف.ب)

في محاولةٍ للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه وقيادة الجيش، يقيم المئات من أفراد عائلات المحتجَزين الإسرائيليين لدى «حماس» ومُناصريهم، حصاراً حول وزارة الدفاع ومقر رئاسة أركان الجيش في تل أبيب؛ وذلك للمطالبة بتسريع إنجاز صفقة تبادل الأسرى والمحتجَزين.

وتنطلق هذه العائلات في احتجاجها من القناعة بأن هناك إمكانية واقعية لتحرير جميع المحتجَزين، إذا وافقت الحكومة على إنهاء الحرب، وأن الحكومة ترفض هذه الفكرة فقط لأسباب سياسية وحزبية؛ لأن نتنياهو يخاف من سقوط ائتلافه. فحتى لو اقتنع هو بالأمر، فإنه لا يستطيع إقناع حلفائه في اليمين المتطرف بذلك. ولهذا، يضطر الأميركيون وبقية الوسطاء لطرح مقترحات حل وسط؛ للتوصل إلى صفقات جزئية. وترى هذه العائلات أن الاقتراح الأخير الذي طرحه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في العاصمة القطرية الدوحة، يوم الأربعاء، لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لعدّة أسابيع، مقابل إطلاق «حماس» سراح خمسة رهائن إسرائيليين أحياء على الأقلّ، وعدد من الرهائن القتلى الذين تحتجزهم الحركة، ينطوي على انتقائية قتالة.

ويقولون إن الإدارة الأميركية، وبدافعٍ من حرصها على المواطنين الأميركيين، وافقت على هذه الصفقة الجزئية لأنها تضم المحتجَز عيدان ألكسندر، ومعه أربع جثث لمحتجَزين مثله، يحملون الجنسية المزدوجة (أميركيين إسرائيليين). وهم يخشون أن تُواصل حكومة نتنياهو المماطلة، فيبقى المحتجَزون الآخرون في أَسر «حماس» وتُفجر إسرائيل الحرب من جديد، وتعرِّض بذلك حياتهم للخطر.

وقد أصدر «منتدى عائلات المخطوفين» في تل أبيب، الجمعة، بياناً اقترحوا فيه بسخرية على كل مواطن في إسرائيل أن يسعى لاستصدار جنسية أجنبية حتى يضمن حقوقه؛ لأن الحكومة الإسرائيلية تبث رسائل تدل على أنها لا تكترث بأرواح أبنائها.

وقالت الطبيبة شيرلي أورن (57 عاماً)، التي تقيم في إحدى خيام الحصار على الوزارة، إن الواجب يقضي بالقيام بنشاطات تُزعزع إسرائيل. وأضافت، في حديث مع صحيفة «غلوبس» الاقتصادية: «الجمهور يائس، لذلك لا يخرج إلى الشوارع. فمن الصعب أن تمسك عشرات ومئات الألوف من المتظاهرين لعدة سنوات، خصوصاً عندما يكون رئيس حكومتك بلا إحساس ويقوم بعملية تحريض على عائلات المخطوفين ويرسل نشطاء يهددون وينفّذون اعتداءات جسدية ونفسية علينا. لكن ما من حل سوى الإصرار على الكفاح. يجب أن نبقى في الشارع، 24 ساعة وكل يوم في الأسبوع. فإن لم يفهم نتنياهو، فسيفهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يُبدي تعاطفاً حقيقياً مع المخطوفين الإسرائيليين أكثر من رئيس حكومة إسرائيل».

أقارب المحتجَزين الإسرائيليين بغزة خلال احتجاج للمطالبة بتأمين الإفراج عنهم في تل أبيب يوم 13 مارس (رويترز)
أقارب المحتجَزين الإسرائيليين بغزة خلال احتجاج للمطالبة بتأمين الإفراج عنهم في تل أبيب يوم 13 مارس (رويترز)

يُذكر أن المبعوث الأميركي ويتكوف قدَّم، وفق ما أورد موقع «واللا» العبري، الجمعة، مقترحاً محدّثاً، الأربعاء، يتضمن تمديد وقف إطلاق النار في غزة، حتى بعد شهر رمضان، وعيد الفصح الذي ينتهي في 20 أبريل (نيسان) المقبل، بالإضافة إلى استئناف تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة. ووفق ما أورد التقرير، نقلاً عن مصدر «مطّلع على التفاصيل»، فإنّ «حماس» ستُفرج، بموجب المقترح الجديد، عن نحو خمس رهائن أحياء، ونحو تسع رهائن قتلى. وكان المقترح السابق، الذي عرضه ويتكوف، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، يقضي بالإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين في الدفعة الأولى، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 أو 60 يوماً، وأن تستأنف إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية قطاع غزة، إلى جانب «مكونات إعادة إعمار» تُطالب بها «حماس»، وفق التقارير الإسرائيلية. لكن «حماس» رفضت هذا المقترح، فعرض ويتكوف اقتراحاً جديداً.

وقد استغل نتنياهو هذا ليهاجم «حماس» ويدَّعي أنها رفضت المقترح الأميركي؛ على أمل أن تُسانده الولايات المتحدة في استئناف الحرب، لكنه عاد وأعلن أنه سيدعو إلى جلسة للكابنيت (المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن)، مساء السبت؛ لتقييم الوضع.