نتنياهو يلغي كل برامجه ويتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس»

سموتريتش يوافق على البقاء في الحكومة لقاء الوعد باستئناف الحرب إذا فشلت المرحلة الثانية

إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)
إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)
TT
20

نتنياهو يلغي كل برامجه ويتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس»

إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)
إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)

ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل برامجه المقررة، معلناً أنه يتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس» لوقف النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.

وبعد أن سلمت «حماس» للوسطاء في الدوحة موافقتها، تم وضع برنامج عمل للمصادقة عليها في الحكومة الإسرائيلية. وفي الوقت الذي يهدد فيه رئيس حزب «عظمة يهودية» إيتمار بن غفير، بالانسحاب من الحكومة، نجح نتنياهو في الإبقاء على حزب «الصهيونية الدينية» برئاسة وزير المالية بتسليل سموتريتش، في الحكومة.

وقالت مصادر عليمة إن سموتريتش اتخذ قراره بعدما تشاور مع عدد كبير من رجال الدين وقيادة المستوطنين، الذين التقاهم خلال ساعات الليل والفجر، والذين أخبرهم بأنه تلقى وعوداً من نتنياهو بأن يستأنف الجيش الإسرائيلي القتال في غزة في حال أي خرق للاتفاق أو في حال فشل المرحلة الثانية من المفاوضات لإطلاق سراح بقية المحتجزين.

سموتريتش والاستيطان

ونفى سموتريتش أن يكون تلقى وعوداً بشأن توسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. وقال: «المسألة هنا مبدئية ولا مساومة عندي على المبادئ». إلا أن مقربين من قيادة الاستيطان أكدوا أنه حصل على ضوء أخضر ليس فقط من رئيس الوزراء (نتنياهو)، بل أيضاً من مساعدي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بدعم المشاريع الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية وإلغاء قرارات الرئيس جو بايدن لمعاقبة المستوطنين، الذين نفذوا اعتداءات على الفلسطينيين.

وبحسب هذا البرنامج، فإن نتنياهو، وبعد الاتفاق النهائي مع سموتريتش، سيتوجه لعقد اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، ثم اجتماع للهيئة العامة للحكومة لإقرار الصفقة، ويتوقع أن تحظى بأكثرية ساحقة من الوزراء. فقد ضمن نتنياهو تأييد جميع وزراء حزبه (الليكود) وجميع وزراء الأحزاب الدينية الحريدية. وعندها يطرح الاتفاق أمام الجمهور.

فإذا كان هناك من يرغب في الاعتراض للمحكمة، فسيتاح له الأمر خلال 24 ساعة، وسيتاح للمحكمة العليا 24 ساعة أخرى لتبت في الدعوى. وقد جرت العادة بألا تتدخل المحكمة في صفقات كهذه، بعدّها قضية سياسية أمنية من صلاحيات الحكومة ومؤسساتها. ومع صدور قرار المحكمة، يبدأ تطبيق بنود الصفقة فوراً. ووفقاً للتصورات، سوف يبدأ إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مثلما طلب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترمب، أي قبل دخوله إلى البيت الأبيض لتولي المهام الرئاسية.

بداية النهاية

ويتوقع المراقبون أن تكون هذه الصفقة بداية النهاية لحكومة نتنياهو، في حال نجاح مفاوضات المرحلة الثانية، التي ستبدأ في اليوم السادس عشر من بدء الصفقة. فاليمين المتطرف يرى فيها نقيضاً لكل تعهداته للجمهور، بألا تنتهي الحرب قبل تدمير «حماس» والقضاء على إمكانية المشاركة في الحكم. وهو يتوقع أن يحظى بمساندة إدارة ترمب في استئناف الحرب ودحرجة مشروع تصفية القضية الفلسطينية. ولكن، وفي حين أن هناك قسماً من هذا اليمين يدير حواراً ودوداً مع إدارة ترمب، ورئيس المستوطنات يوسي دغان دعي بصفته ضيف شرف، للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس يوم الاثنين المقبل، في البيت الأبيض، ويحل ضيفاً على ترمب في مزرعته في فلوريدا، حالياً، يرى جناح بن غفير أن هناك حاجة لمعركة علنية مع ترمب من الآن. وقد أعلن أن ترمب هو الذي مارس الضغوط على إسرائيل لكي يمرر هذه الصفقة، وهذا مخالف لكل الوعود، بحسب قوله.

بن غفير: «نجحنا»

وكان بن غفير صرح قائلاً: «في السنة الأخيرة، من خلال قوتنا السياسية، نجحنا في منع هذه الصفقة من التحقق، مرة تلو الأخرى». وقال إنه نجح بذلك لأنه كان يشكل كتلة توازن داخل الحكومة. ولكن، في اللحظة التي ضم فيها نتنياهو حزب جدعون ساعر إلى الحكومة، فقد القدرة على إحباط الصفقة. وأضيفت إلى الحكومة جهات أخرى تؤيد الآن الصفقة ولم نعد نشكل لسان الميزان. وقد تسبب هذا التصريح بالحرج لنتنياهو، إذ إنه كان بمثابة اعتراف رسمي بأن إسرائيل هي التي أحبطت الصفقة، وتسببت بذلك في مقتل عدد من المحتجزين (8 على الأقل) والجنود المحاربين (122 جندياً وضابطاً فقط في الفترة منذ شهر مايو «أيار»، حينما طرحت هذه الصفقة بشكلها الحالي).

وقد سارع مكتب نتنياهو إلى إصدار بيان يصد فيه أقوال بن غفير ويقول إن «(حماس) هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تأخير الصفقة حتى الآن».

وقد أنشأت صحيفة «هآرتس» مقالاً افتتاحياً لها، الأربعاء، قالت فيه: «إن حقيقة أن وزيراً كبيراً في الحكومة يتباهى بأنه على مدى سنة كاملة نجح في عرقلة التوقيع على صفقة – وذلك في الوقت الذي كان معروفاً فيه للجميع أن هذه الإحباطات كلفت حياة عشرات المخطوفين وحياة جنود كثيرين جداً – تشهد أكثر من كل شيء على التعفن الذي استشرى في قيادة الدولة. أقوال بن غفير يجب أن تكون تذكيراً مهماً: إعادة كل المخطوفين وإنهاء الحرب هما الخطوة الأولى فقط في الطريق الطويل لترميم إسرائيل من أفعال نتنياهو وعصابته».


مقالات ذات صلة

إسرائيل: الاشتباه بتجسس اثنين من جنود الاحتياط لصالح إيران

شؤون إقليمية اعتقال 2 من جنود الاحتياط في إسرائيل بشبهة التجسس لصالح إيران (إ.ب.أ)

إسرائيل: الاشتباه بتجسس اثنين من جنود الاحتياط لصالح إيران

أعلنت محكمة إسرائيلية الاشتباه باتصال كل من يوري إلياسفوف وجورجي أندرييف بعميل أجنبي، ونقل معلومات سرية إلى جهة أجنبية، ومساعدة العدو في الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس مجلس النواب المصري المستشار حنفي جبالي (البرلمان المصري)

«النواب المصري»: أطروحات تهجير الفلسطينيين خطر جسيم على الأمن الإقليمي

أعرب حنفي جبالي رئيس مجلس النواب المصري، الاثنين، عن رفضه «بشكل قاطع، أي ترتيبات أو محاولات لتغيير الواقع الجغرافي والسياسي للقضية الفلسطينية».

المشرق العربي 
حشود فلسطينية تنتظر العودة إلى شمال غزة في مخيم النصيرات وسط القطاع أمس (إ.ب.أ)

مصير نازحي غزة... تملص إسرائيلي و«قنبلة» أميركية

تكدست حشود ضخمة من نازحي غزة عند طريق مغلق، في انتظار أن تسمح لهم إسرائيل بالعودة إلى مناطقهم في شمال القطاع، بعد أن تملصت تل أبيب من اتفاق الهدنة وقررت إغلاق.

نظير مجلي (تل أبيب) «الشرق الأوسط» (عمّان - القاهرة)
المشرق العربي 
رجل يحمل شخصاً أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي قرب بلدة كفركلا جنوب لبنان (رويترز)

خرق إسرائيلي «لوقف النار» يدمي جنوب لبنان

وصل الخرق الإسرائيلي لاتفاق وقف النار في لبنان، إلى أعلى مستوياته منذ بدء سريانه قبل شهرين، حيث شهد الجنوب اللبناني أمس، يوماً دامياً سقط فيه أكثر من 22 قتيلاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون على مشارف بلدة في جنوب لبنان (أ.ب)

إسرائيل تتمسك بعدم الانسحاب من لبنان

في الوقت الذي تخرق فيه إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وتطلق النار على الجيش اللبناني وسكان الجنوب الذين يسعون للعودة إلى بيوتهم، مما أدى إلى مقتل 15…

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

مسؤول إسرائيلي: بعض رهينات غزة المفرج عنهن احتُجزن في أنفاق لشهور

الرهينات اللاتي أُطلق سراحهن من قطاع غزة (د.ب.أ)
الرهينات اللاتي أُطلق سراحهن من قطاع غزة (د.ب.أ)
TT
20

مسؤول إسرائيلي: بعض رهينات غزة المفرج عنهن احتُجزن في أنفاق لشهور

الرهينات اللاتي أُطلق سراحهن من قطاع غزة (د.ب.أ)
الرهينات اللاتي أُطلق سراحهن من قطاع غزة (د.ب.أ)

قال مسؤول طبي في الجيش الإسرائيلي (الاثنين) إن بعض الرهينات اللاتي أُطلق سراحهن من قطاع غزة حتى الآن في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، احتُجزن في أنفاق «حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية» (حماس) لما يصل إلى ثمانية أشهر متتالية، مع الحرمان من ضوء الشمس ومن أي اتصال يُذكر بأي أشخاص آخرين.

وحتى الآن أُطلق سراح ثلاث مدنيات وأربع جنديات من الرهائن الإسرائيليين في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني)، وفي المقابل أطلقت إسرائيل سراح 290 معتقلاً فلسطينياً من المدانين وغير المدانين.

ووفقاً لـ«رويترز»، قال الكولونيل آفي بانوف للصحافيين عبر الإنترنت: «قالت لنا بعضهن إنهن بقين داخل الأنفاق في الأشهر القليلة الماضية، لقد قضين الوقت كله في الأنفاق تحت الأرض».

وأضاف: «ظلت بعضهن بمفردها طوال فترة الوجود هناك، أما اللاتي قلن إنهن بقين معاً فيتمتعن بحالة أفضل».

ويشرف الجيش الإسرائيلي على الفحوصات الطبية الأولى التي تخضع لها الرهينات لدى وصولهن إلى إسرائيل. ولم تتمكن «رويترز» من الوصول إلى «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، للتعليق. وقالت «الكتائب» يوم السبت إنها تحافظ على سلامة الرهائن.

وقال بانوف إن الرهينات قلن إن معاملتهن تحسنت في الأيام التي سبقت إطلاق سراحهن؛ إذ سُمح لهن بالاستحمام وتغيير الملابس وتلقين طعاماً أفضل. وبدا أنهن في حالة جيدة ويبتسمن في مقاطع فيديو منذ إطلاق سراحهن.

وللحفاظ على خصوصية الرهينات السبع، لم يذكر بانوف ما إذا كانت أي منهن ظهر عليها علامات تعذيب أو إساءة معاملة.

وقال بانوف إن بعضهن لم يحصلن على العلاج المناسب لجروح أُصبن بها عندما احتُجزن خلال الهجوم الذي قادته «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وظهر على بعضهن علامات «جوع خفيف».

وخرجت المدنيات الثلاث اللاتي أُطلق سراحهن في اليوم الأول من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، من المستشفى، الأحد، في حين لا تزال المجندات الأربع اللواتي أُطلق سراحهن في ثاني عملية تبادل ضمن الاتفاق يوم السبت، في مركز طبي آخر لتلقي العلاج.

وقال إيتان جونين، والد رومي (24 عاماً) التي أُطلق سراحها في 19 يناير الجاري، لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان): «رومي مذهلة. استقبلنا امرأة ناضجة ومذهلة. أذهلتنا جميعاً».

ولم يوضح جونين حالة ابنته الطبية أو تفاصيل محنتها، لكنه قال إنها استمعت في أثناء احتجازها إلى بعض المقابلات الإذاعية التي أجراها.

وأضاف: «حتى لو وصل عشرة بالمائة فقط من هذه المقابلات إلى آذان الرهائن، فهذا يكفي لمنحهم القوة... منحتها (المقابلات) الكثير من القوة والطاقة وأملاً كبيراً».

واحتجز مقاتلون بقيادة «حماس» في أكتوبر 2023 أكثر من 250 رهينة، وأُطلق سراح نحو نصفهم في نوفمبر (تشرين الثاني) خلال هدنة وحيدة سابقة خلال الحرب، في حين أُعيد آخرون أحياء أو أموات خلال الأعمال القتالية. ولا تزال إسرائيل تشير إلى وجود 90 رهينة في غزة، من بينهم نحو 30 أُعلنت وفاتهم.

وبخلاف الرهينات السبع المفرج عنهن، لا يزال من المقرر إطلاق سراح 26 رهينة من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تستمر ستة أسابيع. وقالت «حماس» في ساعة متأخرة من مساء الأحد إنها سلمت للوسطاء المعلومات المطلوبة عن قائمة الرهائن المقرر إطلاق سراحهم طوال المرحلة الأولى.

وقالت السلطات الإسرائيلية إنها تعتقد أن معظم المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى ما زالوا على قيد الحياة، وإنها تخشى على حياة الباقين. ولم تذكر أي تفاصيل جديدة منذ تسلم القائمة.

وقال بانوف إنه يتوقع أن يطلق في الفترة المقبلة سراح رهائن «أكثر مرضاً، إضافة إلى جثث من مات منهم خلال فترة وجودهم في غزة».